أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - جو بايدن ما يطيّر طير بضباب !














المزيد.....

جو بايدن ما يطيّر طير بضباب !


محمد حمد

الحوار المتمدن-العدد: 8000 - 2024 / 6 / 6 - 22:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثمة مثل شائع في مدن وسط وجنوب العراق يستخدمه بكثرة مربّّو الحمام (المطيرجية) باللهجة العراقية. يقول هذا المثل "ما يطيّر طير بضباب". ومعناه باختصار شديد أن الشخص يحسب حساب كلّ خطوة بدقّة متناهية لا تجلب له الخسائر. ومن عادة مربي الحمام أن لا يطلقوا الى السماء حمامهم عندما يكون الضباب كثيفا فتتعذر الرؤية عليهم وعلى الحمام و ربما يفقد طريق العودة الى صاحبه.
طيب ! وما علاقة المخرف جو بايدن بالحمام والضباب والمطيرچية بالموضوع؟ فسماء الحرب العدوانية الاسرائيلية على غزة ملبدة بدخان القنابل ورائحة الموت والخراب ؟
سنرى فورا، ولكن بشيء من الفنطازية والذكاء الطبيعي (وليس الاصطناعي): سوف نكتشف أن ثمة علاقة واضحة بين جو بايدن والمطيرچية، خصوصا بعد أن أطلق "حمامة سلام " أو خطة لوفف الحرب في غزة تتضمن ثلاث مراحل. وعلى القاريء الكريم أن ينتبه إلى التوقيتات والتواريخ المتعلقة بهذه المراحل. وعند المتابعة الدقيقة سنجد أنفسنا على أبواب الانتخابات الرئاسية الامربكية. وهذا هو بيت القصيد. علما أن المرحلة الاولى، دون الخوض في تفاصيلها، تستغرق ستة اسابيع. هذا إذا وافق الطرقان (حركة حماس و الكيان الصهيوني) عليها. وفي هذه المرحلة الاولى، التي يفترض انها ستفتح ابواب الامل لنهاية الحرب، سوف يسجّل جو بايدن عدّة نقاط لصالحه. خصوصا اذا بدا الناس، في امريكا وفي دولة الصهاينة، رؤية بعض الرهائن احرارا عائدين الى منازلهم.
وسوف يستمر جو بايدن في تسجيل النقاط على حساب منافسه الجمهوري رونالد ترامب، مع تقدّم المفاوضات في المرحلة الثانية. وبطبيعة الحال سوف تقوم الماكنة الاعلامية الجبارة في امريكا ودول الغرب بعملية التجميل والتسويق والتشويق على ان خطة جو بايدن هذه لها سحر عصا موسى، بل واكثر من ذلك. وان من يرفضها او لا يساهم فيها فهو من القوم الخاسرين لرضا وحنان امريكا. وبالفعل بدات ادارة المخرف جو بايدن بالقاء اللوم على حركة "حماس". وحملّتها مسؤولية "اضاعة هذه الفرصة" التاريخية. طبعا لا لوم ولا عتاب على كيان اسرائيل المدلل.
واذا جرت الرياح بما تشتهي خطط امريكا ومشاريعها في المنطقة واستمر مسلسل المفاوضات الى الاسابيع التي تسبق إنتخابات الرئاسة الامريكية، وهي الفترة الضرورية لانجاح صفقة جو بايدن كما خططت لها واشنطن، فان العالم باسره، والشعب الامريكي اولا، سوف يتنفس الصعداء ويعم الفرح في ربوع دولة العم سام على قرع طبول زفاف المخرف جو بايدن الى البيت الابيض. ولا تخلو هذه الزفة طبعا من الهلاهل والزغاريد الاعلامية بعد ان تملا اخبار "معجزة"جو بايدن وخطته لوقف الحرب مشارق الارض ومغاربها.
ومثل مربي الحمام في وسط وجنوب العراق الذين يحسبون حساب كل خطوة. وعيونهم تراقب السماء، قامت ادارة واشنطن بالشيء نفسه. يعني راقبت بحذر ودقة الاوضاع المحلية في امريكا والاقليمية في منطقتنا. فرات ان السماء خالية من ضباب خطط او مشاريع اخرى. فاعطت الضوء الاخضر لتنطلق "حمامة" او خطة جو بايدن. وبالتأكيد سيقوم الكيان الصهيوني بالمماطلة واللف والدوران وتاويل مضمون هذه الخطة لكسب الوقت والتهرّب من اي التزام بما ورد فيها محاولا زج حركة "حماس" في قفص الاتهام امام انظار العالم على انها المعرقل والرافض لوقف الحرب.
لكن الشيء المهم بالنسبة لواشنطن هو الوصول الى نتيجة ايجابية ملموسة، رغم عجرفة وعنجهية المجرم نتنياهو، ترفع من رصيد جو بايدن في إنتخابات نوفمبر القادم خصوصا وان الرحل بدا يفقد الكثير من داعميه بين شرائح واسعة من الغرب والمسلمين في جميع اتحاء امريكا.
ويبقى السؤال الاهم والاكثر الحاحا في كل ما سوف تتمخض عنه مفاوضات الثلاث مراخل في خبطة او خطة العجوز جو بايدن: هل سيلتزم الكيان الصهيوني بها والى لي حد؟



#محمد_حمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثرثرة صامتة على شاطيء الفرات
- ديمقراطية عوراء وحرّية خرساء وضمائر صمّاء
- لماذا اغلق الليل نافذة الحوار بوجهي؟
- محكمة العدل الدولية لا تفرّق بين القتيل والقاتل !
- لا اجيد الرقص على حبال الآخرين
- من ينقذ الكويت من وباء الديمقراطية اللعين؟
- لانهم يهود...ولأنها اسرائيل !
- وقع أقدام شجيّ الصدى
- ديمقراطيةُ قومٍ عند قومٍ مصائبُ !
- العملاءُ المدلّلون...زيلينسكي نموذجاً
- مساءُ الليل ايها النهار
- الحاسد والمحسود...زيليتسكي ونتنياهو !
- تأبّط شعراّ...وهاجر سرّا
- امريكا غاضبة وبريطانيا مصدومة...يا للنفاق !
- نولد كبارا ونموت في عمر الزهور !
- حجر عثرة من العيار الثقيل
- تصوّرا لو كان هؤلاء الضحايا من اليهود !
- خيبة آمال لا تخفيها عنتريات الرئيس ماكرون
- الحزب الحاكم يقاطع انتخابات الإقليم !
- احياناً...بل في كلّ الأحيان !


المزيد.....




- ماكرون يطرد 12 موظفا في الدبلوماسية ويستدعي سفير بلاده في ال ...
- ابنتا بوعلام صنصال تطالبان ماكرون السعي لإطلاق سراح والدهما ...
- الجميع -هدف مشروع-.. محللة توضح أهمية الفاشر لـ-الدعم السريع ...
- إسرائيل: لن تدخل أية مساعدات قريبا إلى غزة للضغط على حماس
- عباس إلى دمشق الجمعة المقبل للقاء نظيره الشرع
- الداخلية التركية تعلن القبض على 89 إرهابيا يشتبه بهم بالانتم ...
- إسرائيل تفرج عن 10 أسرى فلسطينيين من قطاع غزة
- الحكومة اللبنانية تطلق مشروع إعادة تأهيل طريق المطار
- شاهد.. -سرايا القدس- تعرض مشاهد من قصف استهدف الجيش الإسرائي ...
- بكين تمدّ جسورًا مع جنوب شرق آسيا


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - جو بايدن ما يطيّر طير بضباب !