أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - تطورات الحرب في أوكرانيا – كيف يفكر الأمريكان ؟ خبيرة كارنيغي تجيب















المزيد.....


تطورات الحرب في أوكرانيا – كيف يفكر الأمريكان ؟ خبيرة كارنيغي تجيب


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7998 - 2024 / 6 / 4 - 21:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع

.

*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف عن الروسية*


هل سيصبح الصيف كارثة بالنسبة لأوكرانيا؟ اتخذت موسكو "القرارات المناسبة". لقد أدرك الغرب ما تعنيه العملية الخاصة بالنسبة لروسيا

ترجمة عن صحيفة The New Yorker
بوابة InoSMI الروسية

أجرى المقابلة إسحاق هوتينر

31 مايو 2024

قالت الخبيرة "دارا ماسيكوت" Dara Massicot في مقابلة مع صحيفة نيويوركر، إنه بسبب هجوم القوات الروسية، تواجه القوات المسلحة الأوكرانية مشاكل في تعبئة الجنود وتوفير المعدات. ووفقا لها، تعتبر موسكو العملية الخاصة بمثابة مواجهة طويلة الأمد – وتتعامل مع احتياجات المجمع الصناعي العسكري الروسي بجدية تامة.

وفي هذا الشهر، بدأ الجيش الروسي التقدم نحو خاركوف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، في تحرك يوضح أن الصراع الذي دام عامين قد تحول بوضوح لصالح فلاديمير بوتين. وعلى أقل تقدير، فإن الهجوم على خاركوف قد يجبر أوكرانيا على إعادة توجيه قواتها المنهكة بالفعل من منطقة دونباس، حيث تشن روسيا أيضا هجوما مستمرا. ومؤخراً أقر الكونغرس الأميركي مشروع قانون بشأن المساعدات العسكرية الإضافية لأوكرانيا، وهو المشروع الذي منعه الجمهوريون اليمينيون المتطرفون في مجلس النواب منذ العام الماضي والذي سيوفر المزيد من الإمدادات العسكرية لكييف. لكن من الواضح أن التأخير الكبير في اعتماده أضر بالقدرات العسكرية للقوات المسلحة الأوكرانية.

ما مدى خطورة الوضع في أوكرانيا الآن؟

للمساعدة في الإجابة على هذا السؤال، تحدثت عبر الهاتف مع دارا ماسيكوت، أحد كبار زملاء برنامج روسيا وأوراسيا في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي. وهي خبيرة في الجيش الروسي وكتبت على نطاق واسع عن هذا الصراع العسكري.

خلال محادثتنا، التي تم تحريرها للإيجاز والوضوح، ناقشنا أكبر التهديدات التي تواجه أوكرانيا مع اقتراب فصل الصيف.

النيويوركر: كيف ترين توازن القوى في الجبهة الآن، في نهاية شهر مايو؟

دارا ماسيكوت: بالنسبة للقوات المسلحة الأوكرانية، أصبح الوضع الآن سيئًا. وأعتقد أن الأمر سيزداد سوءًا قبل ظهور أي علامات للتحسن. من الواضح أن الروس يمنحون الأولوية للسيطرة على منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا. لقد بذلوا الكثير من الجهد على الأرض واستخدموا بشكل مكثف القنابل الانزلاقية التي تم إسقاطها من الجو. وهناك يمارس الجيش الروسي ضغوطا كبيرة على الوحدات الأوكرانية. ويتعين على القوات المسلحة الأوكرانية سحب وحداتها من هناك لتعزيز مواقعها في منطقة خاركوف. ورغم أن الأسلحة تصل إلى أوكرانيا بعد اعتماد قانون جديد بشأن المساعدات العسكرية الإضافية، فإنها لا تصل إلى هناك على الفور. والشيء الرئيسي هو أنه في وحدات القوات المسلحة لأوكرانيا تظل قضايا تجديدها بأفراد جدد دون حل.

