أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة انا أبن جلا وطلاع الثنايا .














المزيد.....

مقامة انا أبن جلا وطلاع الثنايا .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8011 - 2024 / 6 / 17 - 22:33
المحور: الادب والفن
    


مقامة انا ابن جلا وطلاع الثنايا :

هنالك ابيات بلغت شهرة واسعة يجهل الكثير قائليها , وان ورود هذا البيت في خطبة الحجاج اكسبه شهرة واسعة , وابن جلا, يعني أنا ابن الواضح المكشوف, يقال للرجل إذا كان على الشرف لا يخفى مكانه هو ابن جلا, وطلاع الثنايا بالخفض صفة لأبيه, وبالرفع على أنه من صفته, كأنه قال وأنا طلاع الثنايا, وهي جمع ثنية, وهو الطريق في الجبل, وقد أراد بذلك أنه جلد مغالب للصعوبات, تعرفوني : قال ثعلب : العمامة تلبس في الحرب وتوضع في السلم , وقال التبريزي: أي متى أسفر وأحدر اللثام عن وجهي تنظروا إلي فتعرفوني.

البيت مطلع قصيدة للشاعر سحيم بن وثيل , استشهد بها الحجاج بن يوسف الثقفي وهو المفوّه في خطبة عصماء, وذلك عند اعتلائه المنبر والياً على الكوفة, وقد روى عبدالملك بن عمير قائلاً: بينما نحن جلوس في المسجد الأعظم بالكوفة , إذ قيل إن هذا الحجاج بن يوسف قد قدم أميراً على العراق فاشرأبت نحوه الرؤوس , فأتى وهو يتبهنس في مشيته, كان متلثماً وعليه عمامة حمراء من خزّ, ومنتكباً قوساً عربية, يقول: فما زلت أرمقه ببصري حتى صعد المنبر, وكان في المسجد رجل يقال له عمير البرجمي , فقال: لمحمد بن عمر التميمي هل لك أن أحصبه ؟ قال لا حتى أسمع كلامه, فقال قبح الله بني أمية, يستعملون علينا مثل هذا, ولقد ضُيّع العراق حين يكون مثل هذا أميراً عليه.
كان الحجاج ينظر يمنة ويسرة , حتى غص المسجد بأهله, فقام وقال: يا أهل العراق, إني لا أعرف قدر اجتماعكم إلا اجتمعتم , قال رجل: نعم , أصلحك الله, فسكت هنيهة لا يتكلم, فقالوا ما يمنعه من الكلام إلا العي والحصر, فقام وقد أماط لثامه, وقال: يا أهل العراق, أنا الحجاج بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل بن مسعود, ((أنا ابن جلا وطلاّع الثنايا *** متى أضع العمامة تعرفوني)) , أما والله فإني لأحمل الشر بثقله, وأحذوه بنعله, وأجزيه بمثله, والله يا أهل العراق إني لأرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها, وإني لصاحبها, والله لكأني أنظر إلى الدماء بين العمائم واللحى , وإني دعوت الله أن يبلوكم بي فاستجاب, ثم قال والله يا أهل العراق , إن أمير المؤمنين عبدالملك نثل كنانة بين يديه, فعجم عيدانها عوداً عوداً, فوجدني أمرّها عوداً, وأشدها مسكا, فوجهني إليكم , ورماكم بي وأمرني بإنصاف مظلومكم وإمضاء الحكم على ظالمكم.

والبيت للشاعر الجاهلي المخضرم سحيم بن اثيل الحسحاس ,وأنه كان يكنى بـ أبي عبدالله وقيل إن اسمه حية, وسُحِيم تصغير الأسحم بمعنى الأسود, وقد قتل بعد أن أطال التشبيب بنساء قومه, وقد ذكره الأصفهاني في كتابه الاغاني تحت عنوان (أخبار عبد بني الحسحاس): اسمه سحيم وكان عبدا أسودا نوبيا أعجميا مطبوعا في الشعر فاشتراه بنو الحسحاس وهم بطن من بني أسد, فكان إذا أنشد الشعر استحسنه أم استحسنه غيره منه يقول أهشنت والله, يريد أحسنت والله وأدرك النبي ويقال إنه تمثل بكلمات من شعره (كفى الشيب و الإسلام للمرء ناهيا).
(أَنَا ابنُ جَلَا وطَلَّاعُ الثَّنَايَا متَى أضَعِ العِمامَةَ تَعرِفُوني
وَإِنَّ مَكَانَنَا مِنْ حِمْيَرَيٍّ مَكَانُ اللَّيْثِ مِنْ وَسَطِ الْعَرِينِ
وَإِنِّي لا يَعُودُ إِلَيَّ قِرْنِي غَدَاةَ الْغِبِّ إِلَّا فِي قَرِينِ
بِذِي لِبَدٍ يَصُدُّ الرَّكْبُ عَنْهُ وَلاَ تُوتَى فَرِيسَتُهُ لِحِينِ
عَذَرْتُ البُزْلَ إذْ هِيَ خَاطَرَتْنِي فَمَا بَالِي وَبَالُ ابْنَيْ لَبُونِ
وَمَاذَا يَدَّرِي الشُّعَرَاءُ مِنِّي وَقَدْ جَاوَزْتُ رَأْسَ الأَرْبَعِينِ
أَخُو خَمْسِينَ مُجْتَمِعًا أَشُدِّي وَنَجَّذَنِي مُدَاوَرَةُ الشُّئُونِ
فَإِنَّ عُلاَلَتِي وَجِرَاءَ حَوْلِي لَذُو شِقٍّ عَلَى الضَّرَعِ الظَّنُونِ
سَأَحْيَا مَا حَيِيتُ وَإِنَّ ظَهْرِي لَمُسْتَنِدٌ إِلَى نَضَدٍ آمِينِ
كَرِيمُ الْخَالِ مِنْ سَلَفَيْ رِيَاحٍ كَنَصْلِ السَّيْفِ وَضَّاحُ الْجَبِينِ
فَإِنَّ قَنَاتَنَا مَشِظٌ شَظَاهَا شَدِيدٌ مَدُّهَا عُنُقَ الْقَرِينِ ).

ونقل عن سحيم انه صاحب القصة المشهورة في المعاقرة, وذلك أن أهل الكوفة أصابتهم مجاعة فخرج أكثر الناس إلى البوادي, فعقر غالب بن صعصعة والد الفرزدق لأهله ناقة صنع منها طعامًا, وأهدى منه إلى ناس من تميم , فأهدى إلى سحيم جفنة, فكفأها وضرب الذي أتى بها, ونحر لأهله ناقة, ثم تفاخرا في النحر حتى نحر غالب مائة ناقة, ولم تكن إبل سحيم حاضرة, فلما جاءت نحر ثلاثمائة ناقة.

وقد وردت لسليمان الباروني ابيات قال فيها :
((لبست التاج تاج الفخر كيما أري ان العمامة من شؤني
وأنشد قول من هزم السرايا وخاض برمحه لج المنون
أنا ابن جلا وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني
فان العز معقود لواءاً على هام العمائم والحصون)).

عسى أن نرى من يتبهنس ويضع عمامة حجاجية , ويميط اللثام , ليبدأ بقطاف الرؤوس اليانعة لبائعي العراق ومنادمي بريمير من أعضاء مجلسه.



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة الخيال الفائق : دانتي والمتنبي.
- مقامة حمال الأسية.
- مقامة حمال ألأسية.
- مقامة ألألقاب .
- مقامة المكتبات .
- مقامة الجنسية .
- مقامة شيوعي أشهر أسلامه , كيف ؟
- مقامة القهوة .
- مقامة الدعاء .
- مقامة عرب الجنسية .
- مقامة المتشابهات .
- مقامة كيمياء الحب .
- مقامة الكيمياء .
- مقامة المنتصر .
- مقامة الوقت .
- مقامة ترمب .
- مقامة كلمة لا بد منها .
- مقامة المرض .
- مقامة الباندورا .
- مقامة العشق الصوفي .


المزيد.....




- فنان مصري يوجه رسالة بعد هجوم على حديثه أمام السيسي
- عاجل | حماس: إقدام مجموعة من المجرمين على خطف وقتل أحد عناصر ...
- الشيخ عبد الله المبارك الصباح.. رجل ثقافة وفكر وعطاء
- 6 أفلام تتنافس على الإيرادات بين الكوميديا والمغامرة في عيد ...
- -في عز الضهر-.. مينا مسعود يكشف عن الإعلان الرسمي لأول أفلام ...
- واتساب يتيح للمستخدمين إضافة الموسيقى إلى الحالة
- “الكــوميديــا تعــود بقــوة مع عــامــر“ فيلم شباب البومب 2 ...
- طه دسوقي.. من خجول المسرح إلى نجم الشاشة
- -الغرفة الزهراء-.. زنزانة إسرائيلية ظاهرها العذاب وباطنها ال ...
- نوال الزغبي تتعثر على المسرح خلال حفلها في بيروت وتعلق: -كنت ...


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة انا أبن جلا وطلاع الثنايا .