أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آرام كربيت - هواجس ثقافية وسياسية 206















المزيد.....

هواجس ثقافية وسياسية 206


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 8012 - 2024 / 6 / 18 - 13:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في العام 1984 أجرت صحيفة الاتحاد الرياضية السورية مقابلة مع اللاعب ميشيل بلاتيني، لاعب فرنسا الأشهر في ذلك الوقت.
قال لهم سأعطيم دقيقة واحدة من وقتي.
قالوا له:
ـ نحن من سوريا قلب، العروبة النابض، ولديك جمهور واسع يعشقك، ماذا تقول لهم.
قال للصحفي:
ـ لم أسمع بسوريا أبدًا.
هذا الحديث أورده لي صديقي ضياء الدين نجم السلمان، بحزن شديد.
قال لي:
ـ معقول أن بلاتيني لا يعرف أين تقع سوريا؟
قلت له:
ـ هذا غير معقول ابدًا
كمان أنا احتقرت بلاتيني في وقتها.
وأضفت:
هذا واحد غبي لا يفقه أي شيء في العالم.
وتابعت:
نحن شايفين حالنا أكبر من الكرة الارضية، معقول لم يسمع بنا واحد مشهور مثله.
يا للعار.


لا يوجد دولة في العالم كله، قديمًا وحديثًا، خاليًا من الفساد.
دولة دون فساد ليست دولة.
الدولة النائمة تحت السلطة، تقيد بالدستور والقوانين، والسلطة التشريعية والقضائية.
السلطة التنفيدية اعتبرها قطيع بقر، جواميس برية داشرة في البراري المقطوعة الماء، شربت كمية كبيرة من الخمور المركزة، فلتانة، مشيت على عواهنها، راحت تخرب الزرع والضرع، تقتل وتفتك، وتفعل ما يحلوا لها.
جاء القانون والدستور في الزمن المعاصر فمسك اللجام، لكنه لم يستطع الضبط كما يريد.
السكران مدمن، يحتاج إلى المشفى، إلى إعادة تأهيل يومي، إلى الأبر الواخزة، إلى العلاج اليومي، وأن يبقى تحت الرقابة الدائمة قبل أن يتحول إلى غول خرافي يفتك بكل شيء.


في القطار، في الطائرة أو الباص أو السوبر ماركت، تجد الطفل السويدي منضبطًا، هادئًا، لا صراخ لا بكاء أو جر ثوب الأم أينما راحت.
تعمل الأم عقدًا مع أبنها:
ـ سنذهب في القطار عليك أن لا تطلب أي شيء مني أمام العام، أن لا تصرخ أو تبكي.
البارحة في القطار كان هناك أطفال كثر، لم أسمع زعيقًا أو بكاء أو تذمر، كان قسمًا كبيرًا منهم جالس على الدرج بصمت، لأن المقاعد كلها شاغرة.
لا شك هناك استثناءات كثيرة، لكنها لا تشكل قاعدة.
ربما يظن البعض أنني اتماهى مع الغرب أو السويد تحديدًا، سأقول لهم، لا، لست متماهيًا، بل لست منسجمًا مع الكثير من الأمور مع هذا البلد.
أنا غريب.
السويد قدمت لي الكثير الكثير دون مقابل، لا يسعني إلا شكرها من كل قلبي.
لقد قدمت لي السويد الأمان والحياة المستقرة، رخصة قيادة السيارة، هويتها، جواز سفرها، جعلتني مواطنًا على أرضها، ووقفت إلى جانبي في كل شيء، أعطتني البيت، المدرسة، الطبابة المجانية، البحث عن عمل، لم أفلح، حاولت وفشلت، لكن التقصير هو مني وليس منها.
من قبل على نفسه العيش في وطن أخر عليه أن يحترم ثقافة هذا الوطن، قوانينه وعلاقاته وثقافته، وإلا عليه البحث عن وطن أخر.
نقده مطلوب، بل محبب، ولكن تجريحه والحط من شأنه على الشاردة والواردة من موقع أيديولوجي، اعتبره حرب، اعتداء صارخ على الوطن الجديد.