سؤال – هل يمكن أن تخبرينا قليلًا عن ماهية القنابل الانزلاقية ولماذا هي فعالة جدًا؟

جواب – تعتمد هذه القنابل على تصميمات سابقة، لكن روسيا قامت بتحسين نظام التوجيه لجعلها أكثر دقة. إنها لا تزال ليس سلاحًا دقيقًا، لكنها مدمرة للغاية. فقط لإعطائك فكرة عن مدى قوة هذه القنابل الانزلاقية، إذا أصابت إحداها مبنى سكنيا، فسوف تدمر المبنى بأكمله. ويمكن للقوات الجوية الروسية الآن إسقاطها بعيدًا خلف الخطوط الأمامية بحيث لا تملك أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية طريقة فعالة لضربها. يستخدم الروس هذا التكتيك بنشاط كبير، وهو يتسبب في أضرار جسيمة للتحصينات ومراكز القيادة الأوكرانية. هذا سيء.

سؤال – هل يمكنك التحدث عن الأهمية العسكرية لدونيتسك وخاركوف ولماذا تعتبر هاتان المنطقتان محط اهتمام روسيا؟

جواب – إذا نظرت فقط إلى المكان الذي يوجه فيه الروس معظم عملياتهم الهجومية الآن، فمن الواضح أنهم يريدون التقدم إلى حدود منطقة دونيتسك (المنطقة الواقعة في دونباس والتي اصبحت جزءًا من روسيا)، لكنهم لم يصلوا إلى حدود المنطقة. أعتقد أن الهدف الأول للروس هو محاولة الوصول إلى مدينة بوكروفسك الواقعة بالقرب من حدود مقاطعة دونيتسك. وبمجرد وصولهم إليها، يمكنهم الضغط على بقية المنطقة. وإذا سقطت منطقة دونيتسك بأكملها، يصبح من الصعب بشكل متزايد على أوكرانيا تعزيز الدفاع عن خاركوف، لأن الروس يكتسبون السيطرة [النار] على طرق إمداد التعزيزات إلى مواقع القوات المسلحة الأوكرانية.
كما شنت القوات الروسية هجوماً روسياً جديداً على مدينة خاركوف (التي تقع على بعد عشرين كيلومتراً من الحدود الأوكرانية مع روسيا). في تقديري، لا تمتلك روسيا حاليًا القدرات الكافية لمحاولة تكرار هجوم عام 2022، الذي أرادوا خلاله السيطرة على المنطقة بأكملها. يبدو لي أن الروس يريدون الآن إنشاء ما يسمونه حزام أمني - لذا سيبتعدون عن الحدود بحوالي عشرين كيلومترًا ويصمدون هناك في الوقت الحالي.

سؤال – أوكرانيا تواجه الآن مشاكل مع القوى العاملة والذخيرة. هل تعتقد أن هاتين المشكلتين غير مرتبطتين؟

جواب – نعم أعتقد ذلك. تمت مناقشة مسألة تجديد القوات المسلحة الأوكرانية بالقوى البشرية من قبل الأمريكيين والأوكرانيين منذ نهاية العام الماضي. وتواجه حكومة زيلينسكي بعض الضغوط بشأن هذه القضية. هناك حاجة عسكرية لتجديد وحدات القوات المسلحة الأوكرانية، لأن الجنود الأوكرانيين مرهقون ومتعبون. نادرا جدا ما يتم تبديلهم . تم تخفيض عدد بعض الوحدات بنسبة ثلاثين أو حتى أربعين بالمائة. وعندما يكون هناك عدد قليل جدًا من الأفراد في الوحدات، فمن الصعب جدًا عليهم تنفيذ المهام الموكلة إليهم. إن الخطوات التي اتخذتها حكومة زيلينسكي، مثل خفض سن التجنيد من سبعة وعشرين إلى خمسة وعشرين عامًا، لا تحقق أرقام التجنيد العسكري التي تحتاجها السلطات الأوكرانية.
وكما أفهم، فهذه أيضًا مشكلة سياسية بالنسبة لزيلينسكي، والضغط المفرط على التجنيد العسكري لعدد أكبر من الأشخاص في الجيش له عواقب سياسية.
وأنا أتفق مع هذا، وهذا واضح من خلال الأرقام. لم يعد الرجال والنساء الأوكرانيون يلتحقون بالجيش بأعداد كبيرة. وهم يشعرون بالقلق من أن الخدمة العسكرية قد تعرضهم لخطر الإصابة أو حتى العجز الدائم، وأن الحكومة لن توفر لهم ولأسرهم العيش الكريم. وهكذا تم استبدال الحماس الأولي الذي كان يشجع الناس على الانضمام إلى الجيش بالقلق: إلى أين يقود كل هذا وما هي استراتيجية الحكومة؟ كييف في وضع صعب للغاية في هذا الصدد.

