أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أمين بن سعيد - -هذا ما جناه علي أبي-













المزيد.....

-هذا ما جناه علي أبي-


أمين بن سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 7999 - 2024 / 6 / 5 - 00:50
المحور: كتابات ساخرة
    


الأساطير والخرافات لم تستثن أي شعب من شعوب الأرض، عبر العصور تتجاوز تلك الشعوب البعض من خرافاتها لكن تخلق لها أساطير جديدة تصدقها وتعتقد بها. أهم الأساطير وأطولها على الاطلاق هي التي تطبع بالقداسة وتسوقها الأديان حتى تصير عند المؤمنين "حقائق"، ولعل أهمها معاجز الرموز الدينية من "أنبياء" و"أولياء صالحين". الأديان ليست قاسما مشتركا بين البشر، فكل رقعة جغرافية تقطنها شعوب، نجد عندها دين يسيطر، وكل دين وأساطيره التي يسخر منها أتباع الأديان الأخرى في أماكن أخرى. لو تساءلنا عن أي أساطير اليوم يمكن أن يشترك فيها كل البشر؟ سيكون أن الدين لا يمكن أن يكون منها، فالبشر فيه مختلفون كما ذكرنا. جوابنا عن السؤال سيكون الإنسان نفسه وأرضه، فجسد الأسترالي والأمريكي والهندي والصيني والأفريقي والكويتي "تقريبا" سواء، هناك اختلافات قليلة لكن لا تؤثر عن إطلاق الحكم. التعفن الجرثومي عند أي من البشر المذكورين يعالج تقريبا بنفس المضادات الحيوية، ونفس الشيء "تقريبا" بالنسبة لأغلب ما يطرأ على الأجساد من أمراض. الصحة إذن قاسم مشترك بين "كل" البشر. كذلك الأرض التي يعيش عليها جميعهم، الجغرافيا تختلف أكيد لكنها تبقى داخل نفس الأرض، ولو تصورنا أن خطرا ما يهدد الأرض برمتها فإنه يقينا سيهم "كل" ساكنيها. تساؤل بسيط لا يجب ألا يخطر على عقل عاقل: إذا كان "الغرب" لم يعد يستطيع التحكم في شعوبه بالدين، وهذا "الغرب" يحكم العالم، ففي أي حظيرة سيغلق على شعوبه؟ وعلى كل شعوب الأرض وهو الرائد علميا وتكنولوجيا؟ الحرب الباردة انتهت لكن لا يجب لها أن تنتهي، "حدوتة الخطر الاسلامي" لم يعد يصدقها إلا المغيبون عن الواقع لكن لا يجب لها أن تنتهي، قصة بوتين "القيصر الجديد" لم تبلع ومجتها نسب كبيرة من الشعوب الغربية لكن لا يجب لها أن تنتهي، اليمين "المتطرف" الذي سيعيد الفاشية والنازية بعد يومين وهم بدأت الشعوب الغربية تستيقظ منه لكن لا يجب له أن ينتهي (اليمين المتطرف "الحقيقي" معاد لليهود بالضرورة فكيف يوصف بذلك يمين مخترق صهيونيا؟ من أوضح البلدان على هذه المهزلة فرنسا حيث ركعت مارين منذ زمن للوبي الأنوار، أما ماريون ابنة عميل الموساد فانتمت إلى حزب أكثر "تطرفا" من الحزب العائلي والحزب زعيمه يهودي!): "لا يجب لها أن تنتهي" أي لا يزال ينخدع بها البعض، لكنها لم تعد فرس رهان، لذلك علينا البحث عما أهم؛ والأهم لا يقتصر على الشعوب الغربية بل على كل شعوب العالم، يمكن أن تتفق عليه كل التيارات الفكرية والأحزاب السياسية، خرافة عابرة للقارات وتخدم مصالح كل دكتاتور على سطح الأرض ولذلك يستطيع الاتفاق عليها حتى الأعداء: عندما يتفق الفلسطيني والاسرائيلي على شيء ما، الايراني والأمريكي، الباكستاني والهندي، اليساري والليبرالي إلخ عندما يتفق كل هؤلاء على شيء ما على قضية ما، فإنهم لا يتركون للعاقل إلا خيارين: إما حقيقة وإما خرافة، وأن يتفقوا على خرافة أو أكذوبة يكون صعب التصديق، كل هؤلاء عندهم نفس الأسجاد ويعيشون على نفس الأرض، ونعم يمكن أن يتفقوا على خرافة وقد كان، حيث اتفقوا على أعظم أكذوبة خدع بها "كل البشر" منذ بدء وجودهم على سطح الأرض: أكذوبة الفايروس الذي سيفني البشرية، الذي لا دواء له، والحل الوحيد هو البقاء في المنزل تناول الباراستمول عند ارتفاع الحرارة وطلب الطوارئ عند الاختناق، وانتظار "المسيح الموعود" الفكسين الذي سينقذ البشرية من الغول. هذا بالنسبة للجسد، أما الأرض فالخرافة أقل تأثيرا في دول كالصين والهند وفي دول متخلفة كدولنا والدول الأفريقية، لكن وقعها عظيم في الدول الغربية حيث غسلت العقول في المدارس والكليات ومن المهازل ألا يذكر من يعيش على مدينة عائمة ملوثا ما يلوثه ملايين البشر في حين يعود الطالب من كليته من معهده صارخا في وجه أبيه مطالبا إياه بعدم استعمال شاحنته مصدر رزقه أو التي عليها يتنقل عليها ليصل عمله. المختصون في الحقلين (الأوبئة والمناخ) غسلت أدمغتهم بعلوم لا تختلف في شيء عن الأديان حيث يدرسون فقط ما تمليه مصالح اللوبيات، وبعد تخرجهم وفي بحوثهم عندما يقرؤون ويبحثون في المجلات العلمية فإنهم أيضا يجدون فقط ما سمحت اللوبيات بنشره ولذلك يظنون أن