أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - عبد الناصر ما قبل النكسة.. وما بعدها














المزيد.....

عبد الناصر ما قبل النكسة.. وما بعدها


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 8017 - 2024 / 6 / 23 - 22:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الشهور الأولى من قيام ثورة يوليو 1952 وظهور ضباطها الأحرار، لم يكن أحد يعرف من هو بينهم قائدها، لكن الكاتب الصحفي الراحل محمد حسنين هيكل،بحسه الصحفي ومراقبته الفطينة الذكية، أدرك بأن الضابط البكباشي جمال عبد الناصر هو قائدها، وفي العام نفسه اصطحب هيكل حيث كان رئيس تحرير" آخر ساعة" حينذاك، اصطحب مصور المجلة حسن دياب إلى مبنى مجلس الوزراء، وطلب منه بأن يلتقط صوراً عديدة للبكباشي جمال الذي التفت بدوره إلى تركيز دياب عليه، فعجب بفطنته،وطلبه لاحقاً ليكون مصور رئاسة الجمهورية، وظل منذ عام الثورة حتى رحيل عبد الناصر هو مصور الرئيس في مختلف المناسبات الرسمية والعائلية والخاصة.وبعد عام من وفاة الرئيس أصدرت الأهرام ألبوماً جميلاً يجمع صور الرئيس التي صوّرها الفنان حسن دياب، ومن بين الصور التي يتضمنها الألبوم التقط صاحبنا دياب صورتين لعبد الناصر في غاية التعبير عما نالته الهزيمة من صحته، ولا يفصل بينهما إلا أيام معدودة، الأولى قبيل ثلاثة أيام من حرب النكسة 1967، والثانية بُعيد الحرب مباشرة.
والحال ما من قائد وزعيم دولة في العالم نال العمل السياسي المضني من صحته كما نال من عبد الناصر،والحق أنه باستثناء صور عبد الناصر في السنوات الأولى للثورة حتى حرب 1956 والتي تظهره إلى حدما في سني عمره الثلاثينية، فإن جل صوره اللاحقة حتى هزيمة 1967 متشابهة،تظهره بخلاف سنه الحقيقي، إذ يبدو عليه قد ولج الستينيات من عمره، أما صوره خلال الثلاث سنوات المتبقية من عمره بعد الهزيمة( 1967-1970)، فقد بدت عليه علامات الشيخوخة المبكرة أقرب إلى الرجل السبعيني. لكن ماذا عن صورتيه قبل النكسة وبعدها بالمعنى المجازي للصورة، أي بمعنى شخصيته وأسلوبه في الحكم؟ هل ثمة فارق بينهما؟
على عكس تخرصات أعدائه الزاعمة أن استقالته مسرحية مرتبة مقدماً،فإن تنحيه عن الحكم كان صادقا، بل أنه لم يخطر بباله البتة بأنها ستجابه برفض جماهيري أنفجر خلال آخر يومين من الحرب في 9 و10يونيو 1967، حتى أنه أُصيب بصاعقة من الذهول لاصرار الشعب على بقائه في الحكم رغم مسؤوليته الفعلية عن أفدح كارثة عسكرية وسياسية تلحق بالعرب في تاريخهم الحديث، ومازالوا حتى يومنا يعانون من آثارها. ومثلما أعلن في خطاب التنحي مساء يوم 8 يونيو مسؤوليته الكاملة عن الكارثة ،فإنه كرر إعلانه هذه المسؤولية في خطابه في عيد الثورة في الشهر التالي، يوليو/ تموز، كما كرره في خطابه في العام نفسه في نوفمبر، تشرين الثاني 1967.الأهم من ذلك فإنه حلل بدقة موضوعية صائبة في كلا الخطابين العوامل السياسية والعسكرية التي أفضت إلى كارثة الهزيمة، ومن ذلك إشارته الضمنية إلى تراخيه عن مراكز القوى في الجيش، وتفشي الفساد والمحسوبية داخل المؤسسات الحكومية والقطاع العام، وداخل تنظيم الأتحاد الاشتراكي، والحراسات المفروضة على الممتلكات، وبما لحق أصحابها من مظالم، كما تطرق إلى شكاوى الناس من كثرة المعتقلين، والطريف أنه رد على ذلك بأنهم أضحوا قلة لا تتجاوز أعدادهم الآن عن ألف! كما أكد الحاجة إلى توسيع الديمقراطية.ولم يكن تخفيفه الأحكام الصادرة بحق ضباط سلاح الطيران إلا لأنه يشعر بالفعل بأنهم أكباش لمحرقة يونيو 1967 التي يتحمل المسؤولية الرئيسية عنها.
لكن ما هي صورة عبد الناصر بعد هذه الاعترافات والنقد الذاتي الشجاع للأخطاء القاتلة العسكرية والسياسية التي أفضت إلى كارثة 1967؟
في الواقع لم يستطع الرئيس التخلص مما جُبلت عليه شخصيته من أساليب التفرد في الحكم منذ خروجه من أزمة مارس 1954 في مجلس قيادة الثورة منتصراً،فالانتهازيون والوصوليون ظلوا ممسكين بمفاصل الدولة والحزب الحاكم، وإن تغيرت الوجوه، والاعتقالات ظلت مستمرة تطال أشرف الناس وأكثرهم قرباً من فكر عبد الناصر، ومن هؤلاء الكاتب اليساري لطفي الخولي رئيس تحرير مجلة "الطليعة" الشهرية، وزوجته ليليان الخولي، وسكرتيرة هيكل،نوال المحلاوي، خريجة الجامعة الأميركية التي سبق أن أبدى الرئيس إعجابه بها في أتاكيت تحضيرها القهوة أثناء زيارة له لمبنى الأهرام الجديد حيث زار أيضاً مكتب هيكل، وطلب منها أن تشرف على تدريب ابنته هدى عند التحاقها لاحقاً للعمل في الأهرام، كما طالت الاعتقالات الدكتور جمال العطيفي، والكاتب الصحفي صلاح عيسى، والشاعر الشعبي المعروف أحمد فؤاد نجم الذي ظل معتقلاً إلى ما بعد استلام أنور السادات سدة الحكم .



