أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرح تركي - قصة قصيرة -ميت دون كفن-














المزيد.....

قصة قصيرة -ميت دون كفن-


فرح تركي
كاتبة

(Farah Turki)


الحوار المتمدن-العدد: 8010 - 2024 / 6 / 16 - 07:43
المحور: الادب والفن
    


اركض، فما اقطعة من مسافات، لا يجدي معها السير، اتألم، لكني أمني الروح بأن الحال سيكون أفضل، هذا أنا، كائن لديه عينين ولسانا وفكين، أحرص على ما تمسكه يداي ان يأت بجهدي واستحقاقي، صحيح أني الآن الفهما بقماش طبي، وأدهنهما بـالمهرم قبل النوم، لكني، أضع في مقدمة همومي، أن يستمر كفاحي، فقدت الأمل أن انشي أسرة، تركت حلم أن امتلك بيت، ومنذ فترة، أضعكم في الصورة تجاوزت خسارتي لامي لأني لم املك ثمن علاجها، نحن لسنا فقراء، نحن جزء من شريحة مهمة، لكنهم استطابوا حقوقنا واهملونا، كان الدرهم والدينار، التي كانت لنا حقوق عندهم ستغنيهم، ام هم أغتنوا ونحن وقعنا في دوامة الحاجة وبدأنا ننضمحل، في إحدى التقاطعات ، وكنت في الجانب المكشفوف من سيارة الحمل جالسا، اخفي ملامحي محتميا بيشماغ من حرارة الشمس، رأيت وجها اعرفه، ذلك هو عمي، ابتسمت لانه يقود عجلة، سعرها خيالي، ربما يشتري خمس بيوت بدل الواحد، هو ذاته من رفض اعطاء حقي وتأكد من امي ستموت، واطمن، كان عليها ان تموت، من وجهة نظرة فهي مصدر قوتي في ذلك الوقت كما كانت مصدر قوة لأبي، امامي عدة البناء وكلها جارحة ومميتة، بلحظة ما وددت لو اقفز وانا حاملا إحداها واضربه ضربة واحدة بيدي التي تئنان من الألم، الغريب بالأمر ان التوقف طال، وكان إشارة المرور تحاول ان تعطيني دافعا، او وقتا، الا إني اشفقت عليه، ليس من الموت، بل من ان يكون مظلوما او مجنى عليه، نعم اكرهه، لكنه لا يستحق ان الوث يدي بدمه، ان كان من عليه ان يموت هو أنا، نعم..
لست امزح..
على كل طفل أن يموت بعد وفاة ابية، على كل زوجة ان تخنق او تدفن حية بعد وفاة زوجها، لأن بقاءنا بعده جريمة لا يتحمل وجودها الاهل والأقارب،. لا خال ولا خالة ولا عم ولا عمة وقبلهم الأجداد، جدي الذي كان يريد ان يشتري ويبيع فينا ولكن الله اعفاه لكبر مقامه وتوفاه لتنتقل هذه المهمة إلى عمي هذا.
تحركت السيارة، الشمس لاهبة، ودون شك سيارته الفارهة التي اشتراها ببيع الأرض، فيها برودة تليق بفخامته، من أنا لاقارن نفسي به، غضضت نـظري عنه، حاولت أن لا اذبح نفسي، بما عشته، يكفي ما مر بي، اعمل لاسدد فواتيري وأحصل على ما يسدد مصاريفي في جامعتي التي ستمنحني طريقا اسلكه لا اتصادف مع من ظلمني، ربما ستقلعني إلى بلاد الله الواسعة، وتتأرجح بي الأحوال لاكمل مسيرة أسرة بسيطة اجهضوا حقها في الحياة، لم تسقط تلك الدمعة هذه المرة، لم احتج أن ألوم أبي لأنه مات، ولا أمي لأنها تزوجته وكانت كريمة معه ومع اهله فسلمته كل أموالها وتركها دون ضمان، فكل ذلك لم يعد يجدي،لأني حينها أكتب لميت، لا يستطيع القراءة، كاني استرسل الموت في حياة لا تليق بي ولا اعرف أن أتخطاها،، انا هنا تحت هذه الشمس..
واعيش فخامة الأمل، ويدي خشنة وكأني محارب عظيم، لست يتيم تم التخلي عني وبدأت أعيش في متاهات الحياة وضنكها
.. من يدري اي تقاطع سيجمعني وبمن في المرة القادمة، ربما بأهل أمي الذين خافوا ان يطعمونا يوماً، ربما خوفا من زوجاتهم ولم يخافوا الله فيها وفينا وماتت كمدا من خذلانها منهم..
لكن لحظة، هل سابقى متنكرا، وفي سيارة حمل، تنقل عمال كادحين، أم ستتبدل الإماكن..
هذا الكلام المكتوب ليس لهم، لأن الظلمة لا يقرأون ولا حتى مصادفة، ولا يقربون الصلاة لا كروشهم تجعلهم ثقلاء..
لا تتعاطفوا معي... رجاء ً



#فرح_تركي (هاشتاغ)       Farah_Turki#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عينا الحبيب
- المفكرة الحمراء -قصة-
- قصة بعنوان -الفتاة التي لا أعرف أسمها-
- الانبعاث _نص نثري
- لم أر الحب ميعاداً
- نص نثري بعنوان رسائل بحبر الدمع.
- حوار مع الروائي سعد عودة
- قصة قصيرة بعنوان -الساعة التاسعة بعد القصف-
- قصة قصيرة بعنوان -عرض مسرحي-
- قراءة في رواية -زهر القرابين- للروائي ناهي العامري
- - إيقاع النوستولوجيا في رواية مرايا الغرام-
- قراءة في رواية الثوب للاديب طالب الرفاعي
- - حرف مخبأ - قصة قصيرة جداً
- تجليات المعجزة والايمان في( شهقة الحوت)
- دون وجود أمي
- - الصرّاف - سَمِعَتْ كل شيء
- نص نثري بعنوان ضوء ساطع
- على أعتاب ٢٠٢٣ ماذا سأتمنى ؟
- قراءة في رواية -بازيريك- للروائي عبد الرحمن الماجدي
- قراءة في رواية -لا يزال للحلم متسع- للروائية بسمة عمارة


المزيد.....




- غارديان: هل كانت محاولة الانقلاب في بوليفيا مسرحية نظمها الر ...
- مصر.. تفاعل ومطالبات بمحاسبة المسؤولين عن إقامة حفل ابنة مذي ...
- شاومينج بيغشش.. تسريب امتحان اللغة الأجنبية الأولى ثانوية عا ...
- شوف أحلى برامج الأطفال .. تردد قناة توم وجيري نايل سات 2024 ...
- بعد اعتذاره.. الفنان المصري محمد رمضان يعلن إحياء حفل ختام م ...
- انطلاق مهرجان RT للأفلام الوثائقية
- ألسنة وتكنولوجيا.. غوغل تضيف الأمازيغية لخدمة الترجمة
- تقرير: إعدام شاب كوري شمالي بسبب -موسيقى أجنبية-
- -أيام الثقافة الإماراتية-.. ريابكوف لـRT: نتلمس الثقافة العر ...
- -تتجوزني يا كاظم-.. ضجة في مواقع التواصل على جواب كاظم السا ...


المزيد.....

- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرح تركي - قصة قصيرة -ميت دون كفن-