أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى العبيدي - هل حُمّلت زيارة قيس سعيد الى الصين أكثر مما تحتمل؟















المزيد.....

هل حُمّلت زيارة قيس سعيد الى الصين أكثر مما تحتمل؟


مرتضى العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8007 - 2024 / 6 / 13 - 14:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل يمكن اعتبار الزيارة التي أدّاها الرئيس التونسي الى جمهورية الصين الشعبية إعلانا عن "انعطافة نحو الشرق" كما ذهب إليه بعض المحللين؟ وهل هي بداية القطيعة مع "بلدان الغرب الامبريالي" كما يروّج له أنصار الرئيس؟ أم هل أن الرئيس "يقود تونس الى عزلة دبلوماسية مع أوروبا" كما تراءى للبعض الآخر؟ هذه الأسئلة وغيرها كثير رافق زيارة الرئيس قيس سعيّد الى الصين ليس فقط في وسائل الإعلام المحلية بل وكذلك في الصحافة العالمية شرقا وغربا. فما الذي يفسّر كل هذا الاهتمام، وهل تجد مثل هذه التساؤلات ما يبرّرها على أرض الواقع؟
دعوة عادية لاجتماع عادي
صبيحة الأحد 2 جوان، عاد الرئيس قيس سعيد من زيارة أدّاها الى الصين ودامت بضعة أيام، لكن اللغط الذي رافقها في وسائل إعلام مختلفة لم يكفّ بعد. إذ تنوّعت القراءات بشأنها واختلفت باختلاف المواقع التي نشرت بها وباختلاف المحرّرين. وإذا كانت هذه أوّل زيارة يقوم بها رئيس تونسي الى جمهورية الصين الشعبية، فذلك لا يعني البتة أن العلاقات بين البلدين كانت منعدمة أو متوتّرة، بل إن مجالات التعاون بين البلدين كثيرة ومتنوعة، وآثار الحضور الصيني في تونس كذلك.
لكن لماذا يتمّ الاهتمام بهذه الزيارة بالذات؟ والحال أنها دعوة لحدث عادي ومتكرّر، بما أن الرئيس التونسي دُعي لحضور موكب افتتاح المؤتمر الوزاري "العاشر" لمنتدى التعاون الصيني العربي، وهو حدث عادي ودوري تنظمه الصين في إطار برنامجها الاقتصادي "للتعاون" مع بلدان العالم والمعروف بـمبادرة "الحزام والطريق"، وهي إحياء لمشروع "طريق الحرير" التي كانت تسلكه القوافل التجارية الصينية في غابر العصور باتجاه بلدان العالم. إذن هو مجرّد اجتماع وزاري ارتأت الصين أن تدعو له كضيوف شرف أربع من الرؤساء العرب وهم رؤساء تونس ومصر والإمارات وأمير دولة البحرين. (والثلاثة الأخيرين من المطبعين مع دولة الكيان الصهيوني).
لعل الوضع الداخلي لتونس وحالة الأزمة الاقتصادية العميقة التي تعيشها، والتي زادها تعثر المفاوضات مع صندوق النقد الدولي بشأن قرض تمويلي بنحو 1.9 مليار دولار تدهورا، الأمر الذي جعلها تبحث عن مصادر تمويل جديدة حتى في الفضاءات غير المعتادة. وهو ما تسعى الى استغلاله بلدان أخرى ما كنا نجرؤ على الاقتراب منها حتى لا نُغضب شركاءنا الاستراتيجيين أي البلدان الامبريالية الغربية التي ترتبط بها بلادنا بألف حبل وحبل، والتي لم تسعى أي من المنظومات التي حكمت البلاد قبل الثورة وبعدها للتخلص من هيمنتها ومن املاءاتها التي لم تُخلّف الا الوبال.
من العالم ذي القطب الواحد الى عالم متعدد الأقطاب
واليوم مع نهاية العالم ذي القطب الواحد، وبروز أقطاب جديدة تنافس أمريكا في هيمنتها على العالم وبداية تشكل عالم متعدد الأقطاب، لعل أبرزها وأكثرها نشاطا هو القطب الصيني الروسي الذي يسعى لاستغلال الفراغات التي يتركها اندحار بعض القوى الامبريالية التقليدية كما هو حال فرنسا في إفريقيا، تسعى كل من روسيا والصين الى ملء هذا الفراغ بشتى الأساليب والوسائل التي من بينها تطوير مثل هذه الشراكات مع بعض البلدان أو حتى مع فضاءات أوسع كبعض القارات أو شبه القارات، رأينا خلالها الأقطاب الامبريالية تتسابق على طلب ود هذا الطرف أو ذاك. من ذلك أننا لاحظنا خلال السنتين الأخيرتين تنظيم اجتماعات قمة مع هذه البلدان على غرار القمة الأمريكية الافريقية (ديسمبر 2022)، والقمة الصينية العربية (ديسمبر 2022)، والقمة الروسية الافريقية (جويلية 2023)، وملتقى السلام والأمن الصيني الافريقي (سبتمبر 2023) ومنتدى التعاون الصيني الافريقي الذي ينتظم كل ثلاث سنوات منذ سنة 2000.
