أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود السلمان - صدمة التهكم في نص (مذكرات على أوراق محترقة) للشاعر مازن جميل المناف














المزيد.....

صدمة التهكم في نص (مذكرات على أوراق محترقة) للشاعر مازن جميل المناف


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 8006 - 2024 / 6 / 12 - 00:16
المحور: الادب والفن
    


شاعر آخر له لمسة في كتابة القصيدة الحديثة، ويكتبها على طريقته بحرفية، فهو كشاعر معتدّ بنفسه، وحتى في طريقة ألقائه تقريبا، يحاول القفز على اللغة من غير خدش حيائها، ولا مس كبريائها، أليس الشاعر هو من يصنع اللغة؟، بل الصحيح أن اللغة، لغتنا العربية، قد تطورت على يدِّ الشعراء الاقدمين؛ وإلى اليوم وهي آخذة بالتطور، وحتى كان يقال أن المتنبي هو أحد الذين ساهم مساهمة كبيرة في تطوير اللغة العربية، وغيره أيضا من فعل ذلك.
فلا ضير، حينما نذكر بأنّ الشعراء يصنعون لغة، لأنهم أكثر من يشتغل على فلسفة اللغة، فهي أداتهم التي يستقي منها الشاعر إبداعه، فأغلب الضليعين في اللغة، هم الأكثر بيانا وابداع وغزارة في النتاج الشعري، لأنّ اللغة الرصينة، أضافة إلى الخيال هما اللذان يعززان، بل ويفتحان مدارك الشاعر: الفكرية والابداعية، وبالتالي فأنّ الشاعر سيتعزز ذاتيا ونفسيا، وهو يخوض غمار الشعر وهموم القصيدة، وحقول الابداع.
وحتى لا نبعد كثيرًا عن طريق تحليل هذا النص الشعري المعنون " مذكرات على أوراق محترقة" للشاعر مازن جميل المناف. نحاول هنا تحليل وتأويل هذا النص، حسب معرفتنا البسيطة، ومن ثم نقف على المحطات التي طفق الشاعر أن يخوض فيها ما جال في خاطره، ويبث همومه اليومية، ومن خلال هذه التجليات التي شحنت خياله، وهو يتقلب على أسلاك من عذابات داخلية، هذه العذابات التي لا يدرك مداها سوى الشعراء، أو قُل، الشعراء هم الأكثر من غيرهم إحساسًا بمعاناة الناس، وهموم المجتمعات، فالشاعر هو المرهف الحسّ، المترجم الحقيقي لهموم الناس وبطريقته التي إعتاد أن يشتغل عليها، كمبدع.
والبداية فلتكن من العنوان، والعنوان يدلُّ على بيان توضحي لحالات ربما ميؤوس منها، يعانيها المجتمع، نتيجة لظهور الطفيليات الخادشة لكل جميل، وهتك حرمته في زمن ممض، تعالت فيه هذه الطفيليات، فصارت هي السيد المطاع، بينما السيد الحقيقي مختفي، فلاذ تحت ظل خيباته –أي الإنسان، كون الزمن أصبح ليس زمنه، وهذا تراجع خطير، ينذر ببركان من فوضى لها أول وليس لها آخر.
وبإيضاح أكثر، النص يفضح المستور، وهو تهكم يليق بهذا الزمن التعس، بل أن التعاسة بدأت منذ فجر التاريخ، وامتدت جذورها باتجاه عصرنا هذا، لأنّ التفاهة ابرمت صفقاتها وقررت أن تتعشعش في الواقع الذي لابد أن يسايرها، فهي مأساة تنذر باحتقان لابد أن ينفجر، بأي لحظة، وإذا أنفجر سيجرجر الويلات على إنسان العصر، فالإنسان رغم تقدمه الهائل، وما صنع من حضارة هو – الإنسان - بالمنظور الفلسفي تافه، وتفاهته تكمُن في عدم تشغيل محطات عقله، فراح يعلن ولاءاته للشيطان والمتحكم في مصيره، عبر التاريخ، فخير تعبير ما عبّر عنه الشاعر المناف في هذا النص، حيث أصاب الحقيقة.
ومع هذا وذاك، يُعدُّ هذا النص صرخة بوجه التخاذل والجمود، بغية تحرير الإنسان من ربق عبودية الإنسان للإنسان، وبالتالي فك الحصار النفسي والفكري عنه، للارتقاء به للقيمة العليا والسمو الذاتي، وبتحرر هذا الكيان العظيم المسمى بـ "الإنسان" ستسمو الانسانية ذاتها، وتعم الحرية للناس قاطبة، وبذلك سينتهي التعسف والظلم؛ وهو ما يطالب الشاعر به، إذ لا ينتظر قوة فضائية تأتي من عوالم أخرى، فتقوم بفعل ذلك، بينما المعني بالأمر مكتوف الأيادي.
وإذا أردنا أن نقيّم هذا النص، من الناحية الفنية - الجمالية، والناحية الأدبية. فمن الأولى – الفنية الجمالية – فهو يمتاز بقيمة فنية عالية، وبناء متماسك الأركان، جميل فنيا وذوقيا. وأما من الناحية الأدبية: فهو نصّ متكامل، ويفيض بالإبداع.
*نص (مذكرات على أوراق محترقة)
للشاعر: مازن جميل المناف
..............................
للراحلينَ قبل الأوان
للناقمين الثائرين على العتاة
الرافعين للإنسانِ جبهة
للخالدين في دسائس الرب
لكل كنانةٍ
لثرى البطولة في عتمة اليأس
لكل جدثٍ ورمس
دفنت فيه جثث الصعاليك
لمن لاذ بالفرار
للأحذية المتعبة بالطينِ
لكل مقتدر يروض نفسه ذئباً في القفر
لكل نهر بلا مصبٍ
لكل عقلٍ غاص بالغضبِ
سنعيد ضحكة الوليد
للغادين . للآتين
لكل خنساء وهي تبكي ثكلى
لرصاصِ الغدر
للجندي الذي يلملم غنائم الحروب العبثية ..
للبغاء ومزابل الزعامة
.
.
مصيبتنا ...
بادران الكلام
وما زلنا نياماً
للوجعِ المستيقظ في حدود الله
للعاهرااااا ت والقديسين
للتبجيلِ . للشتائم
للعذابات القادمة
لصفارات الإنذار النشاز
للعادات السرية وفواصل التسلية
.
.
واشتباكات الفرح المقيت
لصراخنا .. والفكرة الكسيحة
فزادنا في نفخ ( الاراكيل )
ننفخ أبواق سأمنا لبرهةٍ فرح
نردد التراتيل بدرابين الله
لا نفقه ساعات الليل
والرقص على فواصلِ النفاق
لعلكم في هذا تعشقون المواعظ والخطب
ذلك لم يلد ويشبع السغب
ويحرر لكم شبرا
ولم .. ولم .. ولم
زمان الكذب قد لعبا
وإنسان له ألف وجه ما تعبا
وسوط وجلاد
وازلام وارقام ما خَفِيا
وحاضرة بها ألف غراب قد نعبا
ايا .... ابن الصعاليك
نسفك ميت في الطين
وصحيح قد بايعوا
وقومك قد شايعوا
الركض في تسابيح الكون
من جاءوا ومن نصبوا
ومن سقطت راياتهم في مدن النفايات
إليكم تواريخي النائمة على أوراق اليانصيب
......................
*الجَدَث : هو القبر وهو مفرد أجداث
*الرَّمْسُ : تراب القبر



