|
رؤى أولية بشأن ما يُسمى وساطة بغداد بين دمشق وأنقرة؟
تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)
الحوار المتمدن-العدد: 8005 - 2024 / 6 / 11 - 18:17
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
— ألواح سومرية معاصرة في برنامج سوريا أجرى الإعلامي جهاد روج حوارا مع ضيوف القناة التلفزيونية بشأن ما يُسمى وساطة بغداد بين دمشق وأنقرة؟ وقد حاول بأسئلته أن يسلط الضوء على ما يحيط بتلك (الوساطة) من ظروف موضوعية وأخرى ذاتية وهل تحمل نهجا سليما باتسامها وطابعها بمحددات تعارضت والفديرالية في العراق مثلما تعارضت ومصالح شعوب الدول التي تحتل تركيا أراضيها وتريد حلا أمنيا بديلا لحل قضية إنسانية قومية عميقة الغور! وفي أدناه بعض محاور بقراءة كتبتُها بجانب التسجيل الكامل للحوار الذي شاركتُ فيه راجيا فضل التفاعل بكل الرؤى التي تنضج المعالجة مع التحية للتغطية الإعلامية والأمل بالالنتباه على مخرجات مثل تلك المحاولة
***
بدءا لابد من توكيد أن الحديث عن الدبلوماسية وحراكها غيره في الحديث عن الحراك السياسي للأحزاب والمنظمات ولكل منهما خصائص تناول ومعالجة على وفق منطق الحراك ودوافعه ومجريات مسيرته..
عليه ينبغي أن نلتفت إلى مواقف منتظرة تجاه أي حراك دبلوماسي قد لا تروق ولا تنسجم مع محددات الحراك الشعبي ولكنها مطلوبة لخدمة استراتيجيته..
وأيضا، نحن بحاجة لتوكيد أنه لا تفاوض وحوار من دون محددات وإلا تحول من امتلاك أطراف التفاوض قدرة الحوار الحر المستقل ما يمكن أن يُفضي إلى حلول أكثر ثباتا إلى مجرد إملاءات يرسلها طرف عبر وكيل لأجندته لتوضع على طاولة طرف آخر وعليه أن يجد وسيلة التلبية وتلك هي أكثر ما يمكنه أن يحظى بها من حرية أو حق الحوار والتفاوض!
ما يجري بشأن وساطة عراقية بين أنقرة ودمشق لا يعبر عن معطيات وساطة عندما تتحدث بغداد مع أنقرة التي تحتل أرضا عراقية وسورية أيضا لإدارة ملف علاقة بين تركيا وسوريا أي بين دولة احتلال وأخرى ترزح تحت فروضه!
صحيح أن الحوار والتفاوض طريق أنجع من الحرب للوصول إلى حل أو بديل وإنهاء أسباب الصراع الذي وصل حد القتال وإشعال حرائق الحرب والعدوان وجرائمها..؛ إلا أنه من غير الصحيح أن يكون منطلق الحوار فروض قسرية واستباق توكيد معطيات الاحتلال ومطامعه على حساب البلدان الأخرى وعلى حساب جوهر العلاقات بين شعوب تلكم الدول جميعا..
إن الحوار مع تركيا بشأن (حل) للعلاقة بينها وسوريا يقوّض ضمنيا الموقف من الفيديرالية القائمة في الدولة العراقية ويواصل تخريب النظام المثبت دستوريا لأن تركيا ترفض التعامل مع القضية الكوردية حتى من بوابة الحقوق الثقافية لشعب وأمة ولا تقبل في إطار أي تفاوض إلا فرض منطق ما تسميه (الحل الأمني) لقضية لا يوجد لها سوى الحل الإنساني بالاعتراف بحقوق الشعب الكوردي.. والأنكى أنها تطلق ألقاب الإرهاب على حركات مالت للحلول السلمية ولكنها لم تحظ منها سوى بالتنكر ونكث الوعود وهي الآن تريد جر أقدام سلطتي بغداد ودمشق لمحاربة الكورد نيابة عنها!! وللاشتغال حرس حدود دعما لمنطق الحل الأمني الذي يدرك كل صاحب عقل وحكمة أنه لن يكون حلا بأية مرحلة وظرف..
إن الحوار والتفاوض لابد أن يبدأ بين العرب والكورد في سوريا وأن يتمسك بالاستقلال والحرية وباحترام حق تقرير المصير ليكون الحل الديموقراطي البديل بينما قبول ما يسمى وساطة وهي بجوهرها وحقيقتها مجرد إملاءات يراد منها مصادرة الحقوق وإدامة الاحتلال وإن بصيغ أخرى دع عنكم فرضها قوى ميليشياوية مافيوية وأطراف إسلاموية سياسية عرفها الشعب السوري بكونها قوى خراب ومتاجرة بمصالحه وهي بالتحديد القوى التي جرى بها مصادرة ثورته السلمية وعسكرتها بقصد فرض أجندات خارجية مزقف الدولة والاستقرار والسلم الأهلي بذرائع إسقاط الدكتاتورية مرة وإقامة الديموقراطية بأخرى وهي الأبعد عن كل ذلك بل والأكثر افتضاحا في جرائمها المستمرة حتى يومنا حيث نجد الرفض الشعبي لنهجها…
أشير أيضا لمجمل أعمال التغيير الديموغرافي وجرائم العدوان والحرب وحتى الإبادة بجانب جرائم ضد الإنسانية وهي تريد تحت تلك الأوضاع المهينة لأي معنى للسيادة أن تفتح مسار علاقة وحوار!!
