أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كربيت - هواجس ثقافية 196















المزيد.....

هواجس ثقافية 196


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 8002 - 2024 / 6 / 8 - 13:50
المحور: الادب والفن
    


عندما غادرت سوريا في العام 2001، وقفت أنظر إلى سوريا من الحدود الأردنية، رأيت بشار وابوه واقفين ينظران إلي، ثم التفت إلى الجهة الأخرى فرأيت الملك حسين وابنه ينتظراني، لوحت بيدي لسوريا باكيًا، قلت:
لن أعود إليك بعد اليوم، سأطوي تلك الصفحة الحزينة المملوءة بالخيبات والانكسارات، بالألم والوجع. لن اشتاق لك ولن أحن لك. سأبقى أركض هاربًا دون أن التفت إلى الوراء. سأركض إلى زمن لا أعرفه وإلى خيول عاجزة لا تستطيع حملي
لم يكن هناك حبيبة تنتظرني ولا وطن، كنت عاريًا أحمل الوجع على ظهري واتوه إلى التوهان.
لم يكن لدي ذكريات تسندني أو تخفف عني حمولة القيد الذي قيدني. كنت فارغًا كريشة في مهب الريح.
كنت اتمنى لو بقيت بعيدًا عن كل شيء في حالة ركض دائم.

تماسك يا ولدي. تماسك.
الحياة ثقيلة إن لم نراوغها.
أريدك حيًا بيننا، الأقدار عبثت بنا.
لا تحزن!
فهذه الحياة خلقت هكذا.
كل شيء فيها قائم على توازن قلق وهش.
ومطالب أنت أن تبقيه على حاله، راوغها، لكن لا تكسرها.
إنه سر الوجود والبقاء.

الحداثة لم تترك الآخر (نحن) يصنع غده، وإنما أبقته مزعزع الحاضر والجذور والانتماء.. أبقته خائفًا على بقائه، مصيره؛ فيستبدل المكان بالهرب إلى الأمام، إلى اللامكان، تجسيدًا للهزيمة الداخلية برافعة خارجية:
“لم تبق إلا ساعات وأغادر أرض الوطن.. نعم أغادر الوطن، وربما إلى الأبد. لن أرجع، سوف أنسى كل أبيات الشعر التي تعلمتها في المدرسة، أنسى الحنين والمشاوير والقمر في الصحراء”.
يمكننا القول إننا ولدنا غرباء في ظل الحداثة، بفعل فاعل، لم يسمحوا لنا بهضمها وتمثلها. جرى الحجْر علينا، لم يسمحوا لنا في تبنيها؛ لهذا بقينا منفصلين عنها كأنها نبتة غريبة عنّا، وغريبة عن شرط زماننا ومكاننا. كنا نراهن على القيمة الجمالية والأخلاقية الكامنة في جذور أرضنا، بيد أن هذا كان وهمًا.
كانت الحداثة المسماة، الحرية، كذبًا، أقوى منّا، دفعتنا بعيدًا، وضعتنا في مكان، وجذورنا في مكان آخر.
إلياس نخلة، أحد الشخصيات المهمة في رواية عبد الرحمن منيف، يمثل هذا الصراع بين هذا الوطن، الوجود، والآخر. وهذا الصراع بين المدينة والريف، العميق عمق التاريخ، بيد أن الحداثة غيرت المعايير كلها؛ حولت ابن الريف، ابن الأرض الطيبة، الأرض القابعة في الذات، إلى زمن آفل، إلى لا ذات، إلى مجرد هروب. بل تحول إلى مهرب، هارب من الحدود الداخلية والخارجية، والغربة الذاتية تلاحقه وتمزقه.
إنها مزدوجة متنافرة، من زارع للأرض والسماء، إلى قاطع طريق، قاتل ومخرب. وكل ذلك جاء بعد عمر طويل، قابعًا في مكانه عشرات الآلاف من السنين، ماكثًا في الطيبة، أرض الجمال، التي ماتت أمام أنظارنا

