أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جليل البصري - تقرير بيكر هاملتون عراقيا وأمريكيا














المزيد.....

تقرير بيكر هاملتون عراقيا وأمريكيا


جليل البصري

الحوار المتمدن-العدد: 1765 - 2006 / 12 / 15 - 10:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل كل شيء يجب أن نثبت أن تقرير بيكر هاملتون هو تقرير استشاري قدمه فريق عمل أمريكي مكلف من قبل الإدارة الأمريكية لإعادة تقييم الوضع في العراق وإعادة تقييم السياسة الأمريكية تجاهه .. لذلك فهو يحمل شقين شق أمريكي داخلي لأنه يتعلق بسياسة الولايات المتحدة تجاه العراق باعتبارها المسؤولة عن التغيير الذي حصل فيه والتطورات اللاحقة ... وهذا الشق يعني أيضا أن التقرير أو أجزاءه المختلفة لن تصبح ذات أهمية حقيقية تجاه العراقيين ساسة وشعبا إلا بعد أن تأخذ الإدارة الأمريكية بها وتقوم بتعديل سياستها تجاه الوضع في هذا البلد ، وهو ما يعني أن التقرير غير ملزم لهذه الإدارة ، لكن الإدارة بحاجة إلى تغيير سياستها للخروج من دوامة العنف المتصاعد وتحقيق نجاحات على الأرض وإلا ما كانت هناك حاجة إلى إرسال بيكر إلى العراق والمنطقة لانجاز هذه الدراسة .. أما الشق الثاني فهو عراقي ، إذ ترتبط الأوضاع في العراق ومواقف ومواقع القوى السياسية المتحالفة والمتناحرة فيها ، بما تضع هذه الإدارة من سياسات لنفسها في التعامل مع البلد وقواه .. لذلك فان هناك موقفين مستقلين ومترابطين بشكل يؤثر بعضها في الآخر بشكل كبير جدا أن لم نقل حاسم .
(( الوضع في العراق متدهور وينذر بالخطر )) هذا ما حددته لجنة بيكر هاملتون .. فميليشيات جيش المهدي وصلت إلى 60 آلف رجل والميلشيات السنية تضم أكثر من هذا العدد والجيش كما قال التقرير ( لم يحقق تقدما يذكر في اتجاه أن يصبح قوة مقاتلة تتسم بالانضباط ويمكن الاعتماد عليها وقوات الشرطة العراقية أكثر سوءا من الجيش ) وهذا ما جعل كل الخطط الأمنية حبرا على ورق كما ان برنامج الحكومة لحل الميلشيات يفتقد اولا للقوة المنفذة قبل الإدارة ، إذ ليس هناك طوعية في تطبيق هذا البرنامج .. وهذا الواقع يجعل فكرة تحويل مهام الجيش الامريكي من قتالية الى تدريبية فكرة صعبة التطبيق اذ لم تسفر كل التدريبات والدورات في الداخل والخارج عن تشكيل جيش وشرطة منضبطة ومحايدة الولاء أي تدين للدولة بولائها .. وإذا أخذنا واقع انقسام الدولة والبرلمان وتحول الادارات الى مقرات حزبية وميليشياتية أحيانا ... فان هذه المهمة ستصبح اصعب ... وان اعادة بناء القوات المسلحة العراقية تحتاج الى ظروف أكثر هدوءا واقل توترا وصراعا مما يعني ان تحسين الوضع الامني سيساعد على اعادة بنائها وهو ما يدعو التقرير الى القيام به عن طريق إقليمي بمشاركة كل من سوريا وايران اللتين تتدخلان بشكل مباشر في دفع عجلة الصراع نحو التصعيد عن طريق دعم طرفي الصراع نفسه .. لكن كيف تستطيع الولايات المتحدة جلب ايران وسوريا الى طاولة المفاوضات ، للكف عن التدخل وتأجيج الصراع الطائفي ؟ وهما دولتان تناصبهما الولايات المتحدة العداء وتعمل على تغيير النظام السياسي فيهما بكل الوسائل ؟ وكيف تأمل الولايات المتحدة من ايران وسوريا المساعدة دون ضغوط حقيقية ؟ ان سوريا وايران تعتقدان جازمتين مثلهما مثل الاطراف العراقية المتحاربة ان الولايات المتحدة لن تسحب قواتها من العراق ، لان لديها مخاوف من ان مجرد الاعلان عن جدولة الانسحاب سيشجع الارهاب ويؤجج نيران الحرب الطائفية في العراق والمنطقة : وهي مخاوف قد تتحقق او لا تتحقق .. فالانسحاب الامريكي من العراق سيؤدي الى تدهور الوضع فيه اكثر ، لكن الى متى سيجري هذا ؟.. في الواقع ان وجود القوات الامريكية يوفر ارضية تدور فيها الحرب وتشجع بعض الاطراف على تقديم شروط تعجيزية لانهاء الصراع ، لانها تدرك ان الولايات المتحدة لن تسمح بانفلات الاوضاع عن السيطرة .. لذلك فان هذه الاطراف تراهن على استخدام مديات اخرى من العنف للحصول على المزيد من السلطة والمكاسب على حساب الاطراف الاخرى .. اذا فان فكرة استمرار هذه القوى على العنف وتطوير النزاع قد تتراجع اذا ما ادركت انها ستتحمل لوحدها العواقب في غياب القوات الامريكية ، وهذا يعني ان وجود هذه القوات هو عامل مزدوج يساعد في السيطرة على الموقف من ناحية ويؤدي الى مزيد من العنف المضاد لها والعنف الطائفي الداخلي ... وبالتأكيد فان ايران وسوريا وغيرها من الدول تنظر بارتياح الى الفوضى والعنف في العراق باعتباره درس لشعوبها المتطلعة للحرية والديمقراطية وتعمل على نشر صور العنف في قنواتها الفضائية ـ لكن ايران وسوريا تدركان ان عدم بقاء القوات الامريكية في العراق يعني دخولهما بشكل مباشر او نيابة في الصراع ويعني ان هذا التحالف والاتفاق على دعم العنف في العراق بوجودها سينفرط وسيؤدي الى تحاربهما وهذا سيجبر الدولتين على العمل على التوصل الى تسوية .. اذا فان قناعة اكيدة بنية الولايات المتحدة على التوصل الى شل بما فيه استخدام الانسحاب كسلاح سيشكل ضغطا على الدولتين بجلبهما الى مائدة المفاوضات للمشاركة في إيقاف العنف عن طريق حجب منابع الدعم .. اخيرا فان التقرير قد اثار قلقا واقعيا لدى الاطراف العراقية من أمكانية تراجع الولايات المتحدة عن تقديم التزام مفتوح بالابقاء على قواتها في العراق وتأييد خطوات تتعارض مع الدستور العراقي مثلما اثار مخاوف اطراف لبنانية وسورية معارضة من امكانية التوصل الى اتفاق مع سوريا مما يعني ان امام الإدارة الأمريكية متسع لاستخدام المزيد من الاوراق الجادة للضغط على الاطراف الداخلية والإقليمية للتوصل الى حل .



