|
حمام الدار للكويتي سعود السنعوسي: المضمون والبنية وطرق السرد
زهير ياسين شليبه
الحوار المتمدن-العدد: 8004 - 2024 / 6 / 10 - 21:27
المحور:
الادب والفن
الدكتور زهير ياسين شليبه
رواية "حمام الدار" للكاتب الكويتي سعود السنعوسي: المضمون والبنية وطرق السرد الروائية "أنا مؤلف أكتبُ قصةَ مؤلفٍ آخر" ص 108 هذه المادة هي الجزء الثاني من قراءة موسعة عن رواية "حمام الدار" للكاتب الكويتي سعود السنعوسي، نُشر الجزء الأول في مجلة الرافد الإماراتية الصادرة في نيسان 2023
تتميز هذه الرواية بتداخل "مخطوطتين"، واحدة تلو الأخرى، وتتكون من قسمين: المخطوطة الأولى: "العهد القديم: "صباحات عرزال بن أزرق" يقدمها مؤلفها باقتباس من الكاتب الألماني باتريك زوسكيد: ..." تعدى الخمسين من عمره عاش منها عشرين عاماً خالية من أي أحداث، حتى فاجئته ذات يومٍ حمامة". ص7 وعرزال راويها وشخصيتها المحورية، أما منوال أزرق فهو مؤلفها الذي كتبها خلال 12 ساعة، ويتحدث عن تكنيك كتابته، وسيصير راوياً للمخطوطة الثانية، أما الفرق بين المخطوطتين فهو اختلاف اسم الشخصية المحورية كما توضّحُ قطنه في الهامش كأنها سكرتيرة الكاتب! ص 121 تعتمد بنية "العهد القديم" على سرد الأحجيات ومناقشتها في استراحة السارد: "قبل ساعة تأمل" حيث يبدأ سرديته بعنوان محبطٍ: "إلى هنا يكفي هذا الهراء". ص 11 نلاحظ أن عرزال بن ازرق يكتبُ في هذا الفصل مذكراتِه، يقدّمها كأنه يقرأها أو يرويها، فنحن أمام راوٍ يقترب من "صورة الكاتب" أحياناً، كون السرد من مؤلف عن مؤلف آخر. المخطوطة الثانية: العهد الجديد: يبدأ الساردُ سرديتَه "صباحات منوال بن ازرق"، مُلمّحًا عن "جريدة قديمة مصفرة الأوراق" ص 23 ، وينتهي بها حيث نطلع على الخبر المنشور فيها عن "حادثة اختفاء توأمي ساحل المرسى..." ص 181. بينما أخذ منوال "يترنم وهو يستدعي صوتَ أمّه "يا نظير عيوني، ودعتك الله... نحت أنا لو أبرا، نوح الحمامه.... فتح عينيه التي رأت كل شيء. نفخَ صدره. باعد بين ذراعيه. ثنى ساقيه يهم بالقفز. غروووغ. ثمّ..... سمعَ طرقاً على باب شقته". ص 182 أراد أن ينتحرَ فلم يَجرُؤ على ذلك! وبعد فصل: "قبل ساعة تأمّل" يُعنونُ روايته ب "مشروع رواية " و"نص لقيط" ، كونه "وُلد بغير فكرة" كما قالت قطنه للمؤلف. ص 105 و"نص نسيب". وخمسة صباحات، كل منها فصل بحد ذاته تكوّن بنية الرواية. وهناك فصل طويل بعنوان: "أثناء ساعة تأمل" مكرس لشخصية "قُطنه" البطلة "المحيرة التي ستتضح معالمها بعد انتهاء عملية سيرورة النص. ص 85-106 "أنا مؤلف أكتبُ قصةَ مؤلف، وهذه ساعة تأملي، لا تهدري وقتك!... أنا لا يرضيني هذا الهراء.... إقرئي المذكرات التي أخفاها فحسب... إخترتُ أن أكون أنا وفق ما أروم. كتبتُ نصاً يخالف النص اللقيط الذي تعرفين. ...