تحولت الغربة إلى حذاء قديم، شوكة مدببة، مغبرة اللون، تأكل الذات والذات.
هناك، على الحدود، ودعت نفسي دون وداع، وزرعت حسرة على بوابات الوطن المكسور.
كان هذا الوطن قد تحول إلى عبء، قدر، ماض ثقيل. أريد أن يخرج مني، أن يحررني من نفسه، ويتركني أسابق الزمن في الركض إلى الزمن الآخر المجهول.
كنت أعلم أن كل الأبواب مغلقة، وأنني أهرب أو هارب من باب إلى باب، ومن غربة إلى غربة، إلى تلك الذات التي لم تعد تركن الذات، إلى زمن ومكان متعارف عليهما، وقلت:
وهل تعيش النبتة الغريبة في مكان مألوف؟
إن إلياس نخلة في رواية (الأشجار واغتيال مرزوق) يمثل الإنسان الشرقي، بل الشرق برمته.. في قلقه، تأرجحه، توتره وعدم استقراره.
إن إلياس نخلة وقرية الطيبة، كائنان متقاطعان مترابطان متلازمان منفصلان.
الطيبة، تلك الأرض الوادعة، الخضراء تتحول إلى أرض مملحة، مزعزعة، قلقة.. جفت ينابيعها وقطعت أشجارها وقتلت مواشيها.
إنها الحداثة، جاءت على حين غرة، وقبضت على زمن الطيبة، وعومت حياتنا، وحولتنا إلى مجرد رهينة لديها.
بان هذا الرهن -بادئ ذي بدء- على الريف، على الإنسان ابن الأرض، ابن الجذور. جاءته كالجراد وقلعته من مكانه، ثم دمرت المدن الواحدة تلو الأخرى على نحو ممنهج، إلى أن أصبحنا دولًا فاشلة.

في السابق، كانت أغلب الشركات منتجة، تعمل على الأرض، تشغل عمال، وآليات وتحرك السوق، وتضخ المال في شرايين الدولة والمجتمع.
اليوم الكثير من الشركات الاحتكارية تعمل في الفضاء، وغير منتجة، وتمتص المال من الأرض وتضخه في فضاءها بعيدًا عن الدولة والمجتمع وتحقق أرباح بمئات المليارات، ولا يترتب عليها شيئًا عليه قيمة، ليس لديها عمل يذكر، ولا ضرائب تذكر ولا كلفة تذكر، وهي سريعة الحركة ويمكنها فرض شروطها، وتستطيع الانتقال من فضاء إلى فضاء.
هذه الشركات ولدت في العام 2000 وما بعد، شركات طفيلية تمتص دماء المجتمع وتفقره وتدمره، ولا تحتاج إلى رأسمال أو أي شيء، كوكل والفيس بوك وتويتر وانستغرام والأمازون والإعلام والدعايات، وغيره وغيره.
امتصاص المال العام والخاص من السوق دفع الكثير من الطبقة الوسطى النزول إلى الشارع ليلتحقوا بالفقراء، بسبب أغلاق الكثير من محلات الملابس والأحذية والدكاكين الصغيرة.
الرأسمال الطفيلي هو الأخطر على الاقتصاد وعلى الدولة والمجتمع، ولا يوجد تشريع يحد من نهبهم. لهذا نحن أمام معضلة جديدة ستواجهها الدولة والمجتمع في القادم من الأيام.
وستتغير المعايير السياسية والأخلاقية، وبنية الدولة وفضاء عملها بمؤسساتها التقليدية كالبرلمان والمجالس المحلية والحكومة، وسيضعف دورها.
بهذا نستطيع القول أن عصر بريتون وودز أصبح خلف الظهر، ولم يعد يلبي متطلبات السياسة التقليدية المحلية والدولية.
كلهم ينتقلون إلى الفضاء، إلى المكان الذي فرت منه العصافير أو قتلت.

