أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الواقع الفلسطيني في قصيدة -سجل- هنادي خموس في ذكرة الخام














المزيد.....

الواقع الفلسطيني في قصيدة -سجل- هنادي خموس في ذكرة الخام


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 8003 - 2024 / 6 / 9 - 00:28
المحور: الادب والفن
    


الواقع الفلسطيني في قصيدة
"سجل"
هنادي خموس
في ذكرة الخامس من حزيران، ذكرى ضياع ما تبقى من فلسطين، إضافة إلى احتلال الجولان السوري وسيناء، نجد العديد من الشعراء يتذكرون الواقع العربي، وما هم في من ذل وانكسار، خاصة وأن معركة طوفان الأقصى ما زالت محتدمة، والعدو يحصل على أكثر الأسلحة والقذائف فتكا، بينما الفلسطيني محاصر، وممنوع عنه حتى الطعام والشراب والدواء، ومع هذا نجده ما زال مستمرا في صموده وبسالته، رغم حجم التضحيات الهائلة التي يدفعها، بشريا وماديا.
كل هذا أنعكس على الشعراء والأدباء وما ينتجون من أدب وقصائد، وهذا الانعكاس لم يقتصر على الفكرة/المضمون فحسب، بل طال الشكل الأدبي والفنية التي تقدم فيها المادة الأدبية.
الشاعر الفلسطيني "هنادي عفانة ال خموس" يتحدث في قصيدة "سجل" عن الواقع الفلسطيني، مبينا ما جرى في فلسطين، منذ أن تم احتلالها عام 1948 وحتى معركة طوفان الأقصى.
نبدأ من عنوان القصيدة "سجل" وما فيه من أمر وحسم، فرغم أنه جاء (صادم) للمتلقي، إلا أن الشاعر مباشرةً (يبرر) هذا الأمر، من خلال دخوله إلى زمن معاناة الفلسطيني:
"خمس وسبعون عاما من النكبات والكرب"
وهذا ما يجعل القارئ يستوعب/يتقهم حجم المعاناة/الألم الذي يمر به الفلسطيني.
الشاعر الجيد يستطيع أن يتدارك الانفعال مباشرة، ويستعيد جمالية الشعر وما في من صورة، من هنا نجد "هنادي خموس" ينتقل إلى طريقة مغايرة يقدم فيها مأساته كفلسطيني من خلال اللغة، اللغة التي تكونه كشاعر، واللغة التي يتحدث بها أكثر من أربعمائة مليون إنسان في المنطقة العربية:
" لا الضَّادُ ضَمَدَتْ جُروحي و لا مُفرداتُ العُربْ"

جمالية هذا المقطع تكمن في الجمع بين حالة الشاعر كفرد/كشاعر، وبين حال الشعب الفلسطيني، فالقارئ يمكنه ساقطه على الشاعر وعلى الفلسطيني، أي فلسطين.
بعد أن تناول الشاعر الواقع في المنطقة العربية ينتقل إلى العالمية/الأمم الأخرى وبقية الدول
" أبجديَّاتُ اللُّغاتِ أعانَتْني و لا حُروفُ الكُتُبْ"
مؤكد حالة الخذلان التي تعرض لها، رغم أنه يجيد الأبجديات الأخرى، وأطلع على ما ينتجون من كتب وأدبيات، وبهذا يكون الشاعر، الفلسطيني قد استنفذ كل الوسائل الإنسانية/الحضارية/الثقافية لاستعادة حقه في وطنه، لكنه لم يحصل على شيء:
" و لا مِيلادِ الزَّمانِ أسعَفَني و لا جُذورُ الحِقَبْ
و لا تواريخُ التَّاريخِ انتصرَتْ لي بالسِّلمِ أو بالحَربْ"
نلاحظ أن الشاعر يتقدم من جديد متناولا الزمن: "ميلاد، الزمان، الحقب، تواريخ، التاريخ" وبهذا يكون الزمان ضد الفلسطيني، والوسائل الثقافية/الحضارية لم تفده في شيء، ولا بني جلدته من العرب عملوا له ما يقدمه من هدفه.
وإذا ما توقفنا عند فاتحة المقطع وخاتمته
" سَجِّلْ أنا إنسانٌ بِلا وطنٍ أو لَقَبْ"
يمكننا فهم واستيعاب الشاعر الذي طرح قضيته (مباشرة)، فهناك زمن طويل من المعاناة، وهناك تخاذل من (الأخوة)، وتخاذل عالمي عليه، لهذا جاءت (المباشرة) مكررة ثلاث مرات.
كلما استخدم الشاعر (المباشرة) يستعيد عافيته كالشاعر من خلال تألق الصور التي يقدمها، وكأنها بها يؤكد قدرته رسم الصور:
" و لا تواريخُ التَّاريخِ انتصرَتْ لي بالسِّلمِ أو بالحَربْ
سَجِّلْ أنا إنسانٌ بِلا وطنٍ أو لَقَبْ"
نلاحظ حجم الألم/القسوة في مضمون المقطع وفي الألفاظ المستخدمة فيه: "وجعا، الدم، الحجر، انتفض، بالغضب" وكأنها بها (يبرر) مرة أخرى حجم المأساة التي يمر بها، المأساة التي جعلته يتحدث (مباشرة وبصوت عال) ويكررها ثلاث مرات.
من هنا يعمل على (إزالة) القسوة/الخشونة من المقطع السابق من خلال قوله
" سأنضو عِطراً و رَذاذاً لِلوردِ و اللَّيمونِ على وجهِ التَّعَبْ
و أزرَعُ نبتةَ الأوركيدِ على جسدِ أطرافِهِ منَ الخَشَبْ"
حيث نجد البياض، اللغة الناعمة التي تفرح القارئ وتجعله يخرج ـ ولو قليلا من القسوة/المعاناة، فالألفاظ: "عطرا، ورذاذا، للورد، والليمون، الأوركيد" وما فيها من طبيعة تضفي لمسة من الهدوء/النعومة على القصيدة، مما يريح المتلقي، ويخرجه من قسوة المضمون إلى جمالية الألفاظ واللغة.
" و سأغمُرُ الأفقَ المُستديرَ على عُنقِ الهُوِيَّةِ و أقلِبُهُ رأساً على عَقِبْ
و سأتندَّى بُكاءاً شَديداً معَ تفتُّحِ زهرِ اللَّوزِ و العِنَبْ"
كما هدأ الشاعر يعود إلى الغضب، وكلما غضب يستعيد الهدوء، وهذا ما نجده من فاتحة القصيدة إلى خاتمها، وهذا التنقل يحسب للشاعر الذي يجعل المتلقي يصل إلى الفكرة/المضمون، الذي يريد طرحه من خلال
(الحالة النفسية) التي يكاتب بها، فالقصيدة جاء وكأنها أمواج البحر، تعلو ثم تهبط، تهيج ثم تهدأ.
"أنا وطنٌ و جسدٌ لِشَعبٍ لمْ يبقَ بعُروبتِهِ سادةً أو نُجُبْ
أنا وطنٌ و شعبٌ لمْ يَعُدْ لِقَتْلاهُ و جَرحاهُ و مُعتقلِيهِ منْ عَدَدْ
سَجِّلْ أنا إنسانٌ بِلا وطنٍ أو لَقَبْ"
نلاحظ أن الشاعر يستخدم صيغة "أنا" مكررة، ورغم هذه ال"أنا" أنها جاء مقرونة بتكرار ال"وطن، لشعب" وهذا يؤكد أن الشاعر لا يتحدث عن نفسه فحسب، بل عن شعبه الفلسطيني، وما حديثه عن عدم تحديد عدد: "قتلاه، جرحاه، معتقليه" إلا من باب استمرار مأساته، رغم مرور الزمن الطويل، ورغم الثروة/القوة/العدد الهائل (للأخوة/للأشقاء) المفترض أن يساعدوه على إنهاء ما هو فيه.
القصيدة منشورة على صفحة الشاعر



