أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح حزمي الزهيري - مقامة عرب الجنسية .














المزيد.....

مقامة عرب الجنسية .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8002 - 2024 / 6 / 8 - 13:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقامة عرب الجنسية:

يروي ياقوت الحموي (تـ: 626هـ) في (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب) : (( كانت بنت عضد الدولة لما زفّت إلى الطائع بقيت بحالها لا يقربها خوفا أن تحمل منه فيستولي الديلم على الخلافة, وكان الطائع يحبّها حبا شديدا زائدا موفيا, ويقفل عليها باب حجرتها إذا شرب, ويقول للخدم : خذوا المفتاح ولا تعطونيه إذا سكرت, ورمتُ الدخول إليها, ولو فعلت مهما فعلت, فأقسم بالله لئن مكّنت من ذلك لأقتلن الذي يمكّنني )). لكن الجماعة تزوجوا مِن الإيرانيات, أيام المعارضة, ولما صاروا في السلطة ببغداد, سلموا القفل والمفتاح لإيران , وينتظرون أوامر مِن الولي الفقيه حتّى ولو في الأمر حرق بلادهم , يبدو أن الطائع العباسي كان لديه حسٌ وطني , نقول وطني نقصد بمفاهيم زمانه, فالخلافة كانت وطنه.
منذ ربع قرن على إطلاق تسمية " عرب الجنسية " يعيد التاريخ بعض مشاهد تلك الفترة للذكرى وأخذ العبر, , لقد ضقنا ذرعا بهم وتسميتهم أشقائنا العرب, لقد اطلقت تلك التسمية التهكمية الفاضحة حينها , استخفافا بمواقف حكامهم الهزيلة من قضايا العرب المشتركة, وجزاء ماأبدوه تجاه العراق من جحود صعب فهمه أو تفسيره في حين كان بأمس الحاجة لتضامنهم ومساعدتهم وقت فرض على العراقيين الجوع والترمل والمرض والعزلة, نافيا عنهم صفة العروبة الحقة , وبأنهم ليسوا عربا أقحاحا مثله , بل عربا بالتجنس ممن لايتحلون بشهامة وكرم وعادات العرب الذين ينتصرون للشقيق والجار في المحن.
لقد كان مصطلح ( عرب الجنسية ) ذاك تعبيرا عن المرارة التي عاناها العراق وقت كان يخوض حربا ضروسا بالنيابة عنهم , مفتونا بشهامة عربية وكرما أصيلا , قبل أن يكتشف أن لا شيئ يربط أولئك العرب بالشهامة والغيرة والنخوة , وأن ما يشغلهم هو اشباع نهمهم للجنس والمال , وأن ليس لديهم ما يقدموه للعراق غير الكراهية والموت.
إن عرب الجنسية الذين خذلوا العراق مرات والذين يذرفون الآن عليه دموع التماسيح , يتحالفون اليوم مع أعداءه لاشعال الفتن في بلادنا , لتكبيدنا المزيد من الفواجع والآلام , ولمنعنا من تضميد جراحنا ودفن ضحايانا وإعادة بناء بلادنا, إنه تحالف غير مسبوق يشارك فيه العرب والعجم .
أكد نعوم تشومسكي في كتابه (من يحكم العالم) أنّ احتلال العراق كان "جريمة القرن الحادي والعشرين الكبرى , فبعد أن عانى العراق من حصار مضنٍ , جاءت الآلة العسكرية الأميركية لتعيث قتلًا وفسادًا وامتهانًا لآدمية العراقي , وأججت نيران الفتن الطائفية , وبعد أن انسحبت القوات الأميركية بات الفائز الوحيد هو إيران..
إن الصمت الذي ران منذ أمد على كثير من الدول العربية عمّا يحدث في المنطقة, إمّا تواطؤًا مع النظام الإيراني, وإمّا خوفًا منه, يؤكد لا مبالاتهم فما من شيء يحول دون أن يأتي الدور عليهم , وسوف يؤكلون كما أُكِل الثورُ الأبيض , أعني لبنان , فالصمت العربي هو الثغرة التي نفذ منها النظام الإيراني إلى بعض المناطق العربية.
أليس الأوفق أن نستشعر الخطر المحدق بنا ؟ كما استشعر نصر بن سيار - والي خرسان في أواخر العهد الأموي - الخطر الذي أحاق بالأمة, فقال محذرًا بني أمية من مغبة الحرب:
أَرى خَلَلَ الرَّمادِ وَميِضَ نَارٍ
ويُوشكُ أن يَكُونَ لَهَا ضِرَامُ
فقلت من التعجب ليتَ شِعري
أأيقاظٌ (العربُ) أم نيامُ؟

ولعلنا نذكر نداء ( نصر بن سيـّار )إلى أصحاب القرار العرب , تحذيرا ً من المطامع والمؤامرات :

أبلِغ ربيعة َ في مَرْو ٍ و إخوَتـَها ** فليغضبوا قبل َأن لا ينفع َ الغضبُ

و لينصِبوا الحربَ إنّ القوم َ قد نصَبوا ** حربا ً يـُحـَرَّق ُ في حافاتِها الحَرَبُ

ما بالـُكُم تلقحون َ الحربَ بينـَكـُمُ ** كأن َّ أهل الحـَجـا عن فِعلِكـُم غـَيـَبُ

و تتركون َ عدوّا ً قد أحاط َ بكم ** في مَن تأشـَّبَ لا دِيـن ٌ و لا حـَسَبُ

ليسوا إلىَ عـَـَرب ٍ مِنـّا فـنـَعـِرفهم ** و لا صميمَ مَوَالي ٍ إن هـُمُ نـَسَبُوا

قـَومٌ يدينون َ دينا ً ما سَمِعتُ به ِ ** عن الرسول ِ وَ لا جاءت بـِه ِ الكـُتـُبُ

مَن كان َ يسألـُني عن أصل ِ دِينـَهـُمُ ** فإن َّ دِينـَهـُمُ أن يـُقـَتـَل َ العـَرَبُ



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة المتشابهات .
- مقامة كيمياء الحب .
- مقامة الكيمياء .
- مقامة المنتصر .
- مقامة الوقت .
- مقامة ترمب .
- مقامة كلمة لا بد منها .
- مقامة المرض .
- مقامة الباندورا .
- مقامة العشق الصوفي .
- مقامة عبد الرحمن منيف .
- مقامة زمن بنات آوى .
- مقامة الرياضيات وأرقام الحب .
- مقامة البصاق .
- مقامة آخر الدنيا .
- مقامة التحريف .
- مقامة ياسارية الجبل .
- مقامة حب تالي العمر: ( الحب المستحيل )
- مقامة العمر .
- مقامة الملفات .


المزيد.....




- جدل في مصر بعد اعتماد قانون يمنح القطاع الخاص حق إدارة المست ...
- غزة.. الحياة تستمر رغم الألم
- قبل المناظرة بساعات.. ما ينبغي أن يتجنبه كل من بايدن وترامب ...
- المجر تُعيق إصدار بيان مشترك لدول الاتحاد يندد بحظر روسيا لو ...
- خبير ألماني: أربعة أو خمسة أطفال يموتون من الجوع يوميا في ال ...
- البيت الأبيض: لا نعتزم إجبار كييف على تقديم تنازلات إقليمية ...
- نيبينزيا: كييف دمرت أكثر من 1000 مؤسسة صحية وتعليمية وقتلت م ...
- نتنياهو يرد على انتقاد غالانت والبيت الأبيض يعلّق
- الحوثيون والمقاومة العراقية تستهدفان سفينة إسرائيلية في مينا ...
- وزيرا الخارجية المصري والتركي يبحثان هاتفيا العلاقات الثنائي ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح حزمي الزهيري - مقامة عرب الجنسية .