صورة تخيلية للمشهد الغزاوي الأخير

كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 8000 - 2024 / 6 / 6 - 15:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ما يقوله انتوني بلينكن هذه الايام عن الحرب في غزة يعكس الصورة المتوقعة لسيناريو المشهد الأخير، فقد تغيرت لهجته، ولم يعد يتوعد بالقضاء على حماس، ثم تبدلت شروطه واقتصرت على وقف الحرب مقابل إطلاق سراح الأسرى. وفتح أبواب الحوار المباشر مع حماس للإتفاق على الطريقة المقبولة للتبادل، بمعنى انه رضخ للشروط التي اصرت عليها المقاومة في اليوم الاول لعمليات طوفان الأقصى. ويعني ايضاً انه اعلن الاذعان والقبول بما تفرضه عليه المقاومة ومن دون إشراك السلطة الفلسطينية التي ليس لديها ما تقوله لصالح القضية. .
فالحرب التي تدور رحاها بإيقاعات متباطئة الآن اوشكت على الانتهاء إن لم تكن انتهت بالفعل. واصبحت الولايات المتحدة مدركة تماما بفشلها وتكبدها سلسلة من الخسائر في معظم المحاور. الأمر الذي جعلها تخطط لتجنب الهزيمة والحفاظ على ماء وجهها بعدما تشوهت صورتها الانسانية عند الشعوب والامم، وبعدما انتشرت التظاهرات والاحتجاجات المناوئة لسياستها المنحازة بالكامل لمعسكرات الصهيونية العالمية. وبعدما تحولت جامعاتها إلى ساحات مفتوحة للتنديد بعمليات الابادة الجماعية، وبعدما صارت تتلقى الضربات الموجعة من لبنان واليمن والعراق. وبعدما اصبحت سفنها الحربية وفرقاطاتها ومدمراتها وحاملاتها وغواصات تلوذ في منعطفات الخلجان، وتحتمي بالجزيرة البعيدة عن باب المندب. فاندحارها وهزيمتها وفشلها بحتم عليها البحث عن السبل الآمنة التي تسمح لها بالخروج من المعركة بأقل الخسائر، وذلك من خلال تفعيل المسارات التالية:
- التلاعب بالاهداف الاستراتيجية التي سبق الحديث عنها، فبدلا من التمسك بهدف القضاء على المقاومة، يصار إلى تبني هدف جديد تضمن فيه المقاومة عدم تكرار عمليات مشابهة لعمليات طوفان الأقصى. .
- الإعلان الرسمي عن حل الدولتين بالتزامن مع إعلان التطبيع مع المملكة العربية السعودية. وهذا يعني تشبثها بنصر سطحي في نطاق محدود لاقناع نفسها بانها حققت انتصاراً ملموسا على ارض الواقع. .
- عدم المطالبة بتحرير الاسرى بالقوة، والمطالبة بتحريرهم بالتفاوض والتحاور والتنسيق والاتفاق. .
وهذا ما أعلنته هيئة البث الاسرائيلي اليوم بأن مجلس الحرب اعلن إنهاء العمليات العسكرية في غزة. .

#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات