أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ادريس الواغيش - لاهِثٌ أُلاحِقُ بَقِيّتي














المزيد.....

لاهِثٌ أُلاحِقُ بَقِيّتي


ادريس الواغيش

الحوار المتمدن-العدد: 8003 - 2024 / 6 / 9 - 07:53
المحور: الادب والفن
    


وحيدٌ كذئب مُنفرد يحتمي من حَرّ الظهيرَة
أستريح من وَجعٍ عديمِ الفائدة
أسترجعُ بعضَ أنفاسي في غُربتي
أكتم أنين علتي عن لغتي
أواسي صِدقَ مَشاعري،
كأيّ ذئب أرهقه رصيف الليل.
لاهِثٌ أُلاحِقُ بَقِيّتي،
أبحث عن شهودٍ لأعلنَ توبَتي.
أتذكر ما مَرّ سريعًا من قطار العُمر
أرَكّب الحكايات قبل أن تطير من ذاكرتي،
كما يطير الحمام إذ تحاصرُه العاصفة
ثم أعيدُ تركيبها بعيدًا عن زحمة البدايات.
كبرت شاحب اللون في غفلة من زمني
وها أنا أستجمع ما يكفي من النّسيان،
لأنسى احتراقي في طقوس القبيلة
وأسماء النجوم المُعَلقة في سماء قريتنا.
أستأنسُ إلى أناشيد الرُّعاة الحزينة
أحِنُّ إلى ظلال الزّيتون،
حين يشردُّني صهدُ الأرض
إلى خرير الماء حين يُباغتني العطش
ولحنُ المَطر إذ يلينُ في مَسامعي.
أتذكر ملامح الفتى المُتوحّش في طبعهِ الرّعَوِيّ
أسترجع أسماء من كانوا معي على ظهر السفينة،
من يُشبهني وبقيَ معي،
من سافر دون أن يودّعني مُعاتبا أو مُهاجرا.
مُسافر وحدي يتبعني صفيرُ القصب
أحاول أن أنسى تذللي أمام زَحمة الحياة،
أتفادى اشتباكي مع أسراب النّمل على الطرقات
أتركُ بعضي المُرهق في المحطات المَهجورَة
أحملُ ما تبقى مُعافى مِنّي،
وأنتظرُ يائسًا أن تُفتح لي أبواب السّماوات.
لم أنتبه حولي لمَن رَحلوا،
سهوت قليلا أمام توالي الهزائم فيّ
تذكرت وَهَني تحت سمائي القليلة
لحظاتُ الكرّ والفرّ في الساحات الحارقة،
وقمرٌ شاحبٌ يتعالى في السماء،
قبل أن يغيب في غياهب الأفق البعيد.
وفي صخب الصّمت المجنون في شراييني
زارني كعادته هُدهد المساء،
سخر منّي ومن رُؤياي
كان يحمل ألحاني المنسوجة على الصّلصال
يرافقه أملٌ باسمٌ انْحَتّ من لغتي
يُهرول متثاقلا في المَشي،
آتٍ يُبطئ الخَطْو نحوي
أغمضتُ عينيّ في الصحو المُتثائب
رجوته أن يُمهلني بُرهة أو ينتظر لحظة،
أعطيه بعضًا من بشاشتي المَوءُودة بين شفتيّ
باقة من رُؤاي وأحلامًا تشبهُني
أحملُ بِيَدي اليُمنى أُمْنية
بيدي اليُسرى فجرٌ جديد.
انتظرته ليلة كاملة أن يُحييني،
إذا به برَمْيَةِ حَجر في الرّأس يقتلني
ومن فرط شماتة الأعداء فيّ
تمدّدت على شفتيّ خارطة الأهواء
توقد احمرارُ الجمر صرخة في وجهي،
إذا بضوء القمر يخونني
تصفّح تجاعيد وجهي العبوس
قال لي: عذرا يا صاحبي
تشابه عليّ وجهك في زحمَة الوُجوه
اجمع دموعك المتحجّرة من جُفونك
وابلع حروفك الصامتة في لسانك
معذرة، لست أنتَ من أريد
قصدي وجه بؤسٍ أورثه همومًا تشبهك
صرختك لازالت موءودة في دمك
بابك مُوصَدٌ وطريقك مسدودٌ إلى الأبد
ورياحك عاتية يا ولد
أسوارُك مُتصَدّعة بكل أنواع الخُدَد
أخذ بَعضي وتركني ثرثرَة بين الأفواه
أبعدَ الانتشاء عن مَسامَات الجلد،
وغابَ مُتخفّيا بينً شقوق أيامي
استعدت أنفاسي من عمق جراحي
تأكدت من أن صُبحي كئيب،
لا زال كما أعرفه مُشاكسٌ وعَنِيد
بيني وبينه طرقاتٌ ومَسافات مَشْيٍ
أشواكٌ وأسلاكٌ ومَواعيد
سُدودٌ وسياجاتٌ من حَديد.



