أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آرام كربيت - هواجس ثقافية وسياسية 210















المزيد.....

هواجس ثقافية وسياسية 210


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 8017 - 2024 / 6 / 23 - 02:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل المعارك الذي يخوضها الغرب اليوم هي من أجل إعلاء الديمقراطية وقيمها؟
الديمقراطية حاجة لمن، للفئات المسيطرة، أم للفئات المسيطر عليه؟
بوجود السلطة، والصراع العمودي والأفقي، أين تكمن الديمقراطية، مع من تقف؟
هل الانتخابات التي تخوضها الدول الغربية عبر برامجها السياسية والاجتماعي والاقتصادية هي من أجل عالم دون حروب أو جوع أو فقر أم للوصول إلى السلطة، دون إدارك الناخب أن الوضع الداخلي لبلاده منفصل عن الشأن السياسي للبلدان الأخرى، ولبلده أيضًا، وأن رفع يافطة الديمقراطية ليس لها أي معادل على الأرض، وهي ليست الا لذر الرماد في العيون.
قلت سابقًا أن الديمقراطية ميعت الصراع في الداخل الأوروبي، حولت الناس إلى مجرد لون واحد، كتل بشرية متشابهة، شيء.
في الحرب الأمريكية الروسية، الاعلام غائب، لا حضور له، هذا يدل على أن الدولة والمجتمع منفصلان عن بعضهما، وكل واحد يغرد لوحده، ولا يوجد ثقة لدى الدولة لهذا تبعد المجتمع عما يحدث على الأرض.
أين مظاهرات الستينات، أين السياسة الرافضة للحرب، أين دعوات السلام، المفاوضات، أين أصوات الناس ورفضهم للحرب التي تستنزف كل الطاقات على مختلف المستويات.
أليس عيبًا أن يقود الصراع على مستوى العالم واحد معتوه، عسكر العالم، هو وطاقمه اللأمسؤول.
الديمقراطية دون بعد إنساني على المستوى العالمي مجرد ثرثرة.
برأي الديمقراطية ماتت بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، نحن نعيش على اصداء الديمقراطية. والغرب لم يعد ينتج فكر فلسفة محاولات تطوير الديمقراطية بعد ان خمد المجتمع على أيديهم، بعد استخدام علم النفس في السيطرة. الغرب يعتاش على الماضي. والتاريخ متحول، متغير. في هذه الحرب الأخيرة رأينا أنفسنا همج ونعيش في العصر الهمجي، أو تحالف بين الهمجية والتطور العلمي
لم يحن زمن الاشتراكية، ولن يحين، الاشتراكية لم توجد ولن توجد في ظل الحضارة الذكورية العنيفة. استطاعت الدول الغربية أن تهيمن على الفرد نفسيًا وسلوكيًا، حولته إلى كتلة صلبة عاجزة. جردته من وسائل الدفاع عن نفسه عبر غخضاع نفسيًا، جردته من هويته، من ذاتويته الرافضة، أبقته إنسانًا نكرة، قتلت في داخله طاقة الرفض، أصبح كائنًا سلبيًا لا قدرة له على معرفة نفسه وما يدور حوله. في الروضة والحضانة يجري تلقينه ليصبح كائنًا امتثالًا يتقبل ما تقوله حكومته العاجزة

الكلمة أكبر من الإنسان، أكثر قدرة على التعبير عن ذاتها. الإنسان مجرد أداة لإخراج الكلمة من مكمنها، من جوهر الوجود.
لولا الكلمة لما كان لهذا الإنسان أي وجود، وجوده يتحدد بها، وبها وفيها وعليها يحلق ويرتقي ويبدع ويمنح ويأخذ.
لا يمكن أن نطابق بين الإنسان والكلمة، لأن هذه الأخيرة، تعيش في ذاتها بوجوده أو في غيابه.
لهذا نقول وسنقول، أن الكلمة هي الذات العليا، هي الكون، الفضاء الذي نحلق على ظهرها، وبها وفيها ومنها نصنع الكون الأخر الذي يتقارب مع الكون المادي.
الإنسان قزم أمامها، هي الروح العليا، ليس بالمعنى الغيبي، أنما بقدرتها على الاشتغال الدائم على داخلها، ومن داخلها يمكن إخراج النفائس المكمونة الكامنة في هذا الوجود.
الكلمة هي الكون بكل جماله وروعته وأبعاده اللامتناهية، إنها المحدد لذاتها وللأخر.
هناك وحدة بين الكلمة والكون.

بالكلمة أستطيع أن أخلق عوالم كثيرة، أساطير وحكايات، أديان ومذاهب، آلهة وعشاق، ووهم وحقائق، وأصنع كائنات من حجارة وبيوت ودمى، وجوع وفرح وعطش وحزن وحب ولقاء وفراق.
وهل هناك تفارق بين الواقع والوهم، هل بينهما رابط أو انقطاع، ألسنا نتنكر للثانية التي بين أيدينا، نتركها ترحل أو تغادرنا أو تذهب إلى الوهم أو الحقيقة. وترحل دون عودة؟
أيهما أدق، وأقرب للحقيقة، الثانية التي بين أيدينا أم تلك التي رحلت منّا قبل ثانية؟
على ماذا نقبض في هذه اللحظة، أليس هذا القبض لا قبض، ليس منّا ولا بين أيدينا، ولا ترتق إلى الحيازة؟
نحن نأخذ الحياة على أنها حقائق، وقائع ثابتة، لكن، هل سألنا العدم هل هذه الحقائق حقائق؟
وماذا عن العدم؟
من أين جاء؟

عشت في رأس العين أكثر من ثلاث سنوات ونصف السنة، ما زالت صورة الينابيع في ذاكرتي، طرية، كقطة خبز خرج للتو من التنور البلدي، أو من على الساج.
صورة الماء الصافي الزلال لم تبارح ذاكرتي إلى اليوم.
كنت أرى الماء المتدفق من باطن الأرض، أنظر إليه بمتعة شديدة، الحبيبات الصغيرة للرمل ترقص حول النبع، الأسمالك الصغيرة تروح وتجي حوله، مياهه كأشعة الشمس الصافية في نقاءها.
كنت في العاشرة من العمر، أقضي جل يومي على ضفاف الينابيع.
أقف طويلًا، اتأمل الجمال، ثم أغطس فيه أو أقف في مكان قليل الماء.
أكثر الأوقات جمالًا كان قبل شروق الشمس، نتبضع الطبيعة في هذا الوقت، أنا وأبي وأمي وبقية أفراد الأسرة، نفطر، بالقرب من هذا الصمت، نجالس ظلال الشجر. كان للنبع رائحة السماء والنجوم والكواكب، رائحة منعشة، نقية كنقاء الماء.
أين ذهبت أفراحنا مع ذاك الجمال الذي رحل ولن يعود، في سوريا الجميلة بسكانها الخمسة ملايين نسمة؟

لم تكن الأزمة النفسية التي مر بها شهريار، أزمة عابرة كما يظن التاريخ ومن جاراه.
إن أزمته بنيوية عميقة ولدت معه منذ أن جاء بعد شهرزاد بمليار قرن.
جاء على حين غرة من الزمن وتحولاته. جاء متأخرًا، بيد أنه حاز على السلطة والملك والمكانة والسيادة من خارجه بسرعة فائقة.
في لقاءه بها ومعها، في تلك الليالي الماجنة، اكتشف أن قواه الجسدية لا تطاوعه. وإنها سبباً كبيرًا في كشف عجزه وضعفه.
وزاده الأمر سواءً خجله من مقارعتها، لأنه مدرك أنها المالك الحقيقي لزمام الزمن وتوابعه.
في دخوله إلى الغابة الورافة الظلال شاهد أشجار اللوز الباسقة تضحك، وتهتز للحفيف الناعم على ظهر الجبال، وتحت سفوح الوديان، وتحت الأنهار الجارية تحتهما.
وأدرك إنه لا يجيد السباحة في هذا المكان المتألق.
خاف من العري، وأن يبان ضعفه وحقيقته على حقيقته، وعدم القدرة على الدخول في تلك المجاهيل.
خوفه لم يكن أنيًا أو جاء على حين غرة، أنه خوف مستقر في داخله ودائم. وعرف أن كل ما يدور حوله يجب أن يغطى أو يحجب
حاول شهريار مرات كثيرة أن يسبح، بيد أنه لم يفلح.
وفي لحظة الضعف القاتلة أخبر وزيره عن سره الدفين:
ـ ماذا أفعل بهذا البهاء؟ وهذا اللوز القابع على الضفاف؟ وتلك الرائحة اللذيذة المنتشرة بين تموضع وتموج أشجار البرتقال والليمون؟
رد عليه وزيره بحكمة ما زالت مستمرة:
ـ أقتلها يا مولاي. فأنت السيد في هذا العالم، ومن المعيب أن يبان للشعب عجزك أمام الجسد البض اليقظ الجميل الناضح بالحياة. أقتل هذا اللوز الأخضر النابض بالحياة. وبهذا الموت تكون قد تخلصت من أرث قديم.
ـ وهل تعتقد أن قتلها يمحي أثرها، آثارها؟
ـ ستنتج لك ذرية من نفسها وتزول من طريقك يا مولاي.
وبعد هذا وذاك؟
ـ اشغلها بك، لتنسى أنها أنثى. وستبقى أنت المسيطر.
ـ هكذا سافعل. وهكذا ستجري الأمور.