هنا نصٌّ نسيب أنسبه إلى فكرة واضحة المعالم. انسَي المؤلف بن أزرق الحائر في نصه في العهد القديم". ص 108 نحن هنا أمام مذكرات يكتبها منوال بن أزرق. "مشروع رواية"، حيث يحاول الكاتب من خلال راوٍ آخر أن يفلسفَ النصَّ الأولَ، ويسهل المحتوى، لكن قد يحدث العكس أحيانًا! بالذات في حواراته مع بطلته قطنه. هنا، تكاد الحقيقة تغيب أو تضيع "أثناء ساعة تأمل"، لكنه من أجمل المقاطع السردية التجديدية التي طورت المونولوج التقليدي إلى هجين من مناجاة وحوارات فنية. ص 106 أما الفصل الأخير فهو قصير مكرس للراوي "عرزال" الذي يتحدث أحيانًا بانتقالات واقتضابات عن ذكرياته ويقدم الأحداث والشخصيات الحقيقية مثل زينه ورحال مختلِطَة بالحَمَام وبه والمعزه قطنه والخ. عندما انتهيت من قراءتي الأولى لهذا العمل المهم، بالذات من الناحية اللغوية، تذكرت "الصخب والعنف"** للأميركي وليم فوكنر، "رواية الروائيين" الصعبة الفهم، لدرجة أن كاتبها أعاد إصدارها بملحق يوضح بعض غموضها! ولاحظت أن الروائي سعود السنعوسي عمل نفس الأمر في فصله الثاني "العهد الجديد" بلغة أقل ما يقال عنها إنها رائعة، سلِسة! أعادَ فلسفة الرواية وطرق الكتابة وفكرتها: الحقيقة أنه لا توجد حقيقة! ص 110 يصورُ الكاتبُ مؤلفًا خمسينيًا، يجلس أمام "مخطوطه" محتارًا "في أمره" كما يقول لمنيره! وهو مكتئِب ومحبَط مما يكتب ويكرر: "إلى هنا يكفي هذا الهراء!". ص 11 نلحظُ أن الكاتب استجابَ لعقله الباطني، وأطلق العنان لأفكاره وتداعياته في هذا النص ضمن "عفوية" مقصودةٍ ومصمّمَة من قبل الروائي سعود السنعوسي بمهارةٍ عاليةٍ بحيث لا يشك القارئ بها، رغم سخرية الراوي من نصه. يُفصحُ المؤلفُ هنا عن طريقته في السرد والبنية والتكنيك محاورًا القارئ: "ألفيتني أكتبُ فحسب" ص 13، أنا أعرف القليل عن شخوص روايتي ..." ص 14، وتتضح الإجابة بالتدريج في ثنايا النصوص عن "عرزال" الراوي و"منوال" الكاتب ومنيرة وأسماء أبنائه "البدوية" "الأليغورية" والحفيدين والطيور، إنه المفسّر في حواره مع قطنة. في إعادة فلسفة النص تقول قطنه للكاتب: "أنا هنا رسولة مِمّن كتبني ...هو لا يعرفني... أنتَ تقول أشياءً غريبةً عرزال!...سوف يحيطُ جسدَكِ بذراعيه يهمسُ بأذنكِ. الروائيون مرضى، يُنفّسون عن معاناتهم ويستزيدون بالكتابة تعويضًا لنقص في نفوسهم!". ص 103 يتحدث منوال مؤلف "العهد الجديد" عن رغبته في تحفيز شخصياته وحثّها "لفتح حوارات فيما بينها" ويود أن يعرف ايَّ شيء عنها، فقد يستطيع ان ينهي قصته بالانتحار. ص 15 ويقول: "...فجأة. وجدتني ألهثُ في الكتابة، شخص مضطرب اسمه عرزال بن أزرق! حتى الاسم غير مألوفٍ لا أدري من اين جاء. لا أملك تصوراً حول ما كتبت. لا الزمن.. لا المكان... لا الشخوص... بطل؟ الكلمة ذاتها تمنح صاحبها قيمة اشك في وجودها!". ص 13 كأنه هنا أيضًا يوكد فكرة التلقائية والفقد وضياع الحقيقة! نلاحظ أن الرواية انتهت عملياً بفشل تحقيق فكرة الانتحار! وهنا أيضًا تعبير أليغوري عن استمرار الحياة! "أكتبُ لأدرك مشهد انتحار تلك الشخصية، وحينما اقتربتُ منها لم أقوَ على قتلها!". ص 13 وهكذا تنتهي الرواية مع استمرار الحياة رغم الصعوبات! وهذا هو مغزاها! طرق السرد: يقول مؤلف المخطوطة الأولى لقطنه: "أنا الذي رأيتُ كلَّ شيء وأعرف كلّ شيء... اذهبي إلى شقة منوال، وأخبريه أنه مجرد شخصية مؤلفٍ ورقية كتبها مؤلف آخر". ص 100 عادةً يميلُ أسلوب المذكرات إلى الوضوح، لكن الأمر هنا مختلف، حيث تبرز اثناء القراءة اثناء القراءة اسئلة عن بعض الحقائق، بالذات في البداية، وهو أمر إيجابي للتشويق: من هو الكهل مثلاً؟ عرزال؟ أم أزرق؟ أم كلاهما؟ الخمسيني ليس كهلًا، نقرأ إجابة السارد على هذا السؤال لاحقاً: "يتذكر عرزال الكهل"، كما يقول عنه "كهل مضطرب غريب ممل منصرف عن كل شيء إلا بضعة اهتمامات تافهة تلفها الغرابة، قراءة مذكرات غامضة، وتطفل على حمامة... يرى حلماً يومياً ... شخصية ينبغي لها أن تلقي بنفسها من النافذه إنتحارًا...". ص 14 ومن هو الأزرق؟ ولِمَ هذه التشاؤمية من اللون الأزرق؟ يجيب الكاتب عن علاقة عرزال بأزرق: "هو يمقت الأزرق. يمقته بحراً، يمقته سماءً، ويمقته ابًا". ص 24 واللون الأزرق هنا رمز الفقد والضياع، "قيلَ لي إن من يموت يمضي صعودًا إلى الزرقة هناك ... سقطتُ على ظهري لأغمضُ عينيَّ على زرقة السماء المغبرة" ص 163- 164 يتخلل مذكرات عرزال وصفه لبيئته، والده العصبي المشغول بزواجله، شخصية روائية خاصة من نوعها لها صوتُها المميز، يتحدث دوماً غير مبالٍ للآخرين الأقل منه شأنًا مثل أبنائه و"عبيده"، يحدّثهم دون النظر إليهم. "تنبّه إليّ أجلسُ وراءه. يلتفتُ بوجه لا يحملُ تعبيرًا. أشار بسبابته إلى رأسه. هذا يقول لن يعود! (يقصد الزاجل غادي على اسم أخيه الكبير)، هبطت سبابته الى صدره. وهذا يقول ربما...صحتُ به. بصيره تقول.. صاح يقاطعني. بصيره لا تقول!... دون أن يلتفتَ إليّ... لا تنتظر، وحده الزاجل يعود...". ص 32 ومنوال؟ إنه المؤلف الأول، نفس السارد العليم، لكنه راوٍ آخر ضمن المخطوط الثاني (العهد الجديد) كما يبدو من خلال التناص أو تداخل المخطوطين، إنه يطرح لاوعيه في النص ويحاور بعض شخصياته كي تتضح الصورة. غموض صعب، لدرجة أن الكاتب يناقش في روايته أسلوبه ومع ذلك قد يشعر القارىء باستحالة تفكيكه، ويكوّن الناقد انطباعاً أن الكاتب أراد أن يكون نصه معقدًا لتحقيق الفنية أوترسيخ فكرته عن ضياع الحقيقة. تسأل قطنه الكاتبَ: "ما الذي أردتَ قولَه في مذكراتك هذه حتى لو لم تكن كاتبها، الحمام الزاجل وبصيره وأزرق وفيروز وزينه ورحال ... عرزال ! تذكّرْ أرجوك واجعل لهذا النص ..نهاية!". ص 98 ماذا تقصد قطنه بقولها هذا: "حتى لو لم تكن كاتبها؟" هل هو تلميح بوجود كاتب آخر خفي؟ يا ترى من يكون؟ هل يريد الكاتب أن ينقل على لسان بطلته فكرة "صوت الكاتب" أو صورته ونموذجه إلينا؟ هل يريد أن يحمّله مسؤولية هلوسته؟ ليتبرأ من "هوس" اللعب بالأفكار والخواطر الذي جعل السرد يموج بالانتقالات التي تحث القارىء على التفكير عدة مرات في فحواها. إنه نص بحاجة إلى قارئ مفكّر ومتفاعل معه! كما هو الحال في رواية "نافذة العنكبوت" للروائي العراقي شاكر نوري. اعتقد أن الكاتب سعود السنعوسي وقع هو وبطله المؤلف في "فخ" هذه اللعبة: الشغف بالعقل الباطني والمشاهد المتنقلة ما بين الصحراء والبحر والمرسى والماضي والحاضر والتجديد متقصّدًا الابتعاد عن السرد التقليدي مُطلِقاً العنان لأفكاره اثناء مزاولته الإبداع في مشغله، لاسيما وأنه نص مكرس لكاتب يائس، ولهذا لا بدّ أن تعبّر لغتُه عن مكنوناته الداخلية، وغموضِ الأسلوب التجديدي وعدم مراعاة مستويات المتلقين! إن البطل مريض نفسيًا يحتاج إلى جلسات علاج سردية ولا تكفيه أن يرسمَ لوحاتٍ سرياليةً فيها "شخصيات