أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلبير الأشقر - خلفيات الصراع الدائر بين بايدن ونتنياهو














المزيد.....

خلفيات الصراع الدائر بين بايدن ونتنياهو


جلبير الأشقر
(Gilbert Achcar)


الحوار المتمدن-العدد: 8013 - 2024 / 6 / 19 - 09:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن كانت ثمة حاجة لبرهان إضافي على حدود «الديمقراطية التمثيلية» التقليدية، فإن المشهد السياسي الإسرائيلي يقدّم مثالاً ساطعاً عن تلك الحدود. فبالرغم من أن عملية «طوفان الأقصى» قلبت المناخ السياسي الإسرائيلي لغير صالح نتنياهو والكتلة الحاكمة التي شكّلها مع أقصى اليمين الصهيوني في نهاية عام 2022، نراه مستأثراً بالسلطة وقادراً على الاحتفاظ بها دستورياً حتى عام 2026. وقد تمكّن نتنياهو من امتصاص بعض الغضب الشعبي الإسرائيلي الذي حمّله مسؤولية الإخفاق في تدارك الهجوم المسلّح الذي حصل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وذلك بخلقه «حكومة حرب» مصغّرة بمشاركة أحد قطبي المعارضة الصهيونية الرئيسيين، الأمر الذي أتاح له الظهور بمظهر الرجل الحريص على «الوحدة الوطنية» الصهيونية في مواجهة الشعب الفلسطيني.
هذا وفضلاً عن البُعد السياسي للمناورة، بغى نتنياهو إشراك أخصامه السياسيين في مسؤولية إدارة الحرب على قطاع غزة، من خلال إشراك رجلين تولّيا رئاسة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي على التوالي بين عامي 2011 و2019، هما بيني غانتس وغادي أيزنكوت المنتميان إلى كتلة المعارضة في الكنيست المعروفة باسم «الوحدة الوطنية». وقد كرّست حكومة الحرب الإجماع الصهيوني الانتقامي الذي أدّى إلى تدمير غزة وإبادة حوالي خمسين ألفاً من سكّانها حتى الآن، بمعونة الولايات المتحدة الأمريكية.
لكنّ الإجماع الصهيوني الذي جسّدته تلك الحكومة انتهى مع استكمال احتلال القطاع ومواجهة مسألة مصيره السياسي. عند هذا الحدّ، تصدّعت حكومة الحرب إزاء الموقف من «الحلّ» الذي يسعى له جو بايدن والإدارة الأمريكية التي يرأسها، وهو قائم على الجمع بين قسم من أراضي غزة وقسم من أراضي الضفة الغربية في «دولة فلسطينية» تحكمها اسمياً «السلطة الفلسطينية» بعد تعديلها بعض الشيء، مع خضوع القطاع لإشراف عسكري مشترك إسرائيلي وعربي (مصري بالدرجة الأولى). فبينما تؤيد المعارضة الصهيونية هذا «الحلّ» ليس بوسع نتنياهو إعلان قبوله به بدون انفراط التحالف الذي عقده مع أقصى اليمين وارتهانه بالتالي بما يقرره أخصامه السياسيون الحاليون في شأنه.