#رضي_السماك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مكاسب سياسية في ذكرى النكبة
- عراقة الحركة الطلابية بجامعة كولومبيا
- طه حسين وحرية الصحافة العربية
- محمود درويش وميلاد الكلمات
- فيلم -إبادة غزة- الحائز على الأوسكار
- غزة والنكبة المستمرة
- ثلاث حالات غضب مُهدرة
- محمود درويش وغسان كنفاني
- الفلسطينيون بين قنبلتين
- المراسلون الفلسطينيون.. رسالة وصمود
- الصهيونية والإرهاب الفكري الأمريكي
- سيناريو اليوم التالي منذ حرب النكبة
- قصة أغنية فلسطينية تحولت إلى عالمية
- البروباغندا الإسرائيلية في عصر السوشيال ميديا
- لا ليست هذه الهند التي عرفناها
- السياسة والأسماء والهويات الطائفية
- السياسة والأسماء والهويات الطائفية
- منى عبد الناصر والإشتراكية على الطريقة الناصرية
- جنين بين النكبة والصمود
- صولتان لإعصار ضواحي باريس


المزيد.....




- رجل يتفاجأ بدب ضخم عالق داخل سيارته.. فيديو صادم يصور ما فعل ...
- وسط مخاوف من تصعيد عسكري.. الأردن يدعو مواطنيه -لتجنب- السفر ...
- إردوغان: تركيا مستعدة للعمل على تطوير العلاقات مع سوريا ولا ...
- مجلس النواب الأمريكي يُصوّت لصالح إخفاء عدد القتلى في الحرب ...
- هل ما جرى في بوليفيا انقلاب أم مشهد مسرحي؟
- 4 طرق تضمن لك مفعولا مماثلا لمشروبات الطاقة دون آثار جانبية ...
- المغرب.. اكتشاف مخلوق -استثنائي- من عصور ما قبل التاريخ
- بعد انتظارها لعدة أسابيع.. ميلوني تخرج عن صمتها بشأن فضيحة ض ...
- غيتس يحذر من استغلال الذكاء الاصطناعي لأغراض كارثية
- بوناصر الطفار: كلمات لا تعرف الخوف ولا المواربة


المزيد.....

- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - عبد الناصر ما قبل النكسة.. وما بعدها