أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - لنعمل على إنهاء كل أشكال خطاب الكراهية من أسباب ونتائج














المزيد.....

لنعمل على إنهاء كل أشكال خطاب الكراهية من أسباب ونتائج


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 8012 - 2024 / 6 / 18 - 20:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة خطاب الكراهية هذه كلمة موجزة بشأن الأسباب والنتائج وبعض مظاهرها التي ينبغي التوقف عند مهمة مكافحتها ومنع تداعياتها التراكمية السلبية.. إنه نداء من أجل تفعيل الجهود المشتركة ليس لخفض منسوب الكراهية بل لمكافحته نهائيا من جذوره لأنه أداة خطيرة لتخريب الشخصية الإنسانية وعلاقاتها البنيوية السليمة فهلا تبهنا على أهمية المعالدة بل خطورتها؟؟ برجاء التفاعل دعما واستكمالا وتنضيجا لما يرد هنا
***
تعدّ الكراهية أو البغضاء أو المقت، قيما شعورية سلوكية بطابع انسحابي ناجم عن ظاهرة نفور و-أو عداوة تجاه طرف أو إشكالية بعينها، ما قد يصل مستوى من الفعل يعمل على عزل وإبعاد أو تدمير الطرف المكروه بشراً أو قضية، وقد يحدث الكره بسبب الخوف من الآخر نتيجة حدث اتسم بطابع سلبي جرى تعميمه فتضخم وأخذ أبعادا أكثر خطورة من مجرد رد فعل فردي.. وكثرما نجد أن الأعراض الانسحابية لواقعة أو وضع بعينه قد دفعت لحدوث نفور واشمئزاز يتحول لعداء ينطلق من مواقف التعصب والعنصرية أو التمييز على أسس قومية، دينية أو مذهبية أو ما شابهها من عوامل تقوم على مواقف مسبقة للفردنة والفوقية بمعاداة الآخر..

إن الكراهية تخرب الشخصية الإنسانية وهويتها المسالمة لتختلق بيئة حاضنة للعنف ولأشكال التوتر والاحتقان ولزعزعة الأمن والأمان وإثارة الأحقاد وهز الاستقرار والسلم المجتمعي بالابتزاز والتهديد والحض على ارتكاب جرائم الكراهية.

وإذا كان خطاب الكراهية بما يتصف به من استقطاب شديد، سيخلق أعمق هوّة بين الأطراف فإنه إنما يفعل ذلك عبر إثارة ظواهر الازدراء والاستهانة بالآخر و-أو إرهابه ووضعه تحت ضغوط التهديد مرفقة بلائحة من ممارسات التشويه والتشهير والتسقيط وإثارة حالات التشظي والشقاق والقسوة والوحشية ليشكل ذلك كله فضاء التعصب والكراهية ولغتهما التي تبحث باستمرار كما أكدنا مرارا بتشخيصنا عما يقف بوجه أي اتفاق أو تفاهم إنسانيين. فالتعصب لا يحيا من دون عيشه على لغة الانفعال والاحتقان والابتعاد عن تحكيم العقل والحكمة وهو لا يكتفي بالتشويه بل ينتقل في مراحل تالية منه إلى اختلاق ما ليس موجوداً في واقع الحال عند الطرف المراد صب الكراهية عليه خدمة لمآرب التعصب بل أبعد من ذلك يرتكب جرائم ليلصقها بالآخر وليعمق الفرقة والتناقض بين طرفي التعصب وخندقيه المفتعلين المصطنعين.

إننا نشهد ذلك في كل الجغرافيا السياسية للبشرية وشعوبها وهو ما نجده عراقيا بوضوح وفجاجة في اختلاق الخنادق الطائفية والقومية المصطرعة. فمزيد من تعميق ظواهر التنميط وتحويل أتباع الديانات والمذاهب إلى كتل طائفية كتشددة متعصبة متعنصرة حيث التنميط الذي يلغي سلامة التنوع الإنساني القائم على الإخاء والتعاون والتسامح ليحل محله الاحتراب القائم على الحقد والعداء ومجمل جرائم الكراهية المنطلقة من الفصل العنصري ومزيد ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي مثلما جرى للكورد وللمسيحيين والأيزيدية والمندائيين وغيرهم وبكل مرة هناك ذريعة لكن السبب الأكيد كان ومازال يقوم على عامل الكراهية وما تختلقه من ذرائع تمكينا لنهج الأحادية والتمثيل الحصري لطرف أو آخر والتفوق العنصري بقصد إيجاد ما يساعد على تمكين قوى الكراهية من فرض سلطتها الاستبدادية ونهجها الاستغلالي.

