أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماهر الزعق - عن أيّ انتخابات تتحدّثون؟














المزيد.....


عن أيّ انتخابات تتحدّثون؟


ماهر الزعق

الحوار المتمدن-العدد: 8011 - 2024 / 6 / 17 - 22:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



من حين إلى حين، يدور بعض اللّغط ونستمع إلى نتف من التحاليل، تصرّح الهيئة وتتطاوس جوقة المفسّرين، أمّا صاحب الشأن فهو كعادته عبُوس قمطرير، يراهن على الغموض والمفاجأة، مثله مثل سائر الشعبويّين. والأمر هنا يتعلّق بالانتخابات الرئاسية لسنة 2024، غير أنّه لن تكون ثمّة انتخابات بل ستكون قصّة خداع مُعلن، وإليكم الدليل.

1. لن تكون انتخابات، ستكون بِيعة، يريدونها مُبايعة الرعيّة للخليفة، سعيّد لا يؤمن بالانتخابات. الانتخابات منافسة، وسعيّد يعتبر نفسه فوق الجميع وليس في منافسة مع أحد، بل إنّه يعتبر أن المسألة “مسألة بقاء أو فناء”، هذا ما صرّح به الرئيس. كما أعلن أنّه “لن يُسلّم السلطة لغير الوطنيين”، وهو ما يعني أنّه باقٍ في الحكم إلى النهاية، فكلّ من يعارضه خائن وبئس المصير.
مُعجم فخامته لا يحتوي على مصطلحات مثل الديمقراطية والحوار السياسي، التداول على السلطة، الفصل والتوازن بين السلطات… بل إنّك ستجد في سرديّته إيحاءات مُشبّعة بمعاني الرسالة والشهادة، البيعة والخلافة.. فخامته ليس بحاجة إلى انتخاباتٍ، لو استتبّ له الأمر بالكامل لاكتفى بهتافات المُريدين وبمناشدات المُفسّرين، أو ربّما تنازل وأمر بإجراء استفتاء على المقاس، لكن يحصل أن تجري الرّياح بما لا تشتهي السفن، وعلى الجهاز أن يضع في بعض الأحيان حدّا للهذيان، فوِفقا للجهاز، لا ينبغي إثارة أصدقاء الخارج، الذين لا يهدئون ولا يشبعون، لا يتساهلون مع العطب ولا يتسامحون مع الشطط، لئام، لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب، وعلى ذلك لا مفرّ من مراعاة الشكليات ولا بدّ للانتخابات من ديكور ولا غنى عن الكُمبارس.

2. لن تكون انتخابات، الانتخابات مناخ ديمقراطي وشفافية، لكنّ سعيّد لا يؤمن بالحدّ الأدنى من الديمقراطية، الإعلام مُكبّل أو مدجّن والقضاء تعرّض إلى مجزرة، هيئة الانتخابات مُعيّنة والإدارة مُسخّرة، حظوظ الترشّح ضئيلة، لكلّ إنسان تهمة والاعتقالات عديدة، طالت أيادي البوليس، والمرسوم 54 سيف مسلّط على رِقاب التونسيين.

3. لن تكون انتخابات، بل هي خطوة أخرى في المسار الانقلابي وزحف سافر للاستبداد، حين تحلّق حوله البوليس والعسكر، حلّ الحكومة ومجلس النوّاب، طوّق مقرّ ّالبرلمان بالجيش وتحيّل على الدستور الذي أقسم عليه، جمّع كلّ السلطات بين يديه وحلّ هيئات دستورية، أصدر المرسوم 117 والمرسوم 54 وعدد غير قليل من القوانين أو المراسيم التعسّفيّة وأمر بإجراءاتٍ استثنائيّة، كتب دستورا رجعيا، إخوانيّا ومُخيفا، ونظّم مهازل انتخابيّة واستشارات مسرحيّة… إذا كان كلّ هذا قد مرّ من أمامنا، فحتما ستكون المشاركة في الانتخابات بمثابة إعطاء مصداقية للانقلاب وإضفاء مشروعية على الاستبداد.

4. لن تكون انتخابات، بل هي إسباغ الشرعية على دستور 2022، دستور كتبه سعيّد بمفرده، أمّا الموافقين عليه فلم يتجاوز عددهم ربع الناخبين، دستور يشرّع لحكم الفرد الذي لا يُساءَل ولا يُحاسب، ليس هنا مجال للتفصيل فقد سال في مضمون الدستور حِبر كثير.

