أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سعد خير الله - ومضة ضوء -داعش يطل برأسه من مصر -














المزيد.....

ومضة ضوء -داعش يطل برأسه من مصر -


محمد سعد خير الله
محمد سعد خيرالله عضو رابطة القلم السويدية

(Mohaemd Saad Khiralla)


الحوار المتمدن-العدد: 8008 - 2024 / 6 / 14 - 08:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في السادس والعشرين من شهر مايوالماضي، أطل تنظيم داعش برأسة من مصر،و تحديداً من منصة محكمة جنح الإسماعيلية، إحدى المحافظات المصرية، حيث حُكم على المدون المصري و اليوتيوبر شريف جابر بالسجن خمس سنوات بتهمة نشر مقاطع فيديو مسيئة للإسلام وتشجيع الإلحاد. ووفقاً للحكم الصادر عن المحكمة في الجزء الشمالي الشرقي من البلاد، تتضمن مقاطع الفيديو التي نشرها شريف إهانة لله والسخرية من الإسلام، وهو ما يجرمه القانون المصري بموجب المواد 98 و160 و161 من قانون العقوبات.

أسباب الحكم على المدون الشاب تشبه بشكل كبير تلك التي تستخدمها داعش، حيث تنفذ أحكامها من خلال "محاكم الشريعة". الفارق الوحيد يكمن في نوع العقوبة: ففي مصر، التي يحكمها نظام عسكري استبدادي، تكون العقوبة هي "السجن المشدد"، بينما في المناطق التي تسيطر عليها داعش تكون "الإعدام". لكن الأحداث في مصر تتسارع بسرعة نحو التنفيذ الكامل لمنهجية داعش في المستقبل القريب، كما يظهر في الأفق. تتدخل المؤسسة الدينية الرسمية (الأزهر)، الذراع الديني للنظام العسكري، في حياة الناس بشكل يذكرنا برجال الدين في العصور الوسطى في العديد من البلدان.

يمكننا تخيل الواقع الذي يواجهه رجل يبلغ من العمر 31 عامًا الآن وهو يمارس حقه الذي يكفله له المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والتي تنص على: "لكل شخص حق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية".

هذا يؤكد أن المواد التي استندت إليها المحكمة في حكمها - قانون العقوبات - تتعارض تماماً مع نص المادة 19 من الإعلان العالمي، وبالتالي تتعارض مع الحقوق والحريات التي تضمنها الاتفاقيات الدولية.

لعقد من الزمن، عاش شريف جابر حياة كارثية، متنقلاً من مكان إلى آخر ومن محافظة إلى أخرى متنكراً، غير قادر على كشف وجهه بسبب حكم سابق بالسجن لمدة أربع سنوات.و بدلاً من انتهاء هذا الكابوس، تفاقم الوضع بالحكم الجديد، ليصل إجمالي الأحكام إلى تسع سنوات، كل ذلك بسبب رأيه، لأنه ملحد يعيش في بلد قرر نظامه الحاكم احتكار كل شيء "حتى الفضيلة".

قال المحامي الذي رفع الدعوى ضد جابر في مقابلة صحفية عقب صدور الحكم: "الحكم يدعم القيم الأساسية للمجتمع المصري". وأضاف: "جابر يهين الإسلام علانية ويسب الله تعالى، ويتعمد الإساءة إلى الدين تحت غطاء حرية الرأي والتعبير، وهو ما أكدته المحكمة في حكمها".

يبقى السؤال: كيف يمكن للأفراد أن يمنحوا أنفسهم الحق في تحديد القيم الأساسية للمجتمع؟ كيف يمكن لهم أن يتحدثوا باسم الله كما لو كانوا وكلاءه على الأرض، بإذنه؟ هل الله الذي يؤمنون به ضعيف وهش إلى هذا الحد الذي يجعلهم يخافون من كلمات مواطن في بلد يبلغ عدد سكانه 110 ملايين نسمة؟

تجدر الإشارة إلى أن الدولة المصرية تحتل مرتبة متدنية في مؤشرات الديمقراطية العالمية والعدالة وسيادة القانون وحق التعبير. هناك حوالي 65,000 سجين رأي في سجونها ومراكز احتجازها. هل يمكنك تخيل ذلك؟ يعتبر نظامها السياسي من أسوأ الأنظمة في العالم. ما يعانيه المدون الشاب حالياً عانى منه العديد من الآخرين منذ انقلاب 1952، وزادت معدلاته بشكل كبير على مر السنين (مفكرين/كتاب/صحفيين/روائيين/فنانين/مبدعين)، بعضهم دفع الثمن حياته من أجل شرف الكلمة ومسؤولية المثقف الحر الذي يريد تغيير الظروف السيئة المتطرفة.