#ادريس_الواغيش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جامعة فاس تُصدر كتاب عن مغربية الصّحراء
- مؤتمر دولي يقارب شمولية الترافع عن مغربية الصحراء
- الجَهل المُقدّس، من “سَرْغِينَة” إلى مَعرض الكِتاب
- فريدة بليزيد: نقارب المحرمات لتعرية سلطة الدين والجنس والسيا ...
- عبد الصّمد بن شريف يُحاضر بفاس حول تحوُّلات الإعلام بالمغرب
- فضاءَاتُ الطفولة في “أيْلَة“
- فلسطينيُّ تَاونات
- جاسم خلف إلياس: التّـنظير الذي يَخلو من التّطبيق ناقصٌ، لا ي ...
- نوستالجيا: مَرْنِيسَة، ذاكِرَةُ زَمَانٍ وَمَكَان
- يذهبُ الكَان، ويَبقى الوَطن
- الكَانُ الإيفوَاري بنُكهَة مَغربية
- المِهرَجان التّاسِع للقصّة القصيرَة جدًّا في خنيفرَة يختتم أ ...
- صَابِر يستعرضُ بفاس ظروف ومُلابسات ترجمة كتاب «دراسَات صحرَا ...
- السّيدة لطيفة أخربَاش تُحاضر بفاس حَول التّضليل الإعلامي
- حِينَ يكُونُ الدّاعِمُ فِي حَاجَةٍ إلى دَعم...!!
- نوستالجيا: بين تاغنجا وصلاة الاستسقاء
- توحيدُ العَرب وإسعادُهم اختصاصٌ مغربي...!!
- جماعة فاس- سايس تختار ذروة حرارة غشت لتقليم الأشجار
- اللبؤات الجميلات... فخرُ المَملكة
- -شحات- الأهلي


المزيد.....




- وثائق قضائية جديدة تكشف عن ديون مايكل جاكسون عندما توفي
- وزيرة الثقافة اليونانية: متحف الأكروبوليس مكان مثالي لحفظ من ...
- من هنا رابط موقع ايجي بست 2024 لتحميل فيلم ولاد رزق 3 وأهم أ ...
- قصيدة : فَلسَفَةُ العَزَاء - الشاعر العراقي : - - - - محسن م ...
- في انتظار الموت
- عـشقٌ من طرفٍ واحد
- الشاعر العراقي : - - - - محسن مراد الحسناوي - فَلسَفَةُ العَ ...
- -دانشمند-.. خطوة نحو رواية معرفية عرفانية
- مصر.. أول رد من نقابة الممثلين بعد فبركة صورة رانيا يوسف بال ...
- أحداث مسلسل قيامة عثمان الحلقة 165 مترجمة للعربية وأهم القنو ...


المزيد.....

- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ادريس الواغيش - لاهِثٌ أُلاحِقُ بَقِيّتي