منذ كنت في ريعان الشباب، كانت رواية، الأشجار واغتيال مرزوق، صديقًا لي. وكان الياس نخلة والطيبة جزء من ذاكرتي الجميلة. تركت أثرًا بالغًا في داخلي لم تبارحه إلى اليوم. وعندما كتبت عنها مقالة يتيمة بناء على تلك الذاكرة القديمة، شعرت بالفرح أنني استطعت ان اتغلغل في داخلي وأخرج الياس نخلة من داخل قلبي وأضعه أمامي وأقبله، وأقبل الطيبة، الارض العربية الخضراء الذي قتلها النظام العربي المنيوك.
يسأل ابن الطيبة نفسه كما سأل كل واحد منّا نفسه السؤال ذاته، بعد أن غدر بنا الغدار:
“ما هو الوطن؟”
“هل هو الأرض؟ التلال الجرداء؟ يجب أن أجبر نفسي أن أبول هناك، لا أريد أن أحمل شيئًا معي”.
إلى هذه الدرجة أصبح التاريخ والتراث والشرق برمته عبئًا ثقيلًا على الذات المسحوقة.
بين الاستقرار والهرب، يكمن صراع داخلي بين الأنا، الذات المرتبطة بالمكان التاريخ، بالوطن، وبين إلغائه من الذاكرة. إنه صراع بين ضحيتين، جاء إليهما من خارجهما، فرض عليهما التمزق والانكسار الأبدي:
“زالت من ذاكرتي الأفكار الحالمة عن الوطن؛ أصبحت لها دلالات صلبة، حارة.. ما هو الوطن؟ أن يجوع الإنسان؟ أن يتيه؟ باحثًا عن موطأ قدم ليبقى على قيد الحياة؟”
إنه قتل للاوعي الذاتي واللاوعي الجمعي، للبناء المشيد، التاريخ الذي امتد على هذه المساحات الكبيرة.. لهذا الرحم الذي أنتج وقدم وأعطى وأخذ، واليوم يتحول إلى أسئلة: من نحن؟
هذا الانفصال صهر الذات وردمها:
“بعد أن بعت الأرض التي ورثتها عن أبي؛ لم أعد أطيق أن أمد يدي إلى الأرض، وأحفر ذراعًا واحدًا”.
وبعد أن فقد كل شيء:
“أصبحت في الجبل قاطع طريق، مشردًا، حيوانًا”.
ويدخل الإنسان المكسور في نفق عميق يطرح أسئلة وجودية عميقة:
“ما هي الحياة؟”
الإنسان في بلادنا في حالة هروب.. هروب دائم من المكان، كأن الأرض التي يعيش عليها، نافرة، منكرة له.. ترفضه.
إنه في حالة لهاث:
عندما قلت لن أعود إلى الوطن مرة ثانية، كانت الغربة قد سبقتني إلى الحدود، ومكثت هناك تنتظرني.

قلت سابقًا أن فيروز كورونا مرض سياسي أكثر من كونه مرض عضوي.
الكثير من الأصدقاء جرمني، هاجمني، و اتهمني أنني ضد العلم والعلاج، وأنني لم أخرج من ماركسيتي.
وصلت لدرجة أن أحدهم وضع كتبي على صفحته، وقال:
هذا نوع من الكتاب العلمانيين يؤمن بالخرفات، ومن المعيب أن يكون كاتبًا، وسجين سياسي سابق.
لكني أصريت على رأي ولم اتزحزح عنه، وأقول أن الولايات المتحدة، هي صانعة الأمراض والأدوية والحروب، وفتحت جبهات قتال عبثية.
اليوم تذهب إلى توسع جبهة القتال مع روسيا، وتدخل عالمنا في أزمة قاسية، وسيزيد التوتر توترًا.
اعود وأسال:
ما الغاية من هذه الحرب، هل هو لامتصاص أزمة، هل هذه الأزمة مستفحلة إلى درجة أنه من الممكن أن تكون قاتلة، ولا يمكن حلها إلا بصناعة الحروب أو الفيروسات؟
لم لا تفكر الدولة الكبيرة في تغيير بنيتها السياسية، أفكارها القديمة المعفنة، أن تبحث عن حلول جادة بدل من ضرب طبول الحرب؟
هناك رأسماليين يملكون تريونات الدولارات المجمدة في بنوكهم، في مشاريعهم المجمدة، لماذا لا يتم تجريدهم من هذه الاموال الميتة المجمدة لمصلحة حركة السوق والمال والمجتمع.
لماذا لا تحارب الدولة الكبرى الفساد، لماذا لا يتم تغيير القوانين والدساتير لمواكبة عالمنا المنهك من خلال الجوع والحروب والأمراض وجفاف الأنهار والتلوث؟
هل الحرب هي أسهل الحلول، وماذا إذا مسك أحد المجانين القنابل النووية وضربوها وفجر عالمنا.

ومضى إلياس نخلة ابن الطيبة، الهارب، في رواية الأشجار واغتيال مرزوق، الضعيف، وملامحه تشي بالحزن الدفين، البائع المتجول من حدود إلى حدود:
وفي لحظة، بدا كومة من الملابس القديمة.
فهذه الأرض الواسعة لا تتسع لجسد صغير، ضعيف البنية:
وهل يعيش وطن زاده يأتي من السوق السوداء؟
كلاهما هارب، المهمش والمثقف العضوي:
هذا الهروب هو جزء من القلق العام؛ حيث لم تعد الأرض تتسع لهما، مع اختلاف الرؤية لكليهما، فالثاني كان هاجسه أكبر وأعمق.. هاجس التغييرات الكبيرة، ومحاولة القبض على الزمن، وتأكيد الذات الوطنية الهاربة من الذات، المحاصرة من الآخر.