سيبقى بين أولاد العقيدة والسياسة أطنان من المسافات الزمنية المتباعدة، وربما أكثر.
أولاد العقيدة يريدون تطويع السياسة لتصبح على مقاسهم، أما أولاد السياسة فهم أولاد الحاضر، بكل ثقله وحساباته ورؤاه.
أبناء العقيدة يريدون للسياسة أن تبقى في الماضي، إلى ذلك الحنين المصنوع في المختبرات المنمقة، وأن يقطفوا الثمرات الجافة العفنة الذي عفى عنها الزمن، والمصادر كما قال عن قال.
أبناء السياسة يردون قطف الثمرات الجاهزة في الحاضر، أن تكون على مائدتهم، وليس مهمًا المصدر.
الفارق بين الأثنين كبير، وهذا سبب اختلال عقل أولاد العقيدة، لأنهم يريدون ان يمارسوا السياسة حسب تصورهم وخيالهم الطائر، بينما أولاد السياسة براغماتيين.




الدولة هي إحدى إفرازات السلطة.
ومن هذه الدولة ولدت الحكومة والمعارضة ليسوقا لظاهرة السلطة.
كلاهما ليسا ممثلي المجتمع.
السلطة قائمة بذاتها ولذاتها، وهي ممثلة النخبة المالية، لكن أين معارضة السلطة؟
لماذا لم تولد إلى اليوم؟ وإذا ولدت هي ممثلة من؟
اعتقد على الصعيد العالمي كله لا يوجد معارضة ولن توجد معارضة.
هناك ردات فعل على ممارسات السلطة في أغلب الدول، غبن، يصاحبه قمع وكم للأفواه.
برأي، لا يوجد معارضة إلى الأن، ولن توجد في المستقبل الزمني المنظور.
لهذا فإن البلدان الأوروبية وبقية البلدان الغربية استطاعوا، الحكومة والمعارضة، أي الدولة، على سحب البساط من تحت أقدام المجتمع، عندما نظموا علاقتهم مع بعضهما البعض عبر إعطاء حقنة مورفين منظم اسمه الضمان الاجتماعي، بيت، راتب محدد وبقية المستلزمات الحياتية.
متى ستولد المعارضة من رحم ذاتها ولذاتها، وتكون، وتكون بديلًا عنها، هذا في علم الغيب؟
في استمرار وجود السلطة سنعيد إنتاج الواقع المأزوم جيلًا بعد جيل، سيزيف دائم أو مكرر، وسنكرر زمن السلطة، والتراتبية القائمة عبر وجوه أخرى وأخرى، وفي الممارسات ذاتها.



لم تولد المعارضة للسلطة إلى هذه اللحظة، لا مفهوميًا ولا عمليًا ولا تاريخيًا، وليس لنا أي دليل يمكننا من الاستدال على ذلك.
تجاوزًا نطلق على معارضة الدولة اسم المعارضة لتخفيف رنين الصوت على أذن المهتمين، كالمثقفين أو والمفكرين أو علماء الاجتماع والسياسة.
كلنا نلعب في ملعب السلطة، ونخدمها وسنخدمها ما دامت السلطة قائمة بذاتها ولذاتها.
لم تولد المعارضة للسلطة في قوتها وهيمنتها وسيطرتها، زتكون بديلًا، أي قائمة بذاتها ولذاتها وتكون ندًا للسلطة.
لهذا فإن فهم ماركس اعتبره قاصرًا عندما اعتقد أن العمال يمكنهم أن يقلبوا معادلة المعارضة رأسًا على عقب، أي أن يغيروا التاريخ من خلال السلطة، أي في ملعب النخب المالية، ويتحولوا إلى بنية جديدة كبديل عن البنية القديمة.
السلطة بناء أصيل، بينما المعارضة لم تولد بعد، وربما لن تولد.




السلطة ليس لها مركز، وليس لها أطراف، وليست ملكية، هي أشبه بظاهرة تفتقد إلى التعريف الدقيق.
بمجرد أن يُقبض على مفاصلها، يتحول القابض والمقبوض عليها إلى أشباه بشر، ربما يمكن تسميته مجموعة تدابير او استراتيجيات.
حتى شيخ العشيرة يستطيع أن يتحول إلى سلطة عبر استخدام الرموز التي في باطنها.
والدين أيضًا سلطة بالرغم من أنه يفتقد إلى التماسك الذاتي.


