أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - تولد-الحركة الوطنيه العراقية-اولاعراق/6















المزيد.....

تولد-الحركة الوطنيه العراقية-اولاعراق/6


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 7999 - 2024 / 6 / 5 - 14:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عن اية "حركة وطنية" نتحدث؟ اليست الاحزاب القائمه منذ الثلاثينات من القرن المنصرم هي " الحركة الوطنيه" كما تقول عن نفسها، وكما تسنى لها ان تدعي بعدما تشبعت بالمنظورات المستعارة الجاهزة الغربية الحديثة، واخضعت بلادها لاشتراطاتها ولما يتناسب مع وجودها، ويمنحه المبرر المجتمعي من طبقات وفرضية كيانوية حديثة وتشكلية متصلة بها، اي الباس العراق هيكلية مجتمعية من خارجها، فما كان ماهي عليه وماقد حصل الا النقل الاصم، من دون ان نعرف اية محاولة نظر او تبصر، فضلا عن الوصول الى حد هضم المنجز الغربي الحديث، والتوغل في ابعاده ودلالاته قبل محاولة استقدامه، فضلا عن الذهاب المباشر الى اعتماده والتماهي معه، مع المبالغة النامة عن عمق القصور، والوقوع تحت سطوته لدرجة الضعه، مع مثلبة التباهي بما عند الاخر وما هو صنعته ومنجزه.
ماركسية شيوعية، وليبرالية شعبوية، وقومية، مفاهيم لم يعرف عنها من قد سعوا لتلقفها جاهزة اي شيء يذكر اطلاقا، من دون هداية الغرب الحديث ونهضته المعاصرة الالية البرجوازية وماتمخض عنها، الامر المعيب، بالأخص حين يعتبر وكانه الطريق اللازم والواجب باتجاه ماعرف وماقد جرت تسميته ب "النهضة" التي لاسبيل لها الا النهوض غربيا، وبحسب القواعد الحديثة الاوربية من دون اي ملمح ذاتي، لابل وبالقفز دون الافكار والادراكية التحليلية، مباشرة الى "الحزبية"، وهذا هو حال العراق تحديدا، فهو حتى لم يعرف برغم خصوصية تكوينه التاريخية، وموقعه الاستثنائي البدئي والوسيط، حتى ماقد عرفته مصر وساحل الشام من"افكار"، كانت مدخلا لتشريع الالتحاق بالغرب، ماجعل الظاهرة المذكورة تتخذ صيغتين، الاولى مصرية شاميه تفكرية توهمية، والاخرى عراقية طابعها الرئيسي الحزبية المباشرة العملية.
يبقى الواقع التاريخي والبنيه والكينونه هنا، خارج البحث لتحل محلهما توهمية منقولة عن كيانية وتاريخ وسيرورة اخرى مختلفة، يؤتى بهامن خارج المكان، فتصاغ اشكال التوهمات القسرية الطبقية والمجتمعية التي لاوجود لها، ولم يسبق ان عرفت على مر تاريخ هذا المكان من المعمورة، كي ترتكب والحالة هذه اكبر الجرائم بحق المعرفة والرؤية التاريخيه، وبحق الوعي البشري ومستقبل العالم، وهنا نجد انفسنا امام واحده من اخطر الموضوعات هي خصوية ذاتية عراقية صرفة، ففي اي مكان من العالم يمكن ان يتم التعكز على الغرب ومنجزه الحاضر الالي البرجوازي كما حصل وهو حاصل على مستوى المعمورة، منذ الانقلاب الالي وماتمخض عنه، فلايكون لمثل هذا الصدوع للتغلبية النموذجية الغربية وان المؤقته، اثر او معنى ودلالة كبرى تتعلق بالغرب نفسه، وبمنجزه الحاضر، ونهضته وحقيقتها وكمال ماتضمره كونيا، الا في العراق الموقع الكوني ابتداء واستهلالا تاريخيا، حيث الخروج عن " الخصوصية"!!! هو جريمه كونيه تصيب العالم والغرب منه بالذات، بوطاة استمرار القصورية والمنظور الارضوي وتكريسها.
يستند هؤلاء بالاساس على فبركة برانيه يمارسها الغرب في العراق لمقاصد افنائية لنمطية نوعيه مغايرة اخرى، باقامة كيانيه ودولة من خارج النصاب المجتمعي، وبالضد من التشكلية الحديثة العراقية المستمرة منذ القرن السادس عشر مع ظهور "اتحاد قبائل المنتفك" في ارض سومر الحديثة منطلقا لسيرورة تاريخيه، تشير الى الدورة الثالثة من تاريخ هذا المكان، بعد دورة اولى سومرية بابلية ابراهيمه، وثانيه عباسية قرمطية انتظارية، انتهتا بالانقطاعية الملازمة لقانون التاريخ المتحكم بصيرورة العراق بين الدورات الكبرى الامبراطورية اللاارضوية بعد سقوط بابل اولا، وبغداد لاحقا، ومع ان هؤلاء يقولون بمعارضتهم للوجود الاجنبي والاحتلال، ويعملون ضده، الا انهم يفعلون مايقولونه بلغته كينونه وتصورا، بعد ان يقلبوا بنيتهم المجتمعية والتاريخيه لكي تنسجم مع مايراه هو ويعتقده عن نفسه والعالم، ويظل يسعى بكل جهده كي يفرضه في ارضهم حتى يزيلها من الوجود.