أنت تحب النذل لأنه يشبهك، لأنه يدغدغ المكامن العميقة الذي في عقلك الباطن.
أنت لا تحبه فقط، أنت تعشقه.
أنت تموت من أجل ان تبقى تحت قدميه، تحت نعله المشروخ.
تتمتع بهذا الذي نبت منك وفيك، مستمتع برائحته التي هي رائحتك



سألت زوجة صديق لي، لو تقدم لك في فترة الشباب رجل مثقف وأخر يملك مالًا من كنت ستختارين؟
أجابت دون تردد الذي يملك المال، ماذا سأفعل بالمثقف؟
المرأة في شرقنا الحزين، المريض بعقدة الاضطهاد والدونية لا يعنيها المثقف أو الكاتب أو المفكر أو الباحث.
إنها امرأة تقليدية ارتضت على نفسها أن تطبخ وتربية الأطفال على مقاس عقل وتفكير أبيها وأمها ومحيطها ومجتمعها.
وتعاني من الضرب والخيانة والإهانة والهجر، والفراغ العاطفي والنفسي وربما يصل الأمر إلى الجنسي، لأن الذي تختاره يشبهها بنيويًا في السلوك والممارسة.
والكثير لا يريد أن يعرف أن المخرج من هذه الأزمة يحتاج المرء إلى الوعي بذاته عبر تثقيف نفسه، وإدراك واقعه ونوعية الإنسان الذي يتعامل معه أو يعاشره.
كل يوم تعيش هذه المرأة ندمًا وحسرة على رجل يكمن في خيالها، رجل حالم وجميل ومتفاني، بيد أنها لا تدرك أن هذا الخيال هو ذاته الذي قادها إلى الحبيب السابق، الفارغ الذي خانها أو هجرها أو مارس عليها كل أنواع دونيته وهزائمه وقهره.
ودائما نقول ليس الجميع



لا تبحث عنه، ما تنتظره لن يأتي.
أذهب إليه أنت، في الحقيقة هو غير موجود، إنه لديك.
ذلك الحلم الجميل الذي يدغدغك دائما، هو للتعويض عن الفاكهة اللذيذة، عن الحرمان، عن عدم الإشباع.
إن الفطام اللذيذ الذي خسرته إلى الأبد لن يعوض مهما حاولت.
كن شفافاً كما كنت عليه دائما. فالأشجار ستبقى هي الأشجار، خضراء ومتبدلة الأوراق دائمًا مهما تغير الزمن. والينابيع ستستمر بالطيران والجلوس في أعالي الجبال وفي حضن الأنهار والبحار.
هذا أو هكذا هو الخلود.
تذكر جيداً أنت هو الشيء ونقيضه، أنت كل شيء، ينبع منك ويحط رحاله فيك.
أنهما معك في ذاكرتك، في الرغبات المجنونة الكامنة فيك، وفي الهزائم الدائمة النائمة على وسادتك وفي سريرة روحك، في الشغف الدائم إلى الحياة والجمال.
أنت وأنت ولا أحد سواك.
أنت الجنة واللذة والحياة والموت والخلود.
كن منسجمًا مع نفسك ولا تسمح لها أن تفلت منك وتتوه.
وإذا تهت وضعت فلن تعود إلى ما كنت عليه.


حتى في نقل البيوت هناك فارق هائل بيننا وبين الأوروبي.
ينقل الأوروبي بيته بشكل منظم، وكأنه ينقل مصنعًا. يضع كل القطع المتشابهة في كرتونة، لها رقم، قبل النقل بعشرات الأيام، أو في أكياس مغلقة بأحكام، ويجهز كل شيء بشكل منظم، ويحدد ساعة النقل واليوم بدقة شديدة مع شركة النقل.
وعند النقل، لا يمكنك أن تسمع صوت إنسان أو صوت الحاجيات المنقولة. كل شيء يتم بهدوء تام دون إزعاج للجيران.
أما نحن، ننقل القطع بشكل مبعثر، وبطريقة فوضوية. وأحيانًا نحمل الأغراض بأيدينًا من شارع لشارع.
كثيرة هي المرات التي أرى أشقاءنا يحملون الكنبة أو فرش النوم من حي إلى آخر بأيديهم. واسمع صراخهم وجرجرة المواد، والضحك العالي دون سبب.



