أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد جليل العتابي - توديع الحرس القديم في العراق: واقع لا مفر منه وتأثير دائم














المزيد.....

توديع الحرس القديم في العراق: واقع لا مفر منه وتأثير دائم


احمد جليل العتابي

الحوار المتمدن-العدد: 8019 - 2024 / 6 / 25 - 17:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع تقدم الزمن والتغيرات السياسية والاجتماعية التي تشهدها العراق، أصبح توديع الحرس القديم واقعا لا مفر منه. هؤلاء القادة الذين شكلوا نسيج السياسة العراقية لعقود، بدءًا من السبعينيات والثمانينات في المعارضة وصولاً إلى يومنا هذا، هم اليوم يقتربون من نهاية مسيرتهم السياسية. ومع ذلك، فإن تأثيرهم سيبقى قوياً حتى بعد اعتزالهم وتقدمهم في العمر.

تأثير الحرس القديم

الحرس القديم في العراق ليس مجرد مجموعة من السياسيين الذين شغلوا المناصب العليا؛ بل هم مجموعة من الشخصيات التي شكلت الوعي السياسي والاجتماعي للأمة. تأثيرهم يمتد إلى الأجيال الجديدة من السياسيين والإداريين، الذين تربوا على أيديهم ونهلوا من خبراتهم وتوجهاتهم.

هؤلاء السياسيين تمكنوا من ترك بصماتهم بطرق مختلفة، سواء من خلال القرارات التي اتخذوها، أو السياسات التي انتهجوها، أو حتى من خلال شبكات العلاقات والتحالفات التي أسسوها. وحتى بعد تقاعدهم، سيظل تأثيرهم ملموسًا من خلال الأشخاص والمؤسسات التي دعموها وساندوها على مر السنين.

أمثلة تاريخية

1. نيلسون مانديلا في جنوب أفريقيا:

عندما اعتزل نيلسون مانديلا السياسة، بعد فترة رئاسته، ترك خلفه إرثًا من الكفاح ضد الفصل العنصري والتحول الديمقراطي. تأثيره استمر من خلال الحزب الذي قاده، المؤتمر الوطني الأفريقي (ANC)، ومن خلال القيادات الشابة التي تدربت تحت إشرافه.

2. ونستون تشرشل في بريطانيا:

على الرغم من اعتزاله السياسة في عام 1955، إلا أن ونستون تشرشل ظل شخصية مؤثرة في الحياة السياسية البريطانية. إرثه في قيادة بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية وصموده أمام النازية، شكل مرجعًا لأجيال من السياسيين البريطانيين.

3. لي كوان يو في سنغافورة:

مؤسس سنغافورة الحديثة، لي كوان يو، اعتزل منصب رئيس الوزراء في عام 1990، لكنه استمر في لعب دور مؤثر كوزير رفيع وكأب روحي للأمة. تأثيره على السياسة السنغافورية استمر لعقود، من خلال السياسات التي وضعها والتوجيهات التي قدمها.

تأثير الحرس القديم في العراق

بالنظر إلى العراق، يمكن أن نرى تأثير الحرس القديم في عدة جوانب:

1. الإرث السياسي والمؤسساتي:

ترك الحرس القديم إرثًا من المؤسسات السياسية والأمنية التي لا تزال تعمل وفقًا لتوجيهاتهم وسياساتهم. هذه المؤسسات، رغم التغيرات التي قد تطرأ عليها، لا تزال تحمل في طياتها بصمات هؤلاء القادة.

2. الشبكات والتحالفات:

تمكن الحرس القديم من بناء شبكات واسعة من العلاقات والتحالفات التي تمتد عبر مختلف القطاعات. هذه الشبكات تستمر في التأثير على السياسة والاقتصاد وحتى على الحياة الاجتماعية في العراق.

3. الفكر والتوجهات:

الأفكار والتوجهات التي زرعها الحرس القديم في عقول الأجيال الجديدة من السياسيين لا تزال تؤثر في قراراتهم وسياساتهم. هذا التأثير الفكري يمتد ليشمل القيم والمبادئ التي يدافعون عنها والسياسات التي يتبنونها.
إن توديع الحرس القديم في العراق هو واقع لا مفر منه، لكن تأثيرهم سيظل قويًا حتى بعد اعتزالهم. التاريخ يعلمنا أن القادة العظام يتركون بصماتهم العميقة على الأجيال القادمة، سواء من خلال المؤسسات التي بنوها، أو الأفكار التي نشروها، أو الشبكات التي أسسوها. العراق اليوم يقف على أعتاب مرحلة جديدة، لكن ماضيه لن يختفي ببساطة، بل سيظل يؤثر في حاضره ومستقبله.

بهذا الوعي، يجب علينا أن نستعد لاستقبال الجيل الجديد من القادة، مع الحفاظ على ما هو إيجابي من إرث الحرس القديم، والعمل على تجنب أخطائهم وتجاوزها نحو مستقبل أفضل للعراق.



#احمد_جليل_العتابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ياعلي ادركنا
- إيقاف خط عقبة بصرة: الأسباب المنطقية والسلبيات المحتملة
- جامعة التراث: رائدة التعليم العالي في العراق
- العراق سيداً جديداً للمنطقة
- التناقض بين الثروة الحكومية والفقر الحكومي. معاناة المواطن ا ...
- بين الخدلان والعطاء
- ريان الكلداني .الدور الوطني والشخصية القيادية
- الصراع الأقتصادي القادم (ميناء الفاو الكبير)
- اسباب تفشي الجرائم الأقتصادية في العراق
- تفاعلات القوة الجديدة
- بيان المسؤولية العقدية تجاه الجمهور


المزيد.....




- بايدن يصدم الديمقراطيين بأدائه
- سفينة هجومية برمائية أمريكية في طريقها إلى شرق البحر المتوسط ...
- -ملتي فيتامين-.. هل تقلل حقاً من خطر الوفاة المبكرة؟
- ترامب يكشف كيف تصبح أمريكا صديقة لروسيا والصين وكوريا الشمال ...
- جنوح سفينة محملة بالقمح متجهة من روسيا إلى تونس قرب السواحل ...
- إيران تنتخب رئيسها.. أولويات وتحديات
- كينيدي جونيور: حكومتنا تدار من أشخاص غير معروفين يتحكمون ببا ...
- -كوش-.. دولة إفريقية تعلن حالة الطوارىء بعد انتشار عقار مخدر ...
- اجتماع لوزراء زراعة مجموعة بريكس بموسكو
- أردوغان: مستعد للقاء الأسد


المزيد.....

- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد جليل العتابي - توديع الحرس القديم في العراق: واقع لا مفر منه وتأثير دائم