أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - توطين المواطنين قبل توطين الرواتب














المزيد.....

توطين المواطنين قبل توطين الرواتب


محمد حمد

الحوار المتمدن-العدد: 8005 - 2024 / 6 / 11 - 22:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


توطين المواطنين قبل توطين الرواتب...

لا يخفى على كل من يقرأ "الممحي" ويرى قبل غيره ما وراء السطور أن يكتشف أن العراقيين، بفضل الديمقراطية المعجونة بكل انواع السموم الامريكية، فقدوا الى حد ما غريزة، (نعم انها غريزة فعلا) الانتماء للوطن، للعراق طبعا. وحلّت محلها "غرائز" هجينة تفضّل الانتماء الى القومية والطائفة و الدين، وحتى للمنطقة والمدينة. وأصبح العراقي يتمترس خلف جدران واهية لا علاقة لها بالوطن.
ومع ذلك ثمة ما يجمع الجميع في وادٍ واحد من اتجاهين. فالحكام في الاتجاه الوارف الدافيء المميز. ولهم "حصة" محترمة، لا ينازعهم عليها أحد، من "كعكة" العراق اللذيذة. والشعب من طرفه يحاول أن يتدبر أمره بالتي هي أحسن أو في أغلب الاحيان بالتي هي اسوء.
قد تكون هذه المقدمة غير مشجّعة على الاستمرار في قراءة هذا المقال. ولكن لا باس.فانا في الواقع اريد أن اعرّج الى موضوع آخر، الى شمال الوطن تحديدا. والحديث الشيق عن حكم العوائل المتنفذة هناك لا يملّ منه أي متابع خصوصا اذا كان عراقي الهوى والهوية. فمسلسل المفاوضات بين بغداد واربيل تجاوز حسب علمي مئة حلقة مفرغة، إذا جاز التعبير. وبيت القصيد دائما هو "المسائل العالقة" بين الطرفين. ويبدو أن لا ضوء في أفق العلاقة بين المركز والاقليم.رغم اللقاءات الماراثونية، وكتابنا وكتابكم وهلم جرّا.
ولبّ الموضوع دائما وابدا هو "رواتب الموظفين وحصة الاقليم من الموازنة الاتحادية". الم اقل لكم سابقا ان علاقتهم (اي حكّام الاقليم" بالعراق علاقة اموال فقط. ولم اسمع اطلاقا أنهم تطرقوا إلى موضوع آخر، مع كونهم جزء من العراق أرضا وشعبا وحكومة، سوى المال ولا شيء غيره !
في آخر تصريح امام وسائل الاعلام قال السيد بارزاني رئيس حكومة الاقليم انهم وصلوا مع الحكومة العراقية الى النقطة الاخيرة في حلحلة موضوع رواتب موظفي الاقليم وحصته من الموازنة. وقدم حضرته الشكر إلى موظفي ومتقاعدي الاقليم على صبرهم ونحمّلهم ومعاناتهم لفترة طويلة. بسبب تعنّت حكومة بغداد. والجملة الأخيرة من عندي. وبطبيعة الحال لم يتردد البارزاني، كما عودنا دائما، أن يوجه الاتهامات الى اطراف اخرى حاولت التآمر عي الاقليم لتقويض كيانه الدستوري وخصوصيته. دون ان يشير لا من بعيد ولا من قريب الى تلك الاطراف التي تتآمر على الاقليم. ولو تابعنا بدقة ما جرى ويجري في الإشهر الأخيرة سنرى ان كيان الاقليم الدستوري بقي على الورق فقط. وأصبح مثل عصفور "مهلّس" عاجز عن الطيران. كما أن العوائل الحاكمة فيه فقدت جميع اوراق الضغط والابتزاز والتحدي في علاقتها مع الحكومة العراقية. وربما يعود الفضل, أن كان فضلا، الى تلك "الاطراف" التي ترفض ان يكون الاقليم دولة داخل الدولة. وان يكون حكّام الاقليم "خشومهم يابسة" مع بقية العراقيين. ويتمتعون بحقوق مزدوجة. كعراقيين عندما يتعلّق الامر بالاموال والموازنة. واكراد عندما يتعلق الامر بالمناصب والمكاسب والامتيازات الاخرى. والفضل الآخر, أن كان فضلا ايضا، الذي جعل كيان الاقليم مجرد اسم على ورقة الدستور، هو سوء وعدم ديمقراطية النظام السياسي الحاكم فيه. الذي جعل من الشعب الكردي وحقوقه الوطنية، قبل القومية، ورقة مساومة وابتزاز في علاقته مع المركز. والنتيجة هي ان حكام الاقليم جُردوا من جميع اسلحتهم التي كانت في يوم ما موجّهة ضد الحكومات العراقية المتعاقبة.
اليوم لم يبق أمام العوائل الحاكمة في الإقليم سوى طريق واحد هو اربيل - بغداد، ذهابا وإيابا. وليس طريق اربيل - واشنطن، كما تعودوا سابقا. أن الوضع الراهن قد لا يعجبهم. ولكن "العين بصيرة واليد قصيرة" كما يقال.
وللحصول على حقوقهم، كعراقيين أولا واكراد ثانيا، عليهم أن يقنعوا انفسهم بأنهم جزء لا يتجزأ، لنقل حتى اشعار آخر، من العراق وان اقليمهم المكوّن من ثلاث محافظات ليس دولة مجاورة للعراق. وان الانتماء للعراق، مهما كان نوع الخلافات السياسية، لا يقلّل من شأن أو قيمة الانتماء إلى قومية أو ديانة أو طائفة أو مذهب. وهذا الكلام سبق لي وان كرّرته عشرات المرات. ولكن لا حباة لمن تنادي !
وما يؤكد بشكل قاطع وملموس أن إقليم كردستان العراق لم يعد سوى إقليما عاديا كبقية أقاليم العالم. هو الاجتماع الموسع الذي جرى قبل يومين في وزارة النفط الاتحادية والذي شمل مسؤولين من ذات الوزارة وممثلين عن الشركات النفطية الأجنبية العاملة في الاقليم . اضافة الى مسؤولين من الاقليم نفسه. والموضوع هو تصدير نفط الاقليم عبر شركة النفط الوطنية "سومو" بدلا من عمليات السرقة والتهريب العلني والسري كما كان عليه الحال لسنوات عديدة.
وزُبدة كلامي في الختام هي: رواتب موظفي الاقليم تصل مباشرة من بغداد إلى من يستحقّها. ونفط الاقليم يباع عن طريق بغداد فقط. ونصف ايرادات المنافذ والمطارات تذهب الى وزارة المالية الاتحادية في بغداد. وحدود الدولة العراقية في الشمال يحرسها الجيش العراقي. كما ان علم العراق يرفرف في جميع مناطق الحدود. فما الذي بقي لديهم من اوراق الضغط والتحدّي والابتزاز؟
اللّهم لا شماتة !
ولكن يا جماعة لا تنسوا المثل القائل: ما طار طير وارتفع الا كما طار وقع...
.