المشكلة بالنسبة لنتنياهو هي أن موازين القوى تختلف كلّياً بين الحالتين. ففي حين ترتهن به مشاركة حلفائه «النازيين الجدد» في الحكم، إذ إنهم ما كانوا ليحلموا بتلك المشاركة لولا انتهازية نتنياهو العميقة واستعداده لأي شيء بغية البقاء في السلطة (وتفادي المحاكمة) تستطيع المعارضة الصهيونية التطلّع إلى تولّي الحكم بدونه من خلال انتخابات نيابية مبكّرة تأمل أن تحصل بواسطتها على أغلبية في الكنيست. والحال أن استطلاعات الرأي في دولة إسرائيل تشير منذ «طوفان الأقصى» إلى تفوّق المعارضة على التكتل الحاكم الراهن.
هذا وقد أفلحت مناورة نتنياهو بإشراك منافسيه في حكومة الحرب، مصحوبة بظهوره بمظهر المدافع العنيد عن المصلحة الصهيونية في وجه الضغط الأمريكي، أفلحت بقلب اتجاه الرأي العام بعض الشيء. فقد أبان استطلاعان نُشرا قبل أيام تصاعد شعبية نتنياهو، مصحوباً بتراجع شعبية منافسه غانتس عن الذروة التي بلغتها إثر «طوفان الأقصى» وانضمامه إلى «حكومة الحرب» باسم الوحدة الوطنية الصهيونية. ذلك أن غانتس أخذ يتحمّل مع نتنياهو مسؤولية الإخفاق في القضاء على المقاومة المسلّحة داخل القطاع بعد ثمانية أشهر من العدوان المسعور، وذلك بغياب رؤية واضحة فيما يتعلّق بسيناريو «اليوم التالي» كما غدا يُسمّى مصير غزة السياسي والأمني. هذا الميل الجديد في الرأي العام الإسرائيلي شكّل بالتأكيد عاملاً رئيسياً في قرار غانتس إنهاء مشاركته في حكومة الحرب.
بيد أن الاستطلاعات لا زالت تشير إلى هزيمة محتملة للتحالف القائم بين الليكود، حزب نتنياهو، و«النازيين الجدد» في وجه كتل المعارضة. وبينما يشير أحد الاستطلاعين الحديثين سابقي الذكر إلى تمكّن المعارضة من الفوز بأغلبية مقاعد الكنيست (61 من أصل 120) يشير الآخر إلى احتياجها إلى ثلاثة مقاعد فقط من أجل تحقيق تلك الغاية، وهي مقاعد قد توفّرها كتلة منصور عبّاس الذي ما انفكّ يُبدي استعداده لمواصلة الانخراط في اللعبة السياسية الصهيونية، أو إحدى الجماعات الصهيونية المنضوية في التحالف الحاكم الراهن، أو سواها من كتل الكنيست الصغيرة.
لذا لن يجازف نتنياهو بفك تحالفه مع أقصى اليمين الصهيوني ومواجهة احتمال خوض معركة انتخابية مبكّرة، إلا إذا حصل على ضمانات ومكاسب يكون إنهاء متاعبه القضائية أحد بنودها الرئيسية. وهو يستطيع البقاء في الحكم مع حلفائه بالرغم من تأكيد الاستطلاعات على تحوّلهم إلى أقلية في البلاد، على الرغم من أن المرحلة الراهنة هي إحدى أخطر المراحل التي مرّت بها الدولة الصهيونية حتى الآن في تاريخها القصير. كما يراهن نتنياهو بكل وضوح على احتمال فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي سوف تجري في مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني القادم.
إن موقف نتنياهو مصدر إحراج عظيم لبايدن الذي يحتاج لإنجاز «الحلّ» الذي ينشده قبل الانتخابات. لذا دعت الإدارة الأمريكية يوآف غالانت، وزير «الدفاع» في الحكومة الصهيونية الحالية، وهو منافس نتنياهو داخل حزب الليكود ذاته، دعته لزيارة واشنطن في الأيام القادمة، قبل أن يزورها نتنياهو لإلقاء خطاب رابع أمام الكونغرس الأمريكي في 24 يوليو/ تموز (وهو، بالمناسبة، امتياز لم يحصل عليه أي رئيس أجنبي آخر في تاريخ الولايات المتحدة). ولا شكّ في أن إدارة بايدن تسبر سبل الضغط على نتنياهو من خلال غالانت، بما في ذلك إمكان انشقاق هذا الأخير عن نتنياهو مع عدد من نواب الليكود يكفي لإسقاط الحكومة الراهنة وفرض انتخابات جديدة.



#جلبير_الأشقر (هاشتاغ)       Gilbert_Achcar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في سرّ تحوّل بايدن إلى حمامة
- الهدنة في غزة ومعضلتا نتنياهو و«حماس»
- خلفيات اتهام كريم خان باللاسامية
- فح والفاشر: حرب الإبادة والتضامن الواجب
- بحجة “اللاساميّة” تترافق إبادة شعب فلسطين مع محاولة إبادة قض ...
- لعبة القمار بين «حماس» ونتنياهو
- مصير فلسطين في ضوء العدوان على غزة
- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- «دولة فلسطين» بين تصفية القضية ومواصلة النضال
- إن يسارا مغايرا ممكنٌ
- درسان ثمينان من الانتخابات التركية
- نفاق الإدارة الأمريكية والصفاقة الإسرائيلية
- صراعات على منصب بلا سلطة: السجال حول تعيين محمد مصطفى
- السيسي يفوز بأوسكار أسوأ إدارة اقتصادية
- 24، 41، 834: ثلاثة أرقام من إيران
- فلسطين بين خيارين صهيونيين
- نظام السيسي يبني معسكر اعتقال ضخم لأهل غزة
- استئصال «حماس» واستكمال احتلال غزة
- حرب الإبادة الصهيونية بعد أربعة أشهر


المزيد.....




- انسحاب مرشحين محافظين من الانتخابات الرئاسية الإيرانية قبيل ...
- -أبو حمزة-: -كتيبة جنين- تمكنت من تفجير آليتين إسرائيليتين ش ...
- صحيفة: مصر والإمارات أبدتا استعدادهما للمشاركة في قوة أمنية ...
- مرشحون من أصول فلسطينية في الانتخابات البريطانية
- -نتنياهو في مواجهة الجيش الإسرائيلي- - صحيفة هآرتس
- إحصائية: زيادة عدد القادمين إلى ألمانيا عن عدد المغادرين في ...
- ليبرمان: إسرائيل تخسر الحرب والردع تراجع إلى الصفر
- الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا يوقعان اتفاقية في بروكسل حول الضم ...
- بالفيديو.. منجم في ولاية إلينوي الأمريكية يتسبب بانهيار أحد ...
- غوتيريش: إصلاح مجلس الأمن الدولي يبدأ من منح إفريقيا مقعدا د ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلبير الأشقر - خلفيات الصراع الدائر بين بايدن ونتنياهو