شكري شيخاني
الحوار المتمدن-العدد: 8021 - 2024 / 6 / 27 - 17:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
وداعش نافعة جدا لروسيا، تتيح لها أن تستأنف معركة الأسديين من أجل تحطيم الثائرين عليهم بذريعة هذا "العدو العالمي"، وخلق قضية مشتركة تجمعها بالأميركيين، وضم الدولة الأسدية التي تُحامي عنها كشريك في القضية المشتركة مع الأميركيين والغربيين. وبعد أن تجندت الميديا ومراكز الأبحاث الغربية منذ الصفقة الكيماوية الروسية الأميركية قبل نحو ثلاثة أعوام في تغذية الهوس العالمي بداعش، وفي مضاءلة الفوارق بينها وبين عموم الثائرين على الدولة الأسدية، لم يبق لأي كان مسوغ للاعتراض على الغزو الروسي لسورية وحماية الأسديين. وخلال ما يقترب من عام من تدخلها كرست روسيا معظم جهودها لمواجهة مقاومي النظام في مناطق حلب وإدلب، وإن كانت ضربت في الرقة أحياناً، ونجحت في قتل مدنيين كدأبها منذ البداية.
وداعش عظيمة النفع لإيران، تُطبّع إطلاق يدها في العراق، وتضفي على وجودها العسكري العلني في سورية ووجود أتباع لها، لبنانيين وعراقيين، قبولاً من الخصوم المفترضين لها ولأتباعها، ليس الأميركيين وحدهم وإنما الإسرائيليين كذلك. والإجماع العالمي على رفض داعش يساعد إيران، مثل غيرها، على تسويغ أية جرائم ومخططات خطرة، ومنها توسيع السيطرة الشيعية عبر مجال يمتد من المركز الإيراني عبر العراق إلى سورية ولبنان. وأخيراً، فإن مما سهل لإيران توقيع الصفقة النووية هو ما أتاحه وجود داعش من تقبل أميركي وغربي لحربها في سورية والعراق.
وفي حاشية إيران، داعش عدو مرغوب لنظام العبادي في العراق، ولحسن نصر الله وحزبه في لبنان. داعش مرغوبة للعبادي وحشده الشعبي الذي يشابه داعش في وحشيته وطائفيته، لا يفترق عنها إلا في تعميدها السياسي والإعلامي كعدو للعالم. وداعش عدو مرغوب لحزب الله لأنه مثل داعش ميليشيا طائفية مسلحة، لكنه خلافاً لها ليس قوة خارجة عن السيطرة: له عنوان معلوم، ويأتمر بأمر دولة معلومة، وأظهر ما يلزم من "عقلانية" حيال المسيطرين عند الاقتضاء. داعش هي الفزاعة المناسبة التي تجعل أي جرائم ترتكب، وأي أدوار سياسية إجرامية تمارس، شيئاً يتواطأ على تسهيله الخصوم بالذات، الأميركيون والغربيون، والإسرائيليون.
#شكري_شيخاني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