الطب الحديث له طابع ذكوري أو يمكن تسميته بالطب الذكوري لأنه سريع الاستجابة للعلاج، بيد أن النتائج غير معروفة على المدى الطويل أو أن وقعه على البشر في المدى القادم غير مضمون، على عكس طب الأعشاب، إنه طب أنثى، بطيء الحركة يسير بهدوء وبآلية موزونة وينحو نحو الاستقرار، يدخل في الأماكن المفتوحة في الجسم أو في الأماكن المجروحة، يقرب الخلايا من بعضها، يعقد مصالحة بينهم ثم يمد الجسم بالطاقة والقوة من أجل الالتئام.
إنه رابط اجتماعي ونفسي، أمومي فيه حنان ورقة وإنسانية وحب، نقي ولا يفكر في المردود
إن إيقاع أدوية الأعشاب في الجسد يتوافق مع إيقاع حركة الطبيعة وقوانينها.

وهل كان هناك رئيس شرعي لسوريا منذ إزاحة الرئيس المنتخب شكري القوتلي عن الحكم منذ العام 1958؟
العسكر خربوا البلاد العربية على كل المستويات بفوقيتهم وعنجهيتهم ودونيتهم. إن هجوم البدو المتخلفين، المتمثل بالحكام، على المدن العريقة كدمشق وبغداد والقاهرة منذ الخمسينات والستينات أثمرت في تدمير المدن والمدنية وترييف الحياة وإعادتها إلى القرون الوسطى عبر نشر الثقافة الدونية والهزيمة والاستلاب والفوضى.
من حق ماكرون أن يفتي بما يريد، ويضع الخطط لمصلحة نظامه ودولته، فالميدان السوري أصبح كالمبغى، يدخله من أراد ويريد، وكل واحد له ثمن.
بيد أن السؤال الذي يطرح على الجميع:
ـ هل أبقيتم يا سيادة الرئيس، شيئًا في سوريا يستحق أن يكون له رئيسًا شرعيًا أو غير شرعي؟

هل تم أسر داعشي واحد مهم في الرقة أو الموصل؟ هل جرى تعريتهم عبر أجهزة الإعلام؟ من أين كانوا يحصلون على المال والسلاح؟ إلى أين ذهبوا؟
إن الإعلام والحكومات الغربية والعالمية والعربية عم يعتموا على هذا الأمر تمامًا، وكأننا نتعامل مع أشباح. ويتعاملوا مع الناس كأنهم مجرد كتل لحم فارغة لا تفكر ولا تفهم ولا تدري ماذا يحدث لها.
هل كنا نحتاج إلى هذا الأسلوب المخابراتي الرخيص، بزرع داعش بيننا، لدعم عائلة الاسد والدفاع عن بقاءها في الحكم.
وإن تسلطوا علينا أرذل أشكال الناس، لتبطشوا بأهلنا وشعبنا من أجل استمرار سياساتكم القذرة في منطقتنا.