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- درب الآلام الفلسطيني في قصيدة -وكبر الرحيل- منير إبراهيم
- الطرح الكامل في قصيدة -جذور- سامي البيجالي
- المسموح والممنوع في -شرط- مأمون حسن
- ثنائية الإبداع في قصيدة -خلف الباب- سمير التميمي
- الازدواجية في كتاب متلازمة ديسمبر للكاتب فراس حج محمد
- الغرب والمنطقة العربية في كتاب -انتفاضة رشيد عالي الكيلاني و ...
- الخطورة في رواية -سجينة الشر- بدر رمضان
- مأساة المثقف في رواية -يوم عادي في حياة عرفات- يوسف حطيني
- الأسطورة والواقع في ديوان -مواويل في الليل الطويل- فهد الرما ...
- -من بين أزقة المخيم- ريتاج إسحاق المنسي
- تمرد المرأة في رواية -نساء بروكسيل- نسمة العكلوك
- التكامل بين المضمون والشكل في قصيدة -محاصرون- قمر عبد الرحمن
- ثنائية الحنين عند يونس عطاري
- الصعيد المصري في رواية -شامة (21 متر مربع)- رضوى جاويش
- الشكل والمضمون في قصة -البحث عن معتوه- نافذ الرفاعي
- الصوفية والاغتراب في ديوان -الهدي- أمين طاهر الربيع
- ديوان تقفل يدها ثانية سميح فرج
- تمازج البياض والسواد في قصيدة -سأنسى بأني سأنسى- العلمي الدر ...
- الديني والاجتماعي والسياسي في كتاب -الحريم السياسي- فاطمة ال ...
- الواقع وأثره على الشاعر في ديوان -بارقات تومض في المرايا- من ...


المزيد.....




- “الجامعات العراقية” معدلات القبول 2024 في العراق العلمي والأ ...
- 175 مدرس لتدريس اللغة الصينية في المدارس السعودية
- عبر استهداف 6 آلاف موقع أثري.. هكذا تخطط إسرائيل لسلب الفلسط ...
- -المُلحد-.. إبراهيم عيسى: الفيلم هو الدولة المدنية التي نداف ...
- ساويرس يرد على سؤال بشأن فيلم -الملحد-.. وهذا ما قاله عن -من ...
- -رأس الخس- يلاحق تراس من جديد ويخرجها من المسرح (فيديو)
- هيفاء وهبي تعلق على قرار منعها من التمثيل والغناء بمصر بآية ...
- بعد أزمة فيلم -الملحد-.. هل تأجل العرض بمصر أم مُنع العمل؟
- جيمي كيميل لن يقدم حفل الأوسكار المقبل لهذا السبب
- استقبل الأن.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 batoot Kids على جمي ...


المزيد.....

- في شعاب المصهرات شعر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- (مجوهرات روحية ) قصائد كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- كتاب نظرة للامام مذكرات ج1 / كاظم حسن سعيد
- البصرة: رحلة استكشاف ج1 كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- صليب باخوس العاشق / ياسر يونس
- الكل يصفق للسلطان / ياسر يونس
- ليالي شهرزاد / ياسر يونس
- ترجمة مختارات من ديوان أزهار الشر للشاعر الفرنسي بودلير / ياسر يونس
- زهور من بساتين الشِّعر الفرنسي / ياسر يونس
- رسالةإ لى امرأة / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الواقع الفلسطيني في قصيدة -سجل- هنادي خموس في ذكرة الخام