أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - هل سيسقط النظام في المغرب ؟















المزيد.....

هل سيسقط النظام في المغرب ؟


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 8018 - 2024 / 6 / 24 - 16:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هذا التساؤل تم طرحه للمرة المليون من قبل من يشتغل على اسقاط النظام ، ومن قبل الداعين الى اصلاح النظام ، بالانتقال من دولة شمولية تبني مشروعيتها فقط على القمع واللجم ، ومن قبل من يفكر في اسقاط النظام ، لكن هذا السقوط سيكون فجائيا وغير منتظر ، قد تفرضه الضرورة والتحولات الجغرافية ، خاصة وان مشكل الصحراء الغربية الذي هدد وجود النظام ، اصبح اليوم يهدده اكثر من اللازم . وهناك من يروج لانقلاب الجيش على شخص محمد السادس ونظامه ، للحفاظ على بقاء الدولة المهددة بالسقوط ، ودور الجيش هنا سيكون لتفادي المشاريع التعجيزية ، التي كانت تدعو اليها بعض الحركات السياسية التي انتهت الى الزوال ، والنظام لا لايزال كما كان . بل لا يزال يواصل رغم الازمة الاقتصادية والاجتماعية التي تهدده . وهناك من دعا الى عدم الانخراط في أي مُكوّن يدعو الى اسقاط النظام باستعمال الاليات العنيفة ، أي استعمال العنف كقابلة للتاريخ .. وهناك من يروج لفكرة ان النظام سيسقط من تلقاء نفسه ، كفاكهة متعفنة ، لا تحتاج الى اصلاح غير النهاية التي وصل اليها ، واوصلته اليها سياسته المزاجية البوليسية . وهذا التغيير الذي سيكون من تلقاء نفسه ، تفرضه الحتمية التاريخية لنهاية الأنظمة ولنهاية الدولة ..
والى جانب كل هذه المحاولات ، العملية والنظرية ، وبعد تجربة حركة عشرين فبراير المخزنية ، ستظهر بالخارج ، أي خارج المغرب ، معارضة ليست بالعملية ، تروج لإطارات سياسوية غير موجودة ، لان الهدف منها فقط التضخيم لخلق حالة او واقعة لا علاقة لها إجرائيا ، باي شكل من اشكال الثورات التي حصلت في التاريخ ، خاصة وان الواقفين وراء هذه الموجة التي نفخت فيها الاليات المستعملة ، ولسهولة هذا الاستعمال ، مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة ك " اليوتوب " YouTube ، و Twitter X ، و Facebook ... الخ .
فبدأت الدعوات الى النظام الجمهوري ، تتهاطل من كل حدب وصوب ، ومن دون نظريات ولا إجراءات ، فقط الجلوس وراء الحاسوب ، لتصريف شعارات لا علاقة لها بالتكوين التنظيمي والايديولوجي لهؤلاء ، بل وفي مرات كثيرة ، ونظرا لحرية النشاطات السياسية والإعلامية الغربية ، اصبح هؤلاء الذين يخضعون للقوانين الغربية في بلاد تواجدهم ، يتقدمون كثوار، على أيديهم سيتم اسقاط الملكية الطقوسية والمزاجية ، لكن دون طرحهم البديل التنظيمي والفلسفي . فقط عند تكرار شعارات الجمهورية ، والدعوة الى اسقاط النظام او اسقاط الدولية ، يكون قد تحقق حلمهم الذي اوصلهم الى حالة من الضعف اكثر من ضعفهم عندما استغلوا حركة عشرين فبراير المخزنية ، لخلق نوع من النشاط ونوع من الفرجة ، التي لم تكن معروفة في ساحة الجمهوريين الحقيقيين الذي بنوا تنظيمات ، واعتنقوا فلسفات وايديولوجيات .. فهل شخصين او ثلاثة اشخاص ، كافية لاندلاع الثورة ، واسقاط النظام او اسقاط حتى الدولة ... بل ان بعضهم سبق الجميع ، وكون دولة المهجر ، وحكومة المهجر ، واضحى يوازي الخطابات التي كانت مليئة بالتعابير الزنقاوية ، التي لا علاقة لها بالاشتغال السياسي ، فأحرى قيادة الثورة التي ستسقط النظام الشمولي الذي بنى شرعيته ، وهي شرعيته الحقيقية ، التي هي القمع بكل صوره ..
