أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شفان شيخ علو - غداً عيد الأضحى المبارك














المزيد.....

غداً عيد الأضحى المبارك


شفان شيخ علو

الحوار المتمدن-العدد: 8010 - 2024 / 6 / 16 - 02:44
المحور: المجتمع المدني
    


نعم، غداً عيد الأضحى المبارك، عيد أكثر من مليار ونصف مليار مسلم في كل بلدان العالم. حقيقة، إنه عيد جدير التقدير، لأنه يضم مثل هذا العدد الكبير جداً والمتنوع جداً من الذين يُعتبرون أخوة لبعضهم البعض. إنها علاقة رائعة وعظيمة، لو أنها تحققت في الواقع. أي حيث يرى أي مسلم سواه في الدين الواحد أخاً له، ومحرَّم عليه التعدي على عرضه وماله ودينه، فيكون لدينا مجتمع مثالي. لكن للأسف الشديد، فإن الذي يعاني منه المسلمون، كما نرى ونسمع اليوم، هو هذا الانقسام في وحدتهم، والصراعات التي تقوم فيما بينهم، وفي منطقتنا خاصة. وأكثر من ذلك ما تعرضنا له نحن الإيزيدية من اعتداءات باسم الدين، مهما كان الموقف منهم، وحقيقة العلاقة بين الذين يعتدون بشكل سافر وعدواني على الآخرين، باسم الدين، أو يكونون منتمين إلى هذا الدين، وتلك المعاناة الرهيبة التي يعاني منها من يصبحون ضحايا لهم .
ومن موقع الاحترام والتقدير لمعتقدات وديانات الآخرين، رغم كل الذي لحق بنا، ولازلنا نعيشه من مآس، جرّاء جرائم فظيعة ارتكابها الدواعش المجرمون في أول آب 2014،  رغم كل ذلك، فأنا أتمنى للأخوة المسلمين، أينما كانوا كل السعادة ليس في عيدهم هذا: عيد الأضحى المبارك، وإنما في كل عيد، وفي كل الأيام، بالنسبة لهم رجالاً ونساءاً، كباراً وصغاراً، وللعالم جميعاً، والعيش في سلام، لأن ليس هناك ما يجعل الإنسان مقدَّراً، وأهلاً للاحترام مثل هذا التمني للآخرين ولنفسه السعادة والاستقرار، والخروج إلى الآخرين، ومشاركتهم في أفراحهم وأحزانهم، أو مناسباتهم. فالله هو الذي خلقنا جميعاً، وهو الذي جعلنا مختلفين، في ألواننا وأشكالنا، ومعتقداتنا، وآرائنا، وثقافاتنا، لنتعرف على بعضنا البعض، ونصبح أكثر تقديراً للبعض، من جهة هذا الاختلاف وهذا التنوع.
نعم، ليس هناك ما هو أعظم من الشعور بالآخرين، وهم يمارسون حياتهم اليومية في أمان وفي سلام، وبعيداً عن أي توتر أو حقد أو كراهية، فيما بينهم، أو اتجاه الآخرين .
ومن المؤكد أن الحياة تنبني وتصبح حلوة أكثر فأكثر، كلما عشناها بود واحترام ومحبة متبادلة.
ولهذا، فأنا أكرر دائماً، أن الحديث عن العيد، يذكّرنا بذلك الانفتاح على بعضنا البعض، والمعايدة المتبادلة، ثم الشعور بالسعادة، والقيام بالزيارات المتبادلة، ومثل هذه العلاقات، تجعل الوجوه مألوفة أكثر، والقلوب مليئة بالبهجة والسرور، والعيون مشتاقة إلى الآخرين.
هل هناك ما هو أهم وأجمل وأظرف وأحسن من مناسبات كهذه؟ مناسبات، تدفع بالناس إلى الخروج من بيوتهم، هم يصافحون ويحتضنون بعضهم البعض. ليصبح الحلو من سكَّر وغيره ثانوياً. والأكثر بهجة، رؤية الأطفال رموز البراءة، وهم يحملون أكياسهم منتقلين من بيت إلى آخر، وأصواتهم تتعالى، وصيحاتهم تترافق معها، تعبيراً عن حبهم للحياة، ومعهم الحلو الذي يجمعونه من البيوت، وفي الساحات العامة يلتقون، بثيابهم الجديدة، أو بوجوه فرحة، وهم أملنا في المستقبل، وعلينا في الحالة هذه ألا ننسى أولئك الذين يعيشون في بؤس أو فقر، أو والدين أو حتى أهل مباشرين، ومن اختطفوهم الدواعش المجرمون، ومن كانوا ضحاياهم، وهو شعور لا أكثر منه إنسانية، وهو يشد القلوب إلى بعضها البعض، في مثل هذا اليوم الفضيل والخيّر.
نعم، جميل هو العيد، ولا أكثر من محاسنه، إذا فكرنا في معناه، ودلالته، أو قيمته، ولماذا نقول فيه مثل هذا الكلام، لأنه مثل الورود التي تزيّن شجرتها، والعطور التي تنبعث عن الورود هذه.
هكذا يكون المعايدون ومن يشاركونهم في عيدهم، والسعادة معهم بالمقابل .
لهذا، أقول مكرراً: كل عام، وعيد أخوتنا المسلمين بخير، بكل لغاتهم، وألوانهم، وجنسياتهم، وأعراقهم، وطوائفهم، وهم بعيدون عن الأحقاد والعداوات، فالسلام وحده يضمن لنا الاستقرار، كما يجعلنا أكثر تشبثاً بالحياة، وتفاؤلاً، وقدرة على العمل والانتاج، ووجوهنا مشرقة سعادةً .



#شفان_شيخ_علو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البروفيسور الدكتور: عصمت محمد خالد
- الإيزيدية وآمالها
- فلنتعلم من أخطائنا
- قدَر الإيزيدي
- استقبال الرئيس أردوغان من قبل الرئيس مسعود بارزاني في أربيل
- نحن وعيد رأس السنة الإيزيدية
- عيد الفصح المجيد
- ماذا وراء تجويع الشعب الكوردي ؟
- آذارنا الكوردي
- معسكر الهول
- ماذا يريدون منا؟
- حكايتنا جميعاً
- الكورد بين القومية والدين
- من يثير المشاكل في العراق؟
- المثقف العراقي والإيزيدية
- الغيرة والمحبة
- الحياة بكرامة
- أفكار وأحزان
- العافية في ينابيعنا الصافية
- كتّابنا النشيطون


المزيد.....




- شاهد.. المجاعة والأوبئة تهدد حياة الأطفال في غزة
- آثار تعذيب أسير فلسطيني مفرج عنه ومقارنته بإسرائيلية محرّرة! ...
- الأردن.. حملة اعتقالات بعد -وفيات الحج-
- الخارجية السودانية تنفي الاعتذار للإمارات: خطاب مندوبنا بالأ ...
- اللاجئون السوريون في لبنان.. خوف من مصير مجهول إذا توسعت حرب ...
- ألمانيا - اعتقال ثلاثة أجانب بشبهة التجسس لاستخبارات أجنبية ...
- الاحتلال يغتال فلسطينيين اثنين بقلقيلية ويواصل حملات الاعتقا ...
- الأمم المتحدة تحذر من -غزة أخرى-
- المجاعة والأوبئة تتفاقم بشمال غزة وتحذيرات طبية من ارتفاع در ...
- -غالبيتهم من السوريين-.. الداخلية التركية تصحح -أخبارا كاذبة ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شفان شيخ علو - غداً عيد الأضحى المبارك