|
تشغيل قاهر لأطفال العراق في اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال
تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)
الحوار المتمدن-العدد: 8001 - 2024 / 6 / 7 - 20:13
المحور:
حقوق الاطفال والشبيبة
كتب رئيس المرصد السومري لحقوق الإنسان د. تيسير عبدالجبار الآلوسي، مذكرة بشأن التشغيل القاهر لأطفال العراق وذلك بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال وقد أورد النسب التي تهدد حيوات أطفال العراق ومستقبل المجتمع وأمنه واستقراره وإمكانات التنمية فيه إذا ما بقيت الأمور سبهللة بلا ضابط بخلفية إهمال تطبيق القوانين النافذة وتشريع تلك التي باتت ضرورة اليوم وطالب باعتماد يوم 12 حزيران يوما وطنيا بسبب أهمية الطفل والطفولة في العراق بالاستناد إلى نسب ديموغرافية للتركيبة المجتمعية وإلى ما تعنيه الأمور عند تتسيب العلاقات وتتمزق وتتفكك وفي أدناه نص ما ورد بالمناسبة ***
مع تفشي الفقر والبطالة واهتزاز الاستقرار الأمني واشتداد الصراعات القبلية والطائفية وتعبيراتهما السياسية المحتدمة أو المتسمة بالعسكرة والتسلح بجانب حجم كبير من حالات الإعاقة والشلل عن التمكن من العمل ومع هشاشة أوضاع الأسرة العراقية سواء النسب العالية من تزويج الفتيات القاصرات إذ أنّ أكثر من ربع المتزوجات من أعمار تحت 18 عاما وأكثر من 5% تحت الـ15 سنة وإذا ما أضفنا إلى كل تلك العوامل أن نسبا كبيرة وخطيرة من الأطفال بلا أوراق ثبوتية رسمية ومن ثم بكثير منهن ومنهم بلا نسب فإننا سند أسباب موضوعية ضاغطة تدفع قهريا أعداد هائلة من الأطفال نحو سوق العمل..
لقد احتل العراق المرتبة الرابعة في عمالة الأطفال بعد دول هشة الأوضاع مثل اليمن والسودان، تصل نسبة عمالتهم إلى 4.9% في الفئات العمرية الصغيرة بحجم اجمالي ما يقارب المليون طفل عامل ينتشرون في قطاعات الصناعة والزراعة والخدمات..
لقد تسبب انخفاض دخل الأسرة وجملة ما أشرنا إليه من صراعات مرت على العراق وظاهرة النزوح وارتفاع معدلات العنف الاسري ضد الاطفال وضعف منظومة التشريعات القانونية وتأخر إقرار المتخصصة بالحماية منها والاستراتيجيات الهزيلة بخاصة في تطبيق التشريعات المتاحة أودت جميعها نحو تراجع حماية حقوق الطفل .
وبخلاف الاتفاقات التي وقع عليها العراق ومنها: اتفاقية منظمة العمل الدولية 138 بشأن الحد الأدنى للسن، واتفاقية منظمة العمل الدولية 182 بشأن أسوأ أشكال عمل الأطفال تلك التي دخلت حيز التنفيذ عامي 1985 و2001. واتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل بخلافها جميعا فإنّ عمالة الاطفال في العراق مازالت مرتفعة النسبة.
ومع اختلاف التقديرات لنسب عمل الأطفال إلا أنها تظل عراقيا خطيرة ومؤثرة في الصميم فأرقام غير عادية لمجهولي النسب ممن يقبعون تحت تأثيرات الازدراء والحرمان والظروف الضاغطة التي تُكرههم على التعامل مع العنف المجتمعي والرسمي بالطريقة الأخطر في إدارة علاقاتهم وربما تحولوا إلى قنابل موقوتة سواء إرهابية أو مصدر إفشاء للمخدرات.. وتشير إحصاءات اليونيسف وتقديراتها الأكثر تساهلا إلى أن ثلث أطفال العراق أو ما يربو على 2 من كل 5 أطفال يمرون بظروف صعبة تضعهم أمام متطلبات العمل وسوقه بقصد إعانة عوائلهم
ومثلما أشرنا إلى أن بعض المسؤولين عادة ما أشاروا إلى القوانين العراقية الرادعة وإلى قيم سائدة بالرفض الاجتماعي لظاهرة عمالة الاطفال، الا ان سوق العمل العراقي ما زال يلتهم طاقات الأطفال ويسوقهم قهرا وكرها إلى ميادينه الأخطر..