5. لن تكون انتخابات، بل ستكون آليّة لبثّ الأوهام حول ديمقراطية النظام والإيهام بأنّ المنافسة حاضرة وبأنّ إمكانية فوز المعارضة قائمة وأنّ التغيير مُمكن، والحال أنّ الكلّ يعلم عِلم اليقين أنّ المترشّح المنافس لسعيّد لن يكون سوى ديكورا وكومبارس اجتاز بنجاح “كاستينغ” المشاركة في مسرحيّة سمِجة وسيّئة الإخراج، أمّا عن المطالبة بتحسين المناخ الانتخابي فهي ليست من باب رفع العتب فحسب، بل هي أيضا استبلاه للتونسيين، المناخ سيتعفّن أكثر والأوضاع ستزداد سوءا وهذا أمر مفهوم إذا تقصيّنا تاريخ المستبدّ وتتبّعنا خطواته وإذا عرفنا أنّه في أفضل الأحوال، سيكون عنوان المرحلة القادمة “الدين لله والخوف للجميع”.

6. لن تكون انتخابات، بل ستكون مناسبة لحرف الأنظار عن الكساد الاقتصادي وتعطلّ النموّ، عن غلاء المعيشة ومعاناة الناس، عن الاعتقالات وانتهاك الحريات، لشهور عدّة ستستحوذ مسألة الانتخابات على المشهد العامّ وستُلهي التونسيّين عن مشاغلهم وعن رصد أسباب معاناتهم وستعيق دفاعهم عن مصالحهم وفي المقابل ستمنح سعيّد فسحة من الزمن وفرصة إضافية لترسيخ منظومته الفاشية.

7. لا نُولي النوايا أيّ اهتمام، الأمر لا يتطلّب فِطنة، الترشّح للانتخابات يتضمّن رسالة موجّهة للجهات الأجنبية النافذة، إذا كان فحواها بالنسبة لسعيّد هو الديمقراطية والشفافية والشرعية والمشروعية… إلخ، فإنّ رسالة بقية المترشّحين المُفترضين مفادها “نحن مسالمون، لا نتمرّد ولا ينبغي للجماهير أن تنتفض أو أن تتحرّك، لا نريد الفوضى ولسنا لا سمح الله من الثوريين”. ولا غرابة في ذلك، إذ أنّ الذين أعلنوا عن نيّة منافسة قيس سعيّد في الانتخابات هم من اليمين، أدعياء و/أو وصوليون، جميعهم يتجاهل قانون سياسي معلوم والقائل “بأنّ من يستبّد بالحكم بواسطة الانقلاب، لن يتخلّى على السلطة بالانتخابات ولا يمكن إزاحته إلا بثورة شعبية أو بانقلاب على الانقلاب”.
من المرجّح أنّ التونسيّين سيقابلون الانتخابات بشيءٍ من الازدراء وبكثير من عدم المبالاة، الانتخاب حقّ وليس واجبا، وإذا كانت الديكتاتورية حدثا فإنّ الثورة هي الواجب ونحن اخترنا جانب الجماهير.



#ماهر_الزعق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يحكم تونس اليوم؟
- طوفان الأقصى: خطوة ، خطوتان ، معايير الهزيمة والانتصار
- عبارات ليست مجانية
- دوّامة في التحادات الثلاثة
- دوامّة في الاتّحادات الثلاثة..
- لماذا لا يلتزم المواطن بإجراءات الوقاية من الوباء
- صراعنا مع المنظومة وليس مع أعوان الحكومة
- عار و استحمار في دولة الاستعمار
- رسالة إلى صديق
- الخداع في سبر الأراء
- السماوات المفتوحة:قتل الغزالة , انتهاك السيادة وقبض الريح
- الأليكا : اتفاقية الاستعباد وقطع الأرزاق
- الأليكا: اتفاقية الاستعباد وقطع الأرزاق
- منظومة الدعم ,أي إصلاح نريد ؟
- مجلس نواب الشعب والحصاد المر


المزيد.....




- ترامب يأمر الجيش الأمريكي بتنفيذ ضربات جوية في الصومال
- تظاهرات في مدن ألمانية ضد سياسة الهجرة المدعومة من البديل
- نتنياهو: سنواصل العمل لتحقيق أهداف الحرب
- شاهد.. نيران وحطام طائرة متناثر في الشوارع إثر الحادث الجوي ...
- مصر.. اجتماع عربي لرفض تهجير الفلسطينيين
- صحيفة: في الغرب يدركون أن بوتين يعرف نقطة ضعفهم
- اختفاء معلومات وبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية من ...
- السودان.. الجيش يعلن استعادة السيطرة على عدة مدن في ولاية ال ...
- دانماركي يحرق مصحفا أمام السفارة التركية في كوبنهاغن (فيديو) ...
- واشنطن: يجب إجراء انتخابات في أوكرانيا


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماهر الزعق - عن أيّ انتخابات تتحدّثون؟