القائمة طويلة، وإذا أردنا ذكر الأسماء، فستحتاج إلى عدة مقالات، وليس مجرد مقال واحد.

من بين أخر الأشياء التي كتبها شريف جابر عبر حسابه على موقع X، المعروف سابقاً باسم تويتر، كانت تغريدتين. الأولى قال فيها: "عاجل: اليوم تم الحكم عليّ بالسجن 5 سنوات إضافية، ليصل إجمالي الأحكام إلى 9 سنوات، لانتقادي الإسلام. إذا كنت تعرف أي طريقة للمساعدة، فلا تتردد في الاتصال بي. أحتاج إلى مساعدة عاجلة."

الثانية كانت: "أندم على صنع الفيديوهات. لم يكن الأمر يستحق. لأول مرة في حياتي، أشعر أن النهاية قريبة. أشعر أنه لا يوجد شيء في العالم يستحق النضال من أجله. أنا وحدي، تائه، مكتئب، والألم أكبر. أنا ضعيف جداً على المقاومة." هذا يشرح حالته النفسية بوضوح شديد.

آمل أن تتحرك جميع المنظمات ذات الصلة في العالم الحر قبل فوات الأوان لإنقاذ شاب من براثن الاستبداد العسكري المدعوم من مؤسسة دينية بنكهة داعشية.
نشر هذا المقال أمس الموافق 13 يونيو باللغة الإنجليزية في صحيفة إسرائيل هيوم وأنشر هنا بموقعي على الحوار المتمدن النسخة العربية.



#محمد_سعد_خير_الله (هاشتاغ)       Mohaemd_Saad_Khiralla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -ومضة ضوء - الخطأ المستمر للعالم العربي
- -ومضة ضوء -دعوة السيسي للسلام تتعارض مع سياسات مصر في غزة.
- ومضة ضوء -مسألة حماس ومصر -
- -ومضة ضوء - لماذا تريد جمهورية العساكر كسر هشام قاسم، الحر ف ...
- -ومضة ضوء - عندما يتحول شعب باكمله إلى رهائن لا مواطنون إنه ...
- -ومضة ضوء - عن تأكيد على موقف سابق خاص بدعوة سيسي لحوار إلا ...
- ما الذي حدث ما بين الواقعتين واقعة رفح الأولى في رمضان 2012 ...
- -ومضة ضوء - وكلمتين لسيسي مندوب جمهورية العساكر عن كيفية تدم ...
- -ومضة ضوء - عن مصر واستغاثة أخيرة قبل الانفجار المدوي.
- Egypt-ACry Before a Resounding Fall
- رأي بعد المشاهدة لفيلم -ولد من الجنة -
- -ومضة ضوء - كنتاج لسياسات العسكر الاضمحلال الأسوأ والأخطر في ...
- -ومضة ضوء - سيسي وفقرته الكوميدية في قمة جدة
- ومضة ضوء -درس إسرائيلي جديد في الديمقراطية لدول الشرق الأوسط ...
- ومضة ضوء ،الذكرى التاسعة لحراك الثلاثين من يونيو، الحلم الذي ...
- -ومضة ضوء - عن جرائم يندى لها جبين الإنسانية في سيناء قصة ال ...
- -ومضة ضوء - خروج الأتفاق النووي يعني شرق أوسط على مفتاح لإير ...
- عن مسلسل الاختيار 3 وحلم السيسي في الرئاسة -شهادتي للتاريخ - ...
- ومضة ضوء -من داخل السويد عن غزوة السوسيال -
- -سيسي ليس ديكتاتور..-


المزيد.....




- رويترز تتحدث عن -عشرات الوفيات- بلهيب الشمس بموسم الحج
- يورو 2024.. قيادة منتخب البرتغال تدافع عن مشاركة رونالدو
- بعد هدوء لـ3 أيام.. -حزب الله- يعلن تنفيذ عملية ضد موقع إسرا ...
- الدفاع الروسية: استهداف منظومة صواريخ -إس-300- أوكرانية ومست ...
- روسيا تكشف عن منظومات صاروخية مضادة للدرونات والزوارق المسيّ ...
- ذهب رقمي.. ما هو شرط انتشار عملة بريكس في العالم؟
- روسيا تشل السلاح الأمريكي في أوكرانيا
- خداع استراتيجي.. كيف احتالت واشنطن على -السيد لا-؟
- لافروف: روسيا تدعو إلى إدارة عادلة للمجال الرقمي العالمي
- هنغاريا تعارض ترشيح فون دير لاين كرئيس للمفوضية الأوروبية


المزيد.....

- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سعد خير الله - ومضة ضوء -داعش يطل برأسه من مصر -