علوان حسين
الحوار المتمدن-العدد: 8004 - 2024 / 6 / 10 - 16:13
المحور:
الادب والفن
كلمات أراها تمشي منكسرة
أخرى تموء كقطط في حالة شبق .
كلمات من شدة نعومتها لا تكاد تراها
هي تتساقط كالدموع من الشجرة .
أصغي للكلمات كمن يرهف السمع لموسيقى آتية من باطن الأرض ..
مدينة بأكملها تنهار أمامي
شعب ينهض من كلمة لم يقلها نبي لشعبه من قبل
هذه سموات من غيم وضباب
هذه شمس من شدة سطوعها تكاد أن تكون آلهة
هذا قمر تغزل به الشعراء طويلا .
في منتصف الليل قد تبدو النجوم صبايا يقرأن لغة السماء ويعزفن على قيثارة تستثير صور أجسادغرقى طافت فوق مياه سحرية هؤلاء هم شهداء في معبد النساء .
في الوحدة يمر صف من النساء في ثياب شفافة
يمشطن لك الوقت .
يسرحن في خيالك ويصنعن منك ملكاً صعلوكا وعاشقا
تترفق به امرأة مصنوعة من كلمات هجعت في الخيال .
آهات السيدة أم كلثوم خمرتك في العتمة .
صوتها يرتب لك شؤون الليل ويؤنس وحشتك لتنهض من تحت التراب حيا تتلمس رأسك تقول مع نفسك أن الحياة جميلة في بعض الأحيان وأنت ترشف من كوب قطرات ماء ترطب بها شفاها متيبسة .
لماذا الكلمات تزعق في رأسك ؟
هذه الموسيقى الوحشية تطلقها حناجر سجناء في معتقل التعذيب لم يصغ لها أحد .
هذه أصوات الغرقى الهاربين تصفر في الهواء .
هذه كلمات من دم تيبس على صخرة الوقت .
هذه بحيرات ومستنقعات ماء وطيور وجواميس تحجرت في ذاكرة التراب .
هذه بلاد نشيعها نحو القبر
كومة أحلام تفسخت من الإهمال .
هذا عمر تسرب ألمحه كالنهر يجري وأنا لا أتقن فن مراوغة الأيام والسباحة مع التماسيح حتى لو كانت وديعة ..
هذه كلمات تنساب وحّدها خشنة
لها أشواك يختبىء تحتها الورد ..
#علوان_حسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