الحركة مابعد وطنيه ومايتجاوزها، هي التي تطابق الحقيقة العراقية التاريخيه لكيانيه وجدت كونية، ولم يسبق لها على الاطلاق ان كانت كيانوية "وطنيه"، فهي ازدواج امبراطوري ولاارضوي حدسي نبوي، نتاج ودالة على الازدواج اللاارضوي الارضوي، وهو الموضع الذي ينطوي على الحقيقة الكونية المجتمعية النهائية، يوجد ابتداء غير قابل للتحقق لنقص الاسباب المادية "وسيلة الانتاج"، والاعقالية التفكرية بسبب القصورية العقلية التاريخيه التي يكون عليها العقل عند بداياته المجتمعية قبل انقضاء التفاعلية التاريخيه "اليدوية" الطويلة، بمعنى كون ارض مابين النهرين هي الموضع الكوني المجتمعي، وفيه تودع المكنونات التحولية المقررة على الكائن البشري ومجتمعيتة بما هي الوسيلة، الذاهبة من المجتمعية الجسدية الحاجاتية، الى العقلية، والى تحرر العقل من ثقل وطاة متبقيات الحيوانيه العالقة به، والتي تلعب ابان زمن طويل جدا، دور الحامل له الى ان تتوفر الاسباب اللازمة ويحدث الانقلاب الاكبر، الامر الذي لن يتحقق الا بالانتقال من الانتاجوية " اليدوية" الى " الالية"، وبالذات مع تحورها الى "تكنولوجيا عليا "، بعد المصنعية صيغتها الاولى و " التكنولوجيا الانتاجوية" الحالية وقد اخذت تقترب من الزوال، ووقتها يصير العالم محكوما الى اللاارضوية التحولية الانتقالية شرطا، دونه وفي حال عدم تحققه، خطر اكبر على الوجود البشري والحي.
تمر البشرية مع الانقلاب الالي، ب مرحلة وفترة من "الحداثة الوهمية" تعززها في الغرب الاوربي بالاضافة للاستعداد البنوي، استمرار عمل الالة ارضويا جسديا كما كانت ابان الطور اليدوي، مع قوة تسارع الاليات المجتمعية، وهو مايسود ابان الطور المصنعي من عمل الالة اضافة للطور " التكنولوجي الانتاجوي" الحالي، تحتل اوربا ومن ثم الكيانيه الامبراطورية الامريكيه المفقسه خارج الرحم التاريخي خلالهما، موقع الغلبة على مستوى المعمورة الى ان تصل الى مشارف الحقبة الثالثة من التحول الالي، مع تبلور اسباب " التكنولوجيا العليا" مافوق الجسدية الحاجاتيه / العقلية، ووقتها لايعود الغرب وامريكا في وضع يتيح لهم الاستمرار في ذات الوضع التغلبي الاستثنائي الذي بدا مع الالة، في حين تبدا بنيتهم بالتراجع كما حاصل الان، ذهابا الى احتمالية الانهيار بعد الاضطراب الشامل، ابتداء من توقف وتراجع الفعالية والقدرة على الفعل المتحكم به، ووقتها يحضر الاصل المجتمعي اللاارضوي، ويصير هو المحور الانتقالي الانقلابي الكوني، مع نوع حضوره الكتابي وليس الكياني، فالعراق كيانيه كتابية كونية شاملة للمعمورة لا مادية جغرافية محلوية، وتلك او هذا هو نوع حركته الوطنيه ونمط تعبيريتها، وساعتها نصير في غمرة الانقلابية العظمى المنتظرة منذ سبعة الاف عام، تلك التي ظلت الى اليوم مبعده عن الادراك.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تولد-الحركة الوطنيه العراقية-او لاعراق/5
- تولد-الحركة الوطنيه العراقية-او لاعراق/4
- تولد-الحركةالوطنيه العراقية-اولاعراق/3
- تولد-الحركةالوطنيه العراقية-اولاعراق/2
- تولد-الحركة الوطنية العراقية-اولاعراق؟/1
- امة اللاامة، اللادولة، اللانخبه/5
- ماركس والعودة على بدء؟
- امة اللاامة، اللادولة، واللانخبة/4
- امة اللاامة، اللادولة، واللانخبه/3
- امة اللاامة، اللادولة، واللانخبه/2
- امة اللاامة اللادولة واللانخبه/1
- اسقاط الارضوية تجنبا للفنائية/ 3
- إسقاط الارضوية تجنبا للفنائية/2
- إسقاط الارضوية تجنباً للفنائية؟/1
- نهاية الارضوية بصيغتها التوهمية الاوربية
- ادراكيتان ومجتمعيتان ومنتهى واحد/ ملحق3ه
- ادراكيتان ومجتمعيتان ومنتهى واحد/ ملحق 3د
- ادراكيتان ومجتمعيتان ومنتهى واحد/ ملحق3ج
- الولادة المجتمعية الثانيه/ملحق3ب
- ألاختلالات الكبرى لمابعد الانهار/ ملحق3أ


المزيد.....




- جدل في مصر بعد اعتماد قانون يمنح القطاع الخاص حق إدارة المست ...
- غزة.. الحياة تستمر رغم الألم
- قبل المناظرة بساعات.. ما ينبغي أن يتجنبه كل من بايدن وترامب ...
- المجر تُعيق إصدار بيان مشترك لدول الاتحاد يندد بحظر روسيا لو ...
- خبير ألماني: أربعة أو خمسة أطفال يموتون من الجوع يوميا في ال ...
- البيت الأبيض: لا نعتزم إجبار كييف على تقديم تنازلات إقليمية ...
- نيبينزيا: كييف دمرت أكثر من 1000 مؤسسة صحية وتعليمية وقتلت م ...
- نتنياهو يرد على انتقاد غالانت والبيت الأبيض يعلّق
- الحوثيون والمقاومة العراقية تستهدفان سفينة إسرائيلية في مينا ...
- وزيرا الخارجية المصري والتركي يبحثان هاتفيا العلاقات الثنائي ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - تولد-الحركة الوطنيه العراقية-اولاعراق/6