منى نوال حلمى
الحوار المتمدن-العدد: 8017 - 2024 / 6 / 23 - 22:15
المحور:
الادب والفن
فى المطار .. انتحلت شخصيتى قصيدتان
==========================
فى المطار
========
فى مقهى المطار
أجلس الى مائدة بجانب النافذة
أنتظر مغادرة الطائرة
تحملنى بعيدا عن كل الأشياء
أرتشف القهوة وأنا
أشاهد هبوط واقلاع الطائرات
دفعت ثمنا باهظا
للوزن الزائد فى حقائب الذكريات
قلبوا صفحات جواز السفر
كأننى مجرمة عابرة الحدود
دونوا أخيرا موعد الخروج
وأعطونى أخيرا بطاقة الصعود
بها مكان ورقم المقعد
لا أكمل الرشفة الثانية
من فنجان القهوة
كم هى رديئة الصنع
باردة مثل وجوه المسافرين
تعكر مزاجى .. توترت أعصابى
حتى عند الوداع الأخير
ما زال الوطن بخيلا
أتأمل المكان وحركة الناس
ومرة أخرى أشعر بالغثيان
مثل كل سجين أسير
فعلت المستحيل لأكسر القضبان
أهرب بعيدا عن العيون
وأمسح عنى صدأ الوجود
وها هى عقارب الساعة
ليست الا دقائق وأطير
سمعت النداء الأول لطائرتى
وأنا جالسة فى مكانى
سمعت النداء الثانى والثالث
لا أتحرك شاردة العيون
أسمع النداء الأخير للاقلاع
وقفت أتفرج على طائرتى
وهى ترتفع عن الأرض
تحمل حاجاتى وحقائب الذكريات
مزقت بطاقة الصعود ورميتها
خرجت مسرعة من المطار
وأنا ألملم دهشتى وفرحتى
عرفت أين سأبيت الليلة
انتحلت شخصيتى
--------------------------
أشعر أن سنوات العمر
الممدة على أريكة الزمن
أكذوبة محترفة تم تخطيطها
مع سبق الانتقام والاصرار
منْ تكون المرأة الخادعة ؟
كيف غافلتنى وانتحلت شخصيتى
لبست ملامحى وبصمتى الوراثبة
احتلت بيتى .. فضحت الأسرار ؟
سرقت قصائدى ووهج أشواقى
وارتمت بين أمواج البحر
تقابل تحت الماء عشاقى
مزقت ذكرياتى ومسودات أحلامى
انتزعت الكفن الساتر عوراتى
سكبت الحبر على أوراقى
================================
#منى_نوال_حلمى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