حميد الهاشمي الجزولي
الحوار المتمدن-العدد: 1764 - 2006 / 12 / 14 - 11:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
-1-
بين الفينة والأخرى يحضرني موقف للمرحوم عبد الرحيم بوعبيد، وكان آنذاك كاتبا أولا لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وفي إحدى الجلسات العامة للمؤتمر الثالث سنة 1979 وقفنا نحن شباب الحزب نطالب باتخاذ موقف مساندة "للثورة الإيرانية" وكان المرحوم عبد الرحيم بوعبيد يحاول تهدئة الموقف وهو يؤكد ما معناه: " يلزمنا الوقت للحكم على تجربة من هذا النوع.... وكان أن اقتنع أغلب الشباب آنذاك برؤية المرحوم بعد أخذ ورد.
-2-
في سنة 1980 ، وفي مواجهة بين الطلبة اليساريين من مختلف التوجهات ، خلال حفل فني لدعم الثورة الفلسطينية، كان احتجاجنا نحن طلبة الاتحاد الاشتراكي –الجناح اليساري- قويا على أغنية لسعيد المغربي تقول:" يا أسدا في لبنان ويا أرنبا في الجولان" ، وذلك من منطلق التضامن القومي ودعم "جبهة الصمود والتصدي" ، وكان موقفنا خاطئا لأن الأمر لم يكن يتعلق لا بصمود ولا بتصدي بل بحسابات أنظمة وجدت ضالة شرعيتها في القضايا القومية.
-3-
حين تم اغتيال الشهيد عمر بنجلون وحين تم اغتيال الشهيد حسن حمدان (مهدي عامل)، كان الأمر بالنسبة للعديدين بداية مرحلة مظلمة من تاريخ المنطقة، ولأن البرجوازية-الكمبرادورية، ليس لها مشروع مستقل ، فقد اعتبرت أن تلك الأيدي المنفذة ستشكل أداتها في محاربة أي مشروع مستقل تنظيميا وسياسيا وفكريا، ولم تستوعب أن التمثيل السياسي للكمبرادور يمكن أن يتحول إلى الفاشية في أبشع صورها.
-4-
يوم الاحد 10 دجنبر 2006 ، يوم ليس ككل الأيام، فهو اليوم الذي يؤرخ للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وهو اليوم الذي يؤرخ لموت رمز من رموز الديكتاتورية البشعة أوغوستو بنوتشي ، وهو اليوم الذي وقف فيه شيخ ببيروت ، يدعو إلى إسقاط حكومة منتخبة ديموقراطيا، فتبعه جينرال يهدد ويعد على نهج كل الجنرالات السابقين. أليست الصورة واضحة حين "يقود" الجماهير نحو السلطة شيخ وجنرال!!!!!!!!!
-5-
حين يخطئ الإنسان ، يمكن أن تكون أخطاؤه محدودة الأثر في الزمان والمكان، و تكون الأخطاء في غالب الأحيان عن جهل و/أو عن حسن نية.
لكن حين تحدد هذه الأخطاء مصائر شعوب، فليس من حق الإنسان أن يخطئ وإن جهل فليحترم جهله.
* هذا الكلام لا يعني من/وليس موجها لمن لهم مصالح وخلفيات فيما يجري على أرض لبنان.
#حميد_الهاشمي_الجزولي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