أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - عناصر الفرح/التخفيف في أنا لا أكتب لأحد جروان المعاني














المزيد.....

عناصر الفرح/التخفيف في أنا لا أكتب لأحد جروان المعاني


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 8008 - 2024 / 6 / 14 - 07:38
المحور: الادب والفن
    


بدابة أشير إلى أن عناصر الفرح/التخفيف التي يلجأ إليها الشاعر، أي شاعر تتمثل في: المرأة، الكتابة، الطبيعة، التمرد/الثورة، وهذا العناصر مجتمعة استخدمها الشاعر "جروان المعاني" للخروج من حالة الضغط/القسوة/الألم الذي يمر به.
الشاعر يتماثل مع الأنبياء، لأنه صاحب رسالة يحملها/يوصلها للآخرين، ويعمل في سبيلهم، ولا يريد "منهم جزاء ولا شكورا" ويبقى يعمل رغم الأذى الذي يلاقيه، هذا من جانب، ومن جانب آخر هو إنسان، يتعب، يتراجع، يحتاج إلى قسط من الرحلة، وبما أنه شاعر ويمتلك أحاسيس مرهفة، ومشاعر رقيقة، فكان لا بد له من إيجاد مخففات تساعده على مواصلة العمل للاستمرار في إيصال رسالته/فكرته، ولتساعده على تجاوز ضغوطات الواقع/المجتمع/الناس، من هنا تأتي اللغة، الأداة التي بها يكون الشاعر شاعرا:
" أنا لا أكتب لأحد
أكتب للمدى
للسماء"
نلاحظ تكرار لفظ "أكتب" وهذا له علاقة بالعقل الباطن للشاعر الذي يرى/يجد ذاته في الكتابة، في الشعر، وهو يبدي تنسكه، وابتعاده عن المجتمع/الناس، فقد تعب/أرهق منهم، من هنا التجأ إلى السماء/الفضاء/ فهو من خلال: "للسماء، للمدى" بيدي تعبه/قهره، لهذا توجه إلى من أعطاه الرسالة "السماء" ليحصل على شيء من الطاقة/القوة بعد أن أنهكه التعب/اليأس/القهر، وها هو يأخذ قسطا من الراحة، السكينة/الهدوء.
نلاحظ أن الشاعر يستخدم أداة التخفيف "الكتابة" حتى وهو تعب، كتأكيد لتمسكه بدوره في الكتابة، في إيصال الرسالة:
"كي يهطل المطر"
وهو بهذه الصيغة يؤكد أنه صاحب رسالة، لهذا يريد هطول المطر، وهو بهذا يأخذ شيء من صفات البعل "منزل المطر".
الشاعر يبين لنا أسباب قهره/يأسه بقوله:
" أنا زارع الوردة في الصحراء
لا عطر ولا ثمر"
يتقدم الشاعر من الأرض/الطبيعة من خلال العمل فيها كمزارع ـ وهو بهذا يؤكد دوره في تخصيب الأرض، خاصة بعد أن حدد مهمته في إرواء الأرض، "يهطل المطر" ـ لكنه هنا، قدم كل هذه الأفعال على أنها من أسباب اليأس/القنوط الذي أصابه، لهذا لم يحصل على الخصب المادي/ثمر، ولا على الخصب الجمالي/الروحي/عطر/ مما جعله يستعين بأداته التي تجعله شاعرا:
"أكتب لي"
وبهذا يتحرر الشاعر من قسوة الواقع وما فيه من بؤس، ويستعيد عافيته كشاعر/كرسول/كمصلح اجتماعي يستخدم كل السبل لرفعة مجتمعه/أمته.
"أكتب لي"
لشعب من البسطاء
لا أنشر في الصحف الصفراء
أنا من ترفضه المدن العميلة
أناصر
جماهير النساء"
نلاحظ النقلة النوعية بعد "أكتب" التي تكررت ثلاث مرات ـ ورقم ثلاثة يحمل معنى الاستمرار والبقاء والقدسية ـ لهذا بعد أن استخدم للمرة الثالثة "أكتب" استعيد عافية كرسول/كبعل، وها هو ويتقدم من شعبه/من أمته/من مجتمعه، ويُحدث فيهم الخصب/النماء المادي والروحي.
ونلاحظ أن يُذكر الشعب/الأمه بالطريق القويم الذي يسلكه، لكي يتعلموا منه، فهو قُدوتهم ومثلهم الأعلى، لهذا جاء الخطاب بلغة (عادية/بسيطة) يفهمها الشعب/العامة.
واللافت في خاتمة هذه المقطع الثورة الاجتماعية التي أطلقها الشاعر "أناصر جماهير النساء" بمعنى أن ثورته/رسالته لا تقتصر على الذكور في المجتمع، بل على الطرف الأضعف/النساء، وهو بهذه الثورة يكون قد استوفى ثلاثة عناصر من عناصر التخفيف/الفرح الكتابة، الطبيعة، التمرد/الثورة، وبقى عنصر المرأة دون استخدام حتى الآن!!:
"خمسون عاما
وأنا أمني النفس الأماني
اليوم لا أرى إلا وعودا
وأغاني"
نلاحظ أن الشاعر يعود لذاته كفرد، فقد أحدث ثورة اجتماعية من خلال تبنيه مطالب/حقوق/هموم النساء، وقد (تخلى) عن رسالته كرسول اجتماعي بعد الثورة، لهذا نجده يتكلم كفرد (عادي) كشاعر: "أنا، لا أرى" له همومه الشخصية، أهكذا يبدو الأمر، أم أنه يخفي علينا حقيقته!؟
نجد الإجابة في خاتمة القصيدة:
"خمسون عاما مضين من عمري
وكل إنجازي تجلى بزواج ثاني"
نلاحظ أن الشاعر أظهر الضعف/الهزيمة/الاستسلام، خاصة بعد أن كرر "خمسون عاما" وبدا فيها يائس/مستسلم، لكن، كان يريد بها تفجير الثورة التي تبناها "أناصر جماهير النساء"
من هنا جاءت خاتمة القصيدة متعلقة بالنساء/بالمرأة التي اعتبرها أهم أنجاز له في خمسين عاما.
وبهذا يكون الشاعر قد استوفى عناصر الفرح مجتمعة، مؤكدا أن المرأة والتمرد/الثورة هما الأهم في حياة الفرد، وبهما يستطيع أن يفعل ما يصبو إليه.
القصيدة منشورة على صفحة الشاعر