برؤوس مزدوجة وعيون جاحظة وأطراف مبتورة" فيتصوره الناس مجنونًا. ص 153 نذكر كمثال على ذلك أن فيروز حمدان الأم المريضة تعاتب زوجَها لعدم مجيء ابنائها معه، "بترتَ أطرافي يا أزرق"، يجيبها متهكمًا: "لديك ولدك الأشهل، صغيرٌ لن يكبر ابدًا..." بينما كان الطفل يسمع ما تقول ويُحسُّ أن هناك سببًا وراء جفاء والده له ولأمّه متسائلًا "لماذا تركني؟". ص 149 تشرح له قطنه بحذر فيما بعد، كأنها تلمّح له عن سر خطير، " أشاحت بوجهها صوب الباب... كان بيتكم يغص بالعبيد، كان (أزرق) غاضبًا على أحدهم، لا أظنك تتذكره، طويلٌ أشهل العينين أصلع أسمر...طرده وألحق به البقية... أزرق يحب أمك منوال". ص 170 إنه تلميح عن شك أزرق بزوجته وقلقه، لكن الحقيقة غائبة، لهذا ايضا يستعين بقطنه لتتحدث عن عرزال، بينما هو يحكي عنها كما أسلفنا. ص 107 الحدث الرئيس: كل شيء هنا يحدث في الماضي كما هو في "الصخب والعنف"! ولهذا يصعب الفهم على القارىء. إنّ غرق الطفلين رحال وزينة هو ما يعتمد عليه المضمون والحبكة، نُشر في "جريدة قديمة" (ص 23) لا تزال موجودة في خزانة الملابس منذ عشرين سنة، يذكره في بداية الرواية ويُطلع القارئ عليه في نهايتها. ص 181 يمهد الكاتب لشخصياته بالتدريج متقصدًا الغموض وتوزيع الأوصاف لخلط الأوراق، أو تلميحات قصيرة تعني الكثير في المضمون مثلا أنه يذكر جديلتي الأم فيروز المعلقتين في خزانة الممر، لكن القارىء يفهم مغزاهما في نهاية الرواية فحسب. الأمر نفسه بالنسبة لقولها لزوجها "بترتَ أطرافي يا أزرق"، أو عندما يسمي أزرق ابنَه بالأشهل، نفهم الأمر فيما بعد. تعتمد بنية الرواية على تأملات الكاتب حيث تتداخل هنا شخصيته مع السارد والراوي وأبطاله. يبتدع الروائي السنعوسي هنا فضاءً خاصًا بالسارد، كأنه استراحة المحارب التي عنونَها: "اثناء ساعة تأمل". ص 83 تقول قطنه لعرزال "أنت تقولُ أشياءَ غريبةً عرزال!" ص 103 ويطرح على لسانها تبريرات غموض سرديته أو ملاحظاته الأخرى عليها. لا بدّ لي هنا من تسجيل الإعجاب بطريقة الروائي في وصف تفاعل "كاتبه" مع أبطاله، نقرأ هنا قولَ قطنه عن الكاتب: "أغمضَ عينيه التي ترى كل شيء. أوغل في تأمله يستحضرُ بعضنا واحداً تلو آخر. يقلبنا في رأسه ويعيد تكويننا. .. إله في أسطورة قديمة. كنت عالقةً فيما يشبه العدم قبل أن يستحضرنا...لا نستفزه لئلا يكتب لنا نهاية بائسة. مؤلفُنا مُوجِدُنا القوي الضعيف الصامت المتورط الدائم في صنعه...". ص 85 إنه حوار غير تقليدي بين البطله قطنه ومؤلف المخطوط في الكتاب، "صورة الكاتب". إنها شخصية مشتركة بين الراوي والسارد تتحدث عمليًا عن طريقة عمل الكاتب: وصفَ موقف الوالد أزرق الناقم على "عبيده"، وجعلَ بصيره تبصق عليه حيث يتجسد دورها الأليغوري. "أثث المكان بكل تفاصيله"، وقدم وصفًا كاملاً له حيث يتوسط البئر بهوه غير المسقوف...وهنتُ حتى متُّ. تركتُ الفتى. لم يعد لي مكان هنا فقد استحوذَ أزرق على كل شيء... أنصت إلى حوار بين مؤلفنا والعجوز الباسمة الحزينة. مؤلفنا دامَ حرفه واتسع خياله يحدثها وتجيبه عن كل سؤال، تمنحه فهمنا للنص. التفتت العجوز إلى السلّم .. مع نزول أزرق من السطح. أدار مؤلفنا وجهه ... مع التفاتة بصيره. بدا أزرق كما لو أنه لا يرى بهاء الكاتب وهالته التي تشع ...