أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ادم عربي - أسباب وأوجه الأزمة في تعريف -الحقيقة-!














المزيد.....


أسباب وأوجه الأزمة في تعريف -الحقيقة-!


ادم عربي
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8002 - 2024 / 6 / 8 - 19:55
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عندما يقول ُعالم ٌ فيزيائيٌّ شيئاً يتفقُ مع الخيالات الدينية لمنْ يرفضونَ الحقيقة َ، يفرحُ هؤلاء وتفرحُ معهم أقلامهم وألسنتهم. فهم يظنون أنَّهم وجدوا المزيد مِنَ البراهين الفيزيائية النظرية على أنَّ البشرَ لا يستطيعونَ الوصولَ إلى الحقيقة أوْ فهم وإدراك العالم.

إنَّهم يُؤمنون بمبدأ أو قاعدة اللايقينية التي وضعها "هايزنبرج" ؛ فالبشرُ ممنوعون بقوة هذة القاعدة ولربما لحكمةٍ إلهيةٍ في معرفة الحقيقة الكاملة عن الواقع ؛ ومن ثمَّ علينا الاكتفاء بمعرفة جزئية أو نسبية عن الحقيقة ؛ نصف الحقيقة أوبعض منها ، بما لا يسمح تخطِّي جدار "بلانك" .

الحقيقةُ هي ما يسعى إليها الجميع، ولكنْ ليس كلّ مَنْ يسعى إليها يريد أنْ يراها كما هي ، فهناك مَنْ يتحدى الحقيقة ، ويحاول أنْ يغيرها أوْ يخفيها أو يُزورها ويحجبها عن بصائر كلّ مَنْ له مصلحة بها ، لأنَّها تضرّ بـمصلحته ، وهناك مَنْ يتظاهر بأنَّه يبحث عن الحقيقة ، ولكنه في الواقع يبحث عن ما يؤيده ويبرره ، فلو أنَّ بديهية فيزيائية كانتْ مصلحة ما ، لشَنَّ أصحاب هذه المصلحة الحرب عليها.

نحن نسعى إلى الحقيقة بكلّ ما نملك مِنْ جهد وزمن، ولكننا لم نتخلى عن كبريائنا بما يكفي لنسأل أنفسنا ما هي الحقيقة؟؛ وكأنَّ لدينا مصلحة في أنْ نجعلَ الحقيقة تتوافق مع مصلحة مَنْ يمتلك السلطة على تحديدها.

إنَّ مفهومنا للخيال يتناقض مع الحقيقة أوْ هو نقيض الحقيقة ، و معرفتنا مع المنطق هي ما تصنع الحقيقة ، لكنْ "آينشتاين" ، الذي أوهبه الله عبقرية الخيال، أرشدنا إلى طريقة جديدة في التفكير، تقودنا إلى الحقيقة ، فقد قال إنَّ الخيال أهم مِنَ المعرفة ، وقال أيضا إنَّ المنطقَ يسير بك مِنَ الألف إلى الياء، ولكن الخيال هو الذي يأخذك إلى أيِّ مكان تريده.

عندما نستخدم الخيال لإيجاد نظرية ما ، ندرك أنَّ هذه النظرية لا تتوافق مع الحقيقة إلَّا إذا كان الواقع الموضوعي يدعمها ؛ ولذلك نحتاج إلى المنطق المنطقي ، الذي يجبرنا على تعريف الحقيقة بأنَّها أي فكرة تتطابق مع الواقع الموضوعي؛ وليس لدينا أي معيار نستخدمه لقياس الحقيقة في أيِّ فكرةٍ، أوْ أيِّ مقياسٍ نميّزها به ، سوى الواقع الموضوعي ، الممارسة ، والتجربة العملية الواقعية .

يختلفُ الناسُ حولَ مفهوم الحقيقة ،هناك مَنْ يرى أنَّ الحقائق النسبية هي الوحيدة الموجودة فكلّ حقيقة هي نسبية ، وهناك مَنْ لا يقبل إلَّا بالمطلق مِنَ الحقائق ، وهناك مَنْ يتطرف في وصف الحقيقة النسبية ، فهو يقول: إنَّ الحقيقة المُطْلَقَة الوحيدة هي أنَّ لا حقيقة مُطْلَقَة ؛ بلْ كل الحقائق نسبية.

كثيراً ما تمَّ فهم الحقيقة النسبية بشكل خاطئ ، كما حدث مع الحقيقة المطلقة ، أظنُّ أنَّ سبب هذه الخطأ هو عدم استخدام "جدلية " التفكير في النظر إلى الأمور، فنحن نميل ، في أغلب الأحيان، إلى الفهم الميتافيزيقي للعلاقة بين الضدين، بمعنى بينَ أيّ زوج مِنَ المتناقضات.