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علي داخل.. والأداء المميّز
- التساؤلات المحضة عند الشاعر عادل قاسم
- التموسق في نصوص (عمى مؤقت) للشاعرة فلونا عبد الوهاب
- ممانعة التفاصيل في نص (ولن أخبرني) للشاعر صادق باقر
- مديات البوح في (أضرحة الورد)
- إرهاصات البوح عند علي حسن الفواز
- منطق العاطفة والخيال الخصب لدى الشاعرة وجدان وحيد شلال
- جنان السعدي حين يصوغ المعاني السامية
- مبدعون عرفتهم عن كثب (2) وليد حسين
- أحمد خلف.. يحرث في أرض الكتابة ويصنع الجمال
- تأمّل في (لَم يَكُنْ عارِيًا ذلك الظِّلُّ) للشاعر حمزة فيصل ...
- علي الحسون هل يكتب الشعر أم ينزف جراحًا؟
- ملامح الصورة الجمالية لدى الشاعرة منى سبع
- تحليل سويولوجي لقصة (نصيف الأحمر) للكاتب سعد السوداني
- الأسطورة ولعبة الأضداد في (العابد في مرويته الأخيرة)
- السلاسة والانسيابية في نصوص راوية الشاعر
- فلسفة المشاغبة عند القاص كاظم حسوني
- سردية عادل المعموري التي أنصفت المرأة
- القاص كامل الدلفي في (ذاكرة الطباشير)
- النسق السّردي في (أبواق صاخبة) للقاص حسين الرفاعي


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود السلمان - صدمة التهكم في نص (مذكرات على أوراق محترقة) للشاعر مازن جميل المناف