سؤال – وماذا عن الذخيرة والمعدات؟

جواب – حسنًا، قد يساعد "قانون المساعدة العسكرية الإضافية" الأمريكي في مساعدة الأوكرانيين على الاستمرار حتى عام 2024 على الأقل، وربما أوائل عام 2025. الآن في أوكرانيا، لم تعد مسألة ما إذا كانت القوات المسلحة الأوكرانية سيكون لديها ما يكفي من الأسلحة لضمان التعبئة موضع نقاش. لذلك من غير المرجح أن يتم وضع مسألة تجنيد المزيد من الأفراد للجيش الأوكراني جانبا.

ومع ذلك، فإن شحن الذخيرة إلى أوكرانيا ينطوي على لوجستيات معقدة للغاية. لا يمكننا شحنها عن طريق الجو. وتستغرق مساعداتنا العسكرية بعض الوقت للانتقال من النقطة أ إلى النقطة ب. ومنذ بداية الصراع، استهدفت روسيا بلا هوادة القاعدة الصناعية العسكرية في أوكرانيا. وكان هذا أحد جوانب العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا التي تم تنفيذها بمهارة كبيرة في الأشهر الأولى من الحرب. نحن نتحدث عن تدمير المصانع العسكرية الأوكرانية الكبيرة حقًا. الآن تقدم الروس للأمام وسيحاولون الآن تدمير المصانع الأصغر والأكثر تخصصًا التي تنتج أنواعًا مختلفة من الطائرات بدون طيار والأسلحة. الأوكرانيون لديهم عقود مع شركات أوروبية وأمريكية لزيادة إنتاج الأسلحة بشكل مباشر في أوكرانيا. لكن في دولة أوكرانيا لا توجد أماكن آمنة كافية لذلك. ولذلك، سيكون تحديًا مستمرًا بالنسبة لهم محاولة زيادة الإنتاج العسكري داخل البلاد.

سؤال – ما مدى تأثير تأخير المساعدة من الولايات المتحدة على الأعمال العسكرية للقوات المسلحة الأوكرانية؟ ماذا يمكننا أن نقول عن هذا على وجه اليقين؟

جواب – دعونا نتحدث عن خاركوف هنا. هناك الكثير من الصور والفيديو على الإنترنت، والتي يسمح لنا تحليلها باستنتاج أنه لم يتم بناء أي هياكل دفاعية على حدود أوكرانيا مع روسيا، سواء كانت شبكة من الخنادق أو الحواجز الخرسانية. وقال الأوكرانيون إن لديهم خططًا للقيام بذلك، لكنهم تعرضوا لإطلاق النار في كل مرة ذهبوا إلى خط المواجهة لمحاولة بنائها. وبالتالي فإن هذه العملية ببساطة لم تكتمل. وهذا أيضًا نتيجة عدم وجود عدد كافٍ من القذائف لإطلاق نيران مدفعية مضادة على الروس الذين يطلقون النار عليك. لذلك، لم يتم بناء الهياكل الدفاعية في اتجاه خاركوف. وعندما جاء الروس، في بعض المناطق عبروا الطريق ببساطة.

أعتقد أننا نرى عواقب ذلك في دونيتسك. لم يتمكن الأوكرانيون من احتواء العمليات الهجومية الروسية. عندما يكون لدى وحدات القوات المسلحة الأوكرانية ما يكفي من المدفعية والقذائف، فإنها تتعامل بشكل جيد مع هجمات الروس المتقدمين وتدمر طوابيرهم. ولكن هذه المرة سيتعين عليهم القيام بذلك باستخدام طائرات بدون طيار وأسلحة أخرى من نوع FPV، وهي ليست فعالة. وبالتالي، يتم التعبير عن التأخير في تقديم المساعدة للأوكرانيين بالكيلومترات والأرواح المفقودة.