الدول الديمقراطية تفتقد إلى المعارضة، إلى السياسة.
حكومة الظل تشبه الحكومة في الجوهر والظاهر، والانتخابات ليست الا إدارة شكلانية لبعض المطالب التي لا تمس السياسة العامة للدولة، أو جوهرها.
الدولة في الغرب، دولة مطلبية لا ترقى إلى المستوى السياسي، اعتبرها مخترة، لهذا نرى أن هذه الدول تعاني من خصاء سياسي كامل.
الدولة مبرمجة بشكل مسبق، والأحزاب تدور في فلك هذه البرمجة المسبقة الصنع.
لم يطرأ على هذا الشكل لإدارة الدولة أي تغيير منذ ستين سنة أو أكثر، بالرغم من التغييرات الهائلة التي حدثت على العالم سياسيا واقتصاديًا واجتماعيًا، وبالرغم من بروز قوى دولية معتبرة لها وزنها في المعادلة الدولية، الصين والهند وماليزيا واندونيسيا والبرازيل وروسيا وغيرهم.
وكأن التاريخ لا يمر على البلدان الديمقراطية بالرغم من التفسخ الذي بدأ يطرأ على المجتمع والدولة، ودخول شرائح اجتماعية ثقافية جديدة فيها.
أضحت هذه الدول بليدة الحركة والنشاط، تذكرنا ببريجنيف الخامل أو الميت



اعتقد أن العرب كانوا بحاجة إلى إسرائيل لتبرير عدم ارتقاءهم إلى العلا أو انطلاقهم إلى الضوء.
هناك معوقات ذاتية كثيرة لا يستطيعون تجاوزها او محاولة زعزعتها.
الحداثة بنية متكاملة، تحتاج إلى الذِينَ يرِيدُونَ علوًا فِي الأَرضِ.


أصبح المثقف خارج، عملت الدولة على احتواءه، خاصة بعد أن أصبح للفئات المسيطرة مراكز أبحاث ودراسات سياسية واستراتيجية تقوم على إرشادها حول كيفية تطويع الحركات الاجتماعية والسياسية والسيطرة عليها.
أصبحت الدولة، مسيطرة بالكامل على كل الفعاليات الاجتماعية والسياسية، كدور الحضانة والمدارس والجامعات والاعلام والبرامج الثقافية، بهذا سحبت البساط من تحت قدم المثقف المستقل عنها إلى حد ما، أو ما كان يسمى المثقف العضوي، كما أشار غرامشي إلى ذلك.
هذا الغرامشي القريب من الفئات الهامشية، قال هذا بعد أن سجنته الدولة ودمرت حياته أو قتله أو هجرته.
المنظومة الدولية، بمنظماتها الكثيرة، المتناغمة مع بعضها استطاعت أن تصبح المعارض والحكومة، تاركة المثقف المعارض في حيرة من أمره، هامشيًا، لا قيمة معنوية أو مادية له.
وهذا الأخير أصبح عاريًا في ظل الواقع الاجتماعي السياسي العاري من المعارضة.
وكل إنسان لا يسير أو يمشي وفق توجهات الدولة سيبقى معزولا فقيرًا مهمشًا.
فقد المثقف المعاصر وظائفه بعد تسليع الثقافة من قبل القائمين على صناعة الواقع الثقافي.
الدولة قوة مهيمنة ومسيطرة، وتضع قدراتها في توجيه الرأي العام بعد أن عرفت دور المثقف، حيدته، ثم اخذته باتجاهها.
اليوم أصبح يريد له حصة من كعكة الدولة، ليكون لها بوقًا، مجرد بوق أجرب.


أليس الدفاع عن محمد أصبح تجارة ومنفعة للكثير من الأنظمة والإعلام وللأقنية الخاصة والعامة؟
وأصبح الدفاع عنه فيه الكثير من النفاق والكذب والوجاهة وتعزيز مكانة الزعماء والأفراد والجماعات.
وتحول اسم هذا الرجل إلى مكان للمساومة والبازار، سواء من بوتين أو بايدن أو أردوغان أو أمير قطر.
كلهم يعومونه ليعوموا أنفسهم وسياساتهم وتحويله إلى مرابح على حساب الشعوب المكلومة والتعيسة، المبتلية بالفقر والقهر والجوع وضياع الأوطان.
حتى في الحب والكره يمكن للكثير من الفعاليات السياسية والاجتماعية والدينية التكسب من خلاله.
مآسينا في هذا العصر الامريكي أنه شجعنا على إبراز كل شيء، الجميل والقبيح من أجل الوصول إلى المال والثروة والمكانة.
نصيحتي للمسلمين، أن لا يتحولوا إلى مطية يصعد عليها كل تافه أو رخيص أو تاجر، أن يتعاملوا مع الأزمات بالوعي والمعرفة.


