عزالدين مبارك
الحوار المتمدن-العدد: 8020 - 2024 / 6 / 26 - 19:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
:
نفخ المعدلات في امتحان الباكالوريا عن طريق إضافة عدد بدون ضارب عملية بدون موجب وبدون موضوعية بيداغوجية فكل مادة تحسب في المعدل لابد لها من ضارب فهي عملية غير مبررة ولابد من حذفها مثل عملية 20 في المائة سيئة الذكر. فالمعدلات المنتفخة مثل الشجرة التي تحجب الغابة ليست إلا مؤشرا للترتيب والتوجيه وليست مقياسا للمستوى وجودة التكوين والتعليم في البلاد وما تفاوت نسب النجاح بين الجهات وارتباطها بالإمكانيات المادية للأولياء إلا دليل على تدني المستوى الحقيقي للتعليم ببلادنا. ثم إن السياسة التعليمية الحالية تمكن من خلق فوارق كبيرة وتفاوت بين الأفراد والجهات بوجود نظام توجيهي نخبوي يعتمد على الإمكانيات المادية (دروس خصوصية ومعاهد نموذجية) وعلى مؤشر المعدلات والأعداد المبهمة وهو نظام غير عادل ومرتبط خاصة باستراتيجيات الدول المتنفذة على الصعيد العالمي وخاصة أوروبا بالنسبة لتونس بما تحتاجه هذه الدول من أطر مثل الأطباء والمهندسين والمتخصصين فمولت بعث مدارس وكليات وفرضت برامج كنظام المدارس التحضيرية ونظام إجازة ماستر دكتوراه حتى تسهل عملية الاحتواء والارتباط والاندماج مع نظامهم الخاص دون الأخذ بالاعتبار بحاجيات البلاد وخصوصياتها وأهدافها التنموية وهكذا أحسن تلامذتنا وطلبتنا وأطبائنا ومهندسينا وخبرائنا يهاجرون للدراسة دون عودة للوطن أو للعمل لإفادة من لم يصرف عليهم فلسا واحدا (استعمار الذكاء والعقول).وهكذا عن طريق التعليم يتم تحويل الذكاء والموارد البشرية والاستثمار في المعرفة من قبل الدولة والعائلات الفقيرة وخالتك مباركة إلى خدمة الدول المرفهة والغنية فتزيد قوة وتطورا ورفاهة وتبقى بلدان العالم الثالث فقيرة وضعيفة ومتخلفة نتيجة هجرة أدمغتها ومواردها البشرية الكفؤة والذكية إلى الضفة الأخرى فتبقى تابعة وذليلة ومدينة ولا تستفيد من أبنائها النجباء بعد أن صرفت عليهم الكثير من الجهد والمال. فبعد أن تم نهب ثرواتها المادية زمن الاستعمار ها هي الدول الاستعمارية تسرق منها عقول وذكاء أبنائها بثمن بخس. وإذا ذهب البعض للدراسة في الخارج قبل الاستقلال أو ما بعده لعدم وجود المدارس العليا والكليات في الداخل فقد عادوا للداخل فور حصولهم على شهاداتهم الجامعية فساهموا بمعارفهم المكتسبة في نهضة بلدهم رغم ضعف الأجور وصعوبة الظروف أما الآن فالأغلبية تذهب للخارج ولا تعود أبدا حتى تدفع ضريبة الوطن والانتماء والتراب وحق خالتك مباركة وعمك البرني فهل تغلبت الوسادة على الولادة في زمن الجحود والتلاشي؟
#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