ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم
(Majid Alhydar)
الحوار المتمدن-العدد: 8021 - 2024 / 6 / 27 - 04:55
المحور:
الادب والفن
يومَ تَمزق قوسُ قزح
من حكايات سكان امريكا الاصليين
ترجمة ماجد لحيدر
ثمة زهور تحتوي بتلاتها على بعض من ألوان قوس قزح. تلك هي أزهار الصبار التي تشق طريقها من أطراف نباتات الصبار الشائكة مثل لهب برتقالي أو أحمر أو أصفر. كانت كل تلك الزهور فيما مضى ذات لون واحد هو الأبيض كما هو حال بعضها الآن. لكن قوس قزح منح معظمها ألوانًا حافظت عليها حتى هذا الوقت.
كانت أزهار الصبار البيضاء ترفع رؤوسها لتنظر إلى القوس اللامع الذي ينحني عبر السماء كلما سطعت الشمس من خلال المطر أو الضباب. لطالما كان طرفا قوس قزح يلامسان الأرض في مكان ما، و كان كل شيء يلمسه على الأرض يبدو وكأنه يغتسل بألوانه.
غير أن قوس قزح لم يلمس نباتات الصبار قط. ربما كان خائفا من الأشواك الحادة التي نمت عليها. لطالما تاقت أزهار الصبار البيضاء إلى الاستحمام بألوانه، لكنه لم يدن منها يوماً.
مرة بعد هطول أمطار غزيرة كان قوس قزح يستعد لإرسال طرفيه إلى الأرض. لقد كان هو نفسه مثقلا بقطرات المطر. وعندما هبطت نهايتاه نحو الأرض حرص على أن لا يسقط على أشواك نباتات الصبار. لكنه عندما أوشكت إحدى نهايتيه على الغوص في الأرض، رأى فجأة حوضا من نباتات الصبار المختبئة بين الأعشاب العالي. حاول، حين أبصرها، أن يلملم طرفيه مرة أخرى، لكنه كان ثقيلا جدًا بسبب قطرات المطر فاستمر في النزول حتى تناثر فوق نباتات الصبار ذات الأزهار البيضاء. وعندها أمسكت الأشواك بتلك الحزم من الألوان الضبابية وحاولت الاحتفاظ بها لزهورها فتفادتها الحزم البنفسجية والزرقاء والخضراء، لكن الحزم الصفراء والحمراء والبرتقالية علقت بين الأشواك. وما أن حدث ذلك حتى فتحت أزهار الصبار السعيدة بتلاتها على آخرها وأخذت تنهل من الضباب الملون العالق بها. وقبل أن ينجح قوس قزح في تحرير نفسه من الأشواك تشبعت الأزهار البيضاء بالألوان وأصبحت حمراء وبرتقالية وصفراء كما هي الآن.
#ماجد_الحيدر (هاشتاغ)
Majid_Alhydar#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