ما لم تخبره (قارئة الفنجان) لـ(نزار قباني)!؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة
(Salim Ragi)

الحوار المتمدن-العدد: 8000 - 2024 / 6 / 6 - 20:49
المحور: الادب والفن
    

يا لها من فاتنة !!، جذابة ، لذيذة، مغرية!!، عيناها ساحرتان، وشفتاها الحلوتان تقطران بالعسل!، كلكم تعرفونها منذ زمن طويل، فحكايتها على كل لسان، وتاريخها حديث تسير به الركبان!، فالجميع يعشقونها، اولاد حينا واولاد حيكم وأولاد الحي الثاني والحي الثالث وحتى الحي الأخير، هناك في واحة بأقصى الصحراء!!.. الجميع يعشقونها، والجميع يركضون خلفها، ليل نهار، وهم يلهثون في شوق للوصول إليها والحصول عليها! بينما هي لا تعشق منهم احدًا ولا تقيم لأحدٍ منهم وزنًا! ، الجميع مفتون بجمالها وحلاوتها لكن الحقيقة المرة التي ظلوا يجهلونها هي أن هذه الفاتنة (سمها في عسلها)!!، فهذه الفاتنة الجذابة ليست سوى (قاتلة متسلسلة فتاكة!!)، تفتك بكل عشاقها واحدًا بعد الآخر بلا رحمة ثم تمشي في جنازته وهي تسكب بعض الدمعات الباردة وعلى شفتيها ترتسم ابتسامة ماكرة خبيثة لم ار لها مثيلًا الا ابتسامة الشيطان نفسه!! وعندها، عندما عرفت حقيقتها ورأيت ابتسامتها الماكرة تلك، خفتها وقررت الهروب منها الى اقصى الكون!! وهربت بالفعل ولكنني في كل مرة افر منها الى اقصى الكون استيقظ صباحًا لأجد نفسي بين ذراعيها !!. هل عرفتم من تكون هذه الفاتنة القاتلة المتسلسلة الفتاكة، معشوقة الجماهير، عشيقتي وعشيقتكم الساحرة، ذات العينين الجذابتين والشفتين الحلوتين اللتين تقطران عسلًا لذيذًا؟؟ معشوقتنا جميعًا التي تفتك بعشاقها؟؟..... هل عرفتموها!!؟... آه!!. إنها ((الدنيا))!! ، الدنيا التي يحبها الناس حبًا جمًا!! فحتى الغاضبين منها والناقمين عليها بسبب جفائها لهم هم في اعماقهم يعشقونها للصميم!!، لكنهم ((عشاق غاضبون))!!، غاضبون بسبب طول الحرمان وكثرة الفقدان وكثرة الهجران!!... هذا ما لم تخبره قارئة الفنجان للمرحوم (نزار القباني) في زيارته الأولى والأخيرة لها!
°°°°°°°°°°°°°°°°
اخوكم العربي/البريطاني المحب
(*) هذه الخاطرة من وحي قصيدة و أغنية قارئة الفنجان، تأليف المرحوم نزار القباني وغناء المرحوم عبد الحليم حافظ والحان المرحوم محمد الموجي، فالقصيدة تتحدث عن امرأة يعشقها رجل لا يعرف لها مكان فما اصعب ان تهوى امرأة - يا ولدي - ليس لها عنوان (!!؟؟) لكن قارئة الفنجان تخبره في نهاية القصيدة ان هذه المرأة المعشوقة التي لا تطال ولا تبقى على حال ((هي الدنيا))!!.. آه !! إنها هذه الدنيا الفاتنة الأنيقة و... القاتلة المتسلسلة العريقة!... هذه هي الحقيقة!

#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات