أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود السلمان - التساؤلات المحضة عند الشاعر عادل قاسم














المزيد.....


التساؤلات المحضة عند الشاعر عادل قاسم


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 8002 - 2024 / 6 / 8 - 11:17
المحور: الادب والفن
    


ما يزيد على العام بكثير، وأنا أقرأ نصوصه، أعني به الشاعر عادل قاسم، أو بالأحرى اتابع كل ما كتب عن كثب، وبهدوء تام، وبدواخلي كنت أقيمّها بحسب خبرتي البسيطة، واطلاعي بشغف على نتاج ما يكتب أصدقائي، وما ينشرون، حتى أصبح هذا حالة مواظبة، لن اسمح لنفسي التزحزح عنها، ربما هي أصبحت بالنسبة لي حالة من الإدمان، لكنه إدمان "حميدي" لا يحتاج إلى أدوية وعقاقير فكرية وذهنية، للإقلاع عنها، فهي غير معدية، إلّا لمن محض المعرفة محضًا.
وبالرغم من أن النصوص كثيرة التي كتبها الشاعر عادل قاسم؛ ونشرها على صفحته الرسمية، فضلا عن ثلاث مجاميع شعرية هي: "خيوط سائبة" و "طواحين الخراب" و "سلالم البحر" الأخيرة الصادرة عام 2023، إلّا أن اختياري أنصب على هذه النصوص، من غير تفضيل، بل جاء على حين فجأة، ومن دون سابق تحديد.
النصوص هذه تعجُّ بالاعتراض على واقع الانسان الراهن، وتطرح عدّة أسئلة اشكالية وفلسفية، فالإنسان قضيته أزلية اشكالية، كما هو معلوم، منذ وجوده على سطح الأرض؛ وربما من أهمها هي معرفته لنفسه، أليس سقراط الفيلسوف اليوناني أعتبر أكبر قضية يواجهها الإنسان، هي معرفة النفس حيث رفع شعار: "أعرف نفسك" والمقصود بذلك الإنسان الذي يمتلك وعيا، لكن الإنسان البسيط تواجهه اشكالات جمّة، يحير في تفسيرها، وفي كنهها، لماذا يحدث هذا؟، ولماذا لا يحدث ذلك؟. بسبب الغموض الذي يقف إزاء الوجود المعرفي، والتناقض الفلسفي، كالماورائيات التي يضج بها الوجود ذاته. وقد طُرح ذلك كثير من الفلاسفة، ومازال يطرح مثل كذا أسئلة فلسفية.
الإنسان هو الوحيد الذي يشكل على كل شيء، ويروم معرفة كل شيء، ويريد الوصول إلى حل جميع الأشياء الغامضة في الوجود، وكل هذا يعود للعقل الذي أختص به الإنسان، وكلما اكتسب الإنسان معرفة، كلما ازدادت تساؤلاته.
والشاعر عادل قاسم يطرح مثل كذا أسئلة لكن بصيغة نصوص شعرية، لا تقل أهمية عن الطرح الفلسفي، فربما الطرح الشعري أكثر مقبولية من الطرح الفلسفي، عند الناس، ويكمن ذلك كون الأخير يبدو للأعم الأغلب من الناس، صعب المراس والفهم أيضا، إلّا أن الطرح الشعري، هو الأكثر بساطة، لأنّ الفلسفة عسيرة الهضم، إلّا للمختصين فيها، فهم أهلا لها، أما عموم الناس فالأمر يصعب عليهم، ثم أن الإنسان حيوان شاعري، خصوصا لو عُدنا إلى جزيرتنا العربية، سنجد كان منطقهم الشعر، حتى قيل بحقهم "الشعر ديوان العرب"، وكان الشاعر عندهم بمثابة الناطق الرسمي بأسم القبيلة، وإذا ما ولد عندهم شاعر يحتفلون به، وتُقدم الولائم والطبول والرقص، احتفاءً بذلك الشاعر.
كذلك فإنّ نصوص عادل قاسم، تقوم على نقد الأشياء غير المنسجمة بحاضرنا هذا، كذلك بنقد المزاجيات التي يتبعها بعض الناس، وعلى وجه الخصوص المتعالين منهم، الناس الذين يمتلكون زمام الأمور، ولهم حظ وافر في امتلاك الأموال والنفوس، وتأثيرهم على الطابع العالم للوضع عموما، وفي مختلف الاتجاهات، فهؤلاء هم الذين ساهموا مساهمة فاعلة في تردي الحياة وتسفيهها، مقابل حياة متنعمة يعيشونها هُم، فحتى الحروب والنكوص الذي وصل إليه المجتمع، هُم من أوصل الأمر إلى ما وصل إليه اليوم، لأنّ هؤلاء فضلوا مصلحتهم على مصالح المجتمع، حتى وأن عمَّ الخراب.
ونستطيع أن القول أن الشاعر عادل قاسم، في نصوصه هذه، قد شخّص الحالة، واكتشف أسباب تردي أوضاع الإنسان، لاسيما في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، فهذه المجتمعات، ولمدة قرون عديدة، لم تقدم أي شيء يُذكر للمجتمعات الأخرى، بينما تلك المجتمعات، تعيش التقدم والازدهار، حتى قطعت أشواطا طويلة، بينما نحن نعيش في كهوف الماضي، ونُقلب ركام التراث نبحث عن بصيص أمل غير موجود.
والشاعر هو القائل: "هذا العالمُ الذي تُزينهُ الأباطيل، وناطحاتُ السرابِ، على مرأى من الخنازيرِ الجامحة". كذلك قوله: " ثمةُ رسائلٌ تترى، وعيونٌ مُبْصِرة، وبداياتٌ تنبَجسُ من قلبِ كلَ هذا الخراب".
أليس هذا هو أدانة فاضلة لواقع الإنسان الراهن، الذي استبدت به الحياة، واستعبده الواقع الضحل؟!.
وإلى *نصوص* الشاعر: عادل قاسم
1
على ساريةٍ مُحْتَرِقة
يقفُ كخيطٍ من رمادٍ
يغردُ على أَغصانٍ يانِعة
طائرُ غريب
2
كلُ الاشياءِ، لم تعدْ
كما هي، الماءُ لم يعدْ ماءً
السماءُ مُلبدةٌ بالدُخُان
الأرضُ تصحَّرَتْ
الأغاني لبَستْ ثوبَ الحِداد
ثمةُ رسائلٌ تترى، وعيونٌ مُبْصِرة
وبداياتٌ تنبَجسُ من قلبِ
كلَ هذا الخراب
3
المُراؤون الَّذينَ يتناوَبونَ
على حِراسةِ كنوز المَعبدِ
يملأونَ دوانيقَهم بالفِضّةِ
ويتناوبونَ الرياءَ على المَنابر
يمزقون ثيابَ المُشَخِّصينَ
للواقعةِ ويهبونَها للجياعِ
لتباركهم السماء

