أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - اللاعراق واللاعالم / ملحق1















المزيد.....

اللاعراق واللاعالم / ملحق1


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 8002 - 2024 / 6 / 8 - 14:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عاش العراق تاريخه الاطول بين تواريخ المجتمعات كما معروفة خارج ذاته، هذه الخاصية الملازمه تنطبق على المجتمعات البشرية الاخرى كافة، انما ليس كما عليه الحال بما خص هذا الموضع من المعمورة، فالمجتمعات البشرية هي بالاجمال جسدوية تكوينا، مايجعل من تعبيريتها عن ذاتها ووعيها بشروط وجودها مقاربة الى حد ما لكينونتها البنيوية، في حين يختلف التكوين الرافديني بنية بالاساس من حيث النمطية والطبيعة، لكنه يظل مضطرا للتعاطي مع مفهوم غيره عنه وعن كينونته، للتعذر، ولعدم بلوغ الظروف والاشتراطات اللازمه لوعي الذاتيه درجة انبجاس النطقية والتعبير الواجب عنها.
ومن هنا ندخل بابا فاصلا على صعيد الادراكيه العامة البشرية للظاهرة المجتمعية، ولموقعها وماهي مطابقة له من حيث الوظيفة والدور قياسا الى حكم الصيرورة التاريخيه، وبالذات النشوئية الارتقائية، وقد صار مؤشرا عليها في وقت متاخر على يد دارون بمبادرته لوضع الوجود الحي ضمن دائرة واشتراطات التحولية ودفعها تصيرا، بغض النظر عن قصورية منظوره وتوقفه عند حدود الجسدية الحيوانيه، الامر الشديد الخطورة، والذي ساهم بالسماح للمنظورية الجسدوية بان تحكم الظاهرة الحية والمجتمعية المتاخرة منها بالذات.
وحيثما يسقط دارون من مسار الكائن البشري الطور المتاخر الراهن من سيرورته الارتقائية، بعدما تبدلت من طورها الاول الحيواني الى الطور العقلي، فانه يكون قد وقع هو نفسه تحت وطاة وطائلة الغلبة المنظورية الارضوية الجسدية، هذا مع العلم ان دارون قد هيا بالاحرى الاسباب والمنطلق الضروري للاحاطة بالحقيقة التحولية المجتمعية، علما بانه قد اقر بوضوح بان الكائن البشري وصل جسديا قمة تطوره، وان العضو البشري لم يعد قابلا للتطور ابعد مما وصله مع الانتصاب وحضور العقل، الا مايتعلق بالاستعمال واثره زيادة او نقصانا، كالزيادة المتوقعه في استعمال العقل، وتناقص استعمال اليدين، واثر ذلك على كل منهما تضخما او تضاؤلا،وتلك هي الحدود التي استطاع بلوغها وهو يتابع مسالة غاية في الخطورة والاهمية ضمن الوجود الحياتي ومسارات الترقي الحيوي.
وليس ماقد فاته وضع اليد عليه بالامر العارض او الجانبي، بقدر ما هو حاسم لااكتمال لمفهومه ونظريتة هو من دونه، مع الاكمال المنطقي والبديهي مابين الترقوية النشوئية بطورها الحيواني المنتهي مع بروز العقل وانتصاب الكائن البشري على قائمتين واستعماله اليدين، والطور الثاني العقلي حين تصبح الترقوية عقلية لاحيوانية جسدوية، بعدان يحقق العقل نقلته الاولى الازدواجية الانسايوانيه، حين يتحول الكائن البشري وقتها الى ( جسد / عقل) بعد ان يمر بملايين السنين بحال غلبة حيوانيه جسدوية شبه مطلقة، مع كمون العقل بينما يترقى الكائن الحيواني اشكالا وصيغا من الخلية الاولى الى اللبونيه، وقت يصبح العقل في وضع تتوفر له فيه الاسباب لكي يتحرر من الوطاة الكلية الجسدية الحيوانيه، فيظهر ظهوره الاول بصيغته التي يوجد عليها مع تغير الجسدية الحيوانيه بما يتناسب والانقلاب العقلي بصيغته الابتدائية، في حين يدخل الكائن الحيواني طور الصيغة الانتقالية "الانسايوان"، الفاصلة الموصلة بين الحيوان و "الانسان"، مع بلوغ العقل طور الترقي الاعلى، وقت يبدا بالتحرر من متبقيات الهيمنه الجسدية الطويلة الامد، والتي تظل مستمره بصيغة اخرى، بعد القفزه العقلية الاولى الابتدائية.
والكل يعرف بان الكائن البشري قد تعامل مع الانبلاج العقلي الابتدائي وكانه النهاية او المبتغى والمطلوب الذي لابعده، فاعتبرت حالة العقل الراهنه وكانها الكمال ومنتهى مالايمكن للعقل ان يبلغه، علما بانه حين يظهر حاضرا اليوم فانه لايكون بالاحرى في حال استقلال، بل يظل خاضعا الى حد لمقتضيات الحيوانيه الجسدية ووطاتها، فالجسدية لاتغيب ساعتها ولا تختفي، بل تتجسد واقعا لتضع العقل ضمن اطار وصيرورة اصطراعية، تعيد علينا اليوم ووفقا للمتغيرات الكبرى الحالة على النشوئية الترقوية البشرية، شكلا جديدا من اشكال التصير عبر التفاعلية كما كانت من قبل مع الطبيعة وفي غمرتها، وقد صارت اليوم محكومة لفعل " المجتمعية" بالدرجة الاولى، فالمجتمعات هي اطار ومجرى التصير العقلي باتجاه الكمال العقلي ومغادرة الازدواجية الى الاستقلال والتحرر من متبقيات واواخر الوطاة الجسدوية الارضوية.
وحين ينظر الى المجتمعات على انها موجودة بذاتها، وانها معنية ببناء الحضارة مع رؤية الكائن البشري وكانه ظاهرة ابدية نهائية، فان مايكون مفروضا وقتها على العقل من مفهوم عائد لاستمرار قوة حضور الارضوية الجسدية الحاجاتيه القاطع، فلا احد الى اليوم قال مثلا بان المجتمعات توجد بالاحرى بصفتها الاطار والمختبر الذي فيه يستمر العقل في التشكل باتجاه الاكتمال الضروري المتناسب مع مقتضيات التحولية التاريخيه العظمى، القابعة وراء الوجود الحي، ابتداء من اولى ظواهره الحية حين وجدت على الكوكب الارضي.
وهكذا تعيش المجتمعات والكائن البشري بدون رؤية عقلية/ مجتمعية دالة على استمرار الوطاة الجسدية، بدليل تمكنها بالمطلق من تسييد منظورها المطابق لكينونتها، مع بقاء العقل وقتها والى اللحظة الراهنه، ضمن حدودها، ومدى ماتتيحه من ادراكية، ولايعدم هذا الوضع، بل هو ينعم بكل مامن شانه بالملموس والمعاش تكريس الجسدوية على حساب العقلية، فالحدود الجسدوية الحاجاتيه، ومقتضيات العيش، تضع المجتمعات حكما امام نمطية حياتيه من نوعها، ومع التلازم العضوي للحاجاتيه والانتاجوية، فان مايطغى على تعريف المجتمعية بالاصل هو ( التجمع + انتاج الغذاء)، ومن هنا تتشكل التعبيرات واشكال التنظيم المجتمعي وتقوم الكيانيات والدول وفقا لعمل العنصر الاخر البيئي، من دون اي حضور للعقل الذي يظل من حينه خارج البحث، مدمجا بغيره، بلا حضور مستقل خارج الكيانيه المجتمعية الارضوية الجسدوية.
هل كان يمكن القول قبل اليوم بان المجتمعات البشرية هي ظاهرة عقلية، وان اتخذت ابتداء صيغة وحضورا واقعيا قاعدته الجسدية( اكثر الامثلة لهذه الجهه ومتاخرا حداثيا، ماقد جاء به ممثل الشيوعية و"المادية التاريخيه" ماركس وتركيزه على "الانسان" الحاجاتي المحكوم للماكل والمسكن والحاجات الغريزيه، وهو مامعتبر قمة "العلمية" العقلانيه) مايجعل من المستبعد تخيل حضور مثل هذا الاعتقاد بالمطلق، بالاخص ونحن بازاء حالة عقلية ابتدائية، العقل موجود في غمرتها في حال تحد واصطراع طويل الامد، على امل ان يخرج من دائرة الابتداء فتحدث القفزة الثانيه العقلية، بعد الاولى التمهيدية المحكومه لاشتراطات تواصل واستمرار النشوئية الترقوية، ذهابا لغايتها.
ـ يتبع ـ