الأوروبيون ليسوا أكثر من كومبارس، مرددين في الجوقة أو الفرقة المسرحية السياسية الامريكية العالمية. ماكرون لن يشذ عن القاعدة، ما زال طفلًا صغيرًا. أي، لم يبلغ سن النضج.
لقد اشتغل الأمريكان على تدمير سوريا من داخلها عبر الدعم الخفي للنظام الحاكم، وصبيانها على الجهة اليسرى، بوتين وخامئني ونصر الله، وعلى الجهة اليمنى الخليج وتركيا والأردن.
لن نستغرب أي شيء في هذا الزمن الاحتكاري البشع لكل مقومات الحياة والسياسة والاقتصاد.
بالنسبة لي لا شيء مفاجئ. نحن بلدان صغيرة، ولدى الولايات المتحدة القدرة الكبيرة على التحكم بنا. ولن يسمح لنا بالديمقراطية، وتغيير هذه الأنظمة المتكلسة.

نتكلم عن الحرية الشخصية في مجتمع مستلب فاقد القدرة على تقرير مصيره, خاضع, لا يملك قراره ولا يملك عقله. من يعلن راية الحجاب كهوية هو الإسلام السياسي المنخور, كتمرد على الحداثة والحرية.
إنها ظاهرة تعبر عن التدين وليس عن الدين, والدليل أن امهاتنا قبل عقدين أو ثلاثة من الزمن كن طبيعيات, غير ملوثات بالخضوع الأعمى لشيوخ النفط والمال السياسي الرخيص.
وأكمل الخراب مجيء المجرم الخميني واتباعه.

هؤلاء الذين لديهم عقدة الأضطهاد والظلم ذاتيون جداً ، أنانيون جداً ، يعشقون أنفسهم لدرجة العبادة ـ ويحسنون الظن بأنفسهم ويسيئون الظن بغيرهم . ومبدأهم أما أنا ، ومن بعدي الطوفان ـ هؤلاء الأشد قسوة لدرجة قد تؤدي بهم إلى إرتكاب أشد الجرائم قسوة ـ وبدم بارد .

التاريخ لم يلد بريئًا ابداً, كما لم يكن عادلا أو إنسانيًا. وإنه يتحرك وفق غايات وأهداف ومصالح. يتحرك في الأرض الرخوة, يفرض شروطه عندما يكون توازن القوى مختلًا لصالح الأقوى والأكثر قدرة على فرض الشروط. لم يتحرك المسلمون للفتح من أجل المحبة والأخلاق الحميدة, هذه في الكتب ويدخل في باب الكذب والنفاق. في الحرب هناك ضحايا ومشوهين سواء جسديا أو نفسيا, ولا اعتقد ان الله يرسل الجنود أو المجاهدين للقتال من أجل بقاءه في السماء لوحده, ولا يرضى أن يشوه اتباعه نفسيا وجسديا من أجل إعلاء كلمته. المجاهد العادي يذهب الى الحرب أو الفتح عندما يقبض أسياده ثمن رأسه سواء حيا أو ميتا. حدث هناك تحالف بين القبائل والخليفة ابو بكر وعمر, ثمن بثمن, عدا ونقدا. الدين كمفهوم جاء خادما امينا للسياسة والمنفعة والمصالح, من أجل تحقيق ما تعجز عن تنفيذه السياسة. وإنه, اي الدين, يحول اتباعه الى مجرد كورس يرددون الحكايات في الكتب دون أن يعرفوا الى أين تتجه الأمور.

أمواج من الصور تأتي إلى ذاكرتي, تلعب بحواسي. صور وراء صور, كبيرة وصغيرة لا تنفك تستيقظ من غفوتها, بيد أنها تبقى مستقرة في جوف ذاكرتي. هناك طفل لا يكبر, يحبي في داخلي, يلعب بي. لا يتركني ارتاح للحظات. له حياته, ألعابه, عالمه, فرحه وجنونه. هوسه في اكتشاف الأماكن والأشكال والألوان والأبعاد حسب تصوراته ومعرفته.
كان في الرابعة من العمر. أذكر وشوشاته ينقر ذرات كياني وعقلي. نهر الخابور, الإله, يمر على سرير قرية تل كيف في الجزيرة السورية كامرأة حسناء جميلة. خصرها الأملس يتمايل. تمر بكامل زينتها وهياجها ووهجها. إنه وجود ما بعد وجود. هناك, على الطرف الأيسر يستيقظ فحل, وحش جارف ينتظرها على الطرف الآخر, محركات الكاتربيلار, التي لا ترحم الأرض والماء والطبيعة. كل عنفة, قضيب, فحل, بقطر خمسين سنتمتر وطوله مئات الأمتار يستجر ابن الخابور ورحمه, يغتصبه ثم يقتله.

في عصر النهضة وما تلاه, حروب أوروبية, بينية, سارت على مستويين, محاولة السيطرة في الخارج وسيطرة في الداخل. في الخارج, محاولة هزيمة دول الجوار , وفي الداخل, هزيمة المجتمع, إلى أن قادهم الأمر إلى حروب كبرى, توصلا في النهاية إلى اتفاق, توازن الرعب, بينهم, قادهم إلى اتفاق, لتنظيم أنفسهم, للسيطرة على مجتمعاتهم, والتفرغ لهزيمة أطراف النظام.

المجتمع في أوروبا مستلب, خارج السياسة, وغير فاعل فيها. لقد احكمت السلطات سيطرتها عليه بالكامل. اقصى مطالب الإنسان في هذه البلاد, أصبح محدودًا, هو الحصل على عمل وعلاقة مع شريك لإملاء الوقت.
إن الإنسان فيها, يعيش غربة روحية ونفسية قاسية. وعزلة قاتلة.
السياسات العاجزة, تهزم المجتمع, وتنهزم أمام الحياة. هذه السياسات لم تأت من أجل المجتمع, الناس, إنما لإدارة مصالح الفئات الفاعلة فيها.

لو تعرينا بعض الحين من الرموز والإشارات لبان عرينا الحقيقي, وتحولنا إلى إنسان.
قلنا أن اللغة متواطئة مع الخضوع.

في الاربعينيات, وتحت بيت حبيب مريمو, وعائلة سراج, نبع يتسلل رويدا وريدا مسافة مئة متر ويشكل بعدها بحرة صافية بطول مئة وثلاثين مترا بعرض ثمانين مترا يغطي مساحة كبيرة من الأرض ويستمر جريان الماء الى نبع سيروب, ثم يدير مطحنة تعمل على الماء. هذه البحرة كانت تغطي بيت مدير المنطقة وحوله.
في الستينيات سور النبع الجاف تحت بيت حبيب مريمو, وصار له قناة ري جافة ايضًا. في العام 1968 واثناء المطر الغزير تفجر النبع وصار شلالا هادرا يصب في الينابيع القريبة منه.
يا لغدر الزمن لم يبق أي نبع في رأس العين.

تلبية مصالح الكبار مكلف جدًا. وحل المجلس ضروري. وشعبنا يجب ان يعتمد على نفسه فهذا اجدى. فلم يأتي من قطر والسعودية والغرب الا الكذب والوعود الكاذبة. ومع الاسف تسرع المجلس الوطني بنقل الملف الى الخارج. وكان فيه خفة وبساطة من قبل من نقل ملفنا. تركيا كذبت وفرنسا وامريكا وبريطانيا. لا اقتنع أن الغرب عاجز عن ايقاف قتل شعبنا. انهم يمارسون الخبث في سياساتهم ليضمنوا معارضة على مقاس أمنهم ومصالحهم واسرائيل.

جاء الأتراك كقبائل رحل إلى هذه المنطقة، واستقروا فيها، في آسيا الوسطى، تركيا الحالية، في أجمل مكان من هذا العالم من حيث تنوع المناخ والطبيعة والبيئة والمياه والمكان الاستراتيجي المتداخل بين الشرق والغرب.
بقاء الأتراك في المكان الذي يقطنون فيه حاليًا، ضرورة وحاجة، لبريطانية في القرن التاسع عشر، وللولايات المتحدة في القرن العشرين، والواحد والعشرين.
إن وجودهم ضرورة استراتيجية، كحاجز سكاني، حاجز عميق وعالي، بين الأتراك والروس، في علاقتهما تناقض نفسي وديني وقومي وعرقي، في كل شيء، ولا يمكن التسوية الحقيقية بينهما على المدى الطويل إلا بنهاية أحدهما.
وسيبقى التوجس والخوف والقلق موجودًا بينهما، لهذا ستفعل امريكا على تسعير التناقض، حتى لا يتمدد الروس نحو الجنوب.
هذه الاستراتيجية لن تتزحزح، وهذا العداء المبطن بين الروس والاتراك سيستمر، ولن يفنى، وسيغذى بالكراهية والمصالح والحرب مع الأيام من قبل كل قوى دولية مهيمنة تريد إشعال الحروب والفتن في المنطقة.

