أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - المترشح -الحشوة- !














المزيد.....

المترشح -الحشوة- !


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8018 - 2024 / 6 / 24 - 11:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هذا النوع من المترشحين للإنتخابات النيابية، وبهذه التسمية، يجري على الألسنة في الأردن خلال فترات الانتخابات، لكنه سيء الصيت ومذموم السمعة وغير محمود الشهرة. ولا نستبعد وجود هذه الظاهرة بأوصاف مختلفة في العديد من البلدان الشقيقة، كونها تتشابه في أشياء كثيرة، لا سيما في السلطوية وأفاعيلها.
راج مصطلح المترشح الحشوة في الأردن، مع اتباع نظام القوائم في الانتخابات النيابية. الأردنيون بذكائهم المعهود، يصفون المترشحون الحشوات في اللهجة الدارجة ب"كْمَالِة عدد"، أي الزائدين عن الحاجة، المرتبط إدراج أسمائهم في قوائم المترشحين باستكمال متطلبات التسجيل في الهيئة المستقلة للإنتخاب. ترشح الحشوات يشبه إلى حد كبير صفقة بين طرفين مستفيدين، الأول، مرشح متمكن ماليًّا يتكفل بمصاريف حملات الطرف الثاني "الكومبارس"، أو الحشوة. الظهور الإعلامي هنا، مُحتكر للطرف الأول. أما الثاني الحشوة، فيكتفي عادة بتداول اسمه كمرشح و"بلحسة اصبع" أو ربما "لحسات أصابع"، حسب مستوى بَسط يد الحاشي. إذن، الهدف الرئيس للمترشح الحاشي ذي الملاءة المالية من الإتيان بالمترشح الحشوة توظيف هذا الأخير كمطية ينجح على ظهره. للتوضح أكثر، وجود المترشحين الحشوات في القوائم الانتخابية يتغيَّا تجميع أكبر عدد ممكن من الأصوات للحاشي.
الحشوات أنواع، منها المؤقت. هذا النوع لا يعرف في البداية أنه حشوة، حيث يُغَرَّر به ويُستدرج بلؤم وخبث، وخاصة إذا كان "دحشه" في القائمة يضمن أصواتًا مغرية. ومن أساليب توريطه، أكل شوية حلاوة برأسه، بحيث يتهيأ له أنه رقم فاعل في المعادلة الانتخابية. وغالبًا ما يبدأ "ترشحه" بالإعلان أنه جاء نزولًا عند رغبة الأحبة والأصدقاء والأهل من شعبنا الوفي...!
بعض الحشوات المؤقتين يشعر بالمقلب، بعد اعلان النتائج وحصوله على عدد هزيل من الأصوات. منهم من يعاهد نفسه ألا يعيد التجربة مهما كانت المغريات، وبعضهم تستهويه اللعبة وتصبح الانتخابات النيابية بمنظوره فرصة موسمية لتداول أسمه. وهكذا ننتقل إلى النوع الثاني من الحشوات، الموصوفة بالدائمة. المهم عند هؤلاء الترشح، ولكن في قائمة حاشٍ قوي. فإذا سقط الحشوة في الانتخابات، وهو الاحتمال الأرجح، يُسجل موقفًا عند الحاشي القوي الفائز الذي يُعوَّل على أنه لن ينسى "الفزعة". وقد تلعب الصدفة دورها، بابتسامة حظ لم تكن متوقعه، ويُصبح الحشوة نائبًا. هذا يعني أن الخسارة ليس دائماً ملازمة للمترشحين الحشوات، خاصة إذا كان الحاشي قوة سياسية ما تزال ذات حضور في الشارع. الاسلاميون في الأردن يلعبون هذه اللعبة، إذا استشعروا أن "حصتهم" من المقاعد أقل مما يستحقون، أو عندما تلتقط مجساتهم أن السيستم الرسمي "واخذ على باله منهم حبتين زيادة"، كما يقول أشقاؤنا المصريون. بالمناسبة، النائب الحشوة أكثر انضباطًا في تنفيذ مطالب الحزب الحاشي من النائب عضو الحزب.
تأسيسًا على ما تقدم، فإن ظاهرة المترشحين الحشوات تُلحق أضرارًا بليغة بالعملية الانتخابية بخاصة والحياة النيابية بعامة، على أكثر من صعيد. فهؤلاء المترشحون، ليسوا من المؤهلين سياسيًّا واجتماعيًّا وفكريًّا، وهو ما يُضعف العملية الانتخابية ويُبطل مفعول الميزات التي يوفرها نظام القوائم، وأولها تهيئة أجواء مناسبة للتعددية والتنافس الحر الحيوي. أما أخطر مساوئ هذه الظاهرة، فنجدها في "قوننة" حركة المال السياسي لشراء الذمم وإفساد الضمائر. من هنا نفهم تضاؤل الثقة الشعبية بالعملية الانتخابية، وعدم الثقة بمخرجاتها، فضلًا عن تراجع نسب المشاركين إلى مستويات غير مسبوقة!



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دفن السرطان الصهيوني المزروع في الجسد العربي هو الحل.
- نكشة مخ (16)
- مذكرات رئيس وزراء أردني أسبق والأسئلة الصعبة!
- كيف يُحكم العرب؟!
- تدين الدروشة !
- النظام الأميركي سبب شقاء عالمنا
- هي القوة إذن !
- نكشة مخ (15)
- العنصرية والنزوع العدواني في أبشع تجلياتهما !
- نكشة مخ (14)
- هكذا تقدموا
- مشروع مارشال لإعمار غزة...معقول؟!!!
- أين الخلل؟!
- أميركا إلى أين؟!
- لماذا يُحَرِّمون المنسف الأردني؟!
- لماذا لا يُدرَّس هذا الموروث؟!
- لماذا يفوز الاسلاميون في الانتخابات؟
- خطر يتهدد الأردن
- نمط تفكير عفا عليه الزمن !
- الأمم كلها تتقدم إلا نحن !


المزيد.....




- رجل يتفاجأ بدب ضخم عالق داخل سيارته.. فيديو صادم يصور ما فعل ...
- وسط مخاوف من تصعيد عسكري.. الأردن يدعو مواطنيه -لتجنب- السفر ...
- إردوغان: تركيا مستعدة للعمل على تطوير العلاقات مع سوريا ولا ...
- مجلس النواب الأمريكي يُصوّت لصالح إخفاء عدد القتلى في الحرب ...
- هل ما جرى في بوليفيا انقلاب أم مشهد مسرحي؟
- 4 طرق تضمن لك مفعولا مماثلا لمشروبات الطاقة دون آثار جانبية ...
- المغرب.. اكتشاف مخلوق -استثنائي- من عصور ما قبل التاريخ
- بعد انتظارها لعدة أسابيع.. ميلوني تخرج عن صمتها بشأن فضيحة ض ...
- غيتس يحذر من استغلال الذكاء الاصطناعي لأغراض كارثية
- بوناصر الطفار: كلمات لا تعرف الخوف ولا المواربة


المزيد.....

- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - المترشح -الحشوة- !