لا يرى سواي. بحلقت فيه بصيرة قبل أن تستجمع نخامَ صدرها. خخخ تِف! ... التفتَ مؤلفنا إلى صاحب البيت يصيح به، يا أزرق! لكن أزرق مضى ... دون التفات". ص 87 مقاطع فنية بمنتهى الروعة والذكاء للإفصاح عن مكنونات العلاقة بين قطنه ومنوال: "أنا لا أعرف عني إلا ما كتبت يدك... تفكّر مؤلفنا...هذا جيد، مِعزَه حلوه! ... قطنه حلوه، يبدو أنه تلقف فكرة في ساعة التأمل هذه ... أنت بيضاء بيضاء كالقطن ... فلنقل إنك أخته. أخت عرزال. الوحيدة...التي تنصتُ إلى أحاديثه وقت الضجر. ولسبب ما كتبك في مذكراته معزه بربرية. ماذا يكون السبب؟... لقد منحت عرزال أكثر من الإنصات... وهذا لا يليق بأختٍ ... أنت ابنة عمه أو ابنة خاله... أنت ابنة "العبده" و"عبده" بطبيعة الحال". ص 88 أخيرًا اقولُ: إنَّ عرزال، منوال، أزرق الأب، الأبناء، الزواجل، فيروز الأم التي "قصّت جديلتيها" نذرًا لعودَةِ أبنائها لها، التي "غابت مكلومة بغياب حماماتها على غير موعد لقاء"، فيروز الحمامة، منيرة، التوأمان الغريقان، قطنه الإنسانه، قطنه المِعزه، أمها الشرماء فائقة، الجدّة بصيرة، أزرق البحر، أزرق السماء، البيت العربي القديم والبئرالذي يتوسطه، يشكّلون عناصرَ قصيدةٍ شعريةٍ وسردية متنوعة الأصوات والمستويات، وفيلمًا سينمائيًا ومقطوعةً موسيقيةً، بل إنها سيمفونيا بوليفونية متعددة النغمات، رائعة تُجسّدُ أليغوريا الحياة بكل مباهجها ومآسيها! ---- * سعود السنعوسي. حمام الدار، أحجية بن أزرق. روايه، طبعه 4، 2018 اعتمدت هذه الطبعة في هذا المقال، وارتأيت أن أكتفي بالإشارة إلى أرقام الصفحات التي اقتبستُ منها المقاطع. هذه المادة هي الجزء الثاني من قراءة موسعة عن رواية "حمام الدار" للكاتب الكويتي سعود السنعوسي، نُشر قسمها الأول في مجلة الرافد الإماراتية الصادرة في نيسان 2023 وأنوّهُ هنا بأني قرأتُ "ساق البامبو" وأراها تختلف تمامًا عن "حمام الدار"، التي حصلتُ عليها قبل فترة قصيرة، أي بعد خمسة أعوام من إصدارها، وأحببتُ أن أكتبَ قرائتي الخاصة لها وانطباعاتي عنها في هذا المقال، التي أردتُ لها أن تكون شخصية، ولهذا تعمدت عدم الاطلاع على ماكُتبَ عنها سابقًا. ** وليم فوكنر. الصخب والعنف. ترجمة جبرا إبراهيم جبرا. دار الآداب 1979 *** عرزال: له عدة معانٍ أوردُ هنا أهمها نقلًا من ويكيبيديا: كوخ يُتّخذ من أغصان الشجر يثبّت فوق الأشجار أو على مرتفع، موضع يتخذه الناطور في أطراف النخل خوفًا من الأسد، وبيت صغير يُتخذ للملك او القائد أثناء القتال، جحر الحيّه، الفرقة من الناس، الثقل والذليل الحقير.
#زهير_ياسين_شليبه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
-
شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
-
حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع
...
-
تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو
...
-
3isk : المؤسس عثمان الحلقة 171 مترجمة بجودة HD على قناة ATV
...
-
-مين يصدق-.. أشرف عبدالباقي أمام عدسة ابنته زينة السينمائية
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|