الأخوان المسلمين، ليسوا المسلمين، أنهم دين جديد، لهم تنظيم عالمي، مصالحهم متفارقة عن المسلمين، لهم امتدادات مع الغرب، يعملون تحت إشرافهم، وحربهم على السوفيت في أفغانستان يؤكد على كلامي، وفي حربهم على سوريا عبر المنظمات المسلحة العديدة جدًا التابعة لهم، التي خربت، يدَا بيد مع النظام العائلي بلدنا.
إنهم يستثمرون الدين الإسلامي للصعود على أكتافه، للوصول إلى الثروة والجاه والسلطة.
المشكلة أن الكثير من المسلمين البسطاء ينطلي عليهم هذا الأمر، يظنون أو يعتقدون أن هذه الجماعة، مسلمين، وجماعة دين وعبادة.
سنقول لهم هذا الكلام غير دقيق على الاطلاق، أنهم جماعة سياسية تتكئ على الدين الإسلامي لغايات سياسية، لهذا تراهم يزيفون الحقائق، يكيلون بعدة مكاييل سياسية، يغدقون المديح مع من يتوافق مع نهجهم، ويكيلون السباب لمن يختلف معهم، منافقين، يكذبون كأي سياسي رخيص وتافه.
ما زال مقرهم في لندن، لم يبارحوه ولهم أموال في البنوك الغربية بالمليارات، وسيبقون، يلعبون بملفات خطيرة حسب ما يطلب منهم.
عندما كنت في السادسة عشرة من عمري، أذكر كرهي لتبعية الشيوعيين في العالم للسوفييت، وكنت استغرب تبعية شيوعيو فرنسا لهم، كنت أقول لنفسي، لماذا؟، إلى أن انحسر الغطاء وانكشفت الحقيقة:" إن هذه التبعية ورءاها مصالح تافة.



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس ثقافية وسياسية وأدبية ــ 209 ــ
- هواجس ثقافية وأدبية 208
- هواجس ثقافية وسياسية 207
- هواجس ثقافية وسياسية 206
- هواجس ثقافية ـ 205 ـ
- هواجس ثقافية 204
- هواجس ثقافية 203
- هواجس ثقافية وسياسية ـ 202 ـ
- هواجس ثقافية 201
- هواجس ثقافية وأدبية ـ 200 ـ
- هواجس ثقافية وسياسية 199
- هواجس ثقافية 198
- هواجس ثقافية 197
- هواجس ثقافية 196
- هواجس ثقافية 195
- هواجس ثقافية 194
- هواجس ثقافية 193
- هواجس ثقافية وفكرية 192
- هواجس سياسية ويستفاليا ــ 191 ــ
- هواجس نفسية وثقافية ـ 190 ــ


المزيد.....




- رجل يتفاجأ بدب ضخم عالق داخل سيارته.. فيديو صادم يصور ما فعل ...
- وسط مخاوف من تصعيد عسكري.. الأردن يدعو مواطنيه -لتجنب- السفر ...
- إردوغان: تركيا مستعدة للعمل على تطوير العلاقات مع سوريا ولا ...
- مجلس النواب الأمريكي يُصوّت لصالح إخفاء عدد القتلى في الحرب ...
- هل ما جرى في بوليفيا انقلاب أم مشهد مسرحي؟
- 4 طرق تضمن لك مفعولا مماثلا لمشروبات الطاقة دون آثار جانبية ...
- المغرب.. اكتشاف مخلوق -استثنائي- من عصور ما قبل التاريخ
- بعد انتظارها لعدة أسابيع.. ميلوني تخرج عن صمتها بشأن فضيحة ض ...
- غيتس يحذر من استغلال الذكاء الاصطناعي لأغراض كارثية
- بوناصر الطفار: كلمات لا تعرف الخوف ولا المواربة


المزيد.....

- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آرام كربيت - هواجس ثقافية وسياسية 210