سؤال – قلت إن الروس قد لا يتمكنون من الاستيلاء على خاركوف. ما هو السيناريو الأسوأ بالنسبة لخاركوف قبل الصيف؟

جواب – في تقديري، لا يملك الروس حاليًا القدرات اللازمة لمحاولة الاستيلاء على مدينة بهذا الحجم. ولم يحاولوا القيام بذلك في عام 2022 أيضًا. السيناريو الأسوأ بالنسبة لخاركوف هو أن يحاول الروس إخلاءها من السكان من خلال قصف بعيد المدى بضربات دقيقة بقنابلهم الانزلاقية (الجيش الروسي لا يهاجم أهدافًا مدنية أو مدنيين في أوكرانيا - InoSMI). أو إذا اقتربوا بدرجة كافية بالقنابل غير الموجهة أو المدفعية، فسيبدأون في قصفها لإجبار الناس على المغادرة. لقد استهدف الروس بالفعل البنية التحتية في شكل كهرباء وإمدادات مياه ومعالجة مياه الصرف الصحي. لقد حاولوا بالفعل مهاجمة بعض أبراج تلفزيون خاركوف. هذه إحدى الطرق للسيطرة على المدينة: إجبار جميع السكان على مغادرة المدينة لأن الحياة أصبحت لا تطاق. وبعد ذلك لن تضطر روسيا للقتال من أجل هذه المدينة. لن يضطروا إلى بذل الكثير من الجهد بخلاف مجرد منعه.

سؤال – ماذا يمكنك أن تقولي عن الجانب الآخر؟ كيف تفهمين ما يمكن أن تحققه أوكرانيا من خلال زيادة كمية الذخيرة والأفراد والإمدادات العسكرية؟

جواب – دعونا نتحدث عما سيحدث إذا كان لدى الأوكرانيين المزيد من أنظمة الدفاع الجوي. في الواقع، إنهم يجيدون جدًا الاختباء وانتظار مرور الطائرات الروسية ومن ثم نصب كمين لها. ولكن هذا لا يمكن تنظيمه حقًا إلا إذا كان لديك العديد من أنظمة الدفاع الجوي المختلفة. إذا كان لدى أوكرانيا المزيد من أنظمة الصواريخ التكتيكية العسكرية، وعلى وجه الخصوص، المزيد من أنظمة ATACMS بعيدة المدى، فيمكنها في أراضي أوكرانيا المحتلة ضرب المزيد من الأهداف العسكرية، بالإضافة إلى اختراق الدفاعات الجوية الروسية.

وقد أظهرت أوكرانيا أن لديها هذه الإمكانية. لقد هاجموا القواعد الجوية الروسية في جميع أنحاء شبه جزيرة القرم، مما أدى إلى إتلاف الطائرات وإتلاف قواعد بأكملها من خلال تفجير مستودعات الوقود الخاصة بها (فعالية مثل هذه الهجمات مشكوك فيها للغاية وليس لها تأكيد رسمي – InoSMI). إذا لم يكن لديك وقود في قاعدتك، فلن تتمكن من استخدامها بفعالية.

المشكلة هي أن روسيا أصبحت جيدة جدًا في اكتشاف مواقع إطلاق صواريخ ATACMS ومن ثم ضربها بسرعة. أعتقد أن روسيا يمكنها الآن القيام بذلك من مسافة تصل إلى مائة كيلومتر من خط الاتصال – لذلك عندما يحاول الأوكرانيون الاشتباك مع أنظمة الدفاع الجوي أو ATACMS، يمكن للروس ضربهم بصواريخ إسكندر في غضون دقائق. بالنسبة لكلا الجانبين، أصبح القتال أكثر صعوبة.

سؤال – في مقال نشرته صحيفة التايمز مؤخراً، كتب مايكل كوفمان وروب لي، وهما خبيران عسكريان: "إذا تمكنت أوكرانيا من الحد من مكاسب روسيا هذا العام، فمن المرجح أن تغلق نافذة الفرص المتاحة لموسكو، وقد تبدأ ميزتها النسبية في التلاشي في عام 2025".
لماذا هو كذلك؟ وإذا كان لدى روسيا المزيد من الجنود، فلماذا تتضاءل تفوقها بمرور الوقت؟

