أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة القهوة .














المزيد.....

مقامة القهوة .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8004 - 2024 / 6 / 10 - 13:40
المحور: الادب والفن
    


مقامة القهوة :
كتبت السيدة مونيا صاري العبودي نصا جميلا بعنوان انا وقهوتي المسائية, فأحببت أن أسهب لها عن أحاديث القهوة.

يقول مكسيم غوركي : (( كل شيئ يحترق بالحرارة ويصبح رماداً, إلا المشاعر فإنها تحترق بالبرود حتى تختفي نهائياً دون أثر)), ما أصغر ذائقتنا وما أوسع دائرة الأحلام التي تحلق بنا, مع جلسة قهوة المساء , ففي الزَحْمَة نحْتَاجَ إِلَى اَلْهُدُوءِ , ونذَهَبَ بَعِيدًا مع رشفة القهوة لِنكْتُم الضَجِيجَ الا ان ثَرْثَرَة العَقْلَ توقظنا .
جميل ومؤرق حديث القهوة مع النفس , ألا بئس هذا التناقض , انهما لا يجتمعان
مثل الخوف والحب نراهما مشروبان لا يمتزجان اما أن تموت ارتواء أو تموت من الظمأ, فى الحب لا تستطيع أن تمسك العصا من المنتصف ستخسر دائما المعركة , والحب هو المنتصر, أتعلمين ما يقول لك فنجان القهوة؟ مسكينة لا يمكنك تذوق طعم شفتيك.

حين نعتكف مدالج العتمة, على ناصية الألوان ,تسجد الروح تستنطقها هاتفةً, ان مَن هشم مدارج العشق غير عابئ بكينونة الطين , فلِمَ النار باتت باردة كالغياب؟ وماذا عن الظلام الذي يسكن الرؤوس التي يمحقها الحزن ؟ فتنحني لتلثم أيامها المشوبة بنتفة فرح كانت في أحلامها ببعض ارتباك.
هناك مواجيد تخبو في قلوب عاشقة, لا تأبه لعساكر خريف العمر ,القصائد, الوعود, التراتيل, هي مجرد أضرحة لأحلامنا الخائبة, أنه حزن أحمق, سببه وحدانية ترفس بين ألأضلع والجنبات.
وعندما يطول حديث النفس مع قهوة المساء اجد ما بين روحي وروحك همسة شوق لا يسمعها الا نبض قلبي وقلبك فقد تكون بعيداً عن نظري لكنك لست بعيداً عن روحي , وفي حلم ألأتكاء حيث تعد لَهُ مُتَّكَأٌ , اِسْتَنَدَ بِقُوَّةٍ عليه , وأَرَادَ الِوُصُولِ لِأَعْمَاقِهَا , وَصَلَ أَعْلَى دَرَجَاتِ اَلْعِشْقِ بِهَا , الا ان هَشَاشَةُ قَلْبِهَا أَسْقَطَتْه, مع صحوة اليقظة, كان عليها في ذلك المساء ان تترك احمر شفاهها على فنجان قهوته , كي يدمن ذاك الفنجان عشقا وولعا بها,
آه يا حلم رائحة القهوة لم تُمهل شهقة تمنحك الحياة, فنحن نقع في حُب أشخاصٍ لا يُمكننا الحصول عليهم.
ترى من الذي كتب : يثبُ الفنجان من لهفته في يدي شوقاً الى فنجانها ؟ يتراءى لها ان صوتُ الديكِ مليءٌ بالرجولة , لذلك فإنّ كلّ صبايا القرية , يتركنَ فراشهنّ المبلّل بالأحلام ليصنعنَ له قهوته الصباحية , وعندما اشرب القهوة اشعر أنّ شجرة البُنّ الأولى زُرعت لأجلنا , وفي رائحة القهوة نجد أن المحبين يتعزون بالروائح, تريد ان تشم رائحة حبيبك البعيد , تلك الرائحة الكفيلة بأن تجعلك تتماثل للشفاء , والتي تخاف ان تخبر بها من حولك فيحسبونك مجنونا .
ومع مرارة القهوة وعطرها تتصاعد مرارة الذكريات الحلوة , التي تكون مرة حين نضيعها , عندما تذكر انه قال لها : لاتتركي عطركِ يتسكع في فضاء مساراتك , فما زالَ قلبي طفلاً يعبث بأ اجملِ الاشياء, وعندما أهداها نرجسا, لأنه قرأ لشاعرة تقول : ((لأن أغلب الورود تموت في الشتاء إلا النرجس يميته الدفئ ويحييه البرد , فلا تجادلي الورد في مكان منبته أينما لقى الجمال نبت وصار مسكنه, فالورود مثل الارواح والقلوب والطيور تهبط بالمكان الذي تشعر فيه بالامان)) .
عندما تشعر برغبة في التواصل بين دروب الكلمات والمعاني, لتحقيق علاقة تقابل مجازي, تاتي جلسة القهوة المنفردة , فكل الدجاجات ماكرة , أذا كان كاتب الرواية ثعلبا, خصوصا عندما نحس بلذة السرد , وصوره العميقة بعمق إحساس الرؤيا المكثفة بالتجارب والتمرس في دروب الحياة , أو ذلك النوع من التماهي السلوكي , مستشعِـرين بأننا طرف في سياق النص , أليس كلنا يتماهى بحلم لمستقبل مائز ومتميز عن الحاضر رغم تجاوزنا السبعين؟ ها أنت تمد العمرعلى مسافات البعد, فلا العمر يطول ,ولا المسافات تقصر,
وبينما نحنُ ننتظر ان يمر الصعب ، مَر العُمر .



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة الدعاء .
- مقامة عرب الجنسية .
- مقامة المتشابهات .
- مقامة كيمياء الحب .
- مقامة الكيمياء .
- مقامة المنتصر .
- مقامة الوقت .
- مقامة ترمب .
- مقامة كلمة لا بد منها .
- مقامة المرض .
- مقامة الباندورا .
- مقامة العشق الصوفي .
- مقامة عبد الرحمن منيف .
- مقامة زمن بنات آوى .
- مقامة الرياضيات وأرقام الحب .
- مقامة البصاق .
- مقامة آخر الدنيا .
- مقامة التحريف .
- مقامة ياسارية الجبل .
- مقامة حب تالي العمر: ( الحب المستحيل )


المزيد.....




- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة القهوة .