واذا سلطنا الضوء على فترة الستينات ، والسبعينات وحتى الثمانينات من القرن الماضي ، سنجد ان دعاة تغيير النظام او تغيير الدولة ، كانوا موجودين ، وكانوا يشتغلون على المشاريع العامة التي خططوا لها بعد اقناعهم بها ، ومن هم من رفع السلاح في وجه الملكية المزاجية ، ومنهم من اكتفى بالدعوة ، بل مارس العنف السياسي بالبلاغة السياسية ، ومنهم من زاوج بين العنف السياسي ، وبين البلاغة السياسية التي كانت ترفل بها الادبيات السياسية زمن وقتها ، وهنا يجب استحضار كذلك تجربة " الشبيبة الإسلامية " ، و " حركة الجهاد " ، الذين دخلوا على خط مواجهة العلمانيين المسيطرين على الجامعة ، ومواجهة النظام السياسي الذي اعتبرته المنظمات الإسلامية ، بتوفيره الغطاء للتيارات البرجوازية الصغيرة " الاتحاد الوطني للقوات الشعبية " ، وما سيتفرع عنه من تنظيمات جمهورية ، وتنظيمات إصلاحية ، وتنظيمات " أنا ركية " دعت الى حمل السلاح والصعود الى الجبال ..
فاذا كانت كل هذه الحركات والتنظيمات السياسية التي آمنت بالعنف المسلح ، ومنها من آمن بالعنف السياسي الذي ستغديه ( الجماهير ) الرعايا ، ومنها من دعا الى اصلاح النظام الملكي ، بتحويل الملكية الى ملكية ديمقراطية على شاكلة الملكيات الاوربية ، وهذا المشروع كذلك كان مشروعا انقلابيا ابيضا ، او هكذا فهمه الحسن الثاني ، فعاقب أصحابه بنفس العقاب الذي عاقب به الثوريون المسلحون ، والثوريون السياسيون ، رغم ادانتهم لحمل السلاح لتغيير الدولة من فوق ، ولم يترددوا في وصفهم ب " البلانكيون " ، ويتهموهم بمحاولة سرقة الدولة القادمة التي ستغفل الجماهير الشعبية التي ستبقى مجرد رعيا ، خارجة عن سلطة القرار الذي سيصبح قرار هذه الجماعة .. وهنا يجب التذكير بمحاولة الجيش قلب الدولة وليس فقط قلب النظام ، في انقلاب 1971 ، وانقلاب 1972 ، الذي لو نجح فان الجمهورية التي سيتم بناءها ، لن تكون غير جمهورية بربرية ، وليست بالجمهورية العربية ، رغم تدعيمها بالخطاب السياسوي العروبي لمعمر القدافي ، وهو نفس الدعم وفره لجبهة البوليساريو ، وتخليه عنها عندما نجح الحسن الثاني من سرقته من مربع الجمهوريين البرجوازيين الصغار ..
وهنا لا بد ان نذكر بالتنسيق الذي كان بين معمر القدافي ، وبين اليسار البرجوازي الصغير الجمهوري ، وبين ضباط الجيش في انقلاب سنة 1972 ، حيث حكمت المحكمة العسكرية على الفقيه محمد البصري بالإعدام .
فالدعوة لتغيير النظام او تغيير الدولة ، كانت ترفع بكثرة ، لإيمان أصحابها بحتمية نجاحها .. فهل نجح هؤلاء في الدعوة لإسقاط النظام او اسقاط الدولة التي لا تزال تواصل ولو برداءة ، بسبب سيطرة المزاج على جل قراراتها ، وبما فيها استعمال المزاج في بحث قضايا الصحراء الغربية التي لا تزال تهدد الدولة ، وليس فقط النظام بالسقوط ..
لكن كيف التنصل والتخلي عن مطالب الستينات والسبعينات التي تهدد الدولة ، والاكتفاء فقط بالشعارات التي تدعو الى اصلاح الدولة ، دون اسقاطها .. وهنا هل النظام الشمولي الذي وظف نزاع الصحراء الغربية في تثوير شعاراته التآمرية ، ضد من رفعوا شعار العنف الثوري المسلح ، والعنف الثوري السياسي ( الثورة الوطنية الديمقراطية ) ، نجح في تثبيت نظام الرافض لأي شكل من اشكال الديمقراطية ، ولو في نسبيتها ، خاصة بعد الإصلاحات التي فرضها في الجيش ، وتشرف عليها وزارة الداخلية ، أي خضوع الجيش للجهاز السلطوي ( الديوان ) ، وللجهاز البوليسي DGST ، من خلال سلطة التحكم والرقابة والتتبع التي خضع لها ضباط الجيش الكبار .. ، وخاصة عندما فتح الحسن الثاني ابواب الغنى لهؤلاء الضباط ، لإبعادهم عن التفكير في المشاريع السياسية الخاصة بالحكم ..