إن حل قضايا إنسانية حلا أمنيا على الطريقة التركية ليس حوارا ولا مفاوضة وحتى إن نجح مؤقتا تحت وطأة الضغط والفروض القسري فإنه لن يدوم وسيعاود الاشتعال بشكل أفظع..
عليه أجدني مهتما بالتوكيد على ضرورة توافر شروط موضوعية وذاتية لمثل ذاك الحوار المنشود وطرف وساطة يمتلك استقرارا وسلامة منظومة ووسائل عمل كيما يمكنه أن ينجز المهمة أو يدعم إنجازها بموضوعية وسلامة..
لقد استمر الحوار في طاولة برنامج احتوى على منطلقات دبلوماسية في التعامل مع الوساطة فيما وجد فرصا للإشارة إلى أمور أخرى غيرها مما قدم تفاصيلا أو محاور مجاورة من قضايا تهم الحراك النضالي الشعبي ما يتطلب حوارا مستقلا آخر
ما يلزم الالتفات إليه كثير من نقاط الحوار المثارة ومنها إشارة رغبت بتثبيتها بشأن الفديرالية في العراق ونيلها وتلبيتها برائع نضال الكورد التحرري وتضامن أخوتهم العرب الأمر الذي لا يمكن قبول استمرار تداعيات التفريط به كما ترغب بغداد الاستمرار به لحساب أجندة إقليمية أو أخرى تثبيتا لمنظومة رفضها الشعب تميزت بالخلل البنيوي وبانتهاك مصالح الشعب ما لا يمكن أن يتحول لتصدير فشل أو ترحيل أزمة بركوب موجات الوساطة مرة باسم إيران مع السعودية وأخرى باسم إيران وتركيا مع سوريا - دمشق وبجميع الأحوال هي بغير مصالح العراقيين عربا وكوردا ومن كل أطياف الشعب دع عنكم مصالح شعوب المنطقة
أضع بين أياديكم اللقاء عسى تجدون ما تعلقون بشأنه لتضيفوا ما يحمل صوت الشعب المتمسك بتطلعاته ووسائله في صنع السلام بين الشعوب وتلبية حق تقرير المصير كاملا تاما مع إدارة الأزمات والمصاعب والأوصاب إدارة موضوعية بنهج صحي سليم وليس كما يجري بكل ما فيه من انتهاكات وخروق
لمتابعة اللقاء المتلفز يرجى التفضل بالضغط هنا على الرابط https://ronahi.tv/ar/%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a7-%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%b3%d9%88%d9%8a%d8%af-%d8%af-%d8%a3%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%af%d8%b1%d8%b2%d9%8a-%d8%af-%d8%aa%d9%8a%d8%b3/
#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)
Tayseer_A._Al_Alousi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تشغيل قاهر لأطفال العراق في اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفا
...
-
في اليوم الدولي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء ما هي أوض
...
-
في الطريق لإحياء اليوم العالمي للطفل وتثبيته في أجنداتنا الن
...
-
العيد الوطني العراقي ورموزه ودلالاته
-
العراق بين ثراء تنوعه الثقافي ونهج سلطة الأحادية والإقصاء وا
...
-
واقع الصراع الراهن في العراق ومساعي التغيير من أجل العيش بأم
...
-
الأسرة نواة مجتمعية لرعاية الإنسان وحمايته والتأسيس للتنمية
-
النبات وحيواتنا في العراق وفي عالم تعصف به المتغيرات المناخي
...
-
في اليوم الدولي للصحافة: صحفيات العراق وصحفيوه في أتون المعا
...
-
اتحاد الطبقي والوطني يصارع الاستغلال الطائفي القبلي في العرا
...
-
بمناسبة اليوم العالمي للإبداع والابتكار العراق والحاجة لاهتم
...
-
الإبداع والابتكار بين الإهمال وفقدان الاستراتيجية وبين ضرورة
...
-
تهنئة إلى اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق وجميع أعضائه
...
-
مسرح المقاومة بين الجمالية والمحمولات الاجتماعية السياسية
-
كارثة دهس أطفال مدرسة ابتدائية في البصرة، يقرع نواقيس الموت
...
-
في اليوم العالمي للمسرح تُنار أضواء صالات العروض احتفالاً وت
...
-
أوقفوا جرائم تقييد الناس واستعبادها بادعاء أن ذلك باسم المقد
...
-
رسالتي في اليوم العالمي للمسرح 2024 من وحي ما يجابه الإنسان
...
-
أخطر أسباب فساد التعليم ما بات يتفشى وسط كثير من المكلفين به
-
تسعون وردة حمراء في طريق التقدم باتجاه الانتصار للوطن والناس
المزيد.....
-
السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد
-
بعد القطيعة.. هل هناك أمل في تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق؟
...
-
ضابط أوكراني: نظام كييف تخلص من كبار مسؤولي أمن الدولة عام 2
...
-
رئيسة البرلمان الأوروبي: ما يحدث في ألمانيا اختبار حقيقي لأو
...
-
مباشر: قتلى وجرحى في ضربة إسرائيلية على مبنى سكني وسط بيروت
...
-
أوكرانيا تطلب من حلفائها الغربيين تزويدها بأنظمة دفاع جوي حد
...
-
غارات إسرائيلية مكثفة على وسط بيروت والضاحية
-
أوكرانيا تطالب الغرب بأنظمة دفاع جوي حديثة للتصدي لصواريخ رو
...
-
عشرات الشهداء والجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة من غزة
...
-
كيف يواصل الدفاع المدني اللبناني عمله رغم التهديدات والاستهد
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|