بعض الناس يخلطون بين الحقائق النسبية والرأي الشخصي، ويتجاهلون حقيقة مهمة جداً وهي أنَّ الحقائق النسبية تستند إلى الموضوعية وليس على الذاتية ، ولتوضيح هذه الفكرة ، أرى أنَّ هذا المثال يبين بوضوح الحقائق النسبية الموضوعية:

جَلَسَ زميلان على طاولة مقابل بعضهما البعض ، ووُضعَتْ دلّةُ قهوة وكأس ماء على الطاولة ، وكانَ عليهما الإجابة على السؤال التالي : أينَ يقعُ كأس الماء ؟ هل هو على يمين أمْ يسار الدلّة؟ ، أحد الجالسين أجاب أنَّ كأسَ الماء موجود على يسار الدلّة وهذه إجابة صحيحة والآخر أجاب بأنََّْ الكأسَ موجود على يسار الدلّة وهذه إجابة صائبة أيضاَ ، لكنْ ! أينَ يقع ُالكأس في هذه الحالة؟ لدينا إجابتان متناقضتان وصحيحتان .



هذا المثال سهل الفهم ، ولكنه غني بالدلالات ، ويدعوك إلى التأمل فيه بعمق، وإلى تنمية مهارات التفكير الجيد ، هذا التباين الفكري في ردودهما لا يرضي كثيراً من الناس الذين تعودتْ عقولهم على تصور الحقيقة بما يتوافق مع المبدأ الميتافيزيقي "هذا أو هذا".

إنَّ المقاربةَ الموضوعيةَ في حلّ هذا الإشكالِ هي أنَّ الكأسَ موجود ٌعلى يسار ويمين دلّة القهوة في الوقت نفسه . وعملاً بقاعدتهم التي لا تستند إلى العملية أو العلم ، حيث يزعمون أنَّ عدم تطابق أو تعارض الإجابتين لا يدلُّ على شيء سوى أنَّهما لا علاقة لهما بمفهوم الحقيقة ، ومن ثمّ سيسخرون قائلين: كيف يمكن للحقيقة أنْ تكون صحيحة إذا ما قلنا : إنَّ الكأسَ على يسار ويمين الدلّة في نفس الوقت ونفس الّحظة ؟! الواقع الموضوعي لـلدلّة يرد عليهم بالقول: هذه هي الحقيقة ، فهذا هوالواقع الموضوعي المتضارب للدلّة ، إنَّ الكأسَ على يمينِ ويسارِ الدلّة في نفس اللحظة ، فهل يستطيع شخص ثالث أنْ يحكم على الأمر بحكم ميتافيزيقي ويقولُ مثلاًً إنَّ الحقيقةَ ، كاملةً الحقيقةَ، أوْ إن َّالحقيقةَ التي لا شكَّ فيها، هي أنَّ الكأسَ موجود ٌ الآنَ على يسارِ الدَلَّة ِ ، لا يمينها؟!.



#ادم_عربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحْكَم الناس في الحياة أناس علَّلوها، فأحسنوا التعليل!
- الطبيعة كما تقدم نفسها إلينا!
- كيف تكون -الوحدة الجدلية العليا- بين الفلسفة والعلم
- الإرادة ما بين المثالية والمادية في الفهم والتفسير!
- نسبية الحقيقة لا تتعارَض مع موضوعيتها!
- الوحدَّةُ بينَ الفلسفةِ والعلم!
- شيءٌ في الديالكيك!
- التقويم الجدلي للتناقض في الشكل الهندسي لحركة التاريخ!
- كيف نتعلم الحوار!
- الأخلاق تتغير وفق نمط العيش!
- ما المنطق ومن أين جاء؟
- الفكرُ الماركسي في المنهجيةِ لا في الدغمائية!
- في جدل هيجل!
- الماركسية والالحاد!
- دَحْضَاً لحُجَج مُنكري ماركس!
- نظرية ُدارون من وجهة نظر الفلسفة!
- الاحتجاجات في الجامعات الامريكية!
- العقل المثخن بجراح التعصب !
- في يوم العمال العالمي ...تحديات وأزمات!
- في يوم المراة العالمي!


المزيد.....




- ترامب يوجه هجوما لاذعا للزميل جيم أكوستا والأخير يرد
- تحرك ضد جنرال أمريكي منتقد لترامب.. إليكم ما أمر به وزير الد ...
- بوتين: سيادة أوكرانيا تقترب من الصفر ولولا دعم الغرب لها لان ...
- أين وصلت التحقيقات بعد عام من مقتل الطفلة هند رجب؟
- الهند.. مصرع 15 شخصا على الأقل نتيجة التدافع في أكبر مهرجان ...
- تحطم مقاتلة -إف-35- أمريكية في ألاسكا ونجاة طيارها (فيديو)
- الاستيقاظ المتكرر أثناء الحلم قد يكون علامة مبكرة لمرض خطير ...
- عشرات القتلى والجرحى في تدافع خلال مهرجان ديني شمال الهند
- فيديو محمد بن سلمان يعزي أبناء الأمير محمد بن فهد يثير تفاعل ...
- -عندما يريد شيئًا.. فإنه يحدث-.. تحليل خطة ترامب في غزة وخيا ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ادم عربي - أسباب وأوجه الأزمة في تعريف -الحقيقة-!