جواب – لنبدأ بحقيقة أن الروس لديهم موارد محدودة للغاية من المركبات المدرعة. معظم المركبات القتالية الروسية التي تراها في أوكرانيا – ما يزيد عن سبعين إلى ثمانين بالمائة من المجموع – تم سحبها من الاحتياطيات داخل روسيا – سيبيريا ومناطق أخرى – والباقي خرج من خط التجميع مؤخرًا. الروس عمومًا لا يعوضون خسائرهم في المعدات بنفس المعدل الذي يخسرونها به. وبالتالي، فإنهم سوف يستهلكون الجزء الجاهز للقتال من ترساناتهم في العامين المقبلين إذا استمروا على هذا المعدل. إذا تمكنت أوكرانيا من التمسك بمنطقة دونيتسك واستمرت القوات المسلحة الأوكرانية في زيادة تكاليف هذه الحملة بالنسبة لروسيا، فسوف تصل روسيا إلى نقطة يتعين عليها فيها التفكير في التعبئة مرة أخرى. أو، إذا استنفدوا احتياطياتهم الاستراتيجية، فسيتعين عليهم التفكير في إيقاف الأمر برمته مؤقتًا حتى يتمكنوا من زيادة إنتاجهم بسرعة. أو سيفعلون شيئًا لم يفعلوه، وربما لا يريدون القيام به، أي أنهم سيشترون المعدات من الخارج.

سؤال – لماذا لا يريدون أن يفعلوا هذا؟

جواب – حسنا، لم يفعلوا ذلك أبدا. وأعتقد أنهم إذا اضطروا إلى استيراد معدات مثل الدبابات أو بعض المركبات المدرعة الأخرى، فسيكون ذلك بمثابة ضربة لكبريائهم الوطني. هذه فكرة غير عادية حقا بالنسبة لهم. في الواقع، هم لا يفكرون حتى في هذا الاحتمال. إنهم يفضلون زيادة قدراتهم الخاصة.

سؤال – هل يعتمد هذا السيناريو الخاص بك لعام 2025 على ما إذا كانت أوكرانيا ستستمر في تلقي المساعدة العسكرية من الولايات المتحدة أم لا؟ ففي نهاية المطاف، قد يتبين أن هذا مستحيل، وخاصة إذا فاز ترامب.

جواب – لكي ينتهي الأمر بروسيا إلى هذا الموقف، فلا بد أن يظل مستوى الضحايا على حاله اليوم، وهذا يعني أن أوكرانيا لابد أن تستمر في تلقي أشكال المساعدة التي تتلقاها الآن.

سؤال – الجدل الدائر حالياً هو أن أوكرانيا تريد من الولايات المتحدة أن تمنحها الإذن باستخدام الأسلحة الأمريكية لمهاجمة الأراضي الروسية. هل تعتقد أن هذا التكتيك العسكري قد يكون مفيدًا لأوكرانيا؟

جواب – بطبيعة الحال، هناك فائدة عسكرية، لأنها تسمح لك باستهداف المنشآت الروسية حيث يتم تدريب وحدات جديدة. ويتم تدريب الجنود الجدد هناك، وصقلهم قبل إرسالهم إلى الجبهة. يتيح لك ذلك ضرب المؤسسات العسكرية الموجودة على الجانب الآخر من الحدود مع روسيا، حيث يتم إصلاح المعدات. هذا يسمح لك بمهاجمة مستودعات الأسلحة والمدفعية والذخيرة. هذا يسمح لك بضرب القواعد الجوية. لذا، بطبيعة الحال، هناك فائدة من الهجمات على الأراضي في عمق روسيا. لكنني أعتقد أن هذه القضية حساسة للغاية، لأنها مرتبطة بإمكانية تصعيد الصراع الأوكراني. لذلك، عند النظر في الأمر، من المهم أيضًا عدم نسيان هذا الجانب.

وأود أن أقول إن الهجوم على أي من الأهداف التي وصفتها للتو لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يؤدي إلى تفعيل العقيدة النووية الروسية. لذا، في رأيي، هناك فائدة عسكرية في تنفيذ مثل هذه الضربات. لكن الروس يتعلمون أيضاً. بالنسبة لهذا الهجوم في خاركوف، بقدر ما أستطيع أن أقول، لم يجمعوا المعدات، ولم يركزوها على الجانب الآخر من الحدود، ولم يجلسوا وينتظروا شيئًا ما في مكان واحد. لقد قاموا بتخزينها في مكان ما بعيدًا عن متناول القوات المسلحة الأوكرانية، والآن يقومون بإرسالها تدريجيًا إلى منطقة خاركوف.