كتبت مرات كثيرة وسأكتب أكثر، أن تركيا ستبقى الصبي المدلل للولايات المتحدة الامريكية في القرن الواحد والعشرين.
الولايات المتحدة لم تخرج من المنطقة، أنها متكئة على أذراع أقليمية أهمها تركيا، خاصة أن أردوغان يعرف أو يجيد اللعب في ملفات كبيرة وخطيرة، ومتمكن من دوره بامتياز، وكأنه ابن أبيه المدلل لبريجنسكي، أو المنفذ الأمين لاستراتيجيته، في تسخير هذه الدولة الكبيرة للتنمر والتدخل في الشؤون الداخلية للعديد من الدول، وتفكيكها من الداخل عبر التوظيف السياسي والمالي والعسكري.
دخل سوريا ودمرها من داخلها عبر المنظمات المسلحة التي أدخلها عبر حدوده.
واليوم يلعب في الشمال الأفريقي، وربما يتمدد إلى الداخل الأفريقي كله، عبر ليبيا، ويشجع حركة الأخوان المسلمين في أوروبا على اللعب فيها، وفي آسيا.
إنه يوظف كل الطاقات الممكنة للعب على أكثر الملفات الخطيرة، تسخينها إلى الحد الذي يجعلها تنفجر من داخلها أو يفجرها عبر دولته.
قبل يومين فتح خطًا مع العراق مخابراتيًا، بدعم امريكي، ليتحول هذا البلد المنكوب، العراق، إلى سوق لمنتجاته، لتوفير السيولة المالية اللأزمة لاكمال مشروعه ودوره، المشروع والدور الأمريكي المتقاطع مع مشروعه، وربما تتحول عدة دول فاشلة، كالعراق وسورية ولبنان، إلى منظومة أمنية أقليمية تحت الإشراف المباشر للولايات المتحدة الأمريكية، أو البارومتر الذي يشرف من بعيد على كل شيء.
الدول العربية اكثر من هشة سياسيًا، ورخوة جيوسياسيًا، ويمكن استثمارها بسهولة، ربما سنرى بعد ليبيا الفاشلة سياسيًا واجتماعيًا، تونس والجزائر ومصر يتحولون إلى أرض محروقة.
تركيا أخذت على عاتقها إعادة بناء الخارطة الأمريكية الجديدة للمنطقة.




أصبح المثقف خارج، عملت الدولة على احتواءه، خاصة بعد أن أصبح للفئات المسيطرة مراكز أبحاث سياسية واستراتيجية تقوم على إرشادها حول كيفية تطويع الحركات الاجتماعية والسيطرة عليها.
أصبحت الدولة، مسيطرة بالكامل على كل الفعاليات الاجتماعية والسياسية، كدور الحضانة والمدارس والجامعات والاعلام والبرامج الثقافية، بهذا سحبت البساط من تحت قدم المثقف المستقل عنها إلى حد ما، أو ما يسمى المثقف العضوي، كما أشار غرامشي، ذلك القريب من الفئات الهامشية، بعد أن سجنته ودمرت حياته أو قتله أو هجرته.
المنظومة الدولية، بمنظماتها الكثيرة، المتناغمة مع بعضها استطاعت أن تصبح المعارض والحكومة العالمية تاركة المثقف المعارض في حيرة من أمره.
وهذا الأخير أصبح عاريًا في ظل الواقع الاجتماعي السياسي العاري من المعارضة. وكل إنسان لا يسير أو يمشي وفق توجهات الدولة سيبقى معزولا فقيرًا مهمشًا.
نحن على مفترق طرق كلها سلبية.