والسؤال . لماذا فشل مشروع العنف الثوري المسلح ، وفشل مشروع العنف الثوري السياسي ، وفشل مشروع دعاة ( التغيير ) الإصلاح ، أي اصلاح النظام بدل الدعوة للثورة عليه لقلبه ..
لا يجب الربط بين نجاح النظام في تثبيت مشروعيته القمعية ، وهي المشروعية الوحيدة التي يتقنها ، وبين فشل مختلف التجارب التي كانت تهدف قلب الدولة ، او قلب النظام ، او كانت تهدف الاثنية والعرقية ، كانقلاب 1971 و انقلاب 1972 . لأنه لو نجح احد الانقلابين ، كان يعني اسقاط الدولة العروبية العلوية ، لصالح الجمهورية البربرية ، أي العودة الى ما قبل الدخول الفرنسي الى المغرب ، حيث ثارت القبائل البربرية ضد الحكم السلطاني بفاس ، ورفضت دفع الضرائب للسلطان ، وكانت جمهورية التكْوين ، الامر الذي حدا بفرنسا ان تتدخل لحماية العرش السلطاني من السقوط ، وبناء نظام الجمهورية البربرية الديمقراطية .. وهنا لا بد من الإشارة الى الجمهورية الريفية ، جمهورية الريف ، التي شكلت خطرا وازعاجا على ثقافة الدولة الفاشية الاسبانية ، وشكلت خطرا على المشروع الفرنسي الامبريالي ، وكان خطرها اكثر واكبر ، بالنسبة للنظام الطقوسي السلطاني بفاس . ففي سنة 1912 ، وقبلها كان مخطط الريف سيعم كل المغرب ، لكن في ظل دول اتحادية ، تجمع كل المغرب ، وليس فقط الريف ..
نستنتج من هذا التحليل ، ان النظام الطقوسي التقليداني المزاجي المخزني ، لا ولن يسقط من داخل المغرب ، لان دعامة النظام ، كنظام نيوبتريمونيالي ، نيوبتريركي ، رعوي ، كمبرادوري ، ثيوقراطي ، مفترس لثروة المغاربة المفقرين ، مهرب الدولار من المغرب الى خارجه .. الخ ... لا يمكن اسقاطه من الداخل ، والخارج ، أي خارج المغرب ، هو الذي يحميه ، وهو سنده ، إضافة مشروعيته الوحيدة التي هي القمع بكل اشكاله ..
فما دام النظام الطقوسي يحرص شخصيا على مصالح الامبريالية الفرنسية ، ومصالح الفاشية الاسبانية الجنرالFranco ، وما دام يلعب دور التلميذ النجيب والمجتهد لأمريكا ، أيام الحرب الباردة ، فحماية النظام رغم كل عيوبه ، كانت خارجية ، وليس داخلية . ولا بد ان نستذكر اكبر هدية اهداها الرئيس الفرنسي François Mitterrand عندما جاء في زيارة تاريخية للمغرب الى الحسن الثاني ، كانت رأس الجنرال احمد الدليمي ..
اذن ان تغيير النظام من خارج المغرب ، كان من ضروب المستحيلات ، والحرب الباردة لا تزال مشتعلة .. لذا فرغم المعارضة السياسية القوية التنظيم ، والمعتنقة لإيديولوجية ، وتمركزها بباريس ، مدريد ، جنيف ، بروكسيل ، دمشق ... فهي كانت مراقبة من قبل DST الفرنسية وزارة الداخلية ، ومن قبل RG بالمديرية العامة للأمن الفرنسي .. فكل ما يهم المعارضة المغربية المتمركزة في هذه الدول ، كان يسلم الى وزارة الداخلية المغربية ، وكل الوثائق التي كان يتم تسليمها الى DGED ، كانت هذه ترسله في الحال الى مصلحة المستندات بالوزارة .. ولا بد ان نتذكر تسليم وزارة الداخلية الاسبانية لمعارضين مغاربة ينتمون الى الشق اليساري في حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية . ان وزير الداخلية Charles Pasquoi ، وكان وقتها رئيسا للجمهورية الفرنسية Jacques Chirac ، لم يتردد من طرد المعارض المغربي " مومن الديوري " الى الگابون Le Gabon بسبب كتابه A qui appartient le Maroc ، في نفس الفترة التي كان كتاب Notre ami le roi للكاتب Jill Perrault .. يغمر الساحة السياسية والثقافية الفرنسية والعالمية ..
