أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - المسموح والممنوع في -شرط- مأمون حسن














المزيد.....

المسموح والممنوع في -شرط- مأمون حسن


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 7999 - 2024 / 6 / 5 - 03:22
المحور: الادب والفن
    


المسموح والممنوع في
"شرط"
مأمون حسن
" ((شرط))
===
مسموحٌ لك أن تحفرَ بئرًا في أدغال الهند لسقيا الماء
بل يُمكنُ أن تعطي شيئا من خبزٍ تجمعه للفقراء
وتبرع للأموات بأكفان ودعاء
لكن
إياك العبث بألوان الفرح بأعينهم
لا تسألْ عن أصنافِ الضّنكِ وأسبابِ اللأواء"
الكاتب/الشاعر المنتمي هو الذي يواكب هموم شعبه/أمته، ويكشف الحقيقة بصرف النظر عن تبعاتها، فهو من خلال الكتابة يؤكد دوره الفاعل في المجتمع، في هذا النص المكثف والمختزل يقدم الشاعر "مأمون حسن" الواقع الذي يمر به الشعب الفلسطيني في فلسطين وفي غزة تحديدا، اللافت في هذا النص تقديم فكرة الانسلاخ الرسمي العربي، عما يجري في فلسطين، دون تسمية المكان/المنطقة/الشعب/الأشخاص الذين يتناولهم النص، وهذا يعطيه شمولية بحيث يمكن إسقاطه كل المنطقة الرسمية العربية، ويمكن لأي مواطن عربي أن يجد ذاته، بلده في هذا النص.
وهذه احدى العناصر المحفزة على التوقف عند "شرط" والطريقة التي قدم بها، فاتحة النص تبدأ بمخاطبة المتلقي: "مسموح لك" وهذا الفاتحة بفكرتها البيضاء، تجعل القارئ يتقدم أكثر من المتاح/المسموح به، ليجد أن هناك فعل خير: "تحفر بئرا" يخدم الناس بصرف النظر عن أماكن تواجدهم، وهذا ما يجعل فكرة العطاء فكرة إنسانية تتجاوز القطر/الدولة/الشعب/الأمة، لتكون فكرة أممية شاملة لكل البشر.
يتقدم الشاعر أكثر من فكرة خدمة الإنسانية من خلال "خبز تجمعه للفقراء" إلى هنا العطاء مستحب، ويبين تساع الرؤية الإنسانية التي يقدمها الشاعر، لكنه يفاجئنا عندما يتحدث: "وتبرع للأموات بأكفان ودعاء" وهنا يتوقف القارئ عند المُراد من "شرط" حيث يأخذه المقطع السابق إلى ما جري ويجري في غزة عندما تبرعت (جمهورية مصر العربية) بأكفان للفلسطينيين، فهذا التهكم على الرسمي العربي والذي جاء ضمن سياق (عادي) يمثل أول اختراق/تجاوز لما هو محظور/ممنوع.
بعد هذا (المسموحات) المتعددة يصدمنا بالممنوعات:
"إياك العبث بألوان الفرح بأعينهم
لا تسأل على أصناف الضنك وأسباب اللأواء"
نلاحظ أن الشاعر يغيب من يتحدث عنهم في الممنوع الأول، وهذا يوضح للقارئ حجم (المنع) والخطورة التي يتعرض لها كل من (يعبث) ولا يأخذ بالتحذير "إياك" من هنا جاء الحديث عن مجهولين/"بأعينهم" رغم أن المُراد/المقصود بأعينهم، (الأطفال) تصل إلى المتلقي، إلا أن خطورة الإقدام على تجاوز المنع/إياك وصلت إلى المتلقي الذي (يرى/عرف) خطورة تجاوز الممنوع (إياك) من خلال فكرة النص، ومن خلال الطريقة/الشكل الذي قدم بها الشاعر "شرط"
والممنوع الثاني: "لا تسأل" أيضا يتم تغيب/تجاهل/عدم تحديد من يتحدث عنهم، وكأن الشاعر يؤكد انه (ملتزم) بالقوانين ونظام العقوبات الذي يطال كل من لا يخضع (القانون)، من هنا، أيضا نجده يتحدث عن مجموعة (مجهولة) غير محددة ولا معلومة حتى يتجنب العقوبة، لكنه يوصل فكرة الظلم الواقع على هؤلاء الذين يتعرضون للضنك وللإواء.
وبهذا يكون "مأمون حسن" قد (استفز/ثور/عبء المتلقي بأفكار ثورية متعلقة بشعبه/بأمته التي يتعرض أطفالها للموت والتشرد، ويتعرض شعبه/أمته للقتل، وللتهجير من مكان لمكان على يد العدو الصهيوني، وهو يرى أكبر جيش عربي يقف مكتوف الأيدي، متفرجا على ما يجري، محاصرا غزة وأهلها كما يحاصرهم العدو، ويرى أكبر دولة عربية، ترسل الأكفان، وتمنع الطعام والماء والغذاء.
بهذه الأفكار المستترة خلف المسموح والمنوع استطاع الشاعر "مأمون حسن" أن يقدم أفكار ثورية تتمرد على ما يحصل في فلسطين، وتحديدا في غزة، معري وكاشف دور النظام الرسمي العربي، من خلال القمع والملاحقة التي تطال كل من يتحدث عما يجري في فلسطين، والمحاصر والمشارك لما يعانيه الشعب الفلسطيني من قتل وتدمير وتشرد.
النص منشور على صفحة الشاعر



