أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فراس يونس - الغدير بين السياسة و الدين...














المزيد.....

الغدير بين السياسة و الدين...


فراس يونس

الحوار المتمدن-العدد: 8019 - 2024 / 6 / 25 - 08:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يوم الغدير أم عيد الغدير؟ الأجابة عن هذا السؤال هي أصل في تحديد البناء العقائدي للفرد، فإن تبني تسمية يوم الغدير على حادثة غدير خم ،تدل على حدث حصل في مجتمع ما أتسم بصفة رسمية على مستوى قيادة المجتمع ،كيوم الانتخابات مثلا، أو يوم تنصيب الملك على العرش و هكذا، ومن يذهب إلى تسميته يوم الغدير يحيط هذا الحدث بصفة سياسية قابلة للتغيير مع مرور الزمن، فالأنقلابات او تجديد البيعة او انتهاء الدورة الأنتخابية كلها تدل على أمكانية تغيير القيادة حسب نظام الحكم ،وهنا يعطي الشرعية للقيادات الإسلامية آنذاك بالانقلاب على التعيين بعد وفاة الرسول، لاختيار خليفة آخر مع أعتماد نفس شكل الحكم ،وبما ان الانقلاب لم يكن دمويا بل تشاوريا وبغض النظر عن الطريقة التي جرت بها الشورى، فيمكن للبعض تبرير التصرف بأنه عملية سياسية لا تغير من المكانة او الالتزام الديني لمن قام بها، وهي ليست مخالفة لأوامر الرسول ص، ولكن هذا الطرح خطير أذ ينسحب إلى الصفة الشرعية التي يتصف بها رسول الله، وفتح الباب للقول بأن رسول الله لم يكن قائدا ومشرعا دينيا، بل زعيما سياسياً محضاً، وإذا كان زعيماً سياسياً فإن ذلك يعني انه سعى للحكم و ليس لنشر رسالة سماوية مكلف بها من الله تعالى، و اذا كان ساعياً للحكم فمن حق قادة قريش حربه و مقارعته و مسألة تكفيرهم والحكم عليهم بأحكام السماء هي أحكام غير صحيحة ، ولعمري ان سلوك بعض صحابة النبي ومتابعتهم آل أمية و اعادتهم للواجهة كان يرتكز على تلك الفكرة السياسية،..وهنا لك ان تتفق او تختلف...
أما كونه عيدا، فإن هذا المصطلح (أي العيد)اضطلاحاً هو ما يعود من همٍّ أو مرض، أَو شُوق أو نحوه كلُّ يوم يُحتفَلُ فيه بذكرى حادثةٍ عزيزة أو دينيَّة،انتهى.
ولكنه مصطلح ديني بامتياز وقديم، أذ قال الله تعالى: (قَالَ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَ ٱللَّهُمَّ رَبَّنَآ أَنزِلۡ عَلَيۡنَا مَآئِدَةٗ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ تَكُونُ لَنَا عِيدٗا لِّأَوَّلِنَا وَءَاخِرِنَا وَءَايَةٗ مِّنكَۖ وَٱرۡزُقۡنَا وَأَنتَ خَيۡرُ ٱلرَّٰزِقِينَ ١١٤)، وهنا القرآن يتحدث عن تثبيت المصطلح المرتبط بالمناسبة الدينية.
لهذا فإن أطلاق مصطلح عيد الغدير، يعني الارتباط الديني لحادثة غدير خم بالسماء، وأن الرسالة التي بلغها محمد ابن عبد الله جاءت من السماء كونه رسول لله سبحانه وتعالى، وهذا يعني انه أمر الهي واجب التنفيذ حددت السماء به أمرين مهمين اولهم شكل الحكم بعد النبي كون رسول الله جاء مبلغا و ناشرا لرسالة الأسلام بشخصه ثم أقام دولة إسلامية أسس لها مقومات الدولة المدنية، و بما ان تلك الدولة يجب أن تستمر فعليه ضمان آلية مناسبة للحكم و القيادة من بعده وكما كان منذ تكليفه (لاينطق عن الهوى ) فقد بلغ بأن يكون شكل الحكم خلافة بالأمامة وليس بالتوريث، و الأمر الثاني تنصيب الخليفة، وهو الأمام الأول الذي سيقوم بقيادة المرحلة الثانية او لنقل الجمهورية الثانية من تلك الدولة وهي مرحلة خطرة جدا ،لدولة فتية لم يمضيى على تأسيسها سوى ١١ عاما او اقل ،كون المجتمع لم يكن ناضجاً بما يكفي لتقبل فكرة الحكم بعد النبي المؤسس، من جهة و كون الحكم بعد رسول الله لن يكون قطعيا كما كانت أحكام رسول الله التي يستمدها من السماء و يتعامل معها المجتمع ب القبول فهو مسلم او عدم القبول فهو كافر ، وعليه فإن تلك المرحلة كانت تحتاج شجاعة شخصية و قوة في القرار و فهما تاما للأحكام، ومن هنا جاءت حادثة الغدير كأكمال لمرحلة التأسيس اي هي جائزة و هدية للمجتمع الأسلامي ستحفظهم و تُقًوم عملهم و تزدهر بها أوطانهم، فأستحقت تلك الحادثة ان تسمى عيدا بالمصطلح الشرعي،..
من هنا كان عدم قبولها كعيد يرتكز على أنه لو ثبتت عيداً لكان من الواجب الشرعي الالتزام بها، وبما يعني ان مخالفتها توجب الهلاك وعدم الالتزام بأوامر الله ورسوله.
وعليك أن تفكر قليلا، لتفهم ان التمسك بكون الغدير حادثة يوم، هو المخرج الوحيد لتقبل فكرة الانقلاب السياسي الذي حدث بعد رسول الله، ولا عجب، فإن بضع سنين لا تصنع مجتمعاً مدنياً واعياً،لتنقله من البدوية و التصحر إلى المدنية و التقبل،خاصة وان كبار الصحابة كانوا اكبر عمراً او بعمر رسول الله ص، فكيف يتقبلون فكرة ان يكون ابن عم رسول الله خليفة له؟ هذا يعني حسب فهمهم توريث المُلك لبني هاشم،فهو بنظرهم مشروع سياسي بحت لا يخلوا من المحاباة للأقارب و الأصهار، وهذا اتضح جليا في سلوك توزيع العطايا من بيت مال المسلمين في دورات الحكم الثلاث التي اعقبت وفاة رسول الله.
فأصرار الطرفين على تسمياتهم يعتبر مرتكزا لعقائدهم التي بُنيت بعد وفاة رسول الله ص والتي تنسحب يقيناً على الإيمان بأصل الرسالة المحمدية السمحاء....