لكن هل النظام المزاجي البوليسي المخزني ، عصي عن التغيير " الإصلاحات السياسية الراديكالية " ، وعصي عن السقوط ، سواء من دعاة " البلانكية " ، او من دعاة العنف الثوري المسلح ، او من دعاة العنف الثوري السياسي " الثورة الوطنية الديمقراطية " ، او من الجيش من ضباط وطنيين أحرارا ، او انه كنظام نيوبتريمونيالي ، نيوبتريركي ، رعوي ، كمبرادوري ، ثيوقراطي ، طقوسي ، ناهب لثروة الشعب المفقر ... الخ ، عصي حتى عن الإصلاح السياسي ، لان طبيعته ترفض ، ولا تستجيب لأي اصلاح سياسي يعتبره الملك الذي بيده دستوره الممنوح ، الذي فصل فيه السلط بما جعل الملك هو وحده الدولة ، والدولة وحدها الملك ، وبيده عقد البيعة الذي يجعل منه أميرا ، وراعيا ، وإماما ، ويعطيه سلطات خارقة تتجاوز بكثير ما شرعنه لنفسه في دستوره الممنوح من سلطات واختصاصات ..... الخ .. عصي عن السقوط ..
قلنا ان النظام المزاجي البوليسي ، وابّان الحرب الباردة ، كان أي تفكير لإسقاطه من خارج المغرب ، تفكيرا ليس راشدا ، وان أصحابه يجهلون اصل نوع النظام السياسي السائد ، خاصة وانه يلعب دور دركي المحافظ على المصالح الغربية .. وبما ان حماية النظام كانت من الخارج ، كانت اية عملية للإسقاط من الداخل تنتهي بالفشل . بل كانت تفشل حتى قبل البدء في تنزيل المشروع الثوري " 16 يوليوز 1963 " ، و " 3 مارس 1973 " .. بل رغم المشاركة الواسعة للجماهير الشعبية في انتفاضة 23 مارس 1965 ، ويونيو 1981 ، ويناير 1984 ، وانتفاضة سبتمبر 1991 .. ورغم عنف النظام الذي وطئ لعنف الجماهير ، فان تلك المحاولات باءت كلها بالفشل .. وبقيت كأطلال للتذكير فقط .. بل لقد تم نسيانها بالكامل ..
لكن اذا كان الداخل قد فشل في قلب النظام ، رغم شعارات الدعوة الى اسقاطه ، فهل يساهم الخارج في قلب النظام ، باستعمال وتوظيف المحطات السيئة للنظام ، في اقناع الناس الى الذهاب بعيدا في صراعهم معه ، أي تكرار الحالة الإيرانية في المغرب ..
ان العلاقات التي بدأت تنسج في العالم ، قد تغيرت كثيرا ، وأصبحت معطيات الامس ، غير ذي جدوى اليوم .. والخارج الذي كان يحمي النظام ، تخلى عن هذه الحماية ، عندما حصلت أخطاء جنائية ك Pegasus Gate ، و Morocco Gate ، او عندما وجد الخارج ان النظام المزاجي الطقوسي البوليسي ، لم يتغير من استعمال بعض النقوش وبعض الطقوس المرفوضة ، التي تتعارض بالمطلب مع الديمقراطية ، التي أصبحت أساس تحديد التعامل بين الدول ..