إن أي عمل لا يتناسب وعمر الطفل وإمكاناته هو عمل خطير يحيق به بالأضرار غير المحدودة من قبيل التجوال تحت ظروف طقسية معقدة من حرارة وأوضاع لاهبة تتسبب بضربات الحر والشمس أو بغيرها من أوبئة وأمراض حين الوقوف بإشارات المرور والشوارع لبيع الماء والمناديل وغيرهما وهذا يتم فضلا عن طابع ازدراء طفولتهم والاستهانة بكرامتهم وبقيم العيش الكريم وينتهك حقوقهم في التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية النموذجية!
وبينما تشكل الفئة العمرية للأطفال أكثر من 70% من السكان فإن نسبة الثلثين مضطرة للعيش بمستويات الفقر والفقر المدقع ما يدفع قهريا نحو سوق العمل وبنسب منه الخطيرة من أعمال البناء وصناعة الطابوق وما يماثلها..
ومرة أخرى احتل العراق تصنيفا متأخرا بين دول العالم في التنمية الإنسانية على الرغم من أنه بلد مصنّف بين أعلى وسط الدول الأغنى بسبب ما يمتلكه من ثروات مادية وبشرية. وبالخصوص أكدت بعض إحصاءات أطراف رسمية عراقية كوزارة التخطيط أن ما يربو على المليون ونصف المليون من الأطفال محرومون من الرعايتين الصحية والتعليمية وهي أرقام اعتدنا على ما يجري عليها من تشذيب وتحسين لتغطية الحقيقة أو جزءا منها..
إننا في اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال نطالب:
إنفاذ التشريعات المعمول بها في رعاية الطفل والطفولة ومنع تشغيله بخاصة في الأعمال الخطرة.. تشريع قانون حماية الطفل وإقراره بأولوية عاجلة مع تعديل قانون العمل ومجمل التشريعات بما يتلاءم والاتفاقات الموقعة من العراق بالخصوص. تشديد العقوبات على أصحاب المصانع ومواقع العمل الذين يستخدمون الأطفال وبالتفات مخصوص إلى أعمال البناء والأعمال الثقيلة المؤثرة في نمو الطفل وسلامته. خلق فرص اقتصادية ملائمة للأطفال بجانب انشاء صندوق الأجيال مع تخصيص نسبة للطفل والطفولة حتى بلوغه الـ18 عاما. إن عمل الأطفال يحرمهم من فرص الرعاية الصحية والتعليمية ويؤثر على نموهم الأمر الذي يقلل من احتمالات حصولهم على دخل لائق وعمل مستقر عندما يصلون سن البلوغ القانوني
ومن أجل معالجة تلك الإشكالية التي تجابه البشرية جاء اختيار اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال، احتفالا به في 12 حزيران يونيو، بقصد تحفيز الحركة الأممية لإنهاء عمل الأطفال، وذلك عبر:
إعادة تنشيط الجهود لتحقيق العدالة الاجتماعية. التصديق الفعلي لاتفاقية منظمة العمل الدولية رقم 138 بشأن الحد الأدنى لسن الاستخدام، ما سيتيح مع اتفاقية منظمة العمل الدولية رقم 182 لحظر أسوأ أشكال عمل الأطفال والإجراءات الفورية للقضاء عليها إنهاء عمل الأطفال فعليا إننا في الحركة الحقوقية نتابع ونؤكد باستمرار ما قدمناه بشأن الطفل والطفولة في العراق من إلزام الحكومة وكل المؤسسات التشريعية وغيرها لتبني يوم 12 / 6 يوما وطنيا مثلما هو عالمي بمهمة جوهرية هي مكافحة عمل الأطفال وسيترتب على ذلك الدفع باتجاه مزيد جهود فاعلة بناءة مؤملة لتحقيق العدالة الاجتماعية للجميع وبما يتضمن بالجوهر أحد أبرز العناصر ألا وهو إنهاء عمل الأطفال اليوم قبل الغد
#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)
Tayseer_A._Al_Alousi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في اليوم الدولي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء ما هي أوض
...
