جاكلين سلام
كاتبة صحفية، شاعرة، مترجمة سورية-كندية
(Jacqueline Salam)
الحوار المتمدن-العدد: 8006 - 2024 / 6 / 12 - 20:11
المحور:
الادب والفن
أشجار أنخيدوانا، ديوان شعري جدي لجاكلين سلام يصدر قريباً. وأعود للإجابة على السؤال: ما هذا المأزق الذي وقع فيه الشعر، وهل هو حال الشعر عربيا أم عالمياً؟ وما الذي تريد أن تقوله امرأة في زمن الحروب والعنصرية القومية والعرقية شرقا وغرباً؟
هنا بعض الأفكار التي أتداولها مع عشاق الشعر، وليس الشاعر معنياً بإقناع أحد بتذوق فاكهة الشعر ونوعه وسماته.
الشعر خفقة الروح في محبرة الكون. والشعر قانون القلب قبل التفسير وبدونه.
الشعر بخير، الشعر ليس بخير. الشعر طلاسم. قصيدة النثر بدعة…يقال الكثير عن الشعر، ولكنني سأكتب الشعر كما أكتب اسمي وهويتي قبل عيد الشعر وبعده. وهذا لا يعني أنني لن أكتب سرداً ونقداً ومقالات أعبر فيها عن رأيي بالشعر والعالم
أكتب لأن الشعر شغفي الأول ولا أكتب تحديداً للناقد، بل للقارئ/شريكي المجهول.
رغم تخاذل النقد الأدبي عن مواكبة الهدير الهائل من الكتب الشعرية، لا يتوقف الشعراء عن طرح ما لديهم من غث وسمين. لقد صار النشر سهلاً سواء من خلال الكتاب الورقي أو الالكتروني.
يحضر النقد على قلته وعثراته. يحدث أحياناً في معرض النقد العاجل والذي يكثر في الصحف العربية، أن يستفيض الناقد في الشرح النظري واستحضار مقولات مكررة يستعرض ما لا علاقة له بالكتاب موضوع الدراسة ومن ثم يعرج على الكتاب الذي سيقدمه فيجعل من الديوان الشعري هامشاً لاستعراض خبراته القرائية والمقتبسات المنقاة من أمهات الكتب النقدية المعروفة للخبراء المهتمين بهذا الجنس الأدبي أو ذاك.
مثلا: كأن يتحدث سين باستفاضة عن تاريخ قصيدة النثر ومعاركها والمشاهير في العربية والعالم، قبل ودون أن يتكلم عن قصيدة النثر في مجموعة للشاعر المعني بالقراءة والتحليل الأدبي.
والمتنكب للنقد أحياناً يقتنص الفرصة ليجزي المديح المجاني أو النقد السلبي على موضوع الكتاب دون شواهد نابعة من صلب العمل. وأحياناً يرطن بمصطلحات غائمة لا يفهمها هو نفسه.
عزيزي كاتب النقد: إذا كنت تريد أن تذهب للحديث عن نصوص جاكلين أو حسين أو محمد ، خذ النص برفقتك. ادخل الى قلب النص، ادرس الشعر كما جاء في الديوان. اكتب نقداً عنه وليس عنك وذخيرتك المعرفية التي قد تكون باهرة ومهمة في سياق آخر مختلف.
وإذا قارنتُ هذه الحالة مع المقالات المكتوبة بالإنكليزية أجد أن المقالة أو الكتاب برمته يبدأ بسرد حكاية عادية من قبل الصحفي أو الناقد. حادثة لها مغزى وتساعد على جذب انتباه القارئ.
وإذا كنت لا تحب الشعر، فالعيب ليس في الشعر. أنت حر في مذاقك كما أنا حرة في اختيار طعامي. وحاول أن تفهم الشعر الذي تقرأه قبل أن تتحدث عن كونفوشيوس وافلاطون وإدوارد سعيد وغيرهم من كبار الأعلام في الثقافة والفلسفة والأدب.
الشعر يريد الوصول إليك وليس إلى رفوف المكتبات فقط، ولن أدخل في الكتابة عن جدوى الشعر، ولماذا الشعر لأنني سبق وكتبت الكثير عن هذا وتجدونه في كتابي الذي بعنوان: حوارات على مرايا الهجرة الذي صدر عام 2023.
شاعرة ومترجمة سورية كندية. صدر لها خمسة دواوين وكتاب حوارات على مرايا الهجرة. تقيم وتعمل في كندا منذ عام 1997.
#جاكلين_سلام (هاشتاغ)
Jacqueline_Salam#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