تفسير ابن تيمية لآية الحجاب
الحجاب مختص بالحرائر دون الإماء.. والحرة تحتجب والأمة تبرز.. ويقول كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا رأى أمة تختمر ضربها.
والقانون الأشوري كان لا يجيز للإماء ارتداء الحجاب. الحجاب كان للطبقة الأرستقراطية، كنساء الملك والوزراء والأمراء، وغيرهم. والإماء التي تحتجب تعاقب.


. سيبقى بين أولاد العقيدة والسياسة أطنان من المسافات الزمنية المتباعدة، وربما أكثر.
أولاد العقيدة يريدون تطويع السياسة لتصبح على مقاسهم، أما أولاد السياسة فهم أولاد الحاضر، بكل ثقله وحساباته ورؤاه.
أبناء العقيدة يريدون للسياسة أن تبقى في الماضي، إلى ذلك الحنين المصنوع في المختبرات المنمقة، وأن يقطفوا الثمرات الجافة العفنة الذي عفى عنها الزمن، والمصادر كما قال عن قال.
أبناء السياسة يردون قطف الثمرات الجاهزة في الحاضر، أن تكون على مائدتهم، وليس مهمًا المصدر.
الفارق بين الأثنين كبير، وهذا سبب اختلال عقل أولاد العقيدة، أنهم يريدون ان يعايشوا السياسة حسب تصورهم وخيالهم الطائر، بينما أولاد السياسة براغماتيين.




كل واحد ينطلق من موقعه الفكري، ومصالح القوى التي يمثلها.
لا افضل تحليل التاريخ من زاوية ضيقة: إن ما حدث في سورية هو عمل مبيت لإيصال طائفة الى السلطة، ضامرة أهداف مبيته.
يمكن هناك من يستخدم المخلفات الماضوية كالطائفية أو غيرها، كحامل لمصالحه.
لننظر الى المنطقة، جميع السياسيين يلجأون الى الماضي، يستثمروه من أجل البقاء في السلطة والوصول إلى الثروة والمال. ويلف حولهم الطفيليون والسماسرة ومن يقف في خندقهم. في مصر اليوم، يحاول الإخوان اخونة المؤسسات، للتمكن من السيطرة على كل شيء. لماذا؟ أليس الهدف الوصول إلى السلطة والثروة.
الطائفية ليست كيانًا قائمًا بذاته، إنما من يستثمرها، غايته مصالح وأهداف محددة. إذا وسعنا مداركنا، سنعرف لماذا يلجأ الحاكم الى الطائفة أو العشيرة أو القبيلة أو الدين لترسيخ حكمه. جميع هذه الاستثمارات، برقع، من أجل السلطة والثروة.
هل العلة في الدين أو الطائفة أم في الواقع العاجز، العاجز عن إنتاج نظام سياسي تعددي، ضامن لمصالح جميع قوى المجتمع الفاعلة في الصراع.
إن عجز الواقع، برأي، يدفع القوى الغير مسيطرة، للسيطرة على الدولة والمجتمع، والالتفاف على الواقع، وتثبيت مكانها في السلطة.
القذافي أيضا لجأ الى قبيلته، والنميري والبشير الى الإخوان. يعني لو كان السادات مسيحيًا، وراح الى إسرائيل لقلنا لإنه مسيحي، لهذا هو لا وطني. وفرط في مصالح البلاد. وجميع المسيحيين خونة بشان هيك سلموا الوطن.


قرأت رواية, ألف شمس مشرقة, للكاتب الأفغاني خالد حسيني المشهور جداً, طبع منها ملايين النسخ, وكتب عنها الكثير, بيد أني أراها رواية تقليدية جداً فنياً, وعادية بالنسبة لي, بله انها باهتة, لأن الأدب ليس مراجعة للماضي وتسليط الضوء عليه فقط, وكأنه تحليل صحفي. يفترض أن يكون الأدب تمرداً على الحاضر والمراهنة على المستقبل.
هناك إشادات كثيرة إيجابية خفية لدور الولايات المتحدة في دعم المجاهدين واحتلالها لافغانستان. وهذا هو جوهر القصيد, أن يعوم نفسه وعمله بابتذال من أجل أن يصل إلى العالمية. إنه انتهازي بامتياز, يعرف كيف يأكل الكتف ومتى.
هذا ليس كاتباً, أنه مرتزق.