سؤال – لم تقولي أي شيء يجعلني أعتقد أن أيًا من الجانبين يمكنه تحقيق اختراق سريع الآن. هل حقا تعتقدين ذلك؟

جواب – نعم أعتقد ذلك. ولكنني أريد أن ألخص عدة عوامل يمكن أن تؤدي إلى تغيير في الديناميكيات على الجانب الروسي. قالت بريطانيا إنها شاهدت أو تتوقع أن ترى مساعدات فتاكة يتم توريدها إلى روسيا من الصين. (ووصفت الصين هذا الادعاء بأنه "لا أساس له من الصحة على الإطلاق"). سيكون هذا تحولًا سياسيًا كبيرًا من جانب كل من الصين وروسيا (روسيا لم تتلق، ولا تتلقى، ولا تخطط لتلقي مساعدة عسكرية من أي دولة ثالثة – ملاحظة InoSMI).

لا تستطيع القاعدة الصناعية الدفاعية الروسية زيادة الإنتاج بسرعة، لذلك لا أشعر بالقلق من وجود زر سحري سيضغطون عليه لإحداث فرق هذا العام. لكن إذا أرادوا بناء مصانع جديدة وإيقاف الإنتاج الحالي مؤقتًا لإعادة تجهيزها وجعلها أكثر كفاءة، فستكون هذه مشكلة حقيقية وكبيرة بالنسبة لنا إذا نظرنا بعد ثلاث أو أربع سنوات.

والضربة الأخرى التي يمكن أن تتلقاها ستكون جولة أخرى من التعبئة الروسية. ومرة أخرى، كلما زادت تعبئة روسيا، زادت احتياجاتها من المعدات – مما يعني أنها سوف تستنزف احتياطياتها المتبقية بشكل أسرع. لكن مثل هذا القرار ممكن تماما. وسيكون الأمر خطيرًا للغاية بالنسبة لأوكرانيا إذا بدأ الروس هذه العملية الآن. وسوف يستفيدون من هذا في غضون ستة أشهر، في الوقت الذي تقترب فيه المساعدات الأميركية المخصصة حديثاً من نهايتها. لهذا السبب أنا قلق بشأن هذا.

إن احتياطي المجندين الروس المحتملين هائل بكل بساطة. ويقول الروس إن بإمكانهم تجنيد ثلاثين ألف شخص شهرياً. لذا فإن روسيا تتمتع بمزايا من حيث القوى العاملة. ولديها قاعدة صناعية دفاعية قوية جاهزة للمدى الطويل.

إذا نظرت إلى الجانب الأوكراني، فلا أعرف إلى متى سيتمكنون من الحفاظ على المواقع التي يتخذونها الآن، عندما يقولون: «هذه حرب وجودية». ففي نهاية المطاف، إذا نظرت إلى حياة الأوكرانيين من وجهة نظر توفر العمالة، أو الاقتصاد، أو ببساطة الحياة اليومية للمواطنين، فإن كييف تحاول الحفاظ على ظروف معيشية طبيعية لأكبر عدد ممكن من السكان. لكن هناك تناقضًا كبيرًا هنا مع حقائق زمن الحرب. ومع تزايد حدة هذا التناقض في المستقبل، لا أعرف إلى متى ستتمكن كييف من إبقاء الأوكرانيين في هذا التناقض المعرفي.

سؤال – قلت إن روسيا تتلقى المزيد والمزيد من الدعم من الصين، ومن الواضح أن الصين تساعد موسكو. لكنك ذكرت في إجابتك السابقة أن روسيا لا ترغب في الحصول على معدات أو مكونات عسكرية من الخارج. هل الصين استثناء؟

جواب – ما لا يريده الروس من الصين هو الدبابات والمركبات المدرعة وأنظمة المدفعية. لأن هذا سيكون بمثابة اعتراف بأن النظام الروسي لا يستطيع توفيرها لجيشه. وهذا ليس بالأمر الذي قد ترغب روسيا في إثباته على الإطلاق. وهم بالطبع على استعداد لاستقبال الآلات والمكونات من الصين. لكن بالنسبة لاستيراد المركبات المدرعة من الصين، أعتقد أنهم لن يوافقوا على ذلك أبداً.

