البيبليومانيا ( الشغف أو الهوس بالكتب )

أيوب بن حكيم

الحوار المتمدن-العدد: 8001 - 2024 / 6 / 7 - 02:47
المحور: الادب والفن
    

[ البيبليومانيا Bibliomania وكتبه أيوب بن حكيم ]
1- البيبليومانيا هل هو مرض ؟
هوس الكتب مرض نفسي يصيب الملايين عبر العصور، مرض ليس معترفا به رسميا لدى الدوائر الطبية العالمية، تباعا ليس له إحصاءات، مرض قد يراه البعض غير مؤذ، بل مرض جميل ليت الناس يمرضونه...لكنه مرض مدمر من مناح كثيرة سيأتي بيانها

2- ما البيبليومانيا ؟ وما أعراضها ؟
داء العباقرة أو مرض عشق الكتب مرض قديم، يصيب لمرء لعلل كثيرة أهمها تربيته في وسط علمي، أو وراثته عن الأب والجد، أو جراء مخالطة الأقران البيبليومانيين، وينقسم هذا المرض إلى نوعين
أ – المهوسون بالكتب اقتناءً وقراءة وكتابة.
ب – المهوسون بالكتب اقتناء فقط.
فتجد المرء منهم يهتم بالكتب ومعالجتها وترميمها وتسفيرها أكثر ما يهتم بنفسه أو أولاده وزوجه، مع وجود أمراض جلدية وتنفسية مصاحبة لعشاق الكتب كالحساسية والطفح الجلدي والعطاس.
يقتني الإنسان البيبليوماني الكتب بشراهة، حتى إذا لم يحتجها أو كان مجالها بعيدا عن مجال تخصصه، معللا ذلك أنه سيطالعها يوما، فقد يشتري الكتاب إذا أعجبه تسفيره أو قدمه وعتاقته، وقد يشتريه ولو كان عنده نسخ أخرى من الطبعة نفسها !!
وغالب المهوسين بالكتاب من المستحيل أن يعيروا كتبهم لأحد بله أن يهدوا كتبا، فهم أسخياء جدا في اقتناء الكتب بخلاء جدا في إعارتها أو إهدائها...
مما يحرص عليه مدمنو الكتب أن يكون هناك مكان واسع بالمنزل لها، مع منع الزوج والأولاد من ولوج ذلك المكان، اللهم دخول مهوس مثلهم يتباهون عليه بما حوت الخزانة من تحف ونوادر.
وهوس البيبليومانيين ليس واحداً، فهناك المهوس بتوقيعات المؤلفين وهناك المهوس بالطبعات الأولى للكتاب، وهناك المهوس بالطبعات القديمة عموما، وهناك المهوس بجمع جميع طبعات الكتاب الواحد، وهناك المهوس بالكتب المخطوطة لا المطبوعة...وهناك المهوس بمجالات معينة وهناك المهوس بالتفسير والتجليد الفاخر..
3- من اشتهر بهذا المرض قديما وحديثا ؟
واشتهر في القدم به ملوك وعلماء، من أشهرهم أشور پانيبال ملك بابل المشهور الذي بنى أكبر مكتبة في العالم القديم، كما اشتهر به في ثقافتنا التراثية الخليفة المأمون وملوك الفاطميين والأندلس، واشتهر بالمغرب الملك زيدان السعدي صاحب خزانة الإسكوريال الحالية، والملك الحسن الثاني، وممن مرض بهذا المرض من العلماء الجاحظ وأودى به إلى الموت مما هو معروف..ومن العلماء المحدثين تيمور باشا وعبد الحي الكتاني والخانجي والشواكر....ومن المعاصرين نظام يعقوبي وأبي الهدى اليعقوبي وجمعة الماجد وأمير قطر وبيل غيتس ..

4- هل لهذا المرض خطورة؟
قد يسبب هذا المرض لصاحبه الإفلاس، خاصة إذا كان دخله ثابثا وشراء الكتب في تزايد مطرد، فقد يضحي المهوس بعطلة أو شراء بدلة لأجل عيون كتاب نادر. وقد يصبح حاله من حال المقامر فيبيع قطع الأثاث أو يقترض لاقتناء مخطوط
وقد يودي بصاحبه لمشاكل عائلية مع الزوج والأولاد، نتيجة انتشار المرض والحساسية بالمنزل أو الإفلاس أو الإهمال...
وقد يتطور حب امتلاك الكتب إلى حد سرقتها من المكتبات العامة والخاصة والتجارية والمعارض ولربما المتاحف...فيسقط صاحبها في جنحة أو جناية في حين يؤمن هو أن سرقة الكتب ليست جرما قانونيا ولا أخلاقيا..
ويتسبب عشق الكاب في الانعزال شبه التام عن المجتمع لسببين هما: أولها العيش في مثالية الكتب تباعا النظر للمجتمع بمنظار التتفيه والتسطيح فلا يستطيع المهوس الاندماج في ثقافة المجتمع، وثانيها عدم إيجاد الوقت اللازم لمجاملة المجتمع والعائلة، فكل الوقت مخصص للكتب وصيانتها وترميمها والاعتناء بها وحمايتها...
ويتسبب هذ المرض أيضا في ضَعف الذاكرة ونسيان الأمور العاطفية والتركيز على أرقام الصفحات وتاريخ شراء الكتاب والاقتباس الخ
كما يسبب دخول المهوس في نوبة حب الامتلاك فما إن يرى كتابا في يد شخص حتى يساومه عليه، مع تراكم لحب التباهي بما يمتلكه والتفاخر أمام المهوسين بذلك
وقلما نجد المهوس يهتم بحاله وصحته، مع شرود إذا كان بالشارع، وحالة من الهوس الشديد والارتعاد والقشعريرة إذا دخل مكتبة نوادر أو خزانة عالم أو مكتبة عامة أو متحف كتب أو مزادا علنيا للكتب!!

#أيوب_بن_حكيم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات