أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - تاريخ الخرافة ح 33















المزيد.....

تاريخ الخرافة ح 33


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 8001 - 2024 / 6 / 7 - 19:15
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


3. الفلك ومسارات الطاقة
علم التنجيم عموما وعلاقة الفلك بالإنسان من خلال (كواكب واجرام ونجوم وخطوط سير وتقاطعات وأقترانات ووو) هو ما يهتم به الكثير من الناس، لأنهم يظنون أن كل ما يجري في السماء له إنعكاس حقيقي وأثري على الأرض وسكانها، والتنجيم كمفهوم مرة يطلق عليه علم ومرة يطلق عليه فن قراءة المواقع والمسارات التي يتكون منها الجزء المري من وجه السماء، يتكون عادة من عدد من نظم الاعتقاد التي تؤكد أن هناك علاقة بين الظواهر الفلكية والأحداث أو الأوصاف الشخصية في العالم البشري بشكل موازي للقدر الفوقي أو هو جزء منه، وقد تم رفض علم التنجيم من قبل البعض ممن ينتمي إلى المجتمع العلمي، حيث أنه لا توجد قوة تفسيرية لوصف الكون على أنه سلسلة من الأرتدادات أو الحلقات التي تتسع حول الحدث ليشمل بأثره ما هو خارج نطاق الحدث ذاته، فالتقييم العلمي البسيط لعلم التنجيم أنه لم يعثر على أي دليل لدعم الآثار المزعومة المذكورة في التقاليد الفلكية.
تمتد علاقة الإنسان مع السماء كمظهر مميز لفت أنتباهه في الأول بجمال المنظر وكثرة النجوم والكواكب فيه، التي توصل معها في بادئ الأمر إلى قناعة أن هذا الشكل لا يخلو من أسرار كما لا يخلو من إيحاءات خاصة مع القمر في البداية والشمس كونها على قرب منه، وبقي مشدودا لعالم السماء ظانا أن هذا الوجود الغريب لا بد أن يخزن الكثر من الموجودات التي تؤثر على وجوده في الأرض، حاول في الأول التقرب منها ومحاولة فهمهما بما يستطيع من وسائل بسيطة خاصة مع ترافق ذلك مع إيمانه بأن القوة الساحرة المهيمنة الغيبية التي تتحكم في مصيره قد تكون هناك، في مكان ما ربما تكون هي أحد هذه المظاهر، فتعبدها وتقرب إليها بكل فنون الطاعة، وقدم لها الهدايا والأضاحي مما جعلها شيء مقدس لديه دون أن يعرف أنها مجرد حجارة مثل الأرض.
فقد مثلت دراسة هذا العالم عند الإنسان الأول ريادة من نوع خاص ربما من حقنا أن نقول أنها واحدة من أقدم العلوم الطبيعية في التاريخ، ومن أبرز اختراعات البشرية الأولى والذي ظل مرتبطا بها بكل الأزمان والعصور، فمنذ نشوء الإنسان وحتى يومنا هذا بعب الإيمان بالفلك والأبراج والحظوظ دورا في تفكير الكثيرين ممن يرون أنهم مجرد متلقيات لأثر خارجي بنسبة عالية، كما ويباهي هذا العلم بقية العلوم بأنه حاجةٌ ماسة لكل المكونات الإنسانية بسبب هذا الأعتقاد، وإن كان يستخدمه البعض من العلماء للكشف عن خبايا الكون وأسرار النشأة ومستقبل الوجود ليسمن خلال الفكرة أو التعريف الأعتيادي لعلم الفلك، فهناك اليوم علوم وضعية تجريبية ومحكومة بقوانين منها علم فيزياء الفلك كمثال غيري عن المفهوم المتعلق عند العامة لقراءة الحظوظ والطوالع، إذ ما من فئة أو شريحة أو فرد في هذا العالم يتجاهل علم الفلك ولو اختلفت النظرة والاستخدام له بين الجد والرفاهية.
اليوم وفي عالم التكنلوجيا والمؤسسات العلمية يستخدم علم الفلك ويشارك فيه علوم الرياضيات والفيزياء الكيماء، وحديثا أضيف لها علم البرمجيات القائم على الحواسيب والتقنيات التي لم تكن موجودة سابقا، والهدف من أستخدام علم الفلك هذه العلوم ينصل في حقيقة واضحة وهي أن التداخل والتشارك ما بين العلوم أنهى فكرة التخصص الفردي، وفي النهاية يكون الهدف العام من كل هذه المشاركات نصل بها وتصل بنا إلى فهم أفضل وحقيقي وعملي لشرح أصول وتطور الظواهر والأجرام بدأ من لحظات تكون الوجود الأولى وحتى بيان مسارات الوجود المستقبلية.