4
لا شيءَ يحدثُ،
هكذا الامرُ
وأنت حينَ تُلقي الحَبلَ،،
على الغارب
وتغمضُ عينيكَ
إنما تعطلُ اعظمََ ما وهبتْكَ
السماء
5
الملائكةُ المُحلقونَ
يعدُّونَ اوجاعَنا
ويحصونَ الدموعَ التي
أنتجتْ كل هذه المُحِيطات
6
يتداعى كبيتِ عنكبوتٍ واهن
هذا العالمُ الذي تُزينهُ الأباطيل
وناطحاتُ السرابِ
على مرأى من الخنازيرِ الجامحة.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التموسق في نصوص (عمى مؤقت) للشاعرة فلونا عبد الوهاب
- ممانعة التفاصيل في نص (ولن أخبرني) للشاعر صادق باقر
- مديات البوح في (أضرحة الورد)
- إرهاصات البوح عند علي حسن الفواز
- منطق العاطفة والخيال الخصب لدى الشاعرة وجدان وحيد شلال
- جنان السعدي حين يصوغ المعاني السامية
- مبدعون عرفتهم عن كثب (2) وليد حسين
- أحمد خلف.. يحرث في أرض الكتابة ويصنع الجمال
- تأمّل في (لَم يَكُنْ عارِيًا ذلك الظِّلُّ) للشاعر حمزة فيصل ...
- علي الحسون هل يكتب الشعر أم ينزف جراحًا؟
- ملامح الصورة الجمالية لدى الشاعرة منى سبع
- تحليل سويولوجي لقصة (نصيف الأحمر) للكاتب سعد السوداني
- الأسطورة ولعبة الأضداد في (العابد في مرويته الأخيرة)
- السلاسة والانسيابية في نصوص راوية الشاعر
- فلسفة المشاغبة عند القاص كاظم حسوني
- سردية عادل المعموري التي أنصفت المرأة
- القاص كامل الدلفي في (ذاكرة الطباشير)
- النسق السّردي في (أبواق صاخبة) للقاص حسين الرفاعي
- الرمزية والبناء القصصي عند الكاتبة فوز حمزة
- في قصته (دعابل) رياض داخل يهتك أسرار الطفولة


المزيد.....




- سعاد بشناق عن موسيقى فيلم -يونان-.. رحلة بين عالمين
- الشارقة تكرم الفنان السوري القدير أسعد فضة (فيديو)
- العربية أم الصينية.. أيهما الأصعب بين لغات العالم؟ ولماذا؟
- سوريا.. رحلة البحث عن كنوز أثرية في باطن الأرض وبين جدران ال ...
- مسلسل -كساندرا-.. موسيقى تصويرية تحكي قصة مرعبة
- عرض عالمي لفيلم مصري استغرق إنتاجه 5 سنوات مستوحى من أحداث ح ...
- بينالي الفنون الإسلامية : أعمال فنية معاصرة تحاكي ثيمة -وما ...
- كنسوية.. فنانة أندونيسية تستبدل الرجال في الأساطير برؤوس نسا ...
- إعلاميون لـ-إيلاف-: قصة نجاح عالمي تكتب للمملكة في المنتدى ا ...
- رسمياً نتائج التمهيدي المهني في العراق اليوم 2025 (فرع تجاري ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود السلمان - التساؤلات المحضة عند الشاعر عادل قاسم