هي اسئلة مشروعة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هل تستطيع الاحتكارات أن تتكيف مع الديمقراطية السياسية التي كانت سائدة؟
لنقلب السؤال:
ـ هل تستطيع البلدان الديمقراطية أن تبقى على حالها في ظل عولمة الاحتكارات الاحتكارية على الصعيد العالمي؟
ـ هل تبقى هذه الدول منسجمة مع الاحتكارات الما بعد وطني؟ أم ستعود إلى تمركزها حول نفسها؟
ـ الاحتكارات تجاوزت الدولة الوطنية باشواط طويلة, في نهبها موارد الارض والمجتمعات, ومستمرة في هذا التجاوز, كيف سيتم الامر؟ إلى أين سيؤدي هذا الانفصال بين الدولة والاحتكارات؟



العشائر والقبائل والاصنام والطوائف لا يمكن ان يبنوا دولة, كمفهوم معاصر. إنهم رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه.
بالمناسبة, أغلب الأحزاب, إن لم يكن الكل ينتمون إلى هذه المخلفات الماضيوية. إنهم بيافطة معاصرة والمضمون مغرق في القدم



الدولة في البلدان الصغيرة لم يعد لديها القدرة على حماية المجتمع, أمنه, مصالح مواطنيه.
إن احتلال بنما في العام 1989, وضرب العراق في العام 1991 كان مؤشرًا واضحًا على التحولات الهائلة في السياسة الدولية, التي تقول, أن لا حماية لأي مجتمع ودولة في العالم بعد اليوم, وأن مفهوم السيادة الوطنية, انتهى.
والانكى من ذلك, تسري الأن في عالم ما بعد الحرب الباردة, سياسات همجية, بربرية وتوحش, وباشكال مغرقة في الدموية, بتوجيه واشراف, من قبل دول صنع القرار الراضخة للاحتكارات الدولية.


كان جالسًا, الاضواء الخافتة تبعث على الاسترخاء. النبيذ المعتق, كالزمن الطلق يسرد الحكاية المفتوحة.
ذهبت إلى الغرفة الثانية, وبقي وحده, يتأمل المكان الصغير الدافئ.
عندما عادت, كانت الضحكة الجميلة, تلون بساتين وجهها. جلست كفراشة ملونة.
وباستحياء, قالت:
ـ هل لاحظت تغيرًا ما؟ حدث ما, حط رحاله عندك؟
ـ لا, لم أر أي شيء
ـ ألم تر الزينة, ثوبي الجديد. لقد تعطرك لك, ولبست أجمل ما لدي من أجلك.
ـ لا. لم أر أي شيء, لم أر أي تغير. أنا, مندمج بالآخر, وزمني منذور للزمن الآخر. أنا هناك.
ـ أنت مجنون!
ـ أنا مشتت. أنا جزء, متعدد, مقيم هناك.



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس ثقافية 195
- هواجس ثقافية 194
- هواجس ثقافية 193
- هواجس ثقافية وفكرية 192
- هواجس سياسية ويستفاليا ــ 191 ــ
- هواجس نفسية وثقافية ـ 190 ــ
- هواجس ثقافية وأدبية وسياسية 189
- هواجس ثقافية 188
- هواجس ثقافية وأدبية ـ 187 ـ
- هواجس ثقافية وفكرية ـ 186 ـ
- هواجس ثقافية وفكرية 185
- هواجس ثقافية ـ 184 ـ
- هواجس سياسية وثقافية 183
- هواجس ثقافية وفكرية 182
- هواجس ثقافية ـ 181 ـ
- هواجس ثقافية 180
- هواجس سياسية ـ 179 ـ
- هواجس متنوعة ـ 178 ـ
- هواجس الثقافة ــ 177 ــ
- هواجس ثقافية ـ 176 ـ


المزيد.....




- مصر.. فنانة شهيرة تتقدم بشكوى ضد -مصبغة غسيل-
- تردد قناة الزعيم سينما 2024 نايل سات مشاهدة احدث افلام عيد ا ...
- جبل الزيتون.. يوميات ضابط تركي في المشرق العربي
- شوف ابنك هيدخل كلية إيه.. رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2024 ب ...
- LINK نتيجة الدبلومات الفنية 2024 الدور الأول بالاسم ورقم الج ...
- رسمي Link نتيجة الدبلومات الفنية 2024 برقم الجلوس والاسم عب ...
- مشاهدة مسلسل تل الرياح الحلقة 127 مترجمة فيديو لاروزا بجودة ...
- بتقنية الخداع البصري.. مصورة كينية تحتفي بالجمال والثقافة في ...
- ضحك من القلب على مغامرات الفأر والقط..تردد قناة توم وجيري ال ...
- حكاية الشتاء.. خريف عمر الروائي بول أوستر


المزيد.....

- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كربيت - هواجس ثقافية 196