#جليل_البصري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بل نحن بحاجة الى غاندي عراقي
- هل يصمد (عهد رمضان )بين القوى العراقية ؟!
- المصالحة ام تصفية الميليشيات
- الفدرالية المؤجلة وعودة إلى المحاصصة والتوافق
- التحولات في هيكل المظلومية وبناء المجتمع الجديد
- الأنفال التي بدأت ولم تنته
- الطليعة والفدرالية والوصاية السياسية
- السوبرمان والزير سالم و بغداد
- حزب الله و الميليشيات العراقية
- ماذا يعترض طريق المصالحة ؟
- المافيات وحكومة الظل
- الولادة العليلة للديمقراطية في العراق
- حرب الاحزاب
- ماذا نحتاج لكي نكون آمنين؟
- هيئة اجتثاث البعث تلقي المسؤولية عن اكتافها
- مجرد مقارنة
- لماذا نحن بلا ليبراليين ؟
- المظلومية البناءة
- الميليشيات مجددا
- حرب أهلية أم لا ؟


المزيد.....




- الولايات المتحدة: إطلاق نار في حرم جامعة فلوريدا يسفر عن مقت ...
- بوشكوف: ترامب غير معجب بأوروبا ولا يريد تحمل مسؤولية الغرب ب ...
- مقتل طفل بهجمات مسيرة أوكرانية على جمهورية دونيتسك الشعبية
- موقع كويتي ينشر تقريرا -مثيرا- عن سوري اكتسب الجنسية وأمه أص ...
- قائد بريطاني: الضمانات الأمنية التي ستقدمها أوروبا لأوكرانيا ...
- الخطوط الجوية السورية تعلن رسميا عودة رحلاتها إلى الإمارات
- مقتل شخصين وإصابة 5 في حادث إطلاق النار بجامعة فلوريدا والسل ...
- اليمن: الولايات المتحدة تقصف ميناء نفطيا في الحديدة وتجمد أص ...
- حماس تستنكر -الانتقام الوحشي- من سكان غزة وتحذر بشأن الأقصى ...
- الجيش الفرنسي يعلن تدمير مسيرة في البحر الأحمر


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جليل البصري - تقرير بيكر هاملتون عراقيا وأمريكيا