فلنلاحظ هنا نماذج لتلك المشاهد:

كراهية الأجانب وكيف يجري تمريرها ونهجها اعتمادا على استغلال الميول السياسية في ضوء أضاليل مختلقة لليمين المتطرف وشعبوية شعاراته ومثل هذا يحضّر لمواقف أكثر تشددا وتطرفا وإقصاء وإبعادا للمهاجرين والتعرض للجاليات المتعايشة المندمجة في مجتمعاتها الجديدة فالأحداث خطيرة ونتائجها وما تجر إليه أخطر..
كراهية الآخر طائفيا بإحالة أتباع المذهب لكتلة متشددة تلقي اللوم في أي حدث أو واقعة على الآخر والقصد المبيت يتجسد في اغتيال الاستقرار وإدامة حالات الاصطراع والعنف للوصول إلى ما تريد تحقيقه من مآرب استغلالية بعيدة المدى
كراهية قائمة على التمييز واستلاب الآخر كما الدونية في استيلاد نظرة ذكورية تجاه المرأة وكما في المواقف المسبقة التي يراد منها الاحتفاظ بسطوة استغلالية تنتهك إنسانية الإنسان وكل قيم علاقاته السليمة البناءة
كثيرة هي مظاهر الكراهية وصراعاتها المختلقة المفتعلة والأمم المتجدة بجميع قواها توجهت لاعتماد يوم دولي لمكافحتها حيث يجري تعزيز الحوار بين أتباع الأديان والمذاهب والعقائد الفكرية والسياسية والثقافات ووالرد بقيم الإخاء والتسامح وتنوير العقول وسلامة الوعي في مواجهة خطاب الكراهية..

لقد عمل القرار الأممي باتخاذ 18 حزيران يونيو يوما دوليا لمكافحة الكراهية بوساطة تفعيل مكافحة التمييز وأي شكل للعنصرية ونهج كراهية الأجانب وعموم خطاب الكراهية كع توظيف أدواته المشروعة المنصوص عليها بالقانون الدولي لحقوق الإنسان.

إن رصد أشكال الكراهية وخطابها يبقى ضروريا مطلوبا كيما يتم التصدي له بصورة إيجابية فاعلة ومؤثرة تمنحنا أفضل النتائج بظروف تتضخم حال التطرف والعنصرية..

نحن بحاجة لجدية أكبر بمواجهة تلك الفلسفة ونهجها العدائي التخريبي.. فهلا تضافرت جهودنا معا وسويا لتلك المهمة التي تعنينا جميعا بلا استثناء؟



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشبكة العربية للإبداع والابتكار ولادة مؤسسة للنهوض بحركة ال ...
- الصحافة العراقية احتفالية للفرح أم للاحتجاج والتطلع لاستعادة ...
- تهنئة بمناسبة عيد الأضحى وكلمة إلى أهلنا من مسلمي العراق وال ...
- رؤى أولية بشأن ما يُسمى وساطة بغداد بين دمشق وأنقرة؟
- تشغيل قاهر لأطفال العراق في اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفا ...
- في اليوم الدولي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء ما هي أوض ...
- في الطريق لإحياء اليوم العالمي للطفل وتثبيته في أجنداتنا الن ...
- العيد الوطني العراقي ورموزه ودلالاته
- العراق بين ثراء تنوعه الثقافي ونهج سلطة الأحادية والإقصاء وا ...
- واقع الصراع الراهن في العراق ومساعي التغيير من أجل العيش بأم ...
- الأسرة نواة مجتمعية لرعاية الإنسان وحمايته والتأسيس للتنمية
- النبات وحيواتنا في العراق وفي عالم تعصف به المتغيرات المناخي ...
- في اليوم الدولي للصحافة: صحفيات العراق وصحفيوه في أتون المعا ...
- اتحاد الطبقي والوطني يصارع الاستغلال الطائفي القبلي في العرا ...
- بمناسبة اليوم العالمي للإبداع والابتكار العراق والحاجة لاهتم ...
- الإبداع والابتكار بين الإهمال وفقدان الاستراتيجية وبين ضرورة ...
- تهنئة إلى اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق وجميع أعضائه ...
- مسرح المقاومة بين الجمالية والمحمولات الاجتماعية السياسية
- كارثة دهس أطفال مدرسة ابتدائية في البصرة، يقرع نواقيس الموت ...
- في اليوم العالمي للمسرح تُنار أضواء صالات العروض احتفالاً وت ...


المزيد.....




- الخارجية الروسية: روسيا تعمل على إبرام معاهدة ثنائية واسعة ا ...
- كيف أصبح الاعتراف بإسرائيل شرطاً للحصول على الجنسية الألماني ...
- شاهد: السلطات السويسرية تتفقد الأضرار إثر عواصف رعدية وفيضان ...
- الفلسطيني مجاهد العبادي يروي تقييده فوق غطاء سيارة عسكرية إس ...
- منظمة أممية: ارتفاع حصيلة غرق قارب مهاجرين باليمن
- -حفر نفق وتجهيز ألغام وتفجيرها-..-القسام- تبث لقطات من استهد ...
- ما هي السيناريوهات الأربع المحتملة للانتخابات التشريعية الفر ...
- ماذا قالت؟.. تسريبات باجتماع مغلق لزوجة نتنياهو تثير عضبا في ...
- احتجاجات الكينيين على فرض ضرائب إضافية عليهم يثير تفاعل نشطا ...
- السودان.. ماذا وراء انفجار الأوضاع العسكرية في سنار؟


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - لنعمل على إنهاء كل أشكال خطاب الكراهية من أسباب ونتائج