أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد رباص - جمال العسري يلقن عمر بلافريج درسا في السياسة والأخلاق















المزيد.....

جمال العسري يلقن عمر بلافريج درسا في السياسة والأخلاق


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 8003 - 2024 / 6 / 9 - 00:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في غمرة إطلالاتي المتتابعة في صباح هذا اليوم على القليل مما يروج في عالم الفيسبوك، سوق عكاظ الموسع، توقفت لقراءة تدوينة على صفحة “المجموعة الخاصة للحزب الاشتراكي” كتبها ونشرها جمال العسري يوم 18 أبريل 2020. وبما أني أعرف مسبقا أن حامل هذا الاسم، فضلا عن كونه واحدا من أصدقائي، عضو في المكتب الساسي للحزب المذكور، أدركت أن التدوينة تحمل ولا بد في طياتها موضوعا جديرا بالمتابعة.
بالفعل، وجدت أنها تتحدث في دزينة من السطور عن الوضع الاعتباري الديمقراطي للبرلماني كممثل لحزبه وليس لذاته.
من الناحية المبدئية، تجري الانتخابات البرلمانية في الأنظمة الديمقراطية على أساس أن يشارك فيها المرشحون ويخوضوأ حملاتهم الانتخابية تحت يافطة أحزابهم. وفي حالة الفوز بالمنصب، يبقى البرلماني، في العرف الديمقراطي، محافظا على التزامه بالهيئة السياسية التي ينتمي إليها والتي يجب أن يتكلم باسمها بتجرد عن الآنانية والإعجاب بالنفس.
وفي حالة ما إذا سولت للبرلماني نفسه أن يقدمها على حزبه، فعليه إما الاستقالة من البرلمان أو الاستقالة من الحزب. في العديد من الديمقراطيات يفقد البرلماني صفته البرلمانية عندما يختار التغريد خارج سرب حزبه، لأنه ببساطة يلغي ويخرق وينقلب على التعاقد المتعاقد عليه بينه و بين ناخبيه، الذين صوتوا على برنامج حزبه ورمزه.
ها أنتم ترون معي أننا أمام موضوع جوهره فهم سياسي لمسؤولية البرلماني بصفة عامة، ولكنه في العمق رسالة موجهة من كاتبها إلى برلماني مخصوص. وبينما ترددت فطنتي للحظة بين البرلمانيين عن فدرالية اليسار الديمقراطي: عمر بلافريج وعبد اللطيف الشناوي، شبه متقين من أن أحدهما معني برسالة رفيقهما جمال العسري، وإذا بي أصادف على نفس الصفحة الفيسبوكية تدوينة لاحقة لنفس المدون تيقنت بناء عليها أن أسباب نزول التدوينة الأولى لا تخرج عن الجدل الذي أثاره ويثيره البرلماني الأول بانتهاكاته المتكررة لميثاق الشرف الذي أوجزه لنا عضو المكتب السياسي، آنذاك والكاتب العام للحزب حاليا) خطوطه العريضة.
إذا التجأ الرفيق جمال إلى أسلوب التلميح في تدوينته الأولى، نراه يختار أسلوب التصريح في الثانية، ذاكرا مخاطبه باسمه الكامل، معلنا بصدق أن عمر جانب الصواب وتمادى في الخطإ، متمنيا ألا تأخذه العزة بالإثم وألا يستمر سائرا في طريق الخطإ.
وإذا كان للسارد الحق في التلاعب بالضمائر، فلا مناص لموجه الخطاب المباشر من استعمال ضمير المخاطب (أنت). بهذه الصيغة، يؤاخذ جمال رفيقه عمر على سقوطه في الديماغوجية والغوغائية وحب الذات والأنانية المفرطة في الوقت الذي حاول فيه التهرب من الشعبوية.