-
في الطريق لإحياء اليوم العالمي للطفل وتثبيته في أجنداتنا الن
...
-
العيد الوطني العراقي ورموزه ودلالاته
-
العراق بين ثراء تنوعه الثقافي ونهج سلطة الأحادية والإقصاء وا
...
-
واقع الصراع الراهن في العراق ومساعي التغيير من أجل العيش بأم
...
-
الأسرة نواة مجتمعية لرعاية الإنسان وحمايته والتأسيس للتنمية
-
النبات وحيواتنا في العراق وفي عالم تعصف به المتغيرات المناخي
...
-
في اليوم الدولي للصحافة: صحفيات العراق وصحفيوه في أتون المعا
...
-
اتحاد الطبقي والوطني يصارع الاستغلال الطائفي القبلي في العرا
...
-
بمناسبة اليوم العالمي للإبداع والابتكار العراق والحاجة لاهتم
...
-
الإبداع والابتكار بين الإهمال وفقدان الاستراتيجية وبين ضرورة
...
-
تهنئة إلى اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق وجميع أعضائه
...
-
مسرح المقاومة بين الجمالية والمحمولات الاجتماعية السياسية
-
كارثة دهس أطفال مدرسة ابتدائية في البصرة، يقرع نواقيس الموت
...
-
في اليوم العالمي للمسرح تُنار أضواء صالات العروض احتفالاً وت
...
-
أوقفوا جرائم تقييد الناس واستعبادها بادعاء أن ذلك باسم المقد
...
-
رسالتي في اليوم العالمي للمسرح 2024 من وحي ما يجابه الإنسان
...
-
أخطر أسباب فساد التعليم ما بات يتفشى وسط كثير من المكلفين به
-
تسعون وردة حمراء في طريق التقدم باتجاه الانتصار للوطن والناس
-
كل عام ونوروزكم الأبهى والأسعد والأعلى شعلة تنوير وسلام وحري
...
المزيد.....
-
الأمم المتحدة تحذر: شبح المجاعة يهدد 40 مليون شخصًا في غرب أ
...
-
تظاهرات في تل أبيب مطالبة بصفقة للإفراج عن الأسرى
-
الشروق داخل معسكرات النازحين فى السودان.. حكايات الفرار من ا
...
-
استشهد زوجتي وإصابتي أفقدتني عيني
-
مصدر فلسطيني: عودة النازحين قضية رئيسية في المفاوضات وتوجد ع
...
-
دعوات إسرائيلية لمظاهرات تطالب بصفقة تعيد الأسرى
-
مندوب فلسطين بالجامعة العربية يدعو لتفعيل الفصل السابع من مي
...
-
عبد الرحمن: استقبال عناصر النظام البائد وتسوية أوضاعهم ممن ل
...
-
دعوات إسرائيلية لمظاهرات تطالب بصفقة تعيد الأسرى
-
في رسالة لذوي الأسرى.. القسام تنشر صورة نجل نتنياهو على شواط
...
المزيد.....
-
نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة
/ اسراء حميد عبد الشهيد
-
حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب
...
/ قائد محمد طربوش ردمان
-
أطفال الشوارع في اليمن
/ محمد النعماني
-
الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة
/ شمخي جبر
-
أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية
/ دنيا الأمل إسماعيل
-
دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال
/ محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
-
ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا
...
/ غازي مسعود
-
بحث في بعض إشكاليات الشباب
/ معتز حيسو
المزيد.....
|