لذلك لا يمكن اعتبار الاهتمام المتزايد بتونس من قبل بلدان من خارج المعسكر الغربي وليد اللحظة، بل هو يندرج ضمن هذا الإطار، وقد تعدّدت الإشارات والزيارات خلال الأشهر القليلة الماضية في هذا الاتجاه، حتى أن جزءا من التونسيين أصبحوا يرون أن الخلاص من الأزمة لن يأتي إلا من الشرق، ويعوّلون في ذلك على الصين وروسيا بالخصوص. فمنذ شهر ديسمبر الماضي زار تونس وزراء خارجية كل من أندونيسا وروسيا والصين ورئيس البرلمان في كوريا الجنوبية. وتحدث جميعهم على تعزيز العلاقات مع تونس وعلى استعدادهم لمساعدتها على تجاوز أزمنها الاقتصادية.
فسارع بعض التونسيين الى حث السلطة على استعجال القطيعة مع البلدان الغربية خاصة بعدما أظهرته من انحياز لدولة الكيان الصهيوني منذ اندلاع طوفان الأقصى. بينما حذر آخرون من خطورة هذا التمشي الذي قد يؤدي إلا الى حدوث تداعيات سلبية على تونس التي تمر بأزمة مالية خانقة بسبب مصاعب الاقتراض من الخارج، وتعطل الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، مذكرين أن الاتحاد الأوروبي هو الشريك الاقتصادي الأول لتونس بما أن 70℅ من المبادلات التجارية لتونس تتم مع بلدان الاتحاد الأوروبي، وثلاثة أرباع هذه النسبة مع 4 دول فقط (إيطاليا، فرنسا، ألمانيا وبلجيكا). كما أن اتفاقيات عدة تربطه ببلادنا، منها ما يمنح حوافز لتصدير المنتجات الصناعية والفلاحية، ومنها زيت الزيتون. كما أنه بإمكان الاتحاد الأوروبي اللجوء الى بعض الإجراءات كتضييق الخناق على التحويلات المالية بالعملة الصعبة للتونسيين المقيمين بأوروبا والذين يمثلون 80% من المغتربين التونسيين، وهو ما تدعو له بعض أصوات اليمين داخل الاتحاد الأوروبي التي تطالب حتى بإلغاء بعض الاتفاقيات مع تونس.
وداوني بالتي كانت هي الداء
لكن هل أن هذا الحسّ الشعبي الطامح الى القطع مع الغرب يجد صدى له في سياسات المنظومة الحاكمة؟
أن من يراجع ما يُنشر في الرائد الرسمي للبلاد التونسية من اتفاقيات للقروض المُبرمة والتي صادق عليها البرلمان سيصاب بالإحباط، إذ أن القائمة تكشف أننا بصدد السير على خطى السلف الصالح من حيث حجم هذه القروض ومن حيث مصادرها. فقد أحصى الخبراء ما لا يقل عن 23 اتفاقية قرض صادرة في الرائد الرسمي خلال العشرة أشهر الأخيرة فقط وأغلبها من البلدان الغربية أو وكالاتها (إيطاليا، فرنسا، ألمانيا، اليابان، البنك العالمي، البنك الدولي للإنشاء والتعمير، الوكالة الفرنسية للتنمية، المؤسسة الألمانية للقروض...)، دون أن ننسى مذكرة التفاهمات مع الاتحاد الأوروبي والدولة الإيطالية الممضاة في شهر جويلية 2023 والتي تحتل فيها مسألة الهجرة غير النظامية مكانة بارزة إذ هي تجعل من تونس حارسة للحدود البحرية لأوروبا. وقد أشادت رئيسة الحكومة الإيطالية بهذا الدور منذ يومين، إذ صرحت أن هذا النوع من الهجرة قد تقلص الى حدود 60℅ بفضل مجهودات تونس وليبيا.
إذن أين نحن من خطاب التعويل على الذات والسيادة الوطنية وحرب التحرير الوطني الذي يردّده الرئيس وأنصاره في كل مناسبة؟



#مرتضى_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الذكرى الستين للحزب الشيوعي الم الل بالاكوادور (ج 8)
- في الذكرى الستين للحزب الشيوعي الم الل بالاكوادور (ج 7)
- المقاومة الفلسطينية تكسب معركة الجامعات في العالم
- انتفاضة شعب كاناكي (كاليدونيا الجديدة) تطرح مجددا المسألة ال ...
- في الذكرى الستين للحزب الشيوعي الم الل بالاكوادور (ج 6)
- في الذكرى الستين للحزب الشيوعي الم الل بالاكوادور (ج 5)
- في الذكرى الستين للحزب الشيوعي الم الل بالاكوادور (ج 4)
- سبعون سنة مرّت على ملحمة ديان بيان فو
- في الذكرى الستين للحزب الشيوعي الم الل بالاكوادور(ج 3)
- في الذكرى الستين للحزب الشيوعي الم الل بالاكوادور(ج 2)
- في الذكرى الستين لـلحزب الشيوعي الماركسي اللينيني بالإكوادور ...
- فاتح مايو/أيار، يوم الوحدة والنضال للطبقة العاملة العالمية
- بيان الندوة الدولية للأحزاب والمنظمات الماركسية اللينينية
- بيان حزب العمل الأمريكي
- بيان الحزب الشيوعي الماركسي اللينيني بالاكوادور بمناسبة 1 ما ...
- بيان حزب العمل الإيراني (طوفان) بمناسبة الفاتح من ماي
- البُعد الأممي للقضية الفلسطينية
- كومونة باريس
- بوركينا فاسو: عندما يتحول النضال ضد غلاء المعيشة الى رافعة ل ...
- كيف تقيّم الأحزاب الافريقية الوضع في القارّة وما هي بدائلها؟ ...


المزيد.....




- رويترز تتحدث عن -عشرات الوفيات- بلهيب الشمس بموسم الحج
- يورو 2024.. قيادة منتخب البرتغال تدافع عن مشاركة رونالدو
- بعد هدوء لـ3 أيام.. -حزب الله- يعلن تنفيذ عملية ضد موقع إسرا ...
- الدفاع الروسية: استهداف منظومة صواريخ -إس-300- أوكرانية ومست ...
- روسيا تكشف عن منظومات صاروخية مضادة للدرونات والزوارق المسيّ ...
- ذهب رقمي.. ما هو شرط انتشار عملة بريكس في العالم؟
- روسيا تشل السلاح الأمريكي في أوكرانيا
- خداع استراتيجي.. كيف احتالت واشنطن على -السيد لا-؟
- لافروف: روسيا تدعو إلى إدارة عادلة للمجال الرقمي العالمي
- هنغاريا تعارض ترشيح فون دير لاين كرئيس للمفوضية الأوروبية


المزيد.....

- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى العبيدي - هل حُمّلت زيارة قيس سعيد الى الصين أكثر مما تحتمل؟