إن الأجرام التي يشتمل عليها علم الفلك هي منظومة الكواكب والأقمار والنجوم والسدم والمجرات والمذنبات وكل ما يتعلق بها من حركة أو ولادة أو أنتهاء حياة هذه الأجرام وعلاقة ما يجري في السماء على ما سيدري في الأرض، وكذلك دراسة الظواهر ذات الصلة مثل انفجارات المستعرّ الأعظم، الكوكب الذي استهلك العلماء خمسة عصور حتى عثروا عليه بفعل التطور العظيم لهذا العلم.. وكذلك انفجارات أشعة جاما والنجوم الزائفة والنجوم الزائفة المتوهجة، والنجوم النابضة، وإشعاع الخلفية الكونية الميكروي والخ من أحداث قل لا يتصور العقل البشري وجودها في قلب السماء التي نراها زرقاء جميلة مرصعة بالنجوم الفضية.
بصورة عامة يدرس علم الفلك كل ما ينشأ خارج الغلاف الجوي للأرض سواء أكان له تأثير أو عدم تأثير مباشر على حياتنا، وعلم الكون هو قسم من أقسام علم الفلك الأمر الذي يرفع علم الفلك من الناحية العلمية إلى مرتبة أعلى من الكون، ذلك حين يكون الكون وكل ما يتعلق به جزءا مما يتناوله هذا العلم خاصة مع تطور نظريات الفيزياء الكونية ونظريات الوجود وكيف بدأت الحياة ودراسة المعادلات والقوانين الشمولية بدأ من الذرة وأنتهاء بنظرية الأكوان المتعددة وربما الوجود الأخر والعدم.
تركز الإبداع الفلكي في العصور الأولى في بلاد ما بين النهرين وبلاد الإغريق فارس والهند والصين ومصر وأميركا الوسطى حيث تم الربط بين العبادة وبين مصائر البشر والسحر أيضا، هذه الخاصية هي التي أعطت لعلم الفلك الأهمية والمنزلة فيما بين العلوم القديمة إذ دراسة حركات النجوم والكواكب تتم باستخدام العين المجردة وبدون أدوات، ليتطور الأمر مع تطر علم البصريات والرصد بواسطة التدوين والتأمل إلى وضع أفكار حول الكون وتطوره آنذاك، كان علم الفلك في شقه المتعلق بحركة الكواكب ومساراتها التي تحدد مصائر البشر عبارة عن خرائط لمواقع النجوم والكواكب ما يسمى اليوم بعلم القياسات الفلكية تؤشر إلى ما يعرف بدراسة منازل القمر والكواكب السبعة، التي ترتبط بتأثيراتها مع الايام والساعات والسنين، وكذلك ترتبط بمواعيد الزراعة والخ من الاستخدامات المتشعبة بعد أن أنفصل مفهوم عبادة الكواكب إلى علم اللاهوت وما تبعه من ظهور الديانات وتبلور علم العقائد.
لاحقا ونتيجة لكون العلم القديم لم يكن علما تخصصيا عند المشتغلين به، فقد يكون عالم الفلك طبيبا وموسيقيا ورجل دين وو ومن الضروري ان يكون ايضا مطلعا على الفلسفة وعلم السحر والكثير من المعارف الضرورية، من هنا تم ربط الفلك بالفلسفة لاستكشاف طبيعة الشمس والقمر والأرض ودراسة التفاعلات المتبادلة بين الإنسان ومحيطه الخارجي من خلال دراسة نظريات الوجود، وفي هذه الجزئية تحديدا يعترف دارسي المعرفة وتأريخها بدور الفلسفة في تقريب المسافات بينهم العلوم المختلفة بأعتبارها الوعاء الذي خرجت منه أهم تلك العلوم القديمة، لكن هذا ساعد بطبيعة الحال على تحول أهتمامات الفلاسفة الناشطين في المعرفة الشمولية عموما إلى علماء فلك من الدرجة الأولى، ما أدى إلى تلازم المسارين “الفلكي والفلسفي” لتفسير ظواهر الوجود وعلاقة المقدمات بالنتائج التي تتبع حركة الفلك ومساراته الكونية.
في العصور الوسطى نشط فلكيون مهمون أمثال ريتشارد والينجفورد الذي قدم اختراعا مهما “الساعة الفلكية”، وتم في تلك الحقبة قياس الزوايا بين الكواكب والأجسام الفلكية الأخرى، إضافة إلى رسم خط استوائي يساعد على التنبؤ بالكسوف، فيما ناقش “نيكول أرسمه” وجان بوريدان الدليل على دوران الأرض ونجحا في الكثير مما وضعاه من نظريات، علما أن علم الفلك استفاد كثيرا من مغامرات الرحالة العالميين كابن ماجلان وكريستوف كولومبوس وفاسكو دا غاما وابن بطوطة وغيرهم… ومن ثم طوّر بوريدان نظرية الزخم وهي المقدمة للنظرية العلمية الحديثة للقصور الذاتي، وكانت نظرية الزخم آنذاك قادرة على إظهار الكواكب وإثبات أنها تتحرك دون تدخل من الملائكة وفق ما كان شائعا آنذاك.
هذه النظرة التاريخية عن الفلك متداخلة بين مفهومه الكلاسيكي القديم وبين المفهوم العلمي المتدارج اليوم هو مقدمة لربط الموضوع أصلا بالخرافة، فقد تأسس هذا العلم وولد على أسس غيبية وافتراضيه في مجملها يقين نظري عند الإنسان من أن حركة ومواقع الكواكب والنجوم لها مساس مباشر به وبوجوده، وبنى على ذلك النظريات والأفكار والتفسيرات التي تعكيه أجوبة ربما على بعض الإشكاليات والتساؤلات المحيرة، لم يكن الإيمان بالفلك والتنجيم مقصورا على فئة من الناس وعلى طبقة بعينها، فقد كانت أمم وشعوب ربطت مصيرها بالفلك وعبادة الفلك والنجوم، حتى أن بعض الديانات جعلت رموزها الدينية الكبرى الشمس أو القمر وسمت بعضا من ألهتها كملوك أو ألهة لظواهر فلكية محددة.
هذا الربط بين حياة الإنسان والفلك لم يأت عن فراغ ولم يولد بالتأكيد من وهم خاصة وأن التأريخ أعطى حسب الروايات عنه الكثير من البراهين على صحة الكثير من التوقعات والحسابات الفلكية التي يسميها البعض نبوءات، فقد جاء الفرس بناء على نبؤه فلكية لتباركوا مثلا بولادة السيد المسيح، كما أن ولادة النبي موسى وقصته الدينية الإبراهيمية وقتل فرعون لكل طفل يولد في ذلك العام بناء على نبوءة كما تذكر لنا الأخبار، لكن هذا الواقع ومع تطور المكتشف الفلكي المعاصر وربطا به هل من الممكن أن نجد تفسيرا ما لهذه الظاهرة على الأقل في محتواها الصادق.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذكرات ما قبل إعلان الجنون
- تاريخ الخرافة ح 32
- تاريخ الخرافة ح 31
- تاريخ الخرافة ح 30
- تاريخ الخرافة ح 29
- تاريخ الخرافة ح 28
- تاريخ الخرافة ح 27
- قراءة دستورية وقانونية لتنازع الأختصاص بين المحكمة الأتحادية ...
- تاريخ الخرافة ح 26
- شذرات تاريخية من الاسلام الاول
- تاريخ الخرافة ح 25
- حين يكون الحب كفرا......
- تاريخ الخرافة ح 24
- تاريخ الخرافة ح 23
- تاريخ الخرافة ح 22
- تأريخ الخرافة ح 21
- تأريخ الخرافة ح 20
- تأريخ الخرافة ح 19
- تأريخ الخرافة ح 18
- تأريخ الخرافة ح 17


المزيد.....




- جدل في مصر بعد اعتماد قانون يمنح القطاع الخاص حق إدارة المست ...
- غزة.. الحياة تستمر رغم الألم
- قبل المناظرة بساعات.. ما ينبغي أن يتجنبه كل من بايدن وترامب ...
- المجر تُعيق إصدار بيان مشترك لدول الاتحاد يندد بحظر روسيا لو ...
- خبير ألماني: أربعة أو خمسة أطفال يموتون من الجوع يوميا في ال ...
- البيت الأبيض: لا نعتزم إجبار كييف على تقديم تنازلات إقليمية ...
- نيبينزيا: كييف دمرت أكثر من 1000 مؤسسة صحية وتعليمية وقتلت م ...
- نتنياهو يرد على انتقاد غالانت والبيت الأبيض يعلّق
- الحوثيون والمقاومة العراقية تستهدفان سفينة إسرائيلية في مينا ...
- وزيرا الخارجية المصري والتركي يبحثان هاتفيا العلاقات الثنائي ...


المزيد.....

- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - تاريخ الخرافة ح 33