#محمد_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جو بايدن ما يطيّر طير بضباب !
- ثرثرة صامتة على شاطيء الفرات
- ديمقراطية عوراء وحرّية خرساء وضمائر صمّاء
- لماذا اغلق الليل نافذة الحوار بوجهي؟
- محكمة العدل الدولية لا تفرّق بين القتيل والقاتل !
- لا اجيد الرقص على حبال الآخرين
- من ينقذ الكويت من وباء الديمقراطية اللعين؟
- لانهم يهود...ولأنها اسرائيل !
- وقع أقدام شجيّ الصدى
- ديمقراطيةُ قومٍ عند قومٍ مصائبُ !
- العملاءُ المدلّلون...زيلينسكي نموذجاً
- مساءُ الليل ايها النهار
- الحاسد والمحسود...زيليتسكي ونتنياهو !
- تأبّط شعراّ...وهاجر سرّا
- امريكا غاضبة وبريطانيا مصدومة...يا للنفاق !
- نولد كبارا ونموت في عمر الزهور !
- حجر عثرة من العيار الثقيل
- تصوّرا لو كان هؤلاء الضحايا من اليهود !
- خيبة آمال لا تخفيها عنتريات الرئيس ماكرون
- الحزب الحاكم يقاطع انتخابات الإقليم !


المزيد.....




- الكشف عن أفضل الخطوط الجوية في العالم لعام 2024 بحسب تصنيف - ...
- مذيع CNN محاط بأسماك قرش.. وخبيرة ترشده لكيفية مداعبتها
- تقرير: تضاعف عدد المسؤولين الأمريكيين المثليين ثلاث مرات من ...
- -جوع ومعاناة-.. روايات من قلب الأزمة الإنسانية المتفاقمة في  ...
- -خطة- لطرد ملايين الأجانب والمجنسين من ألمانيا.. ما خطورة ذل ...
- الهواتف تضاعف مشاكل النوم عند الشباب.. كيف؟
- دخل حيز التنفيذ.. أهم شروط قانون الجنسية الألماني الجديد
- من -بيبي الثاني- إلى -معمر القذافي-.. أطول فترات الحكم في ا ...
- انهيار منزل من 4 طوابق في اسطنبول (فيديو)
- روسيا.. الأمطار الغزيرة تتسبب بخروج قطار عن سكته ومصرع راكبي ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - توطين المواطنين قبل توطين الرواتب