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثنائية الإبداع في قصيدة -خلف الباب- سمير التميمي
- الازدواجية في كتاب متلازمة ديسمبر للكاتب فراس حج محمد
- الغرب والمنطقة العربية في كتاب -انتفاضة رشيد عالي الكيلاني و ...
- الخطورة في رواية -سجينة الشر- بدر رمضان
- مأساة المثقف في رواية -يوم عادي في حياة عرفات- يوسف حطيني
- الأسطورة والواقع في ديوان -مواويل في الليل الطويل- فهد الرما ...
- -من بين أزقة المخيم- ريتاج إسحاق المنسي
- تمرد المرأة في رواية -نساء بروكسيل- نسمة العكلوك
- التكامل بين المضمون والشكل في قصيدة -محاصرون- قمر عبد الرحمن
- ثنائية الحنين عند يونس عطاري
- الصعيد المصري في رواية -شامة (21 متر مربع)- رضوى جاويش
- الشكل والمضمون في قصة -البحث عن معتوه- نافذ الرفاعي
- الصوفية والاغتراب في ديوان -الهدي- أمين طاهر الربيع
- ديوان تقفل يدها ثانية سميح فرج
- تمازج البياض والسواد في قصيدة -سأنسى بأني سأنسى- العلمي الدر ...
- الديني والاجتماعي والسياسي في كتاب -الحريم السياسي- فاطمة ال ...
- الواقع وأثره على الشاعر في ديوان -بارقات تومض في المرايا- من ...
- دعاء الصوفي في قصيدة -مولاي- مأمون حسن
- التجمع الصهيوني في رواية ترجمة خاطئة أسامة مغربي
- المجتمع الفلسطينيفي رواية -ترجمة خاطئة- أسامة مغربي


المزيد.....




- عن عمر ناهز 64 عاما.. الموت يغيب الفنان المصري سليمان عيد
- صحفي إيطالي يربك -المترجمة- ويحرج ميلوني أمام ترامب
- رجل ميت.. آخر ظهور سينمائي لـ -سليمان عيد-
- صورة شقيق الرئيس السوري ووزير الثقافة بضيافة شخصية بارزة في ...
- ألوان وأصوات ونكهات.. رحلة ساحرة إلى قلب الثقافة العربية في ...
- تحدث عنها كيسنجر وكارتر في مذكراتهما.. لوحة هزت حافظ الأسد و ...
- السرد الاصطناعي يهدد مستقبل البشر الرواة في قطاع الكتب الصوت ...
- “تشكيليات فصول أصيلة 2024” معرض في أصيلة ضمن الدورة الربيعية ...
- -مسألة وقت-.. فيلم وثائقي عن سعي إيدي فيدر للمساعدة بعلاج مر ...
- رايان غوسلينغ ينضم لبطولة فيلم -حرب النجوم- الجديد المقرر عر ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - المسموح والممنوع في -شرط- مأمون حسن