معارفهم التي اكتسبوها وأبحاثهم التي حصلوا لها على تمويل، يظنونها -علم- فيكونون كذلك العامل في معمل يطبق ما يسمع وكأنه روبوت أو كذلك المجاهد الذي يفجر نفسه ظانا نفسه مدافعا عن حق سينال عليه أعظم الأجر. المفتي لا يفجر نفسه، المغيب يفعل. ومن وراء تلك المقالات "العلمية" المزيفة يعرف أن أغلب من سيقرؤها سيصدقها وسيدافع عما فيها، من هذه الخرافة الثانية خرجت علينا أحزاب هدفها الدفاع عن البيئة وعدوها الأول المسكين الكربون الذي لا علاقة له بما يدعون، ومن العجائب أن هذه الأحزاب تدعي اليسارية وعندما يقال لجلاوزتها "إنها أكذوبة من أكاذيب رأس المال كيف تصدقونها؟" يكون الجواب خليطا من "بل العلم قال" + "اتهامات بالأنانية والرجعية" + للتندر سؤال "هل الأرض ثابتة أم تدور".
في كل الدول الغربية -ولا شك أن الانسان يعيش فيها بأكثر كرامة وحرية من أي مكان آخر- يصطدم العقل الحر بمحظورات تتنافى جملة وتفصيلا مع الديمقراطية والعلمانية ومع أقدس حرية وهي حرية التعبير. الأول هو تجريم أي نقاش يخص ما يسمى بـ "المحرقة"، الثاني تحريم أي نقاش يخص التلقيح، الثالث وبدرجة أقل من السابقين تسخيف كل من يشكك في الاحتباس الحراري "الذي يسببه البشر". الأول جزاؤه السجن وغرامة مالية ضخمة والطرد من العمل و-الاعدام- الاجتماعي، ويمكن تسميته بحد الردة الوحيد لأنه المحظور الوحيد الذي يذهب من يقترب منه وراء الشمس. الثاني هو حد ردة مهني فقط حيث أي طبيب يتجرأ عليه يطرد من عمله مباشرة وتلفق ضده القضايا لسحب إجازته، يمنع من الإعلام وإذا كان ذا مركز مرموق قبل طرده عادة ما يقتل ويكون سبب وفاته مشاكل نفسية انتحر على إثرها بـ "رصاصتين في الرأس"، "المرتدون" ليسوا فقط أطباء بل فيهم بيولوجيين وإعلاميين وصحفيين إلخ. الثالث وقعه أقل، ويعمل على أن يصبح حد ردة هو أيضا، وفي انتظار تحقيق ذلك عادة ما يمنع أعلام "المشككين" من الاعلام وإذا ذكروا فيشار إليهم بأصابع الاتهام والتسخيف والاحتقار وقد صنعت لهم خانة عنزة جربة (Climate skeptics) ويدخلون تحت (Climate change denial) وهذا الأخير يذكر بتعريف الأديان وأهلها للإلحاد (إنكار وجود الله) أي الأصل حقيقة لا تناقش ثم جاء "السفهاء" وأنكروها: البينة على المدعي، الذي ادعى يقول أنه قدم أدلة "علمية"، عندما ينظر فيها وتوضع في مكانها الحقيقي أي "أيديولوجيا" "خرافة" "أكذوبة" "وهم"، يتهم من كشف أراجيفه بالدجل والسفه ثم ككل دين يكفره ثم ينفذ فيه حكم الردة مدعيا أنه يدافع عن "العلم" و"الحقيقة التاريخية"، القصة جلية ومن خرج من وهم وطبق أصوله وقوانينه الجائرة على غيره من الأوهام التي لا يزال يصدقها لاكتشف أنه لا يوجد أي فرق، ونفس بصيص النور يجب أن يتبع إلى نهايته وهو المنع والارهاب، صاحب الحجة لا يحتاج للعنف والارهاب والمنع، من يستعمل تلك الأساليب لا شك أنه لا حجة عنده أو على الأقل هو مدعاة للشك فيه وفي كل مزاعمه.
الثلاثة "حدود" المذكورة هي أمثلة لكن يوجد غيرها، بالنظر فيها، العقل الحر لن يقول قول "الإسلاميين" (ما مشكلتكم مع حد الردة في الإسلام؟ انظروا إلى الغرب الذي تتشدقون به)، لكنه سيقف على حقيقة أن الحرية مجرد أكذوبة يرفعها الجميع، الفرق الوحيد هو سقفها، فهذا سقفه أعلى من غيره فقط، أما مسألة "الايمان بالحريات" فتلك نتركها لأصحاب الفكر القبلي وأيضا الطفولي؛ أصحاب الفكر القبلي/ الأيديولوجي كذلك الذي خرج من الإسلام فصار يمجد المسيحية وبعد أن كان يساند فلسطين صار مع إسرائيل (مثال المبشر البروتستانتي رشيد المغربي)، أيضا ذلك اليساري الذي في بلداننا يدعي أن ماركسيته هي الحل الوحيد وعداؤه للغرب مرضي لأنه "ليبرالي/ رأسمالي". أما الفكر الطفولي فذلك العامي "طبيا/ بيولوجيا" ولا يزال يبلع دون مضغ أسطورة "العلماء وشركات الأدوية يعملون ليلا نهارا ويصرفون المليارات ليكتشفوا الأدوية والفكسينات لينقذوا صحة البشر" وأيضا "يجب أن نحافظ على الحياة على أرضنا للأجيال القادمة" وهو لا يدري أنه وكل البشر معه كنمل في صحراء يلوم نفسه على قلة الأمطار.
"هذا ما جناه علي أبي"، يحز في النفس أننا إلى الأبد سنبقى متخلفين ولن نلحق بركب "الغرب"، "الغرب" الذي يستعبد شعوبه بأوهام وأكاذيب جديدة نصدقها لعقدة النقص الأزلية الباقية فينا. يوم نرجع الدين إلى مسجده، ويوم نخرج من وهم الأبيض والأسود، أخشى أننا لن نجد أحدا على الأرض معنا، وسنكتشف أن الغربيين هاجروا إلى مجرة والصينيين والروس والهنود يحزمون أمتعتهم للرحيل إلى أخرى.



#أمين_بن_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار المتمدن: الحرية مرة أخيرة واقتراحات
- الحوار المتمدن: السخرية والسب
- -لا إله إلا الله محمد (وحده) عبده رسوله-!
- الحوار المتمدن: -من أجل مجتمع مدني علماني ديمقراطي-
- خربشة حول فلسطين و-ديانة الحرب العالمية الثانية-
- خربشة حول الجنس والحرية
- -تكوين- بين التنوير والإصلاح
- نحن نقص عليك أحسن القصص...2-3
- -تكوين- ولعنة العقل العربي الاسلامي
- نحن نقص عليك أحسن القصص...2-2
- نحن نقص عليك أحسن القصص...2-1
- نحن نقص عليك أحسن القصص...


المزيد.....




- تحت مجهر الأدب السويسري: دور المساعدات الإنسانية في أفريقيا ...
- قبيل أولمبياد باريس.. فيلم يهدد بخطر -السين نهر الدم-
- ليس في أمريكا بل ببلد خليجي.. مصور يوثق شغف خيالة بثقافة رعا ...
- جاهزين يا أطفال؟.. اضبط تردد قناة سبيس تون على القمر نايل وع ...
- ثبت الآن”.. تردد قناة ناشونال جيوغرافيك National Geographic ...
- المزيد من الـ -Minions- قادمون في فيلم جديد
- موسم أصيلة الثقافي يعيد قراءة تاريخ المغرب من خلال نقوشه الص ...
- شائعة حول اختطاف فنانة مصرية شهيرة تثير جدلا (صور)
- اللغة العربية ضيفة الشرف في مهرجان أفينيون الفرنسي العام الم ...
- تراث عربي عريق.. النجف موطن صناعة العقال العراقي


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أمين بن سعيد - -هذا ما جناه علي أبي-