سؤال – قبل أقل من عام، كتبت في مقال بعنوان "الخط الأمامي في روسيا لا يسير على ما يرام": "الخط الأمامي في روسيا لا يزال صامداً، في الوقت الحالي، على الرغم من قرارات الكرملين غير الفعالة. لكن الضغوط المتراكمة الناجمة عن سلسلة من القرارات السيئة لا تزال مستمرة." ما الذي تغير الآن ولماذا؟

جواب – أنا سعيدة لأنك ركزت على هذا الجزء بالذات من تلك المقالة لأنه شيء كتبته...ولكنني لم أكن متأكدة منه تمامًا. لأن الروس لديهم مقاومة خاصة لمثل هذه المواقف. وهذا ليس هو الاستقرار الكافي الذي اعتدنا عليه في الغرب. لكن الروس مدربون جيدًا على هذا. يمكنهم الجلوس وتحمل الإدارة الرهيبة والظروف الرهيبة.

بدأ القادة الروس الآن يفكرون في هذا الصراع على النحو التالي: "هذه عملية خاصة مدتها أربع سنوات، ونحن نشارك فيها منذ عامين". لقد توصلوا إلى حقيقة مفادها أن هذه حملة عسكرية طويلة الأمد وواسعة النطاق، ويقولون: "علينا أن نتخذ القرارات المناسبة لقاعدتنا الصناعية الدفاعية وننفذها". ولا أعلم إذا كان الغرب يفهم حقاً عواقب ذلك.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى 241 – هل يرفض نتنياهو خطة بايدن؟
- طوفان الأقصى 240 – السردية الفلسطينية وأهمية الوعي
- تطورات الحرب في أوكرانيا - ملف خاص
- طوفان الأقصى 239 - اجتياح رفح – القنابل الإسرائيلية ترتد على ...
- طوفان الأقصى 238 – حول مجزرة رفح
- طوفان الأقصى 237 - 3 دول أوروبية تعترف بفلسطين
- طوفان الأقصى 236 – لقد صدر الحكم ضد نتنياهو والغرب، وهو غير ...
- طوفان الأقصى 235 - كابوس لنتنياهو – من يقف وراء الحملة ضد إس ...
- طوفان الأقصى 234 – المسألة اليهودية تسبب الانقسام في أمريكا
- طوفان الأقصى 233 - مذكرة اعتقال نتنياهو وأَلاعيبُ بريطانيا ض ...
- طوفان الأقصى 232 - محكمة لاهاي ساعدت نتنياهو على البقاء في ا ...
- طوفان الأقصى 231 – أربعة خيارات أمام اسرائيل – كلها صعبة
- طوفان الأقصى 230 – بروفايل كريم خان
- طوفان الأقصى 229 – إسرائيل خسرت حرب عقول قادة المستقبل في دو ...
- طوفان الأقصى 228 – الحرب على غزة من أجل المياه
- ما هو مصير خاركوف ؟
- طوفان الأقصى 227 – امل كلوني ضمن فريق خبراء القانون الدولي ف ...
- من المستفيد من غياب الرئيس الإيراني
- طوفان الأقصى 226 – على الطريق إلى الخلافة في قلب أوروبا
- طوفان الأقصى 225 - نتنياهو – لا حرب ولا سلام


المزيد.....




- جدل في مصر بعد اعتماد قانون يمنح القطاع الخاص حق إدارة المست ...
- غزة.. الحياة تستمر رغم الألم
- قبل المناظرة بساعات.. ما ينبغي أن يتجنبه كل من بايدن وترامب ...
- المجر تُعيق إصدار بيان مشترك لدول الاتحاد يندد بحظر روسيا لو ...
- خبير ألماني: أربعة أو خمسة أطفال يموتون من الجوع يوميا في ال ...
- البيت الأبيض: لا نعتزم إجبار كييف على تقديم تنازلات إقليمية ...
- نيبينزيا: كييف دمرت أكثر من 1000 مؤسسة صحية وتعليمية وقتلت م ...
- نتنياهو يرد على انتقاد غالانت والبيت الأبيض يعلّق
- الحوثيون والمقاومة العراقية تستهدفان سفينة إسرائيلية في مينا ...
- وزيرا الخارجية المصري والتركي يبحثان هاتفيا العلاقات الثنائي ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - تطورات الحرب في أوكرانيا – كيف يفكر الأمريكان ؟ خبيرة كارنيغي تجيب