أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود السلمان - علي داخل.. والأداء المميّز














المزيد.....

علي داخل.. والأداء المميّز


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 8004 - 2024 / 6 / 10 - 22:17
المحور: الادب والفن
    


لا أعتقد ثمّة من يجهل الفنان العراقي الكبير علي داخل (8 نيسان 1960 - 19 كانون الثاني 2023) فهو فنان مبدع مميّز وناجح في تأدية الأدوار المختلفة؛ وهذا ما لا يختلف عليه أثنان؛ فالذي تابع جُل أعماله سيشاركنا هذا الرأي، وحتى النقّاد، على قلتهم في عصرنا هذا، عصر التناحر على كل شيء، كلّ هؤلاء، ولا أبالغ حين أقول "كلُّ"؛ فهو فنان شامل يؤديّ الأدوار الكوميدية، والأدوار الجادّة، حتى برع في الجميع، فهو في الأولى – أعني الكوميدية – تجده كوميدي من الطراز الأول، وفي الثانية – أعني الجادّة – يصوّر لك الشخصية المتزنة، المرموقة التي تمثل الفرد العراقي الأصيل، ذلك الفرد المنتصب بالشموخ كنخلة باسقة.
ولولا ضيق المجال في هذا المقال، الذي لا نريد فيه الخوض بكل ما يخص هذا الفنان الكبير الذي أحبه الجمهور، وأحبوا حتى أدواره التي اتسمت بالشخصية اللطيفة المحبوبة، كشخصية "أعذيّب" في "بيت الطين"، حتى صار الناس يطلقون عليه هذا الاسم، لأنّ الشخصية هذه كانت راكزة وتمثّل شخصية الفرد الجنوبي الذي يمتاز بطيبة القلب – وكل العراقيون طيبين – وبالفرد المحب للخير ولا يريد الضرر والاضرار بالآخرين، مهما فعلوا به وأساؤوا إليه. فكان أعذيب "علي داخل" قطب الرحى في المسلسل، وحوله تدور جُل الأحداث التي تشد الجمهور المتابع.
في أدواره الجادة يذكرنا فنان الشعب، بشخصية أخرى مرموقة، لا تقل أهمية عن علي داخل، أحبها الجميع وقدمت من أعمال غاية في الروعة، والاداء الجميل حيث حصلت هذه الشخصية على جوائز عديدة، من داخل العراق ومن خارجه، ألا وهو الفنان الكبير الراحل طالب الفراتي، فهذا الفنان أيضا قدم أعمال مختلفة، طيبة وشريرة، محبة للخير، ومنتقدة لحالات غير سوية في المجتمع العراقي، على اعتبار أن العراق مجتمع متعدد الطوائف والمشارب، ولا يوجد مجتمع مثالي، فكل الشعوب فيها الفاعل للخير وفيها الذي يحظ على الشرّ.
وليست هذه السمات وحدها التي يمتلكها هذا الفنان الكبير، علي داخل، كذلك فيه جوانب أكثر اشراقة، ألا وهي القضايا الإنسانية والأخلاقية والاجتماعية. فقد ذكر كثير من الفنانين الذين مثّلوا معه، ومن لم يمثل، وممن صاحبوه أيضا، بأنّ الفنان علي داخل كان يمتلك قلبا طيبا، وأنه في فعل الخير والتواصل مع أصدقائه، كان من السبّاقين، ويمتاز بخلق رفيع، فهو غير غضوب ولا متبرّم أو حديّ، في كثير من القضايا الخاصة والعامة، بل كان بشوشا والابتسامة كادت أن لا تفارق شفتيه.
إنّ الرحيل المبكّر لهذا الفنان، لهي خسارة كبيرة ومؤلمة، كبيرة على الساحة الفنية إذ لم يشغل غيره هذا الفراغ الذي تركه، فهو فراغ عميق؛ ومؤلم على قلوب الجماهير المتعطشة للفن الجميل المتزنّ، والمحبين الذين عشقوا علي داخل، كإنسان فنان. وكان بعض الفنانين من الذين عملوا معه، كلهم سرور وانشراح حين تعرض عليهم أدوار بمصاحبة هذا الإنسان العذب.. والذي يحزّ بالقلب، كان تشييع جنازته – حين وافاه الأجل - لم يسرّ الخاطر، حيث لاقى نوع من الجفاء والصدود، واهمال - يحق لنا أن نقول عنه مقصود – فبعض وسائل الإعلام ذاعت خبر الرحيل على استحياء، ولم يحضر تشييعه سوى الخلصّ منهم. وهذا، من وجهة نظرنا، يعود إلى أسباب كثيرة ومتعددة، لعلَّ من أهمها: زماننا الأغبر هذا الذي سلّط علينا أناسًا لا يفهمون الفن ولا يفقهونه، ولا يعيرون له أي اهتمام يُذكر، بعكس بالشعوب الناهضة التي تُقدّر الفن، وتحني قاماتها للفنان، لأنّه إنسان واعي وله رسالة عظيمة في الحياة، ودور بارز في المجتمع.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التساؤلات المحضة عند الشاعر عادل قاسم
- التموسق في نصوص (عمى مؤقت) للشاعرة فلونا عبد الوهاب
- ممانعة التفاصيل في نص (ولن أخبرني) للشاعر صادق باقر
- مديات البوح في (أضرحة الورد)
- إرهاصات البوح عند علي حسن الفواز
- منطق العاطفة والخيال الخصب لدى الشاعرة وجدان وحيد شلال
- جنان السعدي حين يصوغ المعاني السامية
- مبدعون عرفتهم عن كثب (2) وليد حسين
- أحمد خلف.. يحرث في أرض الكتابة ويصنع الجمال
- تأمّل في (لَم يَكُنْ عارِيًا ذلك الظِّلُّ) للشاعر حمزة فيصل ...
- علي الحسون هل يكتب الشعر أم ينزف جراحًا؟
- ملامح الصورة الجمالية لدى الشاعرة منى سبع
- تحليل سويولوجي لقصة (نصيف الأحمر) للكاتب سعد السوداني
- الأسطورة ولعبة الأضداد في (العابد في مرويته الأخيرة)
- السلاسة والانسيابية في نصوص راوية الشاعر
- فلسفة المشاغبة عند القاص كاظم حسوني
- سردية عادل المعموري التي أنصفت المرأة
- القاص كامل الدلفي في (ذاكرة الطباشير)
- النسق السّردي في (أبواق صاخبة) للقاص حسين الرفاعي
- الرمزية والبناء القصصي عند الكاتبة فوز حمزة


المزيد.....




- بعد وفاة الفنانة إيناس النجار.. ماذا نعرف عن تسمم الدم؟
- الفنان السوري جمال سليمان يحكي عن نفسه وعن -شركاء الأيام الص ...
- بالفيديو.. لحظة وفاة مغني تركي شهير على المسرح
- كيف تحولت السينما في طرابلس من صالونات سياسية إلى عروض إباحي ...
- بالفيديو.. سقوط مطرب تركي شهير على المسرح ووفاته
- -التوصيف وسلطة اللغة- ـ نقاش في منتدى DW حول تغطية حرب غزة
- قدمت آخر أدوارها في رمضان.. وفاة الممثلة التونسية إيناس النج ...
- وفاة الممثلة التونسية إيناس النجار إثر مضاعفات انفجار المرار ...
- فيلم -وولف مان-.. الذئاب تبكي أحيانا
- الفنانة التونسية إيناس النجار تودع الحياة بعد صراع مرير مع ا ...


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود السلمان - علي داخل.. والأداء المميّز