فاروق سلوم
الحوار المتمدن-العدد: 1763 - 2006 / 12 / 13 - 11:23
المحور:
الادب والفن
ينظر الطفل من مشبك الباب
هذي شوارع اخرى
ووجوه تتشابه في سحنة الطرقات
وصغار يمرّون مليء حقائبهم
وردة للمعلمة اليوم .. وللفسحة القهقهات
يسأل الطفل .. بابا ..أهذا عراق
ويصفن في وجهي المتشابه في وجهه
المتشابه في سحنة الهجرات
المتأمل من مشبك الباب ان العراق
بعيد
وان الصغير يغيّر صوت مطالبه
حين تأخذه لحظات الفراق
ينظر الطفل من مشبك الباب
ينتظر الصوت ..
لاطلقات
ولا عصف صوت القنابل..
لا ميليشيات على حاجز الشارع المتفجر
لاأقنعة
ولاالعربات تفرّغ اجساد شبان شارعنا
بثقوب مدمات ..
لاصرخة الفزع الكل فجر يكلل هام المكان
ولا ولولات
بابا .. على مشبك الباب رقم غريب
فلاالباب باب الملاذ القديم
ولاالدار دار الحكايا
ولاالكتب الساكنات
ولاصوت فيروز في اول الصبح
كي ينغز الجرح
لاصوت منزلنا حين تصفرّ في ركنه
ريح فجر الشتاء
بابا ..اهذا العراق
كأنا على مشبك الباب
مثل سجينين نبصر ظللين
فوق السياج
يؤشر كل ليبصر من سيزور الأسير
ومن سيجيء ببعض الخفايا
على خرقة الخبز رائحة الأ هل رائحة البيت
رائحة الذكريات
كأنا على مشبك الباب نكتب نصف الوصايا
ونصفا تكرره لحظات الدماء
على صفحة الطرقات البعيدة
وعند نهايات عتمة ايامنا في قرى الجوع
والخوف ..
والأغنيات الوحيدة
قبل ان يقتل الموت اهل البلاد
وقبل يفوت الزمان ليحكي لهذا الصغير
بأنا على مشبك الباب في الهجرات
مجرد وجهين ينتظران
متى سيمر .. العراق
#فاروق_سلوم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