وحتى لا تبقى هذه الانتقادات بدون حجة تسندها، أحال جمال على آخر پودكاست نشره عمر، وصدم جمالا ما جاء فيه وخاصة هذه الفقرة: ” تكلمت فاللجنة، ومع الأسف كنت الوحيد لي تكلمت، كنعتبر أنا تكلمت بمسؤولية و بدون شعبوية، لا الپام لا الپيجيدي لا الأحرار لا الاتحاد الاشتراكي لا الحركة الشعبية، كلشي. كولشي بالنسبة لي، كولشي مارس الشعبوية، كولشي كايگول خاصهوم يدخلوا دابا، أنا الموقف ديالي عبرت عليه. هاد الشعبوية ماشي فمستوى ديال الأزمة الحالية خاصنا نكونوا مسؤولين ونتكلموا مع الناس بشفافية .”
يتجلى سقوط عمر بلافريج، في نطر جمال العسري، في الديماغوجية والغوغائية من خلال اتهامه للجميع بالشعبوية التي مارسها عن قصد وبإصرار غريب محاولا ممارسة الشفافية، على حد قوله، في إقناع المتصلين به من المغاربة العالقين بالخارج. بمعنى أنه ينهج استراتيجية التخويف و الترهيب. فلإقناع المخالفين برأيه يميل إلى تهييج مخاوفهم وزيادة إشعال نارها، محاوال تضخيم حالة الهلع بالتركيز على الأفكار المسبقة حول هذا الوباء و كيفية انتقاله، وباللعب بالمشاعر و العواطف. وهنا يستحضر جمال حكاية مشاركته البكاء لمواطنة عالقة ببلجيكا. ويتساءل: أليست هذه الطريقة هي نوع من الغوغائية والديماغوجية ؟.
بذكاء الإطار السياسي وبحنكة رجل التنظيم، لاحظ جمال من خلال الفقرة المأخوذة من البودكاست المذكور أننا أمام “أنا” فردية ومتعالية وتضخم ذات شخصية. بمعنى أن القضية ليست بعيدة عن اللعب بالضمائر. فكل من تابع پودكاست الرفيق عمر إلا ويلمس حضور ضمير المتكلم “أنأ”، وهي هنا “الأنا” الفردية، لا “الأنا” الجمعية.
لهذا لا نستغرب إذا وجدنا عمر يستعمل صيغة المتكلم ست مرات في جملة واحدة.
في فقؤة موالية، دعا جمال رفيقه عمر إلى أن يلاحظ معه كيف أنه حين تكلم عن الآخر تكلم عنه بصيغة الجمع. تحدث عن التنظيم دون ذكر الأشخاص المتدخلين بأسمائهم. كل ما هناك أنه أتى على ذكر التنظيمات السياسية التي ينتمي إليها الأخرون، ولكن عندما يتعلق الأمر به يعبر عن موقفه الشخصي وليس عن موقف التنظيم الذي هو عضو فيه (الحزب الاشتراكي الموحد)، ولا حتى التنظيمات التي يمثلها ( أحزاب فيدرالية اليسار الديمقراطي).
يواصل جمال قلب أوراق زميله عمر ليحيل هذه المرة على مداخلة الأخير في لجنة العلاقات الخارجية التي أبدى فيها موقفه من قضية المواطنين المغاربة العالقين بالخارج التي أصبحت قضية رأي عام. وعلى ذكر هؤلاء، يقدر المدون أن عددهم لا يتجاوز على أكثر تقدير العشرين ألفا، بدل العدد ثلاثة ملايين المعلن عنه.
لكن بعدما تيين أن موقفه ورأيه ظهرا مناقضين ومعاكسين لموقف الحزب الذي عبر عنه في ما بعد، ألم يكن من الأنسب أن يتراجع عن رأيه؟ ألم يكن من الأفضل أن يعبر عن موقف الحزب؟ وأن يدافع عنه؟ و حتى إن منعته عزة نفسه من التراجع، وحتى لا يظهر بمظهر المنقلب على مواقفه، ألم يكن من الأجدر به الصمت، لا أن تأخذه العزة بالإثم، ويتمادى في خطإه؟
في الفقرة الأخيرة من هذه التدوينة الثانية، يذكر جمال رفيقه عمر بأنه جاء في كلامه “أنا الموقف ديالي و لي عبرت عليه”، سائلا إياه: أليس من المخجل أن يصدر عن برلماني مثل هذا الكلام؟ أليس من الغريب أن ينسب مواقف الآخرين لأحزأبهم وينسب موقفه لشخصه؟ هل نفهم من هذا أنه فوق الحزب، فوق التنظيم، وأن هذا فهمك للبرلماني؟ و هنا فقط يذكره بما وقع للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لما تقوى وتغول برلمانيوه، وأصبحوا قوة فوق قوة المكتب السياسي للحزب. كلنا نعرف كيف أصبح حال حزب “القوات الشعبية".