أغلب الأحزاب السياسية العربية طهورية, خلاصية. يطرحون السياسة المباشرة للتسويق, بيد ان وراء ذلك أفكار شمولية, خيالية, لا مكان فيها للحقوق العادية للناس. دائما هناك قفز فوق الواقع, جنوح للوصول إلى الخيال, إلى مكان غير ممكن ان يكون في متناول اليد.
هنا يكمن الخراب والضياع والعجز. نطرح برامج سياسية فوق حمولة فكرية ضخمة, عابرة للحدود. اشتغلت عليها الأحزاب العربية منذ قرن, الأحزاب الإسلامية, الأحزاب الكردية. والمخفي أعظم.

الفكر الطهوري, الخلاصي هو الذي يدفعنا باتجاه التشدد. نعتقد أننا آلهة أو نصف آلهة أو أولاد الآلهة, جئنا لنغير الكون ونخلص البشر من الشرور.
هذا الجنون, ولد في الشرق, في أرض الاسطورة والخيال الجامح, في محاولة ربط السماء بالأرض, بالأبدية, بعشق الذات.

الطائفية, المذهبية, العشائرية أكثر تجذرا في المجتمع العراقي, وأكثر عمقًا من سوريا. وافرز قوى سياسية تمثل كل طرف بقوة, تمثيل حقيقي, لدرجة لا يمكن لهذه القوى المغرقة في تخلفها أن تتصالح مع ذاتها والأطراف الأخرى.
لنتذكر, أن وراء هذه القوى مصالح مادية حقيقية, يجري الدفاع عنها بأشرس الوسائل.
ولا اعتقد أن هذه القوى اللاسياسية أن تقدم على تسوية سياسية يرضي الفاعلين فيها.

لأننا نتعامل مع الحياة كيقين ثابت, لهذا تخذلنا, ترمينا, كثقل زائد من مكان إلى مكان.
وبالرغم من هذا اليقين الذي يسكننا, إلا أننا نقفز عليه, نتجاوزه, نأخذ مساحة كبيرة للحركة فوقه, في ابتعادنا عنه, لنؤكد حضورنا, وجودنا. ونتعامل بواقعية براغماتية مبتذلة عندما يحتاج الأمر.
هذا التناقض بين اليقين, وشروط الحياة ومتطلباتها, يدخلنا في صدام, يجعلنا نعيش في زمنين بالرغم من أنه زمن واحد.



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس ثقافية ـ 205 ـ
- هواجس ثقافية 204
- هواجس ثقافية 203
- هواجس ثقافية وسياسية ـ 202 ـ
- هواجس ثقافية 201
- هواجس ثقافية وأدبية ـ 200 ـ
- هواجس ثقافية وسياسية 199
- هواجس ثقافية 198
- هواجس ثقافية 197
- هواجس ثقافية 196
- هواجس ثقافية 195
- هواجس ثقافية 194
- هواجس ثقافية 193
- هواجس ثقافية وفكرية 192
- هواجس سياسية ويستفاليا ــ 191 ــ
- هواجس نفسية وثقافية ـ 190 ــ
- هواجس ثقافية وأدبية وسياسية 189
- هواجس ثقافية 188
- هواجس ثقافية وأدبية ـ 187 ـ
- هواجس ثقافية وفكرية ـ 186 ـ


المزيد.....




- انهيار منزل في نهر قرب سد متصدع بولاية أمريكية.. وفيديو يُظه ...
- -أحدث صورة- للأميرة للاّ خديجة ابنة ملك المغرب.. ما حقيقتها؟ ...
- مقتل 13 شخصا على الأقل في احتجاجات دامية في كينيا
- الأولى من نوعها.. محكمة فرنسية تصادق على مذكرة توقيف بحق الر ...
- فرنسا.. القضاء يصادق على مذكرة التوقيف بحق بشار الأسد
- قصة جوليان أسانج.. أشهر -قرصان- اُتهم بالتجسس والخيانة والتح ...
- وكالة: عدد من دول الناتو يرفض الالتزام بمساعدة طويلة الأمد ل ...
- الأردن يعلن وجود مؤشرات إيجابية لاكتشاف الغاز في المملكة بما ...
- رئيس مكتب زيلينسكي ينتقد المواطنين الأوكرانيين الذين يثيرون ...
- القضاء الفرنسي يصادق على مذكرة توقيف بشار الأسد


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آرام كربيت - هواجس ثقافية وسياسية 206