أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - حين يرتقي الشهيد على طريق القدس














المزيد.....

حين يرتقي الشهيد على طريق القدس


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 8019 - 2024 / 6 / 25 - 10:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



العبارة ليست زلة لسان ولا سقطة لغوية. ظاهرة القراءة الموجهة أسبق في الزمن من ظاهرة الاقتصاد الموجه. "التوجيه" مهمة يتولاها في معركة غزة ولبنان اليوم الراسخون في العلم، علم الدين، وهم أسبق زمنياً، في تأويل لا يعلمه إلا الله، من مؤولي الاستشراف في العلم الماركسي. أصل الاستبداد واحد، هو ليّ (لوي) عنق الواقع استجابة لأمر القائد لا بحثاً عن الحقيقة.
ليس في القرآن أي موضع ورد فيه الاستشهاد بمعنى الموت أو القتل. الشهيد في القرآن هو الشاهد، من شهد يشهد أي حضر ورأى وسمع. وردت العبارة في ثمانية وعشرين موضعاً، منها، "قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ"( من سورة آل عمران). "وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ "(من سورة البقرة). يقال استشهد بكسر الهاء كما في فعل الأمر الوارد في الآية أو في الفعل الماضي المبني دائماً على المجهول، استُشهِدَ فلان، أي طُلِبَ منه الإدلاء بشهادة.
لم يجئ النص القرآني بلفظ "يستشهد" بدل يقتل، "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ"(آل عمران). الأحزاب الدينية، بدعم من المعممين، صادرت حق التأويل، فأقنعت أتباعها بأن الموت فرصة للفرح والتهنئة وللمباركة بموت من مات، وأقنعتهم بأن القدس قضية دينية وبأن كل حرب تكون فيها إسرائيل طرفاً هي حرب دينية، وبأن من يقتلون في المواجهات معها لا يحسبون أمواتاً "بل أحياء عند ربهم يرزقون"، فسوغوا لغوياً لتعبير ارتقى بدل سقط، على طريق تفضي إلى الجنة، ما القدس فيها سوى محطة.
عبارة "ارتقى على طريق القدس" وكذلك عبارة "طوفان الأقصى". فيهما تنتفي السياسة وتتخذ الصراعات أشكالها التبشيرية الأولى، وتلغى من التاريخ قرون وتمّحي مراحل، ويُختزل الزمن بما يراه القائد والزعيم والمرشد والأمين العام والرئيس والجنرال. ثالث النكبات وأشدها هولاً نكبة التجهيل. تنشئة أجيال على الأساطير وعلوم الغيب، فيما الله وحده هو "عالم الغيب والشهادة"(الأنعام).
السياسة ليست من عالَم الغيب ولا تنطبق عليها علوم الغيب. هي من عالَم الشهادة وصراعات المصالح. يربح فيها الأقوى وتخسر الشعوب، فكيف إذا كانت حروباً، وكيف إذا كانت أهلية. منذما قبل الإسلام قال فيها الشاعر الجاهلي، وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم..... وما هو عنها بالحديث المرجّم. حتى المؤمنون بالغيب لم يصدقوا ما يقوله الغيب عنها ولا ما قالته الأساطير ولا الطير الأبابيل.
التجهيل الذي يمارسه الاستبداد السياسي والديني يفضي إلى الهزائم والخسائر. 1948،1967، 1973، 1982. فيسميها نكسة أو نكبة أو كبوة في معركة. حتى ما يحسبونه نصراً ليس سوى هدية إلهية للمهزومين ليطمئنوا إلى أن مآلهم الجنة ولو بعد حين.
التجهيل بالاستبداد أو بالإيديولوجيا يقفز فوق ما أنجزته العقول وما حققته الشعوب من قفزات في مساراتها الحضارية، ومن بينها الحضارة العربية الإسلامية، ليعود إلى مرحلة ما قبل العقل، بحسب تعبير الفيلسوف المغربي محمد عابد الجابري، إلى ما قبل الخوارزمي وإبن رشد، أي إلى "الحديث المرجم"، أو على الأقل إلى حماسة "السيف أصدق إنباء من الكتب".
التجهيل يخفي عن المجاهدين كما عن المناضلين حقيقة أن الحروب حسابات دقيقة لموازين القوى العسكرية والسياسية، وأن العامل الداخلي وقوامه الوحدة الوطنية الفلسطينية هو الحاسم في أي معركة، وأن إسرائيل هي آخر ما تبقى من كيانات استعمارية على الكرة الأرضية، وأن الرأسمالية الغربية أقامتها لحل جزء من أزمتها ومن المشكلة اليهودية في أوروبا، ما يعني أن القرار بالتخلي عنها ليس بالأمر الهين في المدى المنظور، وأن التضامن مع الشعب الفلسطيني لا يجيز للمتضامنين مصادرة قراره المستقل والحلول محله.
أهم الحقائق التي يخفيها التجهيل اختزال "الأقصى" برمزيته الدينية، فيما يدور الصراع حول القدس كعاصمة لدولة علمانية واحدة يعيش فيها المسلمون والمسيحيون واليهود أو لدولتين، إحداهما فلسطينية لا انقسام فيها لا بين رام الله وغزة ولا بين مجاهدي الأقبية والمقاومين فوق الأرض بالسلاح الأبيض.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقالة الوداع
- تهافت خطاب -الشيعية السياسية-
- قمة التطبيع
- فضيلة التطبيع
- حروب الثأر وحروب العدّادات
- حذار من اتفاق دوحة جديد
- سليمان فرنجية وعماد الحوت
- المفتي الجعفري وتصريحاته
- الشكل علماني واللغة طائفية
- الشيعية السياسية الخاسر الأكبر
- جمهورية فؤاد شهاب السياسة(2)
- جمهورية فؤاد شهاب (1)الأخلاق
- يحي جابر وأنجو ريحان
- عربون وفاء
- توحيد قوى الاعتراض
- لماذا لم تتوحد قوى الاعتراض؟
- انتخابات رئاسية تحت البند السابع
- لا تستعيدوا 14 آذار
- مأساة أم مهزلة؟
- ما بعد الهدنة والنكبة


المزيد.....




- رجل يتفاجأ بدب ضخم عالق داخل سيارته.. فيديو صادم يصور ما فعل ...
- وسط مخاوف من تصعيد عسكري.. الأردن يدعو مواطنيه -لتجنب- السفر ...
- إردوغان: تركيا مستعدة للعمل على تطوير العلاقات مع سوريا ولا ...
- مجلس النواب الأمريكي يُصوّت لصالح إخفاء عدد القتلى في الحرب ...
- هل ما جرى في بوليفيا انقلاب أم مشهد مسرحي؟
- 4 طرق تضمن لك مفعولا مماثلا لمشروبات الطاقة دون آثار جانبية ...
- المغرب.. اكتشاف مخلوق -استثنائي- من عصور ما قبل التاريخ
- بعد انتظارها لعدة أسابيع.. ميلوني تخرج عن صمتها بشأن فضيحة ض ...
- غيتس يحذر من استغلال الذكاء الاصطناعي لأغراض كارثية
- بوناصر الطفار: كلمات لا تعرف الخوف ولا المواربة


المزيد.....

- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - حين يرتقي الشهيد على طريق القدس