#فراس_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عصى الصدر ... وحبال الأطار
- علي و سياسة السماء...
- العراق بين المأمول والمجهول....
- جورج فلويد ...الوجه الأسود للسياسة والمجتمع في أمريكا
- الوطن والمواطنة ... سياسية تغييب الرموز
- قداسة المحاربين و دماء الغنائم...
- الحكومة في معسكرٍ للتدريب
- ٩ نيسان ... بين سقوطين
- المرجعية تحت طائلة الشفافية ...... حكومات العراق أوراق خريف ...
- للملحدين مع التحية
- عجيب قضاء غريب قضية..
- السياسة وسيكولوجية الفرد
- يونان من حوت الخرافة الى حوت الزيدي
- قطر والفرصة الاخيرة
- المهدي الموعود...بين الولادة و الخلود
- هل قتل هارون موسى...؟؟؟
- عيد العمال...عيد الأهمال
- رسائل الى رئيس الوزراء...2- غسيل الأموال أم غسيل النفوس
- رسائل الى رئيس الوزراء...1- بين المركزي والرافدين
- أنا وصديقي الملحد...!!!


المزيد.....




- رجل يتفاجأ بدب ضخم عالق داخل سيارته.. فيديو صادم يصور ما فعل ...
- وسط مخاوف من تصعيد عسكري.. الأردن يدعو مواطنيه -لتجنب- السفر ...
- إردوغان: تركيا مستعدة للعمل على تطوير العلاقات مع سوريا ولا ...
- مجلس النواب الأمريكي يُصوّت لصالح إخفاء عدد القتلى في الحرب ...
- هل ما جرى في بوليفيا انقلاب أم مشهد مسرحي؟
- 4 طرق تضمن لك مفعولا مماثلا لمشروبات الطاقة دون آثار جانبية ...
- المغرب.. اكتشاف مخلوق -استثنائي- من عصور ما قبل التاريخ
- بعد انتظارها لعدة أسابيع.. ميلوني تخرج عن صمتها بشأن فضيحة ض ...
- غيتس يحذر من استغلال الذكاء الاصطناعي لأغراض كارثية
- بوناصر الطفار: كلمات لا تعرف الخوف ولا المواربة


المزيد.....

- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فراس يونس - الغدير بين السياسة و الدين...