وهنا . فان الغرب ، خاصة فرنسا واسبانيا وامريكا وإسرائيل ، الذي يرفض الطقوس المرعية ، وجد في استثمار مشاكل الداخل ، لغزا محيرا في تغيير الداخل . وهنا فان أي خطأ في الممارسة الداخلية ، يوظف من قبل الخارج ، لإحداث التغيير في الداخل . فمثلا رغم معرفة الغرب ، بان سقوط الصحراء ، سيعجل بسقوط النظام المزاجي ، فهم يشجعون أي مبادرة ، من جهة لفصل الصحراء عن المغرب ، ومن جهة لاستثمارها في قلب الملك ونظامه ، او في اسقاط كل الدولة .. وهذا الواقع الجديد وما هو بجديد ، لمن يعرف توجهات الغرب ، وعواصم القرار السياسي ، ان شخص الملك محمد السادس ونظامه ، لم يعودا شيئا بالنسب لهما . بل هم يركزون على تغيير الداخل باستعمال مبررات وحجج باسم المشروعية الدولية ، من جهة لإسقاط الملك المعزول ، واسقاط نظامه العصي عن التغيير . فيكون الغرب ، ومن دولة فرنسا واسبانيا وامريكا وإسرائيل ، قد نجحوا في بتر جزء من تراب الدولة ، وفي نفس الوقت اضعفوا الدولة التي ستصبح مرشحة لتطورات ، ستغير النظام وستغير شخص النظام ، وتغير جغرافية كل المنطقة .. فعلى ضوء هذا المشروع المسمى ب " الشرق الأوسط الكبير وشمال افريقيا " ، يتنافس الاوربيون ، خاصة فرنسا التي تتصرف بما يرد الصاع صاعين للملك ولنظامه ، بسبب الجريمة Pegasus Gate ، و Morocco Gate .. لقد سقط نجم الامبراطور الإيراني الشاه رضى بهلوي ، وسقطت أنظمة من نفس الملة التي اوجدتها الحرب الباردة ، وعند انتهاء هذه الحرب ، كان لزاما ان تنتهي هي كذلك ، لتفتح الطريق امام قوى جديدة تخدم المصالح الغربية ، كما خدمتها الزمرة الحاكمة السابقة ..
اذن . ان التفكير الغربي في قلب المنطقة ، يشد الرحال أولا للأنظمة الحلقة الضعيفة ، وعند الانتهاء منها ، أكيد سيأتي الدور عليها ، لان المسألة ترتبط بالزمن وبالمكان .. المهم ان مشروع " الشرق الأوسط الكبير وشمال افريقيا " ، يجري كما خطط له الغرب . واسألوا عن دق طبول الحرب في لبنان ، وفي غزة التي سيعيد بناءها من جديد ، من دون منظمات الإسلام السياسي الراديكالية ..
اذن مشروع توظيف قضية الصحراء الغربية ، اعطى للغرب فرصة الاجهاز على التاريخ وعلى الجغرافية ، واصبح البتر من التراب ، هو المدخل الرئيسي للتغيير في الأشخاص وفي التنظيم .
فعند الإعلان عن استقلال الدولة الصحراوية بعد ذريعة الاستفتاء المخدوم ، سينزل الشعب الى الشارع ، وستصبح المواجهة بين النظام الذي يكون قد أضاع 90 في المائة من قوة وجوده ، وبين الشعب الغير مثقف والغير واعي ، الذي سيكون ضحية المشاريع الغربية الصهيونية التي تنسج على قدم وساق ..
هنا ، ولان الغرب العارف بحقيقة الأوضاع ، وحفاظا على الدويلات بما فيهم جمهورية الريف ، سيتدخل في مسرحية محروقة ، لشرعنة التغيير الذي حصل ، ولضبط الوضع العام حتى لا يخرج من ايدي العواصم الغربية .. ولفرض الاستقرار ، سيتم تقديم شخص آخر من نفس العائلة ، غربي التكوين ، مثقف ، لبرالي ، يحظى بمساندة الطبقات الفاعلة ، لكي يكون على رأس المغرب الجديد .. وهنا فان الدور الدستوري ، وعقد البيعة ، سيصبح بالنسبة للأمير الحسن في خلافة العرش ، برد فعل الرعية عندما سيعلن عن استقلال الصحراء ، وعلى نوع الشعارات التي ستُردّد .. في الساحات العمومية .. لان القادم وهو حتمي ، ليس بالسهل ، بل سيحدد مصير أحادية الدولة القوية ، التي ستصبح دويلات ، طبعا ضعيفة .. وهو الوضع الذي يدخل منه دائما الاستعمار لتفكيك الوضع ، وبسط سلطته على الدولة المعنية ..
ان ربط قضية الصحراء الغربية ، بالوضع السياسي والقانوني والاجتماعي ، لن يكون بالأمر السهل ، بل سيكون المشروع الذي سيقرر الجنسية والدولة والاثنيات ، ويكون المشروع تكملة لمخطط Shaykhs et Picot بحلته الجديدة .