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلاغ الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان حول انتخاب د. ا ...
- فرنسا: أخبار سارة للمهاجرين غير النظاميين
- إقليم طاطا: حرمان أزيد من 20 عاملا بمشروع شلال العتيق السياح ...
- إمانويل ليفيناس وإدموند هوسرل: تجاوز الفكرانية الفلسفية
- لمدرسة الخصوصية في المغرب فضاء للتمييز بين المتمدرسين
- إمانويل ليفيناس وإدموند راسل: تجاوز الفكرانية الفلسفية (الحز ...
- كلمة الدكتور حسن نجمي في افتتاح مؤتمر الاتحاد العام للأدباء ...
- إمانويل ليفيناس وإدموند راسل: تجاوز الفكرانية الفلسفية (الحز ...
- الجمعية المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تنبه السلطات ال ...
- إمانويل ليفيناس وإدموند هوسرل: تجاوز الفكرانية الفلسفية (الح ...
- شذرات من كتاب حياتي في الجنوب المغربي
- إمانويل ليفيناس وإدموند هوسرل: تجاوز الفكرانية الفلسفية (الج ...
- المنظمة المغربية لحقوق الإنسان تدعو الحكومة إلى أخذ اقتراحات ...
- محمد الفايد داعية إسلامي ليس بينه وبين العلم إلا الشر والإقص ...
- دردشة فيسبوكية حول الترجمة
- إمانويل ليفيناس وإدموند راسل: تجاوز الفكرانية الفلسفية (الجز ...
- إمانويل ليفيناس وإدموند هوسرل: تجاوز الفكرانية الفلسفية (الج ...
- استبد بي الفرح وكأني في حلم جميل
- إمانويل ليفيناس وإدموند هوسرل: تجاوز الفكرانية الفلسفية (الج ...
- الدار البيصاء: تفاصيل ومعلومات عن انهيار عمارة حي بوركون


المزيد.....




- جدل في مصر بعد اعتماد قانون يمنح القطاع الخاص حق إدارة المست ...
- غزة.. الحياة تستمر رغم الألم
- قبل المناظرة بساعات.. ما ينبغي أن يتجنبه كل من بايدن وترامب ...
- المجر تُعيق إصدار بيان مشترك لدول الاتحاد يندد بحظر روسيا لو ...
- خبير ألماني: أربعة أو خمسة أطفال يموتون من الجوع يوميا في ال ...
- البيت الأبيض: لا نعتزم إجبار كييف على تقديم تنازلات إقليمية ...
- نيبينزيا: كييف دمرت أكثر من 1000 مؤسسة صحية وتعليمية وقتلت م ...
- نتنياهو يرد على انتقاد غالانت والبيت الأبيض يعلّق
- الحوثيون والمقاومة العراقية تستهدفان سفينة إسرائيلية في مينا ...
- وزيرا الخارجية المصري والتركي يبحثان هاتفيا العلاقات الثنائي ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد رباص - جمال العسري يلقن عمر بلافريج درسا في السياسة والأخلاق