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهزيمة والنصر في قصيدة -أمطار حزيرانية- علي البتيري
- رواية الحكاية في رواية -تزوجت شيطانا- كفاح عواد
- القصيدة الساخنة -رسائل لم تصل- سميح محسن
- انحياز المرأة للمرأة في -نساء في غزة- هند زيتوني
- الواقع الفلسطيني في قصيدة -سجل- هنادي خموس في ذكرة الخام
- درب الآلام الفلسطيني في قصيدة -وكبر الرحيل- منير إبراهيم
- الطرح الكامل في قصيدة -جذور- سامي البيجالي
- المسموح والممنوع في -شرط- مأمون حسن
- ثنائية الإبداع في قصيدة -خلف الباب- سمير التميمي
- الازدواجية في كتاب متلازمة ديسمبر للكاتب فراس حج محمد
- الغرب والمنطقة العربية في كتاب -انتفاضة رشيد عالي الكيلاني و ...
- الخطورة في رواية -سجينة الشر- بدر رمضان
- مأساة المثقف في رواية -يوم عادي في حياة عرفات- يوسف حطيني
- الأسطورة والواقع في ديوان -مواويل في الليل الطويل- فهد الرما ...
- -من بين أزقة المخيم- ريتاج إسحاق المنسي
- تمرد المرأة في رواية -نساء بروكسيل- نسمة العكلوك
- التكامل بين المضمون والشكل في قصيدة -محاصرون- قمر عبد الرحمن
- ثنائية الحنين عند يونس عطاري
- الصعيد المصري في رواية -شامة (21 متر مربع)- رضوى جاويش
- الشكل والمضمون في قصة -البحث عن معتوه- نافذ الرفاعي


المزيد.....




- كبير مخرجي RT العربية يقدم دورة تدريبية لطلاب يدرسون اللغة ا ...
- -المواسم الروسية- إلى ريو دي جانيرو
- تامر حسني.. -سوبرمان- خلال حفله في عيد الأضحى
- أديل بفستان لمصمم الزي العسكري الروسي
- في المغرب.. فنان يوثق بقايا استعمارية -منسية- بين الأراضي ال ...
- تركي آل الشيخ يعلن عن مفاجأة بين عمرو دياب ونانسي عجرم
- أدب النهايات العبري.. إسرائيل وهاجس الزوال العنيد
- -مصافحة وأحضان-.. تركي آل الشيخ يستقبل عمرو دياب في الرياض و ...
- -بيكاسو السعودية-..فنان يلفت الأنظار برسومات ذات طابع ثقافي ...
- كتبت الشاعرة العراقية (مسار الياسري) . : - حكايتُنا كأحزان ا ...


المزيد.....

- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - عناصر الفرح/التخفيف في أنا لا أكتب لأحد جروان المعاني