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تولد-الحركة الوطنيه العراقية-اولاعراق/6
- تولد-الحركة الوطنيه العراقية-او لاعراق/5
- تولد-الحركة الوطنيه العراقية-او لاعراق/4
- تولد-الحركةالوطنيه العراقية-اولاعراق/3
- تولد-الحركةالوطنيه العراقية-اولاعراق/2
- تولد-الحركة الوطنية العراقية-اولاعراق؟/1
- امة اللاامة، اللادولة، اللانخبه/5
- ماركس والعودة على بدء؟
- امة اللاامة، اللادولة، واللانخبة/4
- امة اللاامة، اللادولة، واللانخبه/3
- امة اللاامة، اللادولة، واللانخبه/2
- امة اللاامة اللادولة واللانخبه/1
- اسقاط الارضوية تجنبا للفنائية/ 3
- إسقاط الارضوية تجنبا للفنائية/2
- إسقاط الارضوية تجنباً للفنائية؟/1
- نهاية الارضوية بصيغتها التوهمية الاوربية
- ادراكيتان ومجتمعيتان ومنتهى واحد/ ملحق3ه
- ادراكيتان ومجتمعيتان ومنتهى واحد/ ملحق 3د
- ادراكيتان ومجتمعيتان ومنتهى واحد/ ملحق3ج
- الولادة المجتمعية الثانيه/ملحق3ب


المزيد.....




- رفع حالة التأهب في قواعد عسكرية أمريكية وسط تهديد إرهابي -مح ...
- لافروف يهنئ نظيره السوري بالذكرى الـ 80 لإقامة العلاقات الرو ...
- شاهد: سلسلة بشرية في كييف بمناسبة يوم الوحدة الأوكراني وسط ت ...
- السلطة الفلسطينية تطالب باجتماع عربي طارئ لبحث الحرب على غزة ...
- البديل- ينهي مؤتمره بقرار الخروج من تحالف -الهوية والديمقراط ...
- الرئيس الصربي يحذر: الحرب بين حزب الله وإسرائيل ستجر الغرب و ...
- القواعد العسكرية الأمريكية في جميع أنحاء أوروبا ترفع حالة ال ...
- عين الإعصار -بيريل- تشتد في طريقها إلى جزر الكاريبي
- شركات أوروبية توقع صفقات مع مصر تتجاوز قيمتها 40 مليار يورو ...
- مباشر: نشرة خاصة على فرانس24 حول الجولة الأولى من الانتخابات ...


المزيد.....

- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - اللاعراق واللاعالم / ملحق1