الصحراء في طريقها الى الاستفتاء وتقرير المصير . والمنطقة ، بل كل المنطقة تتجه نحو الازمة العامة التي من صنع العواصم الغربية ..
النظام سيسقط من خارج المغرب لا من داخله . وبابه نزاع الصحراء الغربية الذي يؤيد العالم الغربي مجرد الاستفتاء وتقرير المصير ..
وتنظيم الاستفتاء يعني ان نسبة 90 في المائة من الأصوات المعبرة عنها ، ستذهب الى استقلال الصحراء .. وعند الانتهاء من الإجراءات ، وتقر الأمم المتحدة استقلال الصحراء .. كيف سيكون النظام المزاجي والبوليسي المخزني ، الذي هو السبب في ما وصل اليه الوضع الخطير لاستقلال الصحراء ..
سقوط غرناطة في 2 يناير 1492 La chute de/ Grenade
بعد ان سلّم آخر ملوك دولة بين الأحمر أبي عبدالله الصغير مفاتيح غرناطة الى المَلِكيْن الكاثوليكيين إيزابلاّ وفيرناندو ، أي منذ 521 سنة خلت ، حتى بدأ يبكي ويُوَلْولُ حظه التعيس ، وخيانته الأمانة ، نادما على ما اقترفه في حق غرناطة المسلمة ، بسبب المجون ، والفجور ، واللهو ، والتبذير . وعندما شاهدته أمه وهو يبكي مثل الأرملة ، أمام أبواب القصر الذي أضاعه ، قالت له قولتها الشهيرة المأثورة : " ابك مثل النساء ملكا مُضاعاً لم تحافظ عليه مثل الرجال " .



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يعترف بمغربية الصحراء ؟
- الحكم
- الشعب الصحراوي ونزاع الصحراء الغربية
- الأمم المتحدة وحقوق الانسان
- المغرب الى أين ؟ المحددات المرحلية ، والاحتمالات المقبلة
- مفهوم الأرض في الفكر السياسي اليهودي الصهيوني
- ( طوفان الأقصى ) وإسرائيل
- تحليل أسباب ظهور التطرف الديني
- هل تنجح الجزائر في بناء نظام إقليمي مؤسساتي
- نتنياهو رئيس حكومة إسرائيل لم يصفع محمد السادس ، وإسرائيل ال ...
- القضاء الإيطالي يرفض تسليم ادريس فرحان المطلوب من البوليس ال ...
- حان موعد الرحيل . المنفى ينادينا
- هل دعا حاكم المغرب الفعلي من الشرق ، الجزائر الى التعقل وفتح ...
- النظام الطائفي والطائفية في لبنان
- نداء حركة - صحراويون من اجل السلام -
- النظام الطائفي والطائفية في الدولة الإسلامية ( الحلقة الرابع ...
- النظام الطائفي والطائفية في الدولة الإسلامية -- الحلقة الثال ...
- النظام الطائفي والطائفية في الدولة الإسلامية --- تابع ---
- النظام الطائفي والطائفية في الدولة الإسلامية
- الإطار الاجتماعي للنعرة القبلية والمذهبية


المزيد.....




- مشاهد خاطفة للأنفاس لمغامرة تدخل ممرًا مهيبًا يشقّ جبال الأر ...
- يربط بين الدنمارك وألمانيا..أطول نفق للطرق والسكك الحديدية ب ...
- امتد لفترة طويلة.. كاميرا ترصد زلزالًا يضرب بقوة 7.2 درجة جن ...
- مصر.. تداول منشور عن قيام شخص بقتل شقيقه وإصابة 4 آخرين خلال ...
- السعودية.. تقرير: موجة الحر أثناء الحج تفاقمت بسبب تغير المن ...
- مناظرة بايدن كارثة بالنسبة لمعظم الديمقراطيين
- بايدن وترامب يتجادلان حول من الأفضل بلعب الغولف (فيديو)
- بوتين.. الغائب الحاضر في مناظرة ترامب-بايدن.. فكم مرة ذكر اس ...
- دراسة: شرب القهوة -يقاوم- خطرا صحيا يرتبط بكثرة الجلوس
- روسيا.. اختبار منطاد موجه لا يحتاج إلى سارية ربط


المزيد.....

- